س: ما حكم الانتماء والمشاركة في الأحزاب المؤسسة، والتي تحت التأسيس والتي يقال عنها إنها أحزاب للسلفيين، وأين يقف الشيخ محمد منها؟
ج: نحن نتبرأ من الحزبيات كما تبرأ الرسول عليه الصلاة والسلام، جاء عن أم سلمة jعند الإمام أحمد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أنا بريء ممن فرق دينه واحتزب) بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)، فربنا بين أن الرسول يتبرأ في الآخرة ممن فرق الدين، وهذا ما أكثر ما يكون إما بالتحزب وإما بالتعصب، فليحذر المسلم من الوقوع في هذا الذي يسبب له البراءة من الرسول صلى الله عليه وسلم، فيلقى الله عز وجل وقد تبرأ منه الرسول، والله سبحانه وتعالى خصمه يوم القيامة، فنحذر من الحزبيات ونتبرأ منها، والله المستعان.
ولو تسمى بعضهم بأنه سلفي، وأنه كذا، فالسلفية هنا قد جعلت ذريعة ووسيلة إلى الدخول في الفتن العظام، فكلمة (سلفية) لا تسعفه بما تريد، ولا تنجيه مما يحذر ومما يذم بسببه، ويعاقب عليه، فالحزبية هي حزبية مما حاول أصحابها أن يبرروا حزبيتهم، فلا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدخل في التحزب، ولو ادعى من ادعى أن هذا التحزب سلفي، لا يوجد في الإسلام تحزب إسلامي ولا في تحزب سلفي، المسلمون كلهم أمة واحدة، وكلهم حزب واحد، أما أن يقال: هذا التحزب إسلامي، كن حزبًا، وهذا التحزب إسلامي، كن حزبًا ثانيًا، وثالثًا وعاشرًا، هذه من الفتن العظام ومما جاء به الأعداء، وإنما أرادوا أن يجعلوا المسلمين في محن لا تكاد تنتهي وفي مصائب لا تكاد تتوقف، فهذا هو الحاصل.
فهذه التحزبات قبلت عن طريق غفلة، وعن طريق جهالة، وعن طريق أطماع دنيوية، ونظر إلى المال والجاه والملك، فلما جاء الأعداء وقالوا: من تحزب سنعطي له الملك، سنعطي له كذا، أن يكون بعد حين الملك، وأن يكون الرئيس، بعضهم مفتون بحب الدنيا، وبحب الملك، فظن أن هذا صحيح. حتى ولو وصل إلى هذا، يصل إليه بعد ما يرتكب من الجرائم والشنائع ما يرتكب، وبعدما يستحل من المحرمات ما يستحل، وبعدما يسفك من الدماء ويزهق من الأرواح ويغير ما يغير من أمر الدين ومن الحق إلى الباطل وبعدما يوالي أعداء الإسلام ويناصرهم، فنعوذ بالله، لأن يخر الشخص من السماء إلى الأرض أهون من أن يدخل في الحزبية والله المستعان.
الملف الصوتي في المرفقات