(حكم الاحتفال بذكرى يوم الزواج)
سئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم احتفال الزوجين فيما بينهما بيوم الزواج، فأجاب: أرى أن ذلك لا يجوز؛ لأنهم يتخذون هذا عيداً: كلما جاء ذلك اليوم اتخذوه عيداً يتبادلون فيه الهدايا والفرح وما أشبه ذلك، لكن لو فعلوا هذا عند الزواج ليلة الزفاف أو في أيام الزواج فلا بأس، أما أن يجعلوه كلما مر هذا اليوم من كل سنة فعلوا هذا الاحتفال فلا يجوز. فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين.
قال تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ( آل عمران : 85 ) .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن فئاما من أمته سيتبعون أعداء الله تعالى في بعض شعائرهم وعاداتهم ، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ، قلنا يا رسول الله : اليهود والنصارى ، قال : فمن؟! ) ( أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم 8/151 ) . ( ومسلم في العلم باب اتباع سنن اليهود والنصارى 4/2054 ) .
وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وانتشر في الأزمنة الأخيرة في كثير من البلاد الإسلامية إذ اتبع كثير من المسلمين أعداء الله تعالى في كثير من عاداتهم وسلوكياتهم وقلدوهم في بعض شعائرهم ، واحتفلوا بأعيادهم كالإحتفال بذكرى يوم الزواج.
وإذا أراد الزوج أن يقدّم هدية لزوجته ، فإنه يقدمها في أي وقت أو عند وجود مناسبة أو سبب يقتضي ذلك، ولا ينبغي أن يتحرى موعد زواجه من كل سنة ويقدم فيه هدية ، فإن ذلك من اتخاذ هذا اليوم عيداً ، وليس هناك أعياد سنوية للمسلم إلا عيد الفطر وعيد الأضحى ، وقد مرت هذه المناسبة (موعد الزواج) على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها ولم ينقل عنهم أنهم كانوا يتحرون إعطاء الهدايا لزوجاتهم في هذا اليوم ، والخير كل الخير في اتباعهم .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هل يجوز للزوج أن يهدي زوجته هدية في ذكرى يوم زواجهما في كل سنة تجديداً للمودة والمحبة يبنهما ، علماً أن الذكرى ستقتصر فقط على الهدية ولن يقيم الزوجان احتفالاً بهذه المناسبة ؟
فقال :
" الذي أرى سدّ هذا الباب لأنها ستكون هذا العام هدية وفي العام الثاني قد يكون احتفالاً ، ثم إن مجرّد اعتياد هذه المناسبة بهذه الهدية يعتبر عيداً لأن العيد كل ما يتكرر ويعود، والمودة لا ينبغي أن تجدد كل عام بل ينبغي أن تكون متجددة كل وقت كلّما رأت المرأة من زوجها ما يسرها ، وكلما رأى الرجل من زوجته ما يسره فإنها سوف تتجدد المودة والمحبة . أ.هـ
فتاوى العلماء في عشرة النساء ص 162 .
والاحتفال بالذكرى المتجددة في كل عام – سواء كانت ذكرى ميلاد أو زواج أو انتصار - مِن البدع التي أفتى كثير من أهل العلم بالمنع منها )
فهو قيّد ذلك بأن تكون مُتكررة كل عام حتى تُصبح كالعيد اللازم! فلا شيء يُلزمك أن تقوم بالإلتزام بالإحتفال في يومٍ معين ، حتى تعد له الأيام وتحسب له الشهور وتُجهز له التجهيزات ، وترى أن ذلك اليوم هو المقياس على الحُب والعِشق بين الزوجين ، حتى ترى عند بعضهم من الإنتظار والتلهف لذلك اليوم لمجرد معرفة محبة الزوج له أو لها !
فالشيخ اشترط بأن لا يكون يوم الزواج كيوم العيد بالتكرار ، ويُحمل كلامه أيضاً على إظهار اليوم بين الناس ، وجعله مشهوراً ..
مع أنّي استغرب من أن يُجعل يوم الزواج يوماً لزيادة الألفة والمحبة!! وكأن الزوجين لا يلتقيان إلا في ذاك اليوم فقط !! فزيادة الألفة والمحبة والتقارب أكبر من أن يحتويهما يوم في السنة! ويوجد غير الإحتفال بيوم الزواج طُرق أخرى لزيادة الألفة والأًنس ، فلماذا يُقتصر على هذا اليوم فقط وتُهمل سنة كاملة ؟!
وأرى أن الإحتفال بيوم الزواج كالإحتفال بيوم الأم! فلا فرق بينهما ، فلو أخبرت أحدهم عن يوم الزواج لقال لك بالحِلّ ولو قلت له عن يوم الأم لقال لك بالحُرمة! مع أن بينهما تطابق وتشابه -من وجهة نظري- ، فكما أن البِّر بالأم لا يحتاج إلى يوم واحدٍ ثابتٍ لإظهاره فإن الألفة بين الزوجين لا تحتاج إلى يوم واحدٍ ثابتٍ لإظهارها ..
وهذه الأيام قد أتتنّـا من الغرب لمّا رأوا إنحلالهم من الأخلاق وعدم وجود شرائع مُقدسة تقوم على إبراز القيّم ،وضعوا لأنفسهم أياماً ليحضوا فيها بالبعض من الأخلاق والقيّم المُنعدمةِ من عندهم كالبِّر بالأم مثلاً والعناية باليتيم وغيرها .
قال تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ( آل عمران : 85 ) .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن فئاما من أمته سيتبعون أعداء الله تعالى في بعض شعائرهم وعاداتهم ، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ، قلنا يا رسول الله : اليهود والنصارى ، قال : فمن؟! ) ( أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم 8/151 ) . ( ومسلم في العلم باب اتباع سنن اليهود والنصارى 4/2054 ) .
وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وانتشر في الأزمنة الأخيرة في كثير من البلاد الإسلامية إذ اتبع كثير من المسلمين أعداء الله تعالى في كثير من عاداتهم وسلوكياتهم وقلدوهم في بعض شعائرهم ، واحتفلوا بأعيادهم كالإحتفال بذكرى يوم الزواج.
وإذا أراد الزوج أن يقدّم هدية لزوجته ، فإنه يقدمها في أي وقت أو عند وجود مناسبة أو سبب يقتضي ذلك، ولا ينبغي أن يتحرى موعد زواجه من كل سنة ويقدم فيه هدية ، فإن ذلك من اتخاذ هذا اليوم عيداً ، وليس هناك أعياد سنوية للمسلم إلا عيد الفطر وعيد الأضحى ، وقد مرت هذه المناسبة (موعد الزواج) على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها ولم ينقل عنهم أنهم كانوا يتحرون إعطاء الهدايا لزوجاتهم في هذا اليوم ، والخير كل الخير في اتباعهم .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هل يجوز للزوج أن يهدي زوجته هدية في ذكرى يوم زواجهما في كل سنة تجديداً للمودة والمحبة يبنهما ، علماً أن الذكرى ستقتصر فقط على الهدية ولن يقيم الزوجان احتفالاً بهذه المناسبة ؟
فقال :
" الذي أرى سدّ هذا الباب لأنها ستكون هذا العام هدية وفي العام الثاني قد يكون احتفالاً ، ثم إن مجرّد اعتياد هذه المناسبة بهذه الهدية يعتبر عيداً لأن العيد كل ما يتكرر ويعود، والمودة لا ينبغي أن تجدد كل عام بل ينبغي أن تكون متجددة كل وقت كلّما رأت المرأة من زوجها ما يسرها ، وكلما رأى الرجل من زوجته ما يسره فإنها سوف تتجدد المودة والمحبة . أ.هـ
فتاوى العلماء في عشرة النساء ص 162 .
والاحتفال بالذكرى المتجددة في كل عام – سواء كانت ذكرى ميلاد أو زواج أو انتصار - مِن البدع التي أفتى كثير من أهل العلم بالمنع منها )
فهو قيّد ذلك بأن تكون مُتكررة كل عام حتى تُصبح كالعيد اللازم! فلا شيء يُلزمك أن تقوم بالإلتزام بالإحتفال في يومٍ معين ، حتى تعد له الأيام وتحسب له الشهور وتُجهز له التجهيزات ، وترى أن ذلك اليوم هو المقياس على الحُب والعِشق بين الزوجين ، حتى ترى عند بعضهم من الإنتظار والتلهف لذلك اليوم لمجرد معرفة محبة الزوج له أو لها !
فالشيخ اشترط بأن لا يكون يوم الزواج كيوم العيد بالتكرار ، ويُحمل كلامه أيضاً على إظهار اليوم بين الناس ، وجعله مشهوراً ..
مع أنّي استغرب من أن يُجعل يوم الزواج يوماً لزيادة الألفة والمحبة!! وكأن الزوجين لا يلتقيان إلا في ذاك اليوم فقط !! فزيادة الألفة والمحبة والتقارب أكبر من أن يحتويهما يوم في السنة! ويوجد غير الإحتفال بيوم الزواج طُرق أخرى لزيادة الألفة والأًنس ، فلماذا يُقتصر على هذا اليوم فقط وتُهمل سنة كاملة ؟!
وأرى أن الإحتفال بيوم الزواج كالإحتفال بيوم الأم! فلا فرق بينهما ، فلو أخبرت أحدهم عن يوم الزواج لقال لك بالحِلّ ولو قلت له عن يوم الأم لقال لك بالحُرمة! مع أن بينهما تطابق وتشابه -من وجهة نظري- ، فكما أن البِّر بالأم لا يحتاج إلى يوم واحدٍ ثابتٍ لإظهاره فإن الألفة بين الزوجين لا تحتاج إلى يوم واحدٍ ثابتٍ لإظهارها ..
وهذه الأيام قد أتتنّـا من الغرب لمّا رأوا إنحلالهم من الأخلاق وعدم وجود شرائع مُقدسة تقوم على إبراز القيّم ،وضعوا لأنفسهم أياماً ليحضوا فيها بالبعض من الأخلاق والقيّم المُنعدمةِ من عندهم كالبِّر بالأم مثلاً والعناية باليتيم وغيرها .
قامت بكتابة المادة / أم عبد العزيز
تعليق