وبعد، فهذا جمع لأقوال العلماء في جنس إبليس، وهل هو من الملائكة أو من الجن، فأسأل الله أن يفيد بذلك وأن ينفع به .
وخلاصة هذا الجمع أن الشيخ ابن باز والألباني وابن عثيمين والفوزان يقولون أن إبليس ليس من الملائكة مع حكاية بعضهم للخلاف.
اللجنة الدائمة:
اختلف العلماء في إبليس هل هو من الملائكة أو من الجن؟ فقال جماعة: هو من نوع من الملائكة خلقوا من نار السموم، وخلق غيرهم من الملائكة من نور، استدلوا على ذلك بأنه لو لم يكن من الملائكة لما كان مأمورا بالسجود لآدم ، ولا أنكر عليه عدم سجوده له، وبأن الأصل في الاستثناء الاتصال؛ بأن يكون المستثنى من جنس المستثنى منه، وقد قال تعالى: سورة الكهف الآية 50 وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ فاستثنى إبليس بعد الملائكة فدل على أنه منهم وقال آخرون إنه ليس من الملائكة، بل من الجن، لقوله تعالى سورة الكهف الآية 50 وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ولأنه خلق من نار السموم والملائكة خلقت من نور؛ ولأن له ذرية تتوالد والملائكة لا تتوالد.
واختار ابن جرير الطبري (1 / 507) تحقيق أحمد شاكر القول الأول، وأجاب عما استدل به للقول الثاني: بأن الملائكة منهم من خلق من نور، ومنهم من خلق من نار السموم، وإبليس من صنف الملائكة الذين خلقوا من نار السموم، وبأنه لا دليل على أن الصنف الذي خلق من نار السموم لا يتوالد، وبأن الله إنما قال فيه: سورة الكهف الآية 50 إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ من أجل أنه من قبيلة من الملائكة تسمى الجن، أو قيل له جان لاختفائه كما سمى غيره من الملائكة جنة في قوله تعالى سورة الصافات الآية 158 وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا لاختفائهم، وعلى القول بأنه من الجن يكون دخوله في أمر الله ملائكته بالسجود لآدم من أجل كونه مختلطا بهم، وعلى كل حال هذه مسألة لا تترتب عليها فائدة عملية والنزاع فيها لا طائل تحته.
ف ( 2331 )
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
وفي الفتوى ( 7815 ):
إبليس من الجن وليس من الملائكة، قال تعالى: سورة الكهف الآية 50 وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ الآية، وقال تعالى سورة الرحمن الآية 14 خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ سورة الرحمن الآية 15 وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وقال صلى الله عليه وسلم أحمد (6 / 153 ، 16، ومسلم برقم (2996). خلقت الملائكة من نور، وخلق إبليس من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم رواه مسلم وقال الحسن البصري ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر [تفسير ابن جرير الطبري]، وبرقم الأثر (696). رواه ابن جرير بإسناد صحيح عنه ولكن خان إبليس الطبع، وذلك أنه كان مع الملائكة وتشبه بهم وتعبد وتنسك معهم فلهذا دخل في خطابهم وعصى بمخالفة أمر الله بالسجود
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الشيخ الألباني -رحمه الله-:
يقول الشيخ الألباني -رحمه الله-: قوله عن إبليس: "كان من الملائكة"؛ مخالف لقوله تعالى: {كان من الجن ففسق عن أمر ربه}.
ولا يصح تفسير الآية بأن المراد الملائكة وأنه أطلق عليهم (الجن)؛ لأنهم لا يُرون؛ لأن القرآن والسنة مصرحان بأن إبليس خُلِقَ من نار، والحديث يصرح بأن الملائكة خلقت من نور.
وانظر عدة مواضع من لقاءات المدينة وبالخصوص الشريط رقم 17 .
الشيخ العلاّمة ابن عثيمين -رحمه الله-:
تفسير سورة البقرة-الشريط 5 الوجه ب ( الفهرسة رقم-11 )
____________________
السائل :شيخ ما رأيكم فيمن يقول في قوله تعالى: (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس )) فالاستثناء هنا يدل على أن إبليس كان من الملائكة ؟
الشيخ :أي نعم نرد على هذا بأن الله تعالى قال : ((فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه)) وأنه كان من الملائكة أي في جملتهم معهم لكنه عنصره مختلف عن عنصرهم؛ ولهذا عاد إلى عنصره هو وهو النار؛ وعادوا إلى عنصرهم وهم أنهم خلقوا من نور .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين / تفسير القرآن الكريم
تفسير سورة البقرة-الشريط 38 الوجه ب ( الفهرسة رقم-5 )
____________________
طيب الملائكة إذا عرفنا أنهم مخلوقون من النور ؛ وبهذا نعرف أن الشيطان ليس منهم لأن الشيطان خلق من نار لا من نور بنص القرآن والسنة وإجماع المسلمين ؛ قال الله تعالى عن إبليس إنه قال لربه: (( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) وقال الله عز وجل: (( والجان خلقناهم من قبل من نار السموم )) وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الملائكة خلقت من نور وأن الجن خلق من نار وأن آدم خلق مما وصف لنا من التراب ؛ يبقى الإشكال في قوله تعالى: (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )) وقد تقدم لنا في التفسير نعم أن هذا الاستثناء ؟ منقطع وأن إبليس كان منهم في المجتمع، مجتمع بهم فوجه الخطاب إلى الملائكة وهم لا يحصيهم عددا إلا الله والشيطان واحد منهم والواحد قد يوجه الخطاب للجماعة وهو منهم وإن لم يكن من جنسهم نعم العرب يقولون : جاء القوم إلا حمارا معنى الحمار والحمار ليس منهم، ما هو من جنس القوم؛ فالمهم أنه يوجه الكلام إلى الجماعة وإن كان فيهم واحد من عدد لا يحصيه إلا الله عز وجل .
الشيخ الفوزان -حفظه الله-:
وجاء في المنتقى ف14:
هذا موضع خلاف بين أهل العلم قيل : إنه من الملائكة لظاهر الاستثناء في قوله تعالى : { فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، إِلا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ } [ سورة ص : الآيتين : 73، 74 ] ثم إنه بعد ذلك لما حصل منه ما حصل من استكبار عن طاعة الله، فإن الله سبحانه وتعالى عاقبه وأحل به لعنته، وهذا قول ضعيف .
والصحيح : أنه ليس من الملائكة لقوله تعالى : { إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ } [ سورة الكهف : آية 50 ] فالصحيح : أنه ليس من الملائكة، لأن الملائكة خلقت من نور كما في الحديث (1) والشيطان خلق من نار كما قال : { خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } [ سورة الأعراف : آية 12 ] .
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
تعليق