يخلط الناس ، فضلاً عن منتسبي العلم الشرعي بين ثلاث مسائل : التوسل - التبرك - الشفاعة
التبرك :هو قصد الشخص استجلاب منفعة (وهي البركة)أو دفع مضرة من شيء مادي محسوس ،وحكمه فيه خلاف ،فمن العلماء من حرمه تحريماً قطعياً نهائياً لعلة أن اعتقاد الضر والنفع من شيء معين مع الله أو من دون الله حاشا لله شرك أكبر
ومن العلماء من أجازه فقط بآثار النبي صلى الله عليه وسلم واستدلوا بالعديد من الأدلة منها، لكن عندما نقول آثار النبي صلى الله عليه و سلم فنحن نقصد ما يتعلق بجسده من الأظافر و الشعر فلا تدخل الملابس مثلاً في الحكم لعدم وجود الدليل كما سنرى .
عن أنس بن مالك قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه، فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتت فقيل لها: "هذا النبي صلى الله عليه وسلم نام في بيتك على فراشك " فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها ففزع النبي صلى الله عليه وسلم فقال :"ما تصنعين يا أم سليم؟" فقالت :"يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا قال أصبتِ"
معنى )استنقع ) أي اجتمع و(عتيدتها) أي صندوق صغير تجعل المرأة فيه ما يعز من متاعها ،وهذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، ولكن ينبغي الانتباه إلى أمر مهم ،وهو أنه يشترط التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم حصراً فلا يجوز التبرك بحذوة الحصان أو بالخرزة الزرقاء و لا ما لم نتيقن بأنه فعلاً من آثار النبي صلى الله عليه و سلم وما إلى ذلك للحديث الوارد في السلسلة الصحيحة للألباني برقم 331وهو" إن الرقى والتمائم والتولة شرك" والمقصود بالرقى هنا غير الرقى الشرعية من القرآن والسنة بل ما هو مخالف مثل الإستعاذة بالجن بألفاظ أعجمية ،وأما التولة فهي ما يحبب المرأة إلى زوجها من الخيط وغيره.
وبالمقابل يحرم التطير من الرقم 13 أو البومة أو المرأة أو الغراب وغير ذلك للحديث الوارد في السلسلة الصحيحة للألباني برقم 1065"من ردته الطيرة(أي عن حاجته) فقد قارف الشرك" ،وزاد في رواية :" قالوا : وما كفارة ذلك يا رسول الله ؟ قال : يقول أحدهم : اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك" والزيادة بين القوسين ( )مني للتوضيح
أيضا ننبه إلى أمر آخر وهو أن الآثار الموجودة حالياً المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مثل الشعرة في متحف توب كابي بتركيا أو في متحف بنغازي في ليبيا أو القدم الموجودة في دمشق المنسوبة أنها قدمه الشريفة صلى الله عليه وسلم لم تثبت أنها لرسول الله عليه الصلاة والسلام ،بل قامت الأدلة على عكس ذلك تماماً كما سنرى الآن
أولاً :أن النبي لما قيل له في حجة الوداع : يا رسول الله أتنزل في دارك بمكة ؟
فقال : وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور .
متفق عليه
وفي رواية للبخاري أنه قال : وهل ترك لنا عقيل منزلاً .
ومعنى هذا أنه لم تبقَ له دار قبل فتح مكة وقبل حجة الوداع ، فكيف بعد فتح مكة ؟فكيف تبقى إلى الآن ؟؟؟
ثانياً :وجود المحراب في المصلى،والمحراب الذي نعرفه اليوم لم يكن موجوداً على عهد النبي صلى الله عليه و سلمبهذه الهيئة
ثالثاً :أين السند الصحيح على أن هذا هو بيته ؟
فما يُزعم أنه بيته أو شعره أو سيفه كل هذا بحاجة إلى إثباته عن طريق الأسانيد الصحيحة ، وإلا لقال من شاء ما شاء .
فمن الذي يُثبت أن هذا مكان ميلاد فاطمة رضي الله عنها ؟
وأن هذه غرفة خديجة رضي الله عنها ؟وما أشبه ذلك .
رابعاً :أنه لو وجد وكان صحيحا لاتخذه دراويش الصوفية معبداً و لاشتهر بين الناس كما يفعلون عند مكتبة مكة ( شرق الحرم ) يزعمون أن مولد النبي صلى الله عليه و سلم كان فيها، فهم يأتونها ويتبركون بها،بل كانوا يتبرّكون بمكان في المدينة النبوية يُسمّونه( مبرك الناقة ) وكانوا يأتونه ويتبركون به ، وربما أخذوا من تربة ذلك المكان بقصد الاستشفاء !!
ألم يقل النبي صلى الله عليه و سلم عن الناقة : دعوها فإنها مأمورة .
حتى بركت في مكان المسجد .
خامساً :عدم اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بحفظ مثل هذه الآثار ، بل عدم التفاتهم إليها .
فقد بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع تحتها ، فأمر بها فقُطعت(رواه ابن أبي شيبة في المصنف) .
وهذا يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يهتمون بآثار قدم أو منزل أو مبرك ناقة ونحو ذلك .
ومثل ذلك يُقال عما يُزعم أنه شعرة الرسول صلى الله عليه و سلم أو موطئ قدمه أو وجود سيفه أو ما يُزعم أنه الصخرة التي صعد عليها النبي يوم أحد لما أُصيب .
حتى زعم بعضهم أن حجراً بقرب جبل أُحد هو مكان ( طاقية ) الرسول !! صلى الله عليه و سلم،وأين إثبات هذا بالأسانيد الصحيحة؟ وفي زمان الخليفة المهدي العباسي جاءه رجل وفي يده نعل ملفوف في منديل ، فقال:يا أمير المؤمنين ، هذه نعل رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أهديتها لك .فقال : هاتها .فدفعها الرجل إليه ، فقبّـل باطنها وظاهرها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما أخذها وانصرف قال المهدي
لجلسائه:{أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يرها فضلا على أن يكون لبسها !ولو كذّبناه لقال للناس :أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فردّها عليّ ، وكان من يُصدّقه أكثر ممن يدفع خبره ، إذ كان من شأن العامة ميلها إلى أشكالها ! والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالماً !فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدّقناه !ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح}فإذا كان هذا في ذلك الزمان ، ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الأشياء ، لعلمهم أن الكذب فيها أكثر من الصدق !فما بالكم بالأزمنة المتأخرة ؟!
وقال بعض أهل العلم "الأولى الترك للكل سدا للذرائع" ونحن نعتز ونستغني بالحديث الوارد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال "كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال : " يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني .
وأما التوسل:قال ابن الأثير في (النهاية ) : ( الواسل : الراغب والوسيلة : القربة والواسطة وما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به وجمعها وسائل ) وقال الفيروزآبادي في ) القاموس ) : ( وسل إلى الله تعالى توسيلا : عمل عملا تقرب به إليه كتوسل)
ونوضح بمثال، إذا أردت التقدم إلى وظيفة واصطحبت شهادتك الجامعية أو المهنية فهذه الشهادة هي وسيلة.
وشرعاً: جاء في الدر المختار المجلد الثاني ص630(وهو من أشهر كتب الحنفية) ما نصه عن أبي حنيفة : لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى : {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}والتوسل المبتدع هو التوسل بالأشخاص من الأنبياء و الأولياء والصالحين وهناك شبهات حول الموضوع نذكرها ثم نوضح أنواع التوسل المشروع.
الحديث الوارد في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه:" أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان(الصحابة ) إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب . فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون"
والحق أن التوسل كان بدعاء العباس وليس بشخصه بدليل:
أولاً: أنهم لم يذهبوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويستسقوا به.
وثانياً: أنهم لم يجلسوا في بيوتهم ويقولوا "اللهم اسقنا الغيث بجاه حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ."
وثالثاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم في حياته كان يدعوا الله وحده دون التوسل بشخص وحاشا للعباس والصحابة رضي الله عنهم أن يخالفوه .
ويستدل من هذا الحديث توقير عمر رضي الله عنه لآل البيت ومحبته لهم فقد اختار كبيرهم ووجيههم العباس سلام الله عليهم أجمعين.
الشبهة الثانية : أخرج أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافيني . قال : إن شئت دعوت لك وإن شئت أخرت ذاك فهو خير ( وفي رواية : وإن شئت صبرت فهو خير لك )فقال : ادعه . فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه فيصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء
"اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم فشفعه في [ وشفعني فيه] "قال : ففعل الرجل فبرأ.
وما بين القوسين[ ]زيادة صحيحة في الرواية يدلسها ويخفيها المخالفون .
الجواب :واضح قول النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي:" إن شئت دعوت لك وإن شئت أخرت ذاك فهو خير "أن النبي دعا له ولم يأمر الأعرابي أن يتوسل بشخصه.
وواضح أيضاً أن الأعرابي توجه بدعائه ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بدليل أن الصحابي كان بإمكانه (وهو ضرير)أن يجلس في بيته ويدعو بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بجاهه، ولكنه عربي ويعرف مراد الله من كلمة التوحيد .
طبعاً ماسبق من الأحاديث التي هي شبهات المتوسلين بالأشخاص هي أحاديث صحيحة ،وما عداها كله ضعيف أو موضوع، نأتي الآن إلى التوسل المشروع وأنواعه.
التوسل المشروع :ثلاثة أنواع وهي:
1- التوسل بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى قال تعالى:{قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}
2 - التوسل بالعمل الصالح :بدليل الحديث الذي صححه الألباني في الجامع الصغير برقم2870وهو"بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر فآووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم
لبعض:انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا بها لعله يفرجها عنكم ; فقال أحدهم : اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران و امرأتي و لي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل بني و إني نأى بي ذات يوم الشجر فلم آتِ حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما و أكره أن أسقى الصبية قبلهما و الصبية يبكون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي و دأبهم حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ففرج الله منها فرجة فرأوا منها السماء ; و قال الآخر : اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء و طلبت إليها نفسها فأبت حتى آتيها بمائة دينار فتعبت حتى جمعت مائة دينار فجئتها بها فلما وقعت بين رجليها قالت :" يا عبد الله اتق الله و لا تفتح الخاتم إلا بحقه "،فقمت عنها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة ففرج لهم فرجة ; و قال الآخر : اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق أرز فلما قضى عمله قال لي : أعطني حقي فعرضت عليه فرقه فرغب عنه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا و رعاءها فجاءني فقال : اتق الله ولا تظلمني حقي قلت : اذهب إلى تلك البقر و رعائها فخذها فقال : اتق الله و لا تستهزئ بي، فقلت : إني لا أستهزئ بك خذ ذلك البقر و رعاءها فأخذه و ذهب به فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي ففرج الله ما بقي"
3 - التوسل بدعاء الصالح الحي (وليس الميت)الشاهد(وليس الغائب)بدليل حديث الضرير الذي سبق ذكره قبل قليل بالإضافة إلى حديث العباس رضي الله عنه، و دليله من القرآن قول ربنا تبارك و تعالى:{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}و هي في حياته حصراً لقوله صلى الله عليه و سلم في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه:
{إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم يُنْتَفَعُ به أو ولد صالح يدعو له} صححه الألباني برقم: 793 في صحيح الجامع،و استدلال بعض منتسبي العلم بجواز وصول شيء من الميت للحي بقصة نبي الله موسى عليه الصلاة و السلام في حادثة الإسراء و المعراج عندما نزل نبينا عليه الصلاة و السلام عدة مرات إلى نبينا موسى عليه الصلاة و السلام و ظلّ يخفف الصلوات بمشورة موسى عليه الصلاة و السلام فصارت من خمسين إلى خمسة صلوات، استدلالهم بها باطل، فهو داخل في قول نبينا صلى الله عليه و سلم في الحديث السابق:{ علم يُنْتَفَعُ به} فلقد انتفعت أمة الإسلام بعلم نبينا موسى عليه الصلاة و السلام و ليس بِمَدَدٍ و ما سواه من الخرافات، وقبل أن نختم موضوع التوسل، أحببت أن أبين لكم أصلاً مشبوهاً من أصول التوسل بالأشخاص، وهو قول منسوب لنبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام كذباً في الكتاب المقدس المزعوم للنصارى:" أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يستطيع أن يأتي إلى الأب إلا بواسطتي"(يوحنا 14/ 6)
انتهينا بفضل الله تعالى من مفهومي التبرك والتوسل، نأتي الآن إلى الشفاعة.
أما الشفاعة :قال صاحب ( القاموس المحيط): "الشفع خلاف الوتر و هو الزوج والشفعة هي أن تشفع فيما تطلب فتضمه إلى ما عندك فتشفعه أي تزيده"
والشفاعة بالمعنى الشرعي هي ما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم يضم دعاءه لدعائك يوم القيامة حصراً فيشفع لك(رزقنا الله و إياكم شفاعته صلى الله عليه و سلم)
وفي النهاية يتوجب علي أن أقول ،إن كل من يبحث عن وسائل سواء كانت مادية أو بشراً هو إما جاهل بهذا الموضوع ،وإما أنه يستبطئ الإجابة من الله ويشك في حكمته وأن الخير فيما يختاره لنا عاجلاً أم آجلاً.
قال تعالى:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }وأما البشر سواء كانوا أنبياء أو أولياء فنقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث
صححه الألباني في صحيح الجامع برقم 7982
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله علبه وسلم قال:" اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب ! لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله ! لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد ! سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً"
بل ويخاطب رب العزة جل جلاله أكرم الخلق محمد عليه الصلاة والسلام قائلا "قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون"
نقلاً عن كتاب التوسل للألباني رحمه الله بتصرف
التبرك :هو قصد الشخص استجلاب منفعة (وهي البركة)أو دفع مضرة من شيء مادي محسوس ،وحكمه فيه خلاف ،فمن العلماء من حرمه تحريماً قطعياً نهائياً لعلة أن اعتقاد الضر والنفع من شيء معين مع الله أو من دون الله حاشا لله شرك أكبر
ومن العلماء من أجازه فقط بآثار النبي صلى الله عليه وسلم واستدلوا بالعديد من الأدلة منها، لكن عندما نقول آثار النبي صلى الله عليه و سلم فنحن نقصد ما يتعلق بجسده من الأظافر و الشعر فلا تدخل الملابس مثلاً في الحكم لعدم وجود الدليل كما سنرى .
عن أنس بن مالك قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه، فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتت فقيل لها: "هذا النبي صلى الله عليه وسلم نام في بيتك على فراشك " فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها ففزع النبي صلى الله عليه وسلم فقال :"ما تصنعين يا أم سليم؟" فقالت :"يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا قال أصبتِ"
معنى )استنقع ) أي اجتمع و(عتيدتها) أي صندوق صغير تجعل المرأة فيه ما يعز من متاعها ،وهذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، ولكن ينبغي الانتباه إلى أمر مهم ،وهو أنه يشترط التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم حصراً فلا يجوز التبرك بحذوة الحصان أو بالخرزة الزرقاء و لا ما لم نتيقن بأنه فعلاً من آثار النبي صلى الله عليه و سلم وما إلى ذلك للحديث الوارد في السلسلة الصحيحة للألباني برقم 331وهو" إن الرقى والتمائم والتولة شرك" والمقصود بالرقى هنا غير الرقى الشرعية من القرآن والسنة بل ما هو مخالف مثل الإستعاذة بالجن بألفاظ أعجمية ،وأما التولة فهي ما يحبب المرأة إلى زوجها من الخيط وغيره.
وبالمقابل يحرم التطير من الرقم 13 أو البومة أو المرأة أو الغراب وغير ذلك للحديث الوارد في السلسلة الصحيحة للألباني برقم 1065"من ردته الطيرة(أي عن حاجته) فقد قارف الشرك" ،وزاد في رواية :" قالوا : وما كفارة ذلك يا رسول الله ؟ قال : يقول أحدهم : اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك" والزيادة بين القوسين ( )مني للتوضيح
أيضا ننبه إلى أمر آخر وهو أن الآثار الموجودة حالياً المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مثل الشعرة في متحف توب كابي بتركيا أو في متحف بنغازي في ليبيا أو القدم الموجودة في دمشق المنسوبة أنها قدمه الشريفة صلى الله عليه وسلم لم تثبت أنها لرسول الله عليه الصلاة والسلام ،بل قامت الأدلة على عكس ذلك تماماً كما سنرى الآن
أولاً :أن النبي لما قيل له في حجة الوداع : يا رسول الله أتنزل في دارك بمكة ؟
فقال : وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور .
متفق عليه
وفي رواية للبخاري أنه قال : وهل ترك لنا عقيل منزلاً .
ومعنى هذا أنه لم تبقَ له دار قبل فتح مكة وقبل حجة الوداع ، فكيف بعد فتح مكة ؟فكيف تبقى إلى الآن ؟؟؟
ثانياً :وجود المحراب في المصلى،والمحراب الذي نعرفه اليوم لم يكن موجوداً على عهد النبي صلى الله عليه و سلمبهذه الهيئة
ثالثاً :أين السند الصحيح على أن هذا هو بيته ؟
فما يُزعم أنه بيته أو شعره أو سيفه كل هذا بحاجة إلى إثباته عن طريق الأسانيد الصحيحة ، وإلا لقال من شاء ما شاء .
فمن الذي يُثبت أن هذا مكان ميلاد فاطمة رضي الله عنها ؟
وأن هذه غرفة خديجة رضي الله عنها ؟وما أشبه ذلك .
رابعاً :أنه لو وجد وكان صحيحا لاتخذه دراويش الصوفية معبداً و لاشتهر بين الناس كما يفعلون عند مكتبة مكة ( شرق الحرم ) يزعمون أن مولد النبي صلى الله عليه و سلم كان فيها، فهم يأتونها ويتبركون بها،بل كانوا يتبرّكون بمكان في المدينة النبوية يُسمّونه( مبرك الناقة ) وكانوا يأتونه ويتبركون به ، وربما أخذوا من تربة ذلك المكان بقصد الاستشفاء !!
ألم يقل النبي صلى الله عليه و سلم عن الناقة : دعوها فإنها مأمورة .
حتى بركت في مكان المسجد .
خامساً :عدم اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بحفظ مثل هذه الآثار ، بل عدم التفاتهم إليها .
فقد بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع تحتها ، فأمر بها فقُطعت(رواه ابن أبي شيبة في المصنف) .
وهذا يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يهتمون بآثار قدم أو منزل أو مبرك ناقة ونحو ذلك .
ومثل ذلك يُقال عما يُزعم أنه شعرة الرسول صلى الله عليه و سلم أو موطئ قدمه أو وجود سيفه أو ما يُزعم أنه الصخرة التي صعد عليها النبي يوم أحد لما أُصيب .
حتى زعم بعضهم أن حجراً بقرب جبل أُحد هو مكان ( طاقية ) الرسول !! صلى الله عليه و سلم،وأين إثبات هذا بالأسانيد الصحيحة؟ وفي زمان الخليفة المهدي العباسي جاءه رجل وفي يده نعل ملفوف في منديل ، فقال:يا أمير المؤمنين ، هذه نعل رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أهديتها لك .فقال : هاتها .فدفعها الرجل إليه ، فقبّـل باطنها وظاهرها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما أخذها وانصرف قال المهدي
لجلسائه:{أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يرها فضلا على أن يكون لبسها !ولو كذّبناه لقال للناس :أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فردّها عليّ ، وكان من يُصدّقه أكثر ممن يدفع خبره ، إذ كان من شأن العامة ميلها إلى أشكالها ! والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالماً !فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدّقناه !ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح}فإذا كان هذا في ذلك الزمان ، ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الأشياء ، لعلمهم أن الكذب فيها أكثر من الصدق !فما بالكم بالأزمنة المتأخرة ؟!
وقال بعض أهل العلم "الأولى الترك للكل سدا للذرائع" ونحن نعتز ونستغني بالحديث الوارد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال "كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال : " يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني .
وأما التوسل:قال ابن الأثير في (النهاية ) : ( الواسل : الراغب والوسيلة : القربة والواسطة وما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به وجمعها وسائل ) وقال الفيروزآبادي في ) القاموس ) : ( وسل إلى الله تعالى توسيلا : عمل عملا تقرب به إليه كتوسل)
ونوضح بمثال، إذا أردت التقدم إلى وظيفة واصطحبت شهادتك الجامعية أو المهنية فهذه الشهادة هي وسيلة.
وشرعاً: جاء في الدر المختار المجلد الثاني ص630(وهو من أشهر كتب الحنفية) ما نصه عن أبي حنيفة : لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى : {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}والتوسل المبتدع هو التوسل بالأشخاص من الأنبياء و الأولياء والصالحين وهناك شبهات حول الموضوع نذكرها ثم نوضح أنواع التوسل المشروع.
الحديث الوارد في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه:" أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان(الصحابة ) إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب . فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون"
والحق أن التوسل كان بدعاء العباس وليس بشخصه بدليل:
أولاً: أنهم لم يذهبوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويستسقوا به.
وثانياً: أنهم لم يجلسوا في بيوتهم ويقولوا "اللهم اسقنا الغيث بجاه حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ."
وثالثاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم في حياته كان يدعوا الله وحده دون التوسل بشخص وحاشا للعباس والصحابة رضي الله عنهم أن يخالفوه .
ويستدل من هذا الحديث توقير عمر رضي الله عنه لآل البيت ومحبته لهم فقد اختار كبيرهم ووجيههم العباس سلام الله عليهم أجمعين.
الشبهة الثانية : أخرج أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافيني . قال : إن شئت دعوت لك وإن شئت أخرت ذاك فهو خير ( وفي رواية : وإن شئت صبرت فهو خير لك )فقال : ادعه . فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه فيصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء
"اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم فشفعه في [ وشفعني فيه] "قال : ففعل الرجل فبرأ.
وما بين القوسين[ ]زيادة صحيحة في الرواية يدلسها ويخفيها المخالفون .
الجواب :واضح قول النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي:" إن شئت دعوت لك وإن شئت أخرت ذاك فهو خير "أن النبي دعا له ولم يأمر الأعرابي أن يتوسل بشخصه.
وواضح أيضاً أن الأعرابي توجه بدعائه ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بدليل أن الصحابي كان بإمكانه (وهو ضرير)أن يجلس في بيته ويدعو بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بجاهه، ولكنه عربي ويعرف مراد الله من كلمة التوحيد .
طبعاً ماسبق من الأحاديث التي هي شبهات المتوسلين بالأشخاص هي أحاديث صحيحة ،وما عداها كله ضعيف أو موضوع، نأتي الآن إلى التوسل المشروع وأنواعه.
التوسل المشروع :ثلاثة أنواع وهي:
1- التوسل بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى قال تعالى:{قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}
2 - التوسل بالعمل الصالح :بدليل الحديث الذي صححه الألباني في الجامع الصغير برقم2870وهو"بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر فآووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم
لبعض:انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا بها لعله يفرجها عنكم ; فقال أحدهم : اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران و امرأتي و لي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل بني و إني نأى بي ذات يوم الشجر فلم آتِ حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما و أكره أن أسقى الصبية قبلهما و الصبية يبكون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي و دأبهم حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ففرج الله منها فرجة فرأوا منها السماء ; و قال الآخر : اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء و طلبت إليها نفسها فأبت حتى آتيها بمائة دينار فتعبت حتى جمعت مائة دينار فجئتها بها فلما وقعت بين رجليها قالت :" يا عبد الله اتق الله و لا تفتح الخاتم إلا بحقه "،فقمت عنها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة ففرج لهم فرجة ; و قال الآخر : اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق أرز فلما قضى عمله قال لي : أعطني حقي فعرضت عليه فرقه فرغب عنه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا و رعاءها فجاءني فقال : اتق الله ولا تظلمني حقي قلت : اذهب إلى تلك البقر و رعائها فخذها فقال : اتق الله و لا تستهزئ بي، فقلت : إني لا أستهزئ بك خذ ذلك البقر و رعاءها فأخذه و ذهب به فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي ففرج الله ما بقي"
3 - التوسل بدعاء الصالح الحي (وليس الميت)الشاهد(وليس الغائب)بدليل حديث الضرير الذي سبق ذكره قبل قليل بالإضافة إلى حديث العباس رضي الله عنه، و دليله من القرآن قول ربنا تبارك و تعالى:{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}و هي في حياته حصراً لقوله صلى الله عليه و سلم في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه:
{إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم يُنْتَفَعُ به أو ولد صالح يدعو له} صححه الألباني برقم: 793 في صحيح الجامع،و استدلال بعض منتسبي العلم بجواز وصول شيء من الميت للحي بقصة نبي الله موسى عليه الصلاة و السلام في حادثة الإسراء و المعراج عندما نزل نبينا عليه الصلاة و السلام عدة مرات إلى نبينا موسى عليه الصلاة و السلام و ظلّ يخفف الصلوات بمشورة موسى عليه الصلاة و السلام فصارت من خمسين إلى خمسة صلوات، استدلالهم بها باطل، فهو داخل في قول نبينا صلى الله عليه و سلم في الحديث السابق:{ علم يُنْتَفَعُ به} فلقد انتفعت أمة الإسلام بعلم نبينا موسى عليه الصلاة و السلام و ليس بِمَدَدٍ و ما سواه من الخرافات، وقبل أن نختم موضوع التوسل، أحببت أن أبين لكم أصلاً مشبوهاً من أصول التوسل بالأشخاص، وهو قول منسوب لنبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام كذباً في الكتاب المقدس المزعوم للنصارى:" أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يستطيع أن يأتي إلى الأب إلا بواسطتي"(يوحنا 14/ 6)
انتهينا بفضل الله تعالى من مفهومي التبرك والتوسل، نأتي الآن إلى الشفاعة.
أما الشفاعة :قال صاحب ( القاموس المحيط): "الشفع خلاف الوتر و هو الزوج والشفعة هي أن تشفع فيما تطلب فتضمه إلى ما عندك فتشفعه أي تزيده"
والشفاعة بالمعنى الشرعي هي ما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم يضم دعاءه لدعائك يوم القيامة حصراً فيشفع لك(رزقنا الله و إياكم شفاعته صلى الله عليه و سلم)
وفي النهاية يتوجب علي أن أقول ،إن كل من يبحث عن وسائل سواء كانت مادية أو بشراً هو إما جاهل بهذا الموضوع ،وإما أنه يستبطئ الإجابة من الله ويشك في حكمته وأن الخير فيما يختاره لنا عاجلاً أم آجلاً.
قال تعالى:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }وأما البشر سواء كانوا أنبياء أو أولياء فنقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث
صححه الألباني في صحيح الجامع برقم 7982
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله علبه وسلم قال:" اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب ! لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله ! لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد ! سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً"
بل ويخاطب رب العزة جل جلاله أكرم الخلق محمد عليه الصلاة والسلام قائلا "قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون"
نقلاً عن كتاب التوسل للألباني رحمه الله بتصرف