المطويات الدعوية ...189
أسئلة موجهة لعباد الصليب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فنضع الآن مجموعة من الأسئلة حول الصلب والفداء ، موجهة إلى المسيحيين لعلنا نجد لها إجابة. وهذه الأسئلة هي :
1 - ادعى المسيحيون أن صلب المسيح كان لتحقيق العدل والرحمة ، فأي عدل وأي رحمة في تَعذيب غير مذنب وصلبه ؟
قد يقولون : إنه هو الذي قبل ذلك ، ونقول لهم إن من يقطع يده أو يعذب بدنه أو ينتحر ، فإنه مذنب ، ولو كان يريد ذلك .
2 - إذا كان المسيح ابن الله ، فأين كانت عاطفة الأبوة وأين كانت الرحمة حينما كان الابن الوحيد يلاقي دون ذنب ألوان التعذيب الصلب مع دق المسامير في يديه ؟
3 - ما هو تصور المسيحيين لله - جل في علاه - الذي لا يرضى إلا أن ينزل العذاب المهين بالناس ، والعهد في الله - الذي يسمونه الآب ويطلقون عليه : الله محبة ، الله رحمة - أن يكون واسع المغفرة ، كثير الرحمات ؟
فنضع الآن مجموعة من الأسئلة حول الصلب والفداء ، موجهة إلى المسيحيين لعلنا نجد لها إجابة. وهذه الأسئلة هي :
1 - ادعى المسيحيون أن صلب المسيح كان لتحقيق العدل والرحمة ، فأي عدل وأي رحمة في تَعذيب غير مذنب وصلبه ؟
قد يقولون : إنه هو الذي قبل ذلك ، ونقول لهم إن من يقطع يده أو يعذب بدنه أو ينتحر ، فإنه مذنب ، ولو كان يريد ذلك .
2 - إذا كان المسيح ابن الله ، فأين كانت عاطفة الأبوة وأين كانت الرحمة حينما كان الابن الوحيد يلاقي دون ذنب ألوان التعذيب الصلب مع دق المسامير في يديه ؟
3 - ما هو تصور المسيحيين لله - جل في علاه - الذي لا يرضى إلا أن ينزل العذاب المهين بالناس ، والعهد في الله - الذي يسمونه الآب ويطلقون عليه : الله محبة ، الله رحمة - أن يكون واسع المغفرة ، كثير الرحمات ؟
4 - من هذا الذي قيد الله - سبحانه وتعالى - وألزمه وجعل عليه أن يلتزم العدل وأن يلتزم الرحمة ، وأن يبحث عن طريق للتوفيق بينهما ، بين العدل والرحمة ، بأن ينزل ابنه الوحيد ، في صورة ناسوت ، يصلب تكفيرا عن خطيئة آدم ؟
5 - يدعي المسيحيون أن ذرية آدم لزمهم العقاب بسبب خطيئة أبيهم ، وفي أي شرع يلتزم الأحفاد بأخطاء الأجداد - خاصة وأن الكتاب المقدس ينص على أنه " لا يقتل الأباء عن الأولاد ، ولا يقتل الأولاد عن الآباء . فكل إنسان بخطيئته يقتل " ( تثنية 16 : 24 ) ؟
6 - إذا كان صلب المسيح عملًا تمثيليا على هذا الوضع ، فلماذا يكره المسيحيون اليهود ويرونهم آثمين معتدين على السيد المسيح ؟
إن اليهود - وخاصة يهوذا الأسخريوطي - كانوا حسب الفهم المسيحي لموضوع الصلب أكثر الناس عبادة لله ، لأنهم بذلك نفذوا إرادة الله التي قضت بصلب ابنه فقاموا هم بتنفيذ ذلك العمل .
7 - هل كان نزول ابن الله وصلبه للتكفير عن خطيئة البشر ضروريا ، أم كانت هناك وسائل أخرى من الممكن أن يغفر الله بها خطيئة البشر ؟
ماذا يقول المسيحيون للإجابة عن مثل هذا السؤال ، كما يقدمه كاتب مسيحي هو القس بولس ساباط ، إذ يقول :
5 - يدعي المسيحيون أن ذرية آدم لزمهم العقاب بسبب خطيئة أبيهم ، وفي أي شرع يلتزم الأحفاد بأخطاء الأجداد - خاصة وأن الكتاب المقدس ينص على أنه " لا يقتل الأباء عن الأولاد ، ولا يقتل الأولاد عن الآباء . فكل إنسان بخطيئته يقتل " ( تثنية 16 : 24 ) ؟
6 - إذا كان صلب المسيح عملًا تمثيليا على هذا الوضع ، فلماذا يكره المسيحيون اليهود ويرونهم آثمين معتدين على السيد المسيح ؟
إن اليهود - وخاصة يهوذا الأسخريوطي - كانوا حسب الفهم المسيحي لموضوع الصلب أكثر الناس عبادة لله ، لأنهم بذلك نفذوا إرادة الله التي قضت بصلب ابنه فقاموا هم بتنفيذ ذلك العمل .
7 - هل كان نزول ابن الله وصلبه للتكفير عن خطيئة البشر ضروريا ، أم كانت هناك وسائل أخرى من الممكن أن يغفر الله بها خطيئة البشر ؟
ماذا يقول المسيحيون للإجابة عن مثل هذا السؤال ، كما يقدمه كاتب مسيحي هو القس بولس ساباط ، إذ يقول :
" لم يكن تجسد الكلمة ضروريا لإنقاذ البشر ، ولا يتصور ذلك مع القدرة الإلهية الفائقة الطبيعية " - ثم يسترسل هذا الكاتب ، فيذكر السبب في اختيار الكلمة لتكون فداء لخطيئة البشر ، فيقول :
" إن الله على وفرة ما له من الذرائع إلى فداء النوع البشري وإنقاذه من الهلاك الذي نتج من الخطيئة ومعصية أمره الإلهي ، قد شاء - سبحانه - أن يكون الفداء بأعز ما لديه ، لما فيه من القوة على تحقيق الغرض وبلوغه سريعا " . إن أبسط الذرائع لدى الله - سبحانه - إذا استخدمنا لغة ذلك القس ، هي أن يقول الله : عفوت عنك يا آدم . إن هذا ما يقوله القرآن الكريم { فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } .
ونصرخ في وجه هذا الكاتب فنقول إنه ليس من الحكمة في شيء أن نفتدي بدينار ما نستطيع أن نفتديه بفلس .
8 - ونعود إلى القس بولس ساباط ، ونسأله كما سأل : إذا كان الكلمة قد تجسد لمحو الخطيئة الأصلية ، فما العمل في الخطايا التي تحدث بعد ذلك ؟ يجيب هذا الكاتب بما يلي :
" إذا عاد الناس إلى اجتراح الخطايا ، فالذنب ذنبهم لأنهم نسوا النور وعشوا عنه مؤثرين الظلمة بإرادتهم " .
" إن الله على وفرة ما له من الذرائع إلى فداء النوع البشري وإنقاذه من الهلاك الذي نتج من الخطيئة ومعصية أمره الإلهي ، قد شاء - سبحانه - أن يكون الفداء بأعز ما لديه ، لما فيه من القوة على تحقيق الغرض وبلوغه سريعا " . إن أبسط الذرائع لدى الله - سبحانه - إذا استخدمنا لغة ذلك القس ، هي أن يقول الله : عفوت عنك يا آدم . إن هذا ما يقوله القرآن الكريم { فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } .
ونصرخ في وجه هذا الكاتب فنقول إنه ليس من الحكمة في شيء أن نفتدي بدينار ما نستطيع أن نفتديه بفلس .
8 - ونعود إلى القس بولس ساباط ، ونسأله كما سأل : إذا كان الكلمة قد تجسد لمحو الخطيئة الأصلية ، فما العمل في الخطايا التي تحدث بعد ذلك ؟ يجيب هذا الكاتب بما يلي :
" إذا عاد الناس إلى اجتراح الخطايا ، فالذنب ذنبهم لأنهم نسوا النور وعشوا عنه مؤثرين الظلمة بإرادتهم " .
ومعنى هذا أن خطيئة واحدة محيت ، وأن ملايين الخطايا سواها بقيت وجدت بعد ذلك . وسيحاسب الناس على ما اقترفوه ، وبعض ما اقترفوه أقسى من عصيان آدم . فلقد أنكر بعض الناس وجود الله ، وهاجمه آخرون وسخروا من جنته وناره . فلماذا كانت ظاهرة التجسد لخطيئة واحدة ، وتركت خطايا أكبر ، لا تعد ولا تحصى ؟
9 - أين كان عدل الله ورحمته منذ حادثة آدم حتى صلب المسيح ؟ ومعنى هذا أن الله - تعالى عن ذلك علوا كبيرا - ظل حائرا بين العدل والرحمة ألوف السنين ، حتى قبل المسيح منذ ألفي عام فقط أن يصلب تكفيرا عن خطيئة آدم .
10 - يلزم - كما في جميع الشرائع - أن تتناسب العقوبة مع الذنب ، فهل يتم التوازن بين صلب المسيح على هذا النحو وبين الخطيئة التي ارتكبها آدم ؟
9 - أين كان عدل الله ورحمته منذ حادثة آدم حتى صلب المسيح ؟ ومعنى هذا أن الله - تعالى عن ذلك علوا كبيرا - ظل حائرا بين العدل والرحمة ألوف السنين ، حتى قبل المسيح منذ ألفي عام فقط أن يصلب تكفيرا عن خطيئة آدم .
10 - يلزم - كما في جميع الشرائع - أن تتناسب العقوبة مع الذنب ، فهل يتم التوازن بين صلب المسيح على هذا النحو وبين الخطيئة التي ارتكبها آدم ؟
11 - هذا - إلى أن خطيئة آدم التي لم تزد عن أن تكون أكلا من شجرة نهي عنها قد عاقبه الله عليها - باتفاق المسيحين والمسلمين - بإخراجه من الجنة ، ولا شك أنه عقاب كاف ، فالحرمان من الجنة والخروج إلى الكدح والنصب عقاب ليس بالهين . وهذا العقاب قد اختاره الله بنفسه ، وكان يستطيع أن يفعل بآدم أكثر من ذلك ، ولكنه اكتفى بذلك . فكيف يستساغ أن يظل مضمرا السوء غاضبا ألوف السنين حتى وقت صلب المسيح ؟
12 - وقد مرت بالبشر منذ عهد آدم إلى عهد عيسى أحداث وأحداث وهلك كثيرون من الطغاة وبخاصة في عهد نوح حيث لم ينج إلا من آمن بنوح واتبعه وركب معه السفينة . . فهؤلاء هم الذين رضي الله عنهم ، فكيف تبقى بعد ذلك ضغينة أو كراهية تحتاج لأن يضحي عيسى بنفسه فداء للبشرية .
13 - والكاتب المسيحي الذي أسلم - عبد الأحد داود وكان مطرانا للموصل - ينتقد قصة التكفير عن الخطيئة هذه انتقادا سليما فيقول : " إن من العجيب أن يعتقد المسيحيون أن هذا السر اللاهوتي ، وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشري بسببها ظل مكتوما عن كل الأنبياء السابقين ولم تكتشفه إلا الكنيسة بعد حادثة الصلب " .
12 - وقد مرت بالبشر منذ عهد آدم إلى عهد عيسى أحداث وأحداث وهلك كثيرون من الطغاة وبخاصة في عهد نوح حيث لم ينج إلا من آمن بنوح واتبعه وركب معه السفينة . . فهؤلاء هم الذين رضي الله عنهم ، فكيف تبقى بعد ذلك ضغينة أو كراهية تحتاج لأن يضحي عيسى بنفسه فداء للبشرية .
13 - والكاتب المسيحي الذي أسلم - عبد الأحد داود وكان مطرانا للموصل - ينتقد قصة التكفير عن الخطيئة هذه انتقادا سليما فيقول : " إن من العجيب أن يعتقد المسيحيون أن هذا السر اللاهوتي ، وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشري بسببها ظل مكتوما عن كل الأنبياء السابقين ولم تكتشفه إلا الكنيسة بعد حادثة الصلب " .
14 - ويقول هذا الكاتب - عبد الأحد داود - : " إن ما حمله على ترك المسيحية هو هذه المسألة وظهور بطلانها ، إذ أمرته الكنيسة بأوامر لم يستسغها عقله وهي :
أ - نوع البشر مذنب بصورة قطعية ويستحق الهلاك الأبدي .
ب - الله لا يخلص أحدا من هؤلاء المذنبين من النار الأبدية المستحقة عليهم بدون شفيع .
جـ - الشفيع لا بد أن يكون إلها تاما وبشرا تاما " .
ويدخل هذا الكاتب في نقاش طويل مع المسيحيين بسبب هذه الأوامر ، فهم يرون أن الشفيع لا بد أن يكون مطهرا من خطيئة آدم ، ويرون أنه لذلك ولد عيسى من غير أب لينجو من انحدار الخطيئة إليه من أبيه .
ويسألهم الكاتب : ألم يأخذ عيسى نصيباً من الخطيئة عن طريق أمه ؟
ويجيب هؤلاء : بأن الله طهر مريم من الخطيئة قبل أن يدخل الابن رحمها .
أ - نوع البشر مذنب بصورة قطعية ويستحق الهلاك الأبدي .
ب - الله لا يخلص أحدا من هؤلاء المذنبين من النار الأبدية المستحقة عليهم بدون شفيع .
جـ - الشفيع لا بد أن يكون إلها تاما وبشرا تاما " .
ويدخل هذا الكاتب في نقاش طويل مع المسيحيين بسبب هذه الأوامر ، فهم يرون أن الشفيع لا بد أن يكون مطهرا من خطيئة آدم ، ويرون أنه لذلك ولد عيسى من غير أب لينجو من انحدار الخطيئة إليه من أبيه .
ويسألهم الكاتب : ألم يأخذ عيسى نصيباً من الخطيئة عن طريق أمه ؟
ويجيب هؤلاء : بأن الله طهر مريم من الخطيئة قبل أن يدخل الابن رحمها .
ويعود الكاتب يسأل : إذا كان الله يستطيع - التطهير - هكذا في سهولة ويسر إذ يطهر بعض خلقه ، فلماذا لم يطهر خلقه من الخطيئة كذلك بمثل هذه السهولة وذلك اليسر ، بدون إنزال ابنه وبدون تمثيلية الولادة والصلب ؟ ونضيف إلى نقاش عبد الأحد داود ، أن قولهم بضرورة أن يكون الشفيع مطهراً من خطيئة آدم ، مما استلزم أن يولد عيسى من غير أب أو أن يطهر الله مريم قبل دخول عيسى رحمها ، يحتاج إلى طريق طويل معقد ، وكان أيسر منه أن ينزل ابن الله مباشرة في مظهر الإنسان دون أن يمر بدخول الرحم والولادة . ونضيف كذلك أن اتجاه المسيحيين هذا يتعارض مع اتجاه مسيحي آخر ، هو أن ابن الله دخل رحم مريم ليأخذ مظهر الإنسان وليتحمل في الظاهر بعض خطيئة آدم الذي يبدو ابن الله كأنه ولد من أولاده ، ثم يصلب ابن الله تكفيراً عن خطيئة البشر الذين أصبح كواحد منهم .
ويبقى أن نسأل أسئلة أخيرة في هذا الموضوع هي :
هل كان الأنبياء جميعاً ، نوح - إبراهيم - موسى . . ، مدنسين بسبب خطيئة أبيهم ؟
وهل كان الله غاضباً عليهم كذلك ، وكيف اختارهم مع ذلك لهداية البشر ؟
هذه الأسئلة نضعها بين يدي النصارى لعلهم يحاولون الإجابة عنها .
ويبقى أن نسأل أسئلة أخيرة في هذا الموضوع هي :
هل كان الأنبياء جميعاً ، نوح - إبراهيم - موسى . . ، مدنسين بسبب خطيئة أبيهم ؟
وهل كان الله غاضباً عليهم كذلك ، وكيف اختارهم مع ذلك لهداية البشر ؟
هذه الأسئلة نضعها بين يدي النصارى لعلهم يحاولون الإجابة عنها .
من كتاب "مناظرة بين الإسلام والنصرانية"
أعد المطويات: أبو أسامة سمير الجزائري
قدم لها الشيخ: علي الرملي حفظه الله المشرف العام على شبكة الدين القيم
مدونة المطويات
http://www.ahlos-sunnah.com/matwyat