بيان ثبوت رؤية الله عز وجل في المنام
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد فقد وضعت موضوعا بعنوان هل يرى الله في الدنيا مناما ونقلت فيه كلام الشيخ محمد أمان الجامي أن الصحيح عدم رؤية الله في المنام وقد نبهني بعض الاخوة جزاهم الله خيرا الى كلام شيخ الاسلام بجواز رؤية الله في المنام.
وقد ثبت عن بعض السلف رؤية الله في المنام
وقد روى البغوي في الجعديات
1063 - حدثنا يوسف بن موسى ، نا جرير ، عن رقبة قال : « رأيت رب العزة جل ثناؤه في المنام ، فقال : وعزتي لأكرمن مثواه . يعني سليمان التيمي »
وهذا إسناد قوي ورقبة بن مصقلة من ثقات المحدثين من طبقة كبار أتباع التابعين
وما روى أبو نعيم في الحلية (10/113) : سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ أَحْمَدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُرَيْحَ بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَبَّ الْعِزَّةِ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لِي: يَا شُرَيْحُ، سَلْ حَاجَتَكَ فَقُلْتُ: رُحْمَاكَ يُسْرٌ يُسْرٌ "
وهذا إسناد صحيح
فتوى اللجنة الدائمة
س : ما حكم من يدعي أنه قد رأى رب العزة في المنام ؟ وهل كما يزعم البعض أن الإمام أحمد بن حنبل قد رأى رب العزة والجلال في المنام أكثر من مائة مرة ؟
ج : ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وآخرون أنه يمكن أن يرى الإنسان ربه في المنام ، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة ؛ لأن الله لا يشبهه شـيء سبحانه وتعالى ، قـال تعالى :
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
فليس يشبهه شيء مـن مخلوقاته ، لكـن قـد يرى في النوم أنه يكلمه ربه ، ومهما رأى من الصور فليست هي الله جل وعلا ؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، فلا شـبيه له ولا كفو لـه . وذكـر الشيخ تقي الدين رحمه الله في هذا أن الأحـوال تختلف بحسب حال العبد الرائي ، وكلما كـان الرائي من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحـة ، لكن على غير الكيفية التي يراها ، أو الصفة التي يراها ؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى .
ويمكن أن يسمع صوتا ويقال له كذا وافعل كذا ، ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئا من المخلوقات ؛ لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه في المنام ، من حديث معاذ رضي الله عنه ، عن النـبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه ، وجاء في عـدة طرق أنه رأى ربه ، وأنه سبحانه وتعالى
( الجزء رقم : 58، الصفحة رقم: 63)
وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه ، وقد ألـف في ذلك الحافظ ابن رجـب رسالة سماهـا : " اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى " وهذا يدل على أن الأنبياء قـد يرون ربهـم في النوم ، فأما رؤية الرب في الدنيا بالعيان فلا . وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يرى أحد ربه حتى يموت ، أخرجه مسلم في صحيحـه ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك ؟ قال : رأيت نورا نور أنى أراه رواهما مسلم من حديـث أبي ذر رضي الله عنه ، وقـد سئلت عائشة رضي الله عنها عن ذلك فأخبرت أنه لا يراه أحد في الدنيا لأن رؤية الله في الجنة هي أعلى نعيم المؤمنين ، فهي لا تحصـل إلا لأهل الجنة ولأهل الإيمان في الدار الآخـرة ، وهكـذا المؤمنـون في موقـف يوم القيامة ، والدنيا دار الابتلاء والامتحـان ودار الخبيثين والطيبين ، فهي مشتركة فليست محلا للرؤية ؛ لأن الرؤيـة أعظم نعيـم للرائي فادخرها الله لعباده المؤمنين في دار الكرامـة وفي يوم القيامة ، وأما الرؤيا في النوم التي يدعيها الكثير من الناس فهي تختلـف بحسـب الرائي - كما قال شيخ الإسلام رحمه الله - بحسب صلاحهـم وتقواهم ؛ وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلـك ، فـإن الشيطان قـد يخيل لهـم ويوهمهم أنه ربهـم ، كمـا روي أنه تخيل لعبد القادر الجيلاني على عرش فوق الماء ، وقال : أنا ربك وقد وضعت عنك التكاليف ، فقال الشيخ عبد القـادر : إخسأ يا عدو الله لست بربي ؛ لأن أوامر ربي لا تسقط عن المكلفين ، أو كما قال رحمه الله .
( الجزء رقم : 58، الصفحة رقم: 64)
والمقصود أن رؤية الله عز وجل يقظة لا تحصل في الدنيـا لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما تقدم في حديـث أبي ذر ، وكما دل على ذلك قوله سبحانه لموسى عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه الرؤية . قال له :
لَنْ تَرَانِي
، الآية . لكـن قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق ، كما تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه ، وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه وإنما رأى شيطانا ، فلو رآه وقال له : لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف ، أو قال مـا عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان أو ما عليـك بر والديك أو قال لا حرج عليك في أن تأكل الربا . . . فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه .
أما عن رؤية الإمام أحمد لربه لا أعرف صحتها ، وقد قيل : إنه رأى ربه ، ولكني لا أعلم صحة ذلك .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد فقد وضعت موضوعا بعنوان هل يرى الله في الدنيا مناما ونقلت فيه كلام الشيخ محمد أمان الجامي أن الصحيح عدم رؤية الله في المنام وقد نبهني بعض الاخوة جزاهم الله خيرا الى كلام شيخ الاسلام بجواز رؤية الله في المنام.
وقد ثبت عن بعض السلف رؤية الله في المنام
وقد روى البغوي في الجعديات
1063 - حدثنا يوسف بن موسى ، نا جرير ، عن رقبة قال : « رأيت رب العزة جل ثناؤه في المنام ، فقال : وعزتي لأكرمن مثواه . يعني سليمان التيمي »
وهذا إسناد قوي ورقبة بن مصقلة من ثقات المحدثين من طبقة كبار أتباع التابعين
وما روى أبو نعيم في الحلية (10/113) : سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ أَحْمَدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُرَيْحَ بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَبَّ الْعِزَّةِ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لِي: يَا شُرَيْحُ، سَلْ حَاجَتَكَ فَقُلْتُ: رُحْمَاكَ يُسْرٌ يُسْرٌ "
وهذا إسناد صحيح
فتوى اللجنة الدائمة
س : ما حكم من يدعي أنه قد رأى رب العزة في المنام ؟ وهل كما يزعم البعض أن الإمام أحمد بن حنبل قد رأى رب العزة والجلال في المنام أكثر من مائة مرة ؟
ج : ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وآخرون أنه يمكن أن يرى الإنسان ربه في المنام ، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة ؛ لأن الله لا يشبهه شـيء سبحانه وتعالى ، قـال تعالى :
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
فليس يشبهه شيء مـن مخلوقاته ، لكـن قـد يرى في النوم أنه يكلمه ربه ، ومهما رأى من الصور فليست هي الله جل وعلا ؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، فلا شـبيه له ولا كفو لـه . وذكـر الشيخ تقي الدين رحمه الله في هذا أن الأحـوال تختلف بحسب حال العبد الرائي ، وكلما كـان الرائي من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحـة ، لكن على غير الكيفية التي يراها ، أو الصفة التي يراها ؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى .
ويمكن أن يسمع صوتا ويقال له كذا وافعل كذا ، ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئا من المخلوقات ؛ لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه في المنام ، من حديث معاذ رضي الله عنه ، عن النـبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه ، وجاء في عـدة طرق أنه رأى ربه ، وأنه سبحانه وتعالى
( الجزء رقم : 58، الصفحة رقم: 63)
وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه ، وقد ألـف في ذلك الحافظ ابن رجـب رسالة سماهـا : " اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى " وهذا يدل على أن الأنبياء قـد يرون ربهـم في النوم ، فأما رؤية الرب في الدنيا بالعيان فلا . وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يرى أحد ربه حتى يموت ، أخرجه مسلم في صحيحـه ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك ؟ قال : رأيت نورا نور أنى أراه رواهما مسلم من حديـث أبي ذر رضي الله عنه ، وقـد سئلت عائشة رضي الله عنها عن ذلك فأخبرت أنه لا يراه أحد في الدنيا لأن رؤية الله في الجنة هي أعلى نعيم المؤمنين ، فهي لا تحصـل إلا لأهل الجنة ولأهل الإيمان في الدار الآخـرة ، وهكـذا المؤمنـون في موقـف يوم القيامة ، والدنيا دار الابتلاء والامتحـان ودار الخبيثين والطيبين ، فهي مشتركة فليست محلا للرؤية ؛ لأن الرؤيـة أعظم نعيـم للرائي فادخرها الله لعباده المؤمنين في دار الكرامـة وفي يوم القيامة ، وأما الرؤيا في النوم التي يدعيها الكثير من الناس فهي تختلـف بحسـب الرائي - كما قال شيخ الإسلام رحمه الله - بحسب صلاحهـم وتقواهم ؛ وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلـك ، فـإن الشيطان قـد يخيل لهـم ويوهمهم أنه ربهـم ، كمـا روي أنه تخيل لعبد القادر الجيلاني على عرش فوق الماء ، وقال : أنا ربك وقد وضعت عنك التكاليف ، فقال الشيخ عبد القـادر : إخسأ يا عدو الله لست بربي ؛ لأن أوامر ربي لا تسقط عن المكلفين ، أو كما قال رحمه الله .
( الجزء رقم : 58، الصفحة رقم: 64)
والمقصود أن رؤية الله عز وجل يقظة لا تحصل في الدنيـا لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما تقدم في حديـث أبي ذر ، وكما دل على ذلك قوله سبحانه لموسى عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه الرؤية . قال له :
لَنْ تَرَانِي
، الآية . لكـن قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق ، كما تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه ، وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه وإنما رأى شيطانا ، فلو رآه وقال له : لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف ، أو قال مـا عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان أو ما عليـك بر والديك أو قال لا حرج عليك في أن تأكل الربا . . . فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه .
أما عن رؤية الإمام أحمد لربه لا أعرف صحتها ، وقد قيل : إنه رأى ربه ، ولكني لا أعلم صحة ذلك .
تعليق