بسم الله الرحمن الرحيم
فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله تعالى-
فابتغوا عند الله الرزق لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر.mp3
فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله تعالى-
فابتغوا عند الله الرزق لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر.mp3
الحمد لله ربِّ العالمين ، وأشهد أن لا إلـٰه إلَّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله ؛ صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أمَّا بعدُ:
قولُ خليل الرَّحمٰن إبراهيم عليه السَّلام في سياق دعوته لقومه إلى توحيد الله جلَّ وعلا وإخلاص الدِّين له وبيانِه لبطلان الشِّرك وفساده ذاكرًا في هٰذا المقام حُججًا متنوِّعاتٍ وآياتٍ بيِّنات وبراهين واضحات على وجوب إخلاص الدِّين لربِّ الأرض والسَّمٰوات ؛ فذكر عليه السَّلام في جملة ما ذكر من آيات قال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [العنكبوت:17]. فمن البراهين الدالة على بطلان عبادة الأوثان أنَّها لا تملك رزقا لعابديها ؛ بل لا تملك ذلك لنفسها فضلًا أن تملكه لغيرها ، فهي لا تملك لنفسها موتًا ولا حياةً ولا نشورًا فضلًا أن تملك شيئًا من ذلك لغيرها ، فهي مخلوقاتٌ عاجزة وناقصة وليس بيدها شيء ؛ بل حقيقةُ أمرها أنَّها حجرٌ كسائر الأحجار أو شجرةٌ كسائر الأشجار عظَّم المشركون أمرَها فعبدُوها وسألُوها وأنزلوا بها حاجاتهم وطلباتهم.
فممَّا تُبطَل به هٰذه العبادة ويُنقَض به هٰذا التعلُّق الباطل هٰذا القول العظيم من خليل الرَّحمٰن عليه السَّلام لقومه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا ﴾ أي ليس بيدها شيئا من ذلك ولا تملك شيئا من ذلك ، فالرِّزق كلُّه بيد الله ، واللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وحده هو الرَّزاق.
ولهٰذا فالله جلَّ شأنه ذكر هٰذا البرهان نفسه في السِّياق نفسِه ؛ لما بيَّن سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في سورة الذَّاريات أنَّه إنِّما خلق الإنس والجنَّ لعبادته قال: ﴿ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58 ﴾ أي أنَّ العبادة إنَّما تُصرَف لمن بيده الرِّزق ، تُصرف للرَّزاق جلَّ شأنه ، لا تصرف للمرزوق.
ومن لطيف ما مرَّ عليَّ في هٰذا الباب وطريفه ومفيده أنَّ أحد العوام قال له أحد الضُّلاَّل المبتلَين بالتعلُّق بالقبور وعبادة المقبورين: أليس اللهُ يقول عن الشُّهداء: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران:169]؟ قال: أليسو هم أحياء! إذاً لماذا لا ندعوهم؟! إذاً لماذا لا نسألهم؟! هكذا يقول المضلِّل ، فقال ذلك العامِّي بفطرته: إنَّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قال ﴿ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ أي يرزقهم الله ، ولم يقل: يَرزُقون ، فأنا أعبدُ الذي يرزقهم -وهو عامِّي!- فاستدل بالحُجّة نفسها ، فالذي يرزق وبيده الرِّزق هو وحده الذي يدعى ، أمَّا العبد المرزوق الفقير المحتاج الذي لا يملك لنفسه رزقا كيف يُعبَد! كيف يُدعى! كيف يُسأل! كيف تُعرض الحاجة عليه! وهو لا يملك لنفسه رزقاً فضلًا أن يملك شيئا من ذلك لغيره.
والرَّزاق المعبود سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في السَّماء عليٌّ على خلقه ، وبيده تبارك وتعالى مقاليد السَّمٰوات والأرض ، ويمينه جلَّ وعلا ملأى لا يغيضها نفقة سحَّاء الليل والنهار ، عطاؤه جل شأنه كلام ومنعه كلام ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس:82] ، هٰذا الذي ينبغي أن تُصرف له وحده العبادة ، وأنْ لا يُجعل معه شريكٌ في شيء من ذلك؛ ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات:22] ، والرَّزَّاق جلَّ شأنه في السَّماء ، وهو الذي يرزق من يشاء ويعطي من يشاء والأمر كله بيده تبارك وتعالى.
و«الرَّزَّاق» كما مر معنا اسم من أسمائه سبحانه ، وهو يدلُّ على ثبوت صفة الرَّزق له عزَّ وجلَّ بفتح الراء ؛ لأنَّ الرَّزق بفتحها هو الفعل ، الصِّفة ، وبالكسر الرِّزق الأثر أثر الصِّفة ، فالله عزَّ وجل هو الرزاق؛ أيّ المتَّصف بالرَّزق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، ورزقه لبعاده نوعان:
1- رزقٌ عام يشمل جميع المخلوقات برَّها وفاجرها مؤمنها وكافرها صالحها وطالحها ، وهو رزق بالصِّحة والمال واللباس والمسكن والعافية وغير ذلك ، والله يقول: ﴿ كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ﴾ [الإسراء:20].
2- والنوع الثاني: رزق القلوب بالهداية للإيمان ، والصَّلاح ، والإستقامة، وانشراح الصَّدر لهٰذا الدين ، وحسن الإقبال على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ربِّ العالمين ، فهٰذا رزق خاص يهَبُه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لمن شاء الله هدايته وكتَبَ جلَّ شأنه صلاحه واستقامته.
ثم أيها الإخوة الكرام: إذا آمن العبد بأنَّ الرَّزَّاق هو الله وأنَّ الرِّزق بيده إحتاج في هٰذا المقام إلى أمرين:
- الأول منهما: أن يبتغي الرِّزق عند الله لا عند غيره ؛ فلا يسأل إلَّا الله ، ولا يرجو إلَّا الله ، ولا يطمع في حصول خيراته وبركاته ونِعمَه إلَّا من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ﴿ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ ﴾ فيُخلِص طلبه للرِّزق لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فلا يسأل إلَّا الله ولا يرجو إلَّا الله ولا يطمع في نوالٍ وعطاء إلَّا من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، ولا يلتفت بقلبه إلى غيره بل يفوِّض أمره إليه ويتوكَّل في حاجاته عليه ، وقد كان نبيِّنا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يقول كل يوم إذا أصبح بعد صلاة الصُّبح: «إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا ، وَرِزْقًا طَيِّبًا ، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا» يسأل اللهَ كل يوم في باكورة يومه أن يرزقه الرِّزق الطيِّب.
- والأمر الثاني: أن يبذل السَّبب ؛ مع الإستعانة والدعاء والسؤال والطلب يبذل السَّبب ، والرَّزاق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أمَرَنا ببذل الأسباب قال: ﴿ فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك:] ، أي أن الإنسان لا يبقى في مكانه ولا يعطِّل الأسباب التي أمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى باتِّخاذها وفِعْلها ؛ بل يبذل السَّبب ولا يكتفي بالدُّعاء والتوكُّل مع تعطيل الأسباب ، لأنّ هٰذا تواكل وليس بتوكُّل ، فإنَّ عمر ابن الخطاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لما ٍرأى قومًا خرجوا من ديارهم بلا زاد وقالوا نحن المتوكلون قال: هؤلاء المتواكلون أو المتأكِّلون . قال: المتوكل الذي يضع البذر ويتوكَّل على الله ، تكون عنده أرض فيضع البذور ويتوكَّل على الله ، أمَّا أنه لا يضع بذوراً ولا يعمل ولا يبذل سببًا هٰذا ليس توكُّل وإنَّما هو تواكل ، ولهٰذا قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ ؛ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» ، «تغدو» هٰذا بذل للسَّبب ؛ الطير لا تجلس في عشها تنتظر الحَب يأتي فيه ولا تجلس في عشها تنتظر الماء يأتي فيه ؛ بل إذا أصبحت طارت إلى الأماكن المختلفة والبعيدة تطلب الرِّزق ، فتحصِّل خيرًا وترجع، «تذهب خماصًا وتغدو بطانًا» ، فلمَّا قال: «لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ» ورِزقه للطَّير ببذل سببٍ من الطَّير ، فلا بد من بذل السَّبب.
ولهٰذا بعض النَّاس تكون الطُّيور خيرٌ منه ، خاصة الذين ابتُلوا بعقائد الطُّرقية الذين يعطِّلُون الأسباب فلا يعمل ليكسب مالًا ويحصِّل مالًا لا لنفسه ولا لأهله ويقول وهو في مكانه «إنْ كتب الله لي رزقاً يأتيني في مكاني» ، ولا يعمل ولا يبذل سبباً ويصبح عالةً على الآخرين ، ينتظر صدقاتٍ أو عطفٍ عليه أو إحسانٍ عليه أو على أهله وأولاده ويبقى هكذا معطَّلًا ، بينما الإنسان إذا عمل بهذين الأمرين اللَّذين يقتضيهما هٰذا الإيمان بأنَّ الله الرَّزاق ، وهما: الإلتجاء التَّام إليه وحده إيمانًا وثقةً بالله وتفويضًا بالله وتوكُّلا عليه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، ثم بذلًا للسبب ؛ وقد قال عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ»، الذي يتحرَّى ويبذل السَّبب ويجِدّ ويجتهد يحصِّل خيرًا كثيرًا.
وكثير من النَّاس الذين حصَّلوا أموالًا كبيرةً كانت بداياتهم من الصِّفر ، أعرفُ رجلًا الآن عمره يتجاوز الخمسين سنة بقليل هو من كبار الأثرياء في هذه البلاد إذا عُدَّ الأثرياء في هذه البلاد على أصابع اليدين يكون معهم ، ذكر أنَّه في بداية حياته كان يصبُّ البنزين عاملاً في إحدى المحطات ، وتدرَّج في الرِّزق واكتساب الرِّزق ولم يُجاوز الخمسين سنة إلا وهو من كبار الأثرياء ، قُل مثل هٰذا في الأمور الأخرى ؛ فالأمور يحتاج إلى ثقة بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وبذل للأسباب ، انظر بذل السَّبب العظيم في قول الصحابي الجليل الذي أصبح حكمة في الباب وأثراً يُستنُّ به في هٰذا المقام عندما قال: «دُلُّوني على السوق».
وعندما يذهب طالب العلم إلى بلده - هٰذه شكوى يشتكي منها بعض الطلاب - عندما يذهب إلى بلده ولا يتهيَّأ له وظيفة أمامك أرزاق وخيرات ولا تعطِّلك عن أعمالك الدَّعوية ، مثل ما فعل خيار الصَّحابة وخيار الأئمة تقرأ في سيَرهم أخبارًا عجيبة وعظيمة من هٰذا الباب ؛ بل أنبياء الله ورسله منهم من كان يرعى الأغنام ، منهم من عمل نجاراً ، اقرأ في سيرهم ، اقرأ فيما كتبه السَّلف رحمهم الله في هٰذا الباب ، وهٰذه المعاني كلُّها داخلة تحت قول خليل الرَّحمٰن: ﴿ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ ﴾ أي بالثقة به والتوكل عليه وحُسن الإلتجاء إليه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وببذل الأسباب التي دعا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عبادَه إلى القيام بها.
وأختم هٰذا الحديث بقصَّة لطيفة حول هٰذا الموضوع فيها أثر استيقاظ القلب بآيات الله عزَّ وجلَّ على القلب حين يُحسن فهم القرآن وسماع كلام الرَّحمٰن ، وهي قصَّة ذكرها ابن قدامة رحمه الله تعالى في كتابه «التَّوابين» عن الأصمعي ، والأصمعي كان يرحل وله رحلات عديدة يقول: لقيتُ رجلًا من الأعراب جِلْف على بعير فسلَّم عليَّ ، رددت عليه السَّلام . فقال: ممن الرجل؟ فقلت: من بني الأصمع ، قال: من أين أتيت؟ قلت: أتيت من بلد يُتلى فيه كلام الرَّحمٰن ، قال: أَوَ للرَّحمن كلامٌ يتلوه الآدميين؟! ما سمع بهذا قبل أنَّ للرَّحمن كلام يُتلى ، قلتُ: نعم . قال: أسمعني شيئا من كلام الرَّحمٰن . قال قلتُ: انزل من بعيرك ، فنزل ؛ فتلوت عليه من سورة الذَّاريات ، حتى وصلتُ إلى قوله تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) ﴾ ، قال لي: أوهٰذا كلام الرَّحمٰن؟ قلت: نعم ، قال: امسِك بعيري ، يقول فمسكته ، فنحر بعيره وقال: أعنِّي على تفريق لحمه ، وزَّعه على الفقراء والمحتاجين ، وودَّعني وهو يقول: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾. يقول: ثم لقيته بعد سنتين في الحرم في مكَّة فعرفني وعرفته قال لي: قد وجدنا ما وعدنا ربُّنا حقا ، قال الأصمعي: عجبتُ له كيف كان لهٰذه الآية هٰذا الوقع في نفسه ، وأنا الذي تلوتُها عليه لم يكن لي مثل الذي كان له ، ثمَّ قال لي: اقرأ عليَّ من كلام الرَّحمٰن ، قال: فقرأت عليه من الذَّاريات حتى بلغت قول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) ﴾ قال: سبحان الله! ومن الذي أغضب الجليل وألجأه إلى اليمين؟ . يعني ما يحتاج أن يحلف لنا نحن نصدِّق بدون أن يحلف ، الله يقول: ﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ ﴾ يقول: نحن نصدِّق بدون أن يحلف لنا ، فما الذي ألجأه إلى اليمين؟!
على كل حال نحن الآن في الصباح وبعد صلاة الفجر فندعو بدعوة نبينا: اللَّهمَّ إنَّا نسألك علما نافعًا ورزقا طيِّبًا وعملا متقبَّلا ، وأزيدكم واحدة: من لم يتزوج منكم أن يمنَّ عليه بالزوجة الصالحة.
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر موقع فضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر