هل فعل العبد باختياره وقدرته؟؟؟!!!
(( نؤمن بان الله تعالى جعل للعبد اختياراً وقدرة بهما يكون الفعل،
والدليل على أن فعل العبد باختياره وقدرته أمور:
الأول:
قوله تعالى:{فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}(البقرة223)،وقوله:{وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً}(التوبة46)
فأثبت للعبد إتياناً بمشيئته وإعداداً بإرادته.
الثاني:
توجه الأمر والنهي إلى العبد،ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بما لا يطاق،وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله:{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}(البقرة286).
الثالث:
مدح المحسن على إحسانه وذم المسيء على إساءته،وإثابة كل منهما بما يستحق،ولولا أن الفعل يقع بإرادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثاً وعقوبة المسيء ظلماً،والله تعالى منزه عن العبث والظلم.
الرابع:
أن الله تعالى أرسل الرسل{رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}(النساء165)،ولولا أن فعل العبد يقع بإرادته واختياره،ما بطلت حجته بإرسال الرسل.
الخامس:
أن كل فاعل يحس أنه يفعل الشيء أو يتركه بدون أي شعور بإكراه،فهو يقوم ويقعد ويدخل ويخرج ويسافر ويقيم بمحض إرادته،ولا يشعر بأن أحداً يكرهه على ذلك،بل يفرق تفريقاً واقعياً بين أن يفعل الشيء باختياره وبين أن يكرهه عليه مكره.
وكذلك فرق الشرع بينهما تفريقاً حكمياً،فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرهاً عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى)).
قاله العلامة:محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-في(عقيدة أهل السنة والجماعة)(13-14)
أخوكم المحب:عماد بن زكلاب بن محمد الحديدي
تعليق