قال حفظه الله:السلام على النبي صلى الله عليه وسلم: ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في رده على البكري قاعدة مهمّة في فحوى كلامه، وهو أن الميت على القول بسماعه وسماع النبي صلى الله عليه وسلم بخصوصه فإنّه لا يسمع بقوة هي أكبر من قوته في الدنيا، لا يسمع البعيد لأنّ إعطاءه قوة أكبر من قوته في الدنيا على السماع، هذا باطل ولم يدلَّ عليه أصل ولم يقل به أحد، ولهذا جاء في بعض الآثار، أو جاء في بعض الأحاديث وإن كان فيها مقال، طبعاً فيها تعليل لبحث معروف: «من سلّم علي عند قبري أجبته أو رددت عليه، ومن سلّم علي بعيداً بُلّغته». وهذا صواب ألنه من قول بعض السلف. يعني إستظهاراً، في أنه من سلّم قريباً أجيب ومن سلّم بعيداً بُلّغ، ولا يصح الحديث في ذلك.
المقصود من هذا أن تبليغ سلام من سلّم لنبي صلى الله عليه وسلم يدل على أنه ليس عنده قوة تحضر في كلّ مكان، من سلّم عليه، عليه الصلاة والسلام عند قبره فله حكم من سلم عليه عند القبر، يرد عليه السلام. والآن القبر بعيد، قبر النبي صلى الله عليه وسلم الآن بعيد، ليس قريب وبينك وبينه أربع جدران كبيرة، فإذا تكلّم المرء خافتاً بأدب وسلّم: (السلام عليك يا رسول الله) بهدوء، فإنه لو كان عليه الصلاة والسلام حياً في مكانه أي في غرفته، في حجرته التي دفن فيها لَمَا سمع. ولهذا ليس ثَمّ فيه إلا التبليغ، يعني أنه يُبلَّغ، الملائكة تبلغه من سلّم عليه، لأن الذي يسلّم بعيد ولا يُسمَع.
ذكر ابن تيمية أنه لم يدلّ دليل على أنه يُعطَى قوّة غير القوة التي كانت معه في الدنيا، ولو قيل أن الميت عامةً يسمع فإنه لا يسمع من يكلمه من خلف المقبرة، أو بينه وبينه عشرين متر (20م) يتكلم بهدوء، أو نحو ذلك فإن هذا من وسائل الاعتقادات الباطلة أو من وسائل الشرك والخرافة.
أما النبي صلى الله عليه وسلم فحياته حياة كاملة برزخية ولا شك أكمل من حياة الشهداء. على كل حال. اهـ
شرح العقيدة الطحاوية (1202-1203)
المقصود من هذا أن تبليغ سلام من سلّم لنبي صلى الله عليه وسلم يدل على أنه ليس عنده قوة تحضر في كلّ مكان، من سلّم عليه، عليه الصلاة والسلام عند قبره فله حكم من سلم عليه عند القبر، يرد عليه السلام. والآن القبر بعيد، قبر النبي صلى الله عليه وسلم الآن بعيد، ليس قريب وبينك وبينه أربع جدران كبيرة، فإذا تكلّم المرء خافتاً بأدب وسلّم: (السلام عليك يا رسول الله) بهدوء، فإنه لو كان عليه الصلاة والسلام حياً في مكانه أي في غرفته، في حجرته التي دفن فيها لَمَا سمع. ولهذا ليس ثَمّ فيه إلا التبليغ، يعني أنه يُبلَّغ، الملائكة تبلغه من سلّم عليه، لأن الذي يسلّم بعيد ولا يُسمَع.
ذكر ابن تيمية أنه لم يدلّ دليل على أنه يُعطَى قوّة غير القوة التي كانت معه في الدنيا، ولو قيل أن الميت عامةً يسمع فإنه لا يسمع من يكلمه من خلف المقبرة، أو بينه وبينه عشرين متر (20م) يتكلم بهدوء، أو نحو ذلك فإن هذا من وسائل الاعتقادات الباطلة أو من وسائل الشرك والخرافة.
أما النبي صلى الله عليه وسلم فحياته حياة كاملة برزخية ولا شك أكمل من حياة الشهداء. على كل حال. اهـ
شرح العقيدة الطحاوية (1202-1203)