السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وآله وصحبه ومن والآه
أما بعد
عن أنس ¤ رضي الله عنه ¤ أن رسول الله ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ __قال:
{لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين }
قال الشيخ ¤رحمه الله ¤ :
قوله في حديث أنس : { لايؤمن }
هذا نفي للإيمان ، ونفي الإيمان تارة يراد به نفي الكمال الواجب وتارة يراد به نفي الوجود أي نفي الأصل والنفي في هذا الحديث هو نفي كمال الإيمان الواجب ، إلا إذا خلا القلب من محبة الرسول ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ إطلاقا ، فلا شك أن هذا نفي لأصل الإيمان
وقوله { من ولده } يشمل الذكر والأنثى وبدأ بمحبة الولد لأن تعلق القلب به أشد من تعلقه فأبيه غالنا
وقوله { ووالده } يشمل أباه وجده وإن علا وأمه وجدته وإن علت
وقوله { والناس أجمعين }يشمل إخوته وأعمامه وأبناءهم وأصحابه ونفسه لأنه من الناس
فلا يتم الإيمان حتى يكون الرسول أجب إليه من جميع المخلوقين
واذا كان هذا في محبة رسول الله ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ فكيف بمحبة الله تعالى !!
" ومحبة رسول الله ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ تكون لأمور :
* * الأول* * أنه رسول الله ، وإذا كان الله أجب إليك من كل شيئ ، فرسوله أحب إليك من كل مخلوق
* * الثاني * * لما قام به من عبادة الله وتبليغ رسالته
* * الثالث * * لما آتاه الله من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال
* * الرابع * * أنه سبب هدايتك وتعليمك وتوجيهك
* * الخامس * * لصبره على الأدى في تبليغ الرسالة
# ويستفاد من هذا الحديث :
1__ وجوب تقديم محبة الرسول ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ على محبة النفس
2__ فداء الرسول ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ بالنفس والمال
3__ أنه يجب على الإنسان أن ينصر سنة رسول الله ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ ويبدل لدلك نفسه وماله وكل طاقته لأن ذلك من كمال محبة رسول الله ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ ولذلك قال بعض أهل العلم في قوله :
{ إن شانئك هو الابتر }
أي مبغضك __قالوا : وكذلك من أبغض شرعه ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ فهو مقطوع لا خير فيه
4__ جواز المحبة التي للشفقة والإكرام والتعظيم
5__وجوب تقديم قوله ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ على قول كل الناس لأن لازم كونه أحب من كل أحد أن يكون قوله مقدما على كل أحد حتى على نفسك
* فمثلا : أنت تقول شيئا وتهواه وتفعله فيأتي إليك أحد ويقول لك : هذا يخالف قول الرسول ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ فأنت تنتصر للرسول أكثر مما تنتصر لنفسك فتدع ما تهواه من أجل طاعة الرسول ¤ صلى الله عليه وسلم ¤
ووجوب تقديم قوله ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ على قول كل الناس حتى على قول أبي بكر وعمر وعثمان وعلى قول الأمة الأربعة ومن بعدهم
قال تعالى : {وما كان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم }
لكن إذا وجدنا حديثا يخالف الاحاديث الصحيحة الاخرى أو مخالفا لقول أهل العلم وجمهور الأمة فالواجب الثأني والتثبت في الأمر ولا تتعجل في قبوله بل يجب عليك أن تراجع وتطالع في سنده حتى يتبين لك الأمر لأن اتباع الشذوذ يؤدي الى الشذوذ
أن محبة الرسول ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ من محبة الله ولأنه إذا كان لا يكمل الإيمان حتى يكون الرسول ¤ صلى الله عليه وسلم ¤ أحب الى الإنسان من نفسه والناس أجمعين فمحبة الله أولى وأعظم
أسأل الله أن يرزقنا حبه وحب نبيه وحب عباده الصالحين
المصدر :
كتاب ( القول المفيد على كتاب التوحيد )
لفضيلة الشيخ العلامة " محمد بن صالح العثيمين " رحمه الله