بسم الله الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على ءاله و صحبه و من تبع هداه و بعد:
الأدلة من كتاب الله على علوه سبحانه:
يقول الله تبارك و تعالى ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ﴿الملك: 16﴾، من في السماء بمعنى من على السماء لأن في تأتي بمعنى على في اللغة العربية كقوله تعالى وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ ﴿طه: 71﴾، و التصليب معلوم أنه على الجذع و ليس فيه، و قال تبارك و*تعالى وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿الأنعام: 18﴾، فالإيمان بعلو الله يشمل الإيمان بثلاث علوات، علو القهر كما ذكرتُ في الآية السابقة، و علو القدر، قال تعالى**وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿الزمر: 67﴾، و علو الذات و هو ما أنا الآن بصدد تبيينه في هذه الرسالة، و يقول الله تبارك و تعالى، إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴿فاطر: 10﴾، و معلوم أن الصعود في اللغة العربية هو الحركة لجهة العلو، و قال تعالى سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴿الأعلى: 1﴾، و قال لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ**وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿الشورى: 4﴾، و قال إِلَّا**ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ ﴿الليل: 20﴾، بل حتى فرعون كان يعلم علو الله فقال فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴿النازعات: 24﴾، و قال وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿القصص: 38﴾، و قال وَ قَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴿36﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ**إِلَٰهِ مُوسَىٰ**وَ إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا**فِي تَبَابٍ ﴿37﴾ سورة غافر، فكل هذه الأقول من فرعون تدل على أنه يعلم بعلو الله فهذا فرعون يثبت علو الله على كفره فأولى بك أيها المسلم بل واجب عليك أن تثبت علو ربك سبحانه.
قال تعالى الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ﴿طه: 5﴾. و استوى في اللغه العربية تعني علا، قال تعالى كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿الفتح: 29﴾. استوى على سوقه أي علا عليه.
قال الشيخ الألباني كان الله و لا مكان و لا زمان و هو الآن على ما كان، و يقصد بذلك علو الله لأن أهل الحلول يقولون أنتم تجعلون الله في ظرف.
و قال تعالى تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿المعارج: 4﴾. تعرج يعنى تصعد أي يصعد إليه جبريل و الملائكة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة من سني الدنيا.
الأدلة من السنة:
أول حديث هو حديث الجارية فعن معوية بن الحكم السلمي قال يا رسول الله جارية لي صككتها صكة فعظم ذلك علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أفلا أعتقها قال ائتني بها قال فجئت بها قال أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة. صحيح أبي داود للألباني، و الحديث معناه واضح جدا، و عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه و ءاله و سلم الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك و تعالى ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، والرحم شجنة من الرحمن ، فمن وصلها ، وصله الله ، و من قطعها قطعه الله. صحيح الترمذي للألباني، ففي هنا كفي في الآية السالفة الذكر أي بمعنى على السماء فالمقصود هي أن ترحم من على الأرض من بشر و بهائم و ليس من في الأرض من ديدان و حشرات و هذا الحديث مشهور عند أهل العلم بالمسلسل بالأولية أي كل راوي يرويه يقول أول ما سمعت من شيخي قال لي فيذكر الحديث، و عن أنس بن مالك في حديث الإسراء و المعراج و هو طويل جدا فأكتفي بالشاهد منه و هو فقال موسى لم أظنَّ أن يرفعَ عليَّ أحدٌ ثمَّ علا بهِ فيما لا يعلمُه إلَّا اللَّهُ حتَّى جاءَ بِهِ سدرةَ المنتَهى ودنا الجبَّارُ ربُّ العرشِ فتدلَّى حتَّى كانَ منه قابَ قوسينِ أو أدنى فأوحى اللَّهُ إليهِ ما أوحى فأوحى إليهِ فيما أوحى خمسينَ صلاةً على أمَّتِهِ في كلِّ يومٍ وليلةٍ ثمَّ هبطَ بِهِ حتَّى بلغَ موسى فاحتبسَهُ موسى فقال يا محمَّدُ ماذا عَهدَ إليكَ ربُّكَ قال عَهدَ إليَّ خمسينَ صلاةً على أمَّتي كلَّ يومٍ وليلةٍ قال إنَّ أمَّتَك لا تستطيعُ ذلِك ارجع فليخفِّف عنكَ ربُّكَ وعنهم فالتفتَ إلى جبريلَ عليهِ السَّلامُ كأنَّ يستشيرُهُ في ذلِك فأشارَ إليهِ جبريلُ أن نعم إن شئتَ فعلا بهِ جبريلُ حتَّى أتيَ إلى الجبَّارِ وهوَ مَكانَه فقال يا ربِّ خفِّف فإنَّ أمَّتي لا تستطيعُ هذا فوضعَ عنهُ عشرَ صلواتٍ فلم يزل يردِّدُه موسى إلى ربِّهِ حتَّى صارت إلى خمسِ صلواتٍ،**صححه ابن خزيمة في التوحيد، فلو انتبهت للحديث فيه فَعَلَا به جبريل حتى أتي إلى الجبار، و هذا واضح جدا كدليل في علو الله الذي من صفاته و لا ينفك عنه سبحانه، و عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال**قال صلى الله عليه و سلم ينزل ربنا إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن، صححه الألباني في تخريج كتاب السنة، و عن أبي هريرة قال قال صلى الله عليه و ءاله و سلم ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له. صحيح أبي داود للألباني. فهذين الحديثين يدلان على علو الله و لكن ينزل نزولا لائقا بجلاله في ليلة النصف من شعبان و في كل ليلة إذا مضى من الليل ثلثان و بقي ثلث، و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و ءاله و سلم الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض ، و الفردوس أعلى الجنة ، و أوسطها ، وفوقه عرش الرحمن ، و منها يتفجر أنهار الجنة ، فإذا سألتم الله فاسألوهالفردوس. صححه الألباني في صحيح الجامع، و معلوم أن الجنة في العلو، و عن ابنِ مسعودٍ قال: بين السماءِ الدنيا، والتي تليها خمسُمائةِ عامٍ، وبين كلِّ سماءٍ وسماءٍ خمسُمائةِ عامٍ، وبين السماءِ السابعةِ والكرسيِّ خمسُمائةِ عامٍ، وبين الكرسيِّ والماءِ خمسُمائةِ عامٍ، والعرشُ فوق الماءِ، واللهُ فوق العرشِ، لا يخفى عليه شيءٌ من أعمالِكم. ذكره ابن باز في شرح كتاب التوحيد. و هو موقوف في حكم المرفوع كما قال ابن عثيمين في الفتاوى.
و عن بعض أصحاب النبي إن الله تعالى كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا قبل الماء ، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع ، ثم [ أيبس ] الماء فجعله أرضا ، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين ، إلى أن قال : فلما فرغ الله عز وجل من خلق ما أحب ، استوى على العرش. مختصر العلو للألباني.
و عن أبي رزين العقيلي قلت يا رسول الله : أين كان ربنا قبل أن يخلق السماء والأرض ؟ قال في عما ما فوقه هواء وما تحته هواء ، ثم خلق العرش ثم استوى عليه وفى لفظ آخر ثم كان على العرش فارتفع على عرشه. حسنه الذهبي في العرش.
و كذلك يوجد دليل فطري و عقلي على علو الرب سبحانه فأصحاب الفطرة السليمة يعتقدون علو الله، و أما الدليل العقلي فصفة العلو تدل على الكمال، و السفول يدل على النقص و المسلم مأمور بتنزيه الله عن النقص و بوصفه بالكمال، لذلك عندما تضع جبهتك على الأرض في السجود تقول سبحان ربي الأعلى لأن الجبهة هي أعلى شيء في الإنسان و عندما تخضعها لربها و تصل إلى أدني مستوى تذللا لله تقول سبحان ربي الأعلى.
و صلى الله على محمد و على ءاله و صحبه و سلم.
كتبه أبو العرباض عطية الشيخي 23-رمضان-1433 هـ.
الأدلة من كتاب الله على علوه سبحانه:
يقول الله تبارك و تعالى ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ﴿الملك: 16﴾، من في السماء بمعنى من على السماء لأن في تأتي بمعنى على في اللغة العربية كقوله تعالى وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ ﴿طه: 71﴾، و التصليب معلوم أنه على الجذع و ليس فيه، و قال تبارك و*تعالى وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿الأنعام: 18﴾، فالإيمان بعلو الله يشمل الإيمان بثلاث علوات، علو القهر كما ذكرتُ في الآية السابقة، و علو القدر، قال تعالى**وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿الزمر: 67﴾، و علو الذات و هو ما أنا الآن بصدد تبيينه في هذه الرسالة، و يقول الله تبارك و تعالى، إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴿فاطر: 10﴾، و معلوم أن الصعود في اللغة العربية هو الحركة لجهة العلو، و قال تعالى سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴿الأعلى: 1﴾، و قال لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ**وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿الشورى: 4﴾، و قال إِلَّا**ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ ﴿الليل: 20﴾، بل حتى فرعون كان يعلم علو الله فقال فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴿النازعات: 24﴾، و قال وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿القصص: 38﴾، و قال وَ قَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴿36﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ**إِلَٰهِ مُوسَىٰ**وَ إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا**فِي تَبَابٍ ﴿37﴾ سورة غافر، فكل هذه الأقول من فرعون تدل على أنه يعلم بعلو الله فهذا فرعون يثبت علو الله على كفره فأولى بك أيها المسلم بل واجب عليك أن تثبت علو ربك سبحانه.
قال تعالى الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ﴿طه: 5﴾. و استوى في اللغه العربية تعني علا، قال تعالى كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿الفتح: 29﴾. استوى على سوقه أي علا عليه.
قال الشيخ الألباني كان الله و لا مكان و لا زمان و هو الآن على ما كان، و يقصد بذلك علو الله لأن أهل الحلول يقولون أنتم تجعلون الله في ظرف.
و قال تعالى تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿المعارج: 4﴾. تعرج يعنى تصعد أي يصعد إليه جبريل و الملائكة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة من سني الدنيا.
الأدلة من السنة:
أول حديث هو حديث الجارية فعن معوية بن الحكم السلمي قال يا رسول الله جارية لي صككتها صكة فعظم ذلك علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أفلا أعتقها قال ائتني بها قال فجئت بها قال أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة. صحيح أبي داود للألباني، و الحديث معناه واضح جدا، و عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه و ءاله و سلم الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك و تعالى ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، والرحم شجنة من الرحمن ، فمن وصلها ، وصله الله ، و من قطعها قطعه الله. صحيح الترمذي للألباني، ففي هنا كفي في الآية السالفة الذكر أي بمعنى على السماء فالمقصود هي أن ترحم من على الأرض من بشر و بهائم و ليس من في الأرض من ديدان و حشرات و هذا الحديث مشهور عند أهل العلم بالمسلسل بالأولية أي كل راوي يرويه يقول أول ما سمعت من شيخي قال لي فيذكر الحديث، و عن أنس بن مالك في حديث الإسراء و المعراج و هو طويل جدا فأكتفي بالشاهد منه و هو فقال موسى لم أظنَّ أن يرفعَ عليَّ أحدٌ ثمَّ علا بهِ فيما لا يعلمُه إلَّا اللَّهُ حتَّى جاءَ بِهِ سدرةَ المنتَهى ودنا الجبَّارُ ربُّ العرشِ فتدلَّى حتَّى كانَ منه قابَ قوسينِ أو أدنى فأوحى اللَّهُ إليهِ ما أوحى فأوحى إليهِ فيما أوحى خمسينَ صلاةً على أمَّتِهِ في كلِّ يومٍ وليلةٍ ثمَّ هبطَ بِهِ حتَّى بلغَ موسى فاحتبسَهُ موسى فقال يا محمَّدُ ماذا عَهدَ إليكَ ربُّكَ قال عَهدَ إليَّ خمسينَ صلاةً على أمَّتي كلَّ يومٍ وليلةٍ قال إنَّ أمَّتَك لا تستطيعُ ذلِك ارجع فليخفِّف عنكَ ربُّكَ وعنهم فالتفتَ إلى جبريلَ عليهِ السَّلامُ كأنَّ يستشيرُهُ في ذلِك فأشارَ إليهِ جبريلُ أن نعم إن شئتَ فعلا بهِ جبريلُ حتَّى أتيَ إلى الجبَّارِ وهوَ مَكانَه فقال يا ربِّ خفِّف فإنَّ أمَّتي لا تستطيعُ هذا فوضعَ عنهُ عشرَ صلواتٍ فلم يزل يردِّدُه موسى إلى ربِّهِ حتَّى صارت إلى خمسِ صلواتٍ،**صححه ابن خزيمة في التوحيد، فلو انتبهت للحديث فيه فَعَلَا به جبريل حتى أتي إلى الجبار، و هذا واضح جدا كدليل في علو الله الذي من صفاته و لا ينفك عنه سبحانه، و عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال**قال صلى الله عليه و سلم ينزل ربنا إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن، صححه الألباني في تخريج كتاب السنة، و عن أبي هريرة قال قال صلى الله عليه و ءاله و سلم ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له. صحيح أبي داود للألباني. فهذين الحديثين يدلان على علو الله و لكن ينزل نزولا لائقا بجلاله في ليلة النصف من شعبان و في كل ليلة إذا مضى من الليل ثلثان و بقي ثلث، و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و ءاله و سلم الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض ، و الفردوس أعلى الجنة ، و أوسطها ، وفوقه عرش الرحمن ، و منها يتفجر أنهار الجنة ، فإذا سألتم الله فاسألوهالفردوس. صححه الألباني في صحيح الجامع، و معلوم أن الجنة في العلو، و عن ابنِ مسعودٍ قال: بين السماءِ الدنيا، والتي تليها خمسُمائةِ عامٍ، وبين كلِّ سماءٍ وسماءٍ خمسُمائةِ عامٍ، وبين السماءِ السابعةِ والكرسيِّ خمسُمائةِ عامٍ، وبين الكرسيِّ والماءِ خمسُمائةِ عامٍ، والعرشُ فوق الماءِ، واللهُ فوق العرشِ، لا يخفى عليه شيءٌ من أعمالِكم. ذكره ابن باز في شرح كتاب التوحيد. و هو موقوف في حكم المرفوع كما قال ابن عثيمين في الفتاوى.
و عن بعض أصحاب النبي إن الله تعالى كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا قبل الماء ، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع ، ثم [ أيبس ] الماء فجعله أرضا ، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين ، إلى أن قال : فلما فرغ الله عز وجل من خلق ما أحب ، استوى على العرش. مختصر العلو للألباني.
و عن أبي رزين العقيلي قلت يا رسول الله : أين كان ربنا قبل أن يخلق السماء والأرض ؟ قال في عما ما فوقه هواء وما تحته هواء ، ثم خلق العرش ثم استوى عليه وفى لفظ آخر ثم كان على العرش فارتفع على عرشه. حسنه الذهبي في العرش.
و كذلك يوجد دليل فطري و عقلي على علو الرب سبحانه فأصحاب الفطرة السليمة يعتقدون علو الله، و أما الدليل العقلي فصفة العلو تدل على الكمال، و السفول يدل على النقص و المسلم مأمور بتنزيه الله عن النقص و بوصفه بالكمال، لذلك عندما تضع جبهتك على الأرض في السجود تقول سبحان ربي الأعلى لأن الجبهة هي أعلى شيء في الإنسان و عندما تخضعها لربها و تصل إلى أدني مستوى تذللا لله تقول سبحان ربي الأعلى.
و صلى الله على محمد و على ءاله و صحبه و سلم.
كتبه أبو العرباض عطية الشيخي 23-رمضان-1433 هـ.