الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمد و على آله وصحبه وسلَّم
أمّا بعدُ
فإنّني أنبهُ على هذا القول الذي ورد في كلام سعيد بن مسفر القحطاني
سئل سعيد بن مسفر بعد محاضرةٍ له بعنوان ( آثار الصدق ) السؤال التالي :" دلني على كتب تفيدني في أمور ديني؟".
فأجاب : طبعاً الكتب كثيرة؛ ولكن ندل الناس -خاصةً المبتدئين منهم- على بعضها،فيا إخواننا! من الكتب التي ندل عليها -وبالطبع كتاب الله لا يقال له أنّه من الكتب؛ لأنه لا يُقارن بغيره من كتب البشر. انتهى
هذا مثل قول النفاة الذين يقولون :لا نقول إنّ لله يدًا أو وجهًا أو أنّه مُتّكلمًا بصوت .... لأنّنا سنَقعُ في التشبيه .
((بل نقول:كتابٌ ونحن ما نقول كتاب هكذا مجردًا وإنما نقول كتاب الله وإذا قيل الكتاب معرفًا انصرف الذهن إلى كتاب الله لا لسواه وفي الآيات جاء مجردًا عن الإضافة لأن سياق الآية يدل على أنه كتاب الله .
ولا يشابه كتب المخلوقين وقاعدتنا في ذلك هذه الآية العظيمة ، قال تعالى :(( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير)) نقول : كتابٌ لأنّ الله تعالى قال:((ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ )) و قال تعالى : (( كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ)) وقال تعالى :(( الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ)) والأدلة كثيرة .
القاعدة أننا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الواجب أن ينظر في هذا الباب ؛ فما أثبته الله ورسوله أثبتناه ، وما نفاه الله ورسوله نفيناه ، والألفاظ التي ورد بها النص يُعتصم بها في الإثبات والنفي ؛ فنثبت ما أثبتته النصوص من الألفاظ والمعاني ، وننفى ما نفته النصوص من الألفاظ والمعاني ، وأما الألفاظ التي تنازع فيها من ابتدعها من المتأخرين ، مثل لفظ الجسم والجوهر والمتحيز والجهة ونحو ذلك ، فلا تطلق نفيا ولا إثباتا حتى ينظر في مقصود قائلها ؛ فإن كان قد أراد بالنفي والإثبات معنى صحيحا موافقا لما أخبر به الرسول : صُوِّب المعنى الذي قصده بلفظه ، ولكن ينبغي أن يعبر عنه بألفاظ النصوص لا يعدل إلى هذه الألفاظ المبتدعة المجملة إلا عند الحاجة ، مع قرائن تبين المراد بها ، والحاجة مثل أن يكون الخطاب مع من لا يتم المقصود معه إن لم يخاطب بها .
وأما إنْ أريد بها معنًى باطل : نُفي ذلك المعنى ، وإنْ جمع بين حق وباطل : أثبت الحق ، وأبطل الباطل " انتهى . "منهاج السنة النبوية" (2/554-555 ) .بنت عمر
أمّا بعدُ
فإنّني أنبهُ على هذا القول الذي ورد في كلام سعيد بن مسفر القحطاني
سئل سعيد بن مسفر بعد محاضرةٍ له بعنوان ( آثار الصدق ) السؤال التالي :" دلني على كتب تفيدني في أمور ديني؟".
فأجاب : طبعاً الكتب كثيرة؛ ولكن ندل الناس -خاصةً المبتدئين منهم- على بعضها،فيا إخواننا! من الكتب التي ندل عليها -وبالطبع كتاب الله لا يقال له أنّه من الكتب؛ لأنه لا يُقارن بغيره من كتب البشر. انتهى
هذا مثل قول النفاة الذين يقولون :لا نقول إنّ لله يدًا أو وجهًا أو أنّه مُتّكلمًا بصوت .... لأنّنا سنَقعُ في التشبيه .
((بل نقول:كتابٌ ونحن ما نقول كتاب هكذا مجردًا وإنما نقول كتاب الله وإذا قيل الكتاب معرفًا انصرف الذهن إلى كتاب الله لا لسواه وفي الآيات جاء مجردًا عن الإضافة لأن سياق الآية يدل على أنه كتاب الله .
ولا يشابه كتب المخلوقين وقاعدتنا في ذلك هذه الآية العظيمة ، قال تعالى :(( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير)) نقول : كتابٌ لأنّ الله تعالى قال:((ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ )) و قال تعالى : (( كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ)) وقال تعالى :(( الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ)) والأدلة كثيرة .
القاعدة أننا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الواجب أن ينظر في هذا الباب ؛ فما أثبته الله ورسوله أثبتناه ، وما نفاه الله ورسوله نفيناه ، والألفاظ التي ورد بها النص يُعتصم بها في الإثبات والنفي ؛ فنثبت ما أثبتته النصوص من الألفاظ والمعاني ، وننفى ما نفته النصوص من الألفاظ والمعاني ، وأما الألفاظ التي تنازع فيها من ابتدعها من المتأخرين ، مثل لفظ الجسم والجوهر والمتحيز والجهة ونحو ذلك ، فلا تطلق نفيا ولا إثباتا حتى ينظر في مقصود قائلها ؛ فإن كان قد أراد بالنفي والإثبات معنى صحيحا موافقا لما أخبر به الرسول : صُوِّب المعنى الذي قصده بلفظه ، ولكن ينبغي أن يعبر عنه بألفاظ النصوص لا يعدل إلى هذه الألفاظ المبتدعة المجملة إلا عند الحاجة ، مع قرائن تبين المراد بها ، والحاجة مثل أن يكون الخطاب مع من لا يتم المقصود معه إن لم يخاطب بها .
وأما إنْ أريد بها معنًى باطل : نُفي ذلك المعنى ، وإنْ جمع بين حق وباطل : أثبت الحق ، وأبطل الباطل " انتهى . "منهاج السنة النبوية" (2/554-555 ) .بنت عمر