السبب الذي جعل أبا سعيد لا يصدقه (أي ابن صياد):
عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال : قال لي ابن صائد - وأخذتني منه ذمامة -
هذا عذرت الناس مالي ولكم يا أيا أصحاب محمد ألم يقل رسول الله أنه يهودي وقد أسلمت قال : " ولا يولد له وقد ولد لي وقال إن الله حرم عليه مكة وقد حججت قال ( أي أبو سعيد ) فما زال حتى كاد أن يأخذ فيَّ قوله ، قال : فقال له : أما والله إني لأعلم الآن حيث هو وأعرف أباه وأمه .
قال وقيل له : أيسرك أنك ذاك الرجل ؟ فقال لو عرض عليَّ ما كرهت .
انظر ما زال بأبي سعيد حتى كاد يؤثر فيه فيصدقه ويعذره ولكن الله حمى هذا الصحابي الجليل من تصديقه فإن في تصديقه وحسن الظن به شراً كبيراً .
فخذل الله هذا الخبيث فجعله يتحدث بما يبرىء ساحة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من ظلمه وبما يدينه فقال : والله إني لأعلم الآن حيث هو ..الخ .
ولما قيل له : أيسرك أنك ذاك الرجل فقال : لو عرض عليَّ ما كرهت " صحيح مسلم حديث(2927) .
فكيف بعد هذا يطالب أبو الحسن أصحاب محمد بتصديقه وحسن الظن به .
كيف يصدقونه ويحسنون الظن به وقد وقعت منه حوادث ومواقف تدل أنه دجال كبير ، منها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه حديث (2924) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بابن صياد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" قد خبأت لك خبيئاً " فقال دخ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إخسأ فلن تعدو قدرك " فقال عمر : يا رسول الله دعني أضرب عنقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" دعه فإن يكن الذي تخاف ، لن تستطيع قتله " .
فعند رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمال أن يكون هو الدجال الأكبر .
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه- قال : لقيه ( يعني ابن صياد ) وأبو بكر وعمر في بعض طرق المدينة ، فقال له رسول الله r " أتشهد أني رسول الله؟ فقال هو : أتشهد أني رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " آمنت بالله وملائكته وكتبه ما ترى ؟ " قال : أرى عرشاً على الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ترى عرش إبليس على البحر . وما ترى ؟ "
قال : أرى صادقين وكاذباً أو كاذبين وصادقاً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لبس عليه فدعوه " مسلم حديث 2925من كتاب الفتن .
وعن ابن المنكدر ، قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن صائد الدجال، فقلت أتحلف بالله ؟ قال : إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم "صحيح مسلم " حديث ( 2929) .
وعن نافع قال لقي ابن عمر ابن صائد في بعض طرق المدينة ، فقال له قولاً أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة ، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت له: رحمك الله ما أردت من ابن صائد ؟ أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنما يخرج من غضبة يغضبها " صحيح مسلم حديث (2932) .
وعن ابن عون عن نافع ، قال : كان نافع يقول : ابن صياد ، قال قال ابن عمر: لقيته مرتين . قال فلقيته فقلت لبعضهم : هل تحدثون أنه هو ؟ قال لا والله ! قال قلت كذبتني والله لقد أخبرني بعضكم إنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالاً وولداً . فكذلك هو زعموا اليوم . قال فتحدثنا ثم فارقته . قال فلقيته لقيةً أخرى وقد نفرت عينه . قال فقلت : متى فعلت عينك ما أرى قال : لا أدري . قال قلت : لا تدري وهي في رأسك ؟ قال إن شاء الله خلقها في عصاك هذه . قال فنخر كأشد نخير حمار سمعت . قال فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت . وأما أنا ، فو الله ما شعرت . قال وجاء حتى دخل على أم المؤمنين فحدثها فقالت ما تريد إليه ؟ ألم تعلم أنه قد قال "إن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه " .
فهذا عمر يحلف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابن صائد هو الدجال فلا ينكر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا جابر يحلف أن ابن صائد الدجال .
وهذه قصته مع ابن عمر الذي يعتقد فيه أنه الدجال – وكذلك حفصة رضي الله عنها تعتقد فيه أنه الدجال ولا سيما بعد أن نفرت عينه أي ورمت ونتأت وهاهو يغضب وينتفخ حتى يملأ السكة .
وأقول : أنا لا أستبعد أن يكون هو الدجال ومن القرائن بعد هذه قوله :" والله إني لأعلم الآن حيث هو وأعرف أباه وأمه " .
فالظاهر أن الخبيث يقصد نفسه ، لأنه الآن يعلم نفسه وأنه يدجل على أبي سعيد ويعرف أباه صائداً وأمه التي لا نعرف اسمها وهو يعرفها .
مع كل هذا وأبو الحسن يريد من الصحابة أن يحسنوا به الظن ويصدقوه أنه مسلم ولعله يريد أنه صحابي ، ويسيء أبو الحسن الظن بالصحابة كما يسيء الظن بأهل السنة وعلمائهم ولا يثق بأقوال علماء السنة ولا بأحكامهم ولو كثرت أعدادهم فهو واقع في سوء الظن المهلك وفي حسن الظن المهلك والعياذ بالله . اهـ من مقال للشيخ بعنوان : نقمة أبي الحسن على أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأصحاب رسول الله في موقفهم من الدجال
ابن صياد وعلاقته بالدجال
1- من هو ابن صياد ؟
2- موقف الصحابة من ابن صياد
3- أقوال العلماء في ابن صياد
4- مناقشة هذه الأقوال
5- حديث الجساسة
تعليق