تفريـــغ رقم : 4
هل هذهِ مِن السلفية !! ؟
بســـــم الله الرحمن الرحيـــــم
هذه محاضَرةٌ قيمةٌ ألقاها الشيخ محمد سعيـد رسلان ـ حفظه الله ـ والتي قمتُ بفضل الله تعالى على تفريغها .
يجِبُ عليك الالتفات للنقاط التالِية :
1 ـ حذفُ بعضَ الكلِمات ، مِثل المكرّرة .
2 ـ تَشكِيل النَّص أو بعضهُ لما تقتضيه الحاجة ( كما سمعتهُ مِن الشيخ ـ حفظه الله ـ )
3 ـ مراجعة الآيات وكتابتها كما هي مَرسُومة في المصحف ، أمّا الأحاديث فأنقُلها كما سمعتها ولا أزيد عليها ولا أنقص ( هذا خاص
بِصاحب علم ) .
4 ـ يبقَى أن أُشِير إلى :
. أنَّ الكَلِمة التي تحتهَا خَط ( ؟؟؟؟؟ ) فهي مكتُوبة كما فهِمتُها أنا وعلى القارئ أن يتأكد مِنها .
. أنّ الكلِمة المُلونة بالأحمر (؟؟؟؟؟) فهي إضافة من عندي مثل (و ، مع ، ال ، في..)
. أنّ ما يوجد بين قوسين ( ..... ) فهي كلمة غير مفهومة .
. أنّ الكلِمة المُلونة بالأحمر (؟؟؟؟؟) فهي إضافة من عندي مثل (و ، مع ، ال ، في..)
. أنّ ما يوجد بين قوسين ( ..... ) فهي كلمة غير مفهومة .
5 ـ أحيانا الشيخ يخرج عن الموضوع أو يشرح كلمة قالها أو سؤال وجواب فمثلُ هذا أخرجتُهُ من الموضوع وجعلتهُ في الهامِش
مع الترقيم مثل (1)
6 ـ وأخيرًا لا أقبل أن يُعتمد على هذا التفريغ إلا ومعهُ المادة الصوتية أو أن يأذن الشيخ .
هذا وأرجوا من الله سبحانه وتعالى أنْ يَكتُب لي الأجرَ قَدرَ ما يستفِيدُ وينتفع به المسلمون مِن هذا العمل ، ومَن سَاهمَ أيضًا في نشرِ .
عنــوان المحاضرة : هل هذا مِن السلفية !! ؟ .
الشـيخ : محمـد سعيـد رسلان ـ حفظه الله تعالى ـ
مكــان وزمن المحاضرة : الجمعة 27 من ذي القعدة 1428هـ الموافق 7-12-2007م بالمسجد الشرقي - سبك الأحد - أشمون -
محافظة المنوفية - مصر
وقــت المحاضرة : ساعة و 12 دقيقة .
لتحميل المحاضرة : من هنا
التفريـــــــغ :
إنّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا ، من يهدِهِ الله فلا مُضل له ومَن يُضلل فلا هاديَ له ،
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدهُ لا شريك له وأشهدُ أنّ محمداً عبدهُ ورسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي َتسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾
أمّا بعدُ :
فإنّ أصدَقَ الحديثِ كِتابُ الله وخير الهدي هديُ محمدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آلهِ وسلم ـ وشرَّ الأمور مُحدثاتُها وكلّ مُحدثةٍ بِدعة وكلّ بِدعة
ضلالة وكل ضلالة في النار .
أمّا بعدُ :
فحسَنٌ جِداً أنْ يُحرِّرَ بعضُ طلابِ العلم كِتابٍ يُحذرُ فيهِ مِن الفِتن ، أو يُحذِّرُ فيهِ مِن مُلابَسةِ الفِتن ، ويدعوا إلى البُعدِ عنهُ ـ حَسَنٌ جِداً ـ ولكِنهُ
مَعيبٌ جداً أن يكتُبَ أحدٌ رسالةٌ يحذِّرُ فيها مِن التحذِيرِ مِن الفِتَن والتحذِيرُ مِمَّن يُحذِّرُ مِن الفِتَن ، هوَ الفِتنةُ حقا ، وإنْ لم يكُن ذلِك فتنةً فلا فتنة
تحتَ أديمِ السماء ، وهو مُصادِمٌ مصادمةً صريحةً لدينِ اللهِ ربّ العلمِين ، وهذا نبِيّنا ـ صلى الله عليه وعلى آلهِ وسلم ـ قد حذّرَ مِن الفِتن وحذّر مِن
أهلِها واشتدّ عليهِم فقد ذكرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخوارِجَ ونعتَهُم بِأنّهُم كلابُ أهلِ النار ، وأخبَر أنه لو لقِيهُم لقتلَهُم قتلَ عَاد يعني وما
أبقى منهُم أحدا ، وأخبَر أنَّ قتلاهُم شَرّ قتلى تحتَ أدِيمِ السماء ، ووَصف رسُول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخوارِجَ بِصِفَتِهِم ودلّ عليهِم بذكرِ
نُعُوتِهِم بِحيثُ لا يلتبِسُ أمرُهُم على أحَد فذكَرهُم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذِكراً مُستفيضاً ودلّ عليهِم بالوصفِ المُلازِم الذي لا ينفكّ عنهُم
بِحيثُ إنه لا يَشتَبِهُ أمرُهُم على أحدٍ أتى بعدَهُ ، وحذّرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِن القدرِية ، وأخبرَ أنهُم مَجُوسُ هذِهِ الأمة ، ونهى النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ عن عِيادتِهِم إذا مَرِضوا ، فحذّرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِن بِدعتِهِم وحذّر مِن أشخاصِهِم ، كما حذّرَ مِن بِدعةِ
الخوارِجِ ومِن أشخاصِهِم ودلّ على سِماتِهِم بوصفِهِم ونعتِهِم بِحيث لا يُمكنُ أن يَشتَبِهَ الأمرُ بعدُ على أحد ، وأنكَر النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ
على خطيبٍ قامَ يخطُبُ بينَ يديه ، أنكرَ عليهِ قوله ( ومَن يعصِهِما فقَد غوى) وقد قال هذا الخطيبُ بين يدي النبي ـ صلى الله عليه وعلى آلهِ
وسلم ـ ( إنهُ مَن يُطع الله ورسُوله فقد رشِدَ ومَن يعصِهِما فقد غوى ) فقال ﴿ بأسَ خطيبَ القومِ أنت ﴾ وأتى بِها صريحةً مِن غيرِ ما تثنيةٍ ولا
مُواراة ، مُواجَهةً يسمَعُها من حضر ، وتُنقلُ إلى الأجيالِ مِن بعد مِن أجلِ التحذيرِ مِن الخطأ ، ( ومَن يعصِهِما فقَد غوى ) قال ﴿ بِأسَ خطيبُ
القومِ أنت ﴾ ، وأنكَرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مَن قال ( ما شاء الله وشاءَ مُحمد ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ( ما شاء الله وشئتَ) ،
فقال ﴿ أجَعَلتَني للهِ نِدا ﴾ فنهى عن هذا الاستخدامِ اللغوي الأسلوبيّ على هذا النحو لأنهُ يُوهِمُ شيئاً لا يُحمَد ، وهذا كما ترى إنكارٌ بأمرٍ عظيم
في موطِنٍ كريم لا يورِّ فيهِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينَ الإنكار ولا يُعرِّضُ وإنما يأتي بهِ كِفاحًا بِغيرِ مُواربة ويأتي بهِ ظاهِرًا مِن غيرِ غموضٍ ولا
خفاء ، وراجع النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ النابِغَةَ الجَعدي وأخرجَ ذلِك ابن كثير في تاريخِه وذكرهُ الحافظُ في ـ الإصابة ـ وأبو نُعيم في
ـ تاريخِ أصبهان ـ فأنكرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على النابِغة الجعدي ـ رضي الله عنه ـ قوله :
بلغْنا السَمَاءَ مجدُنا وجُدُودنا ....... وإنا لنرجو فوقَ (1) ذلِك مظهرَا (2)
فقال لهُ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ﴿ أينَ المظهرُ يا أبى ليلى ﴾ فقال ـ رضي الله عنه ـ : الجنة يا رسول الله ، فقال النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم
ـ ﴿ أجل يا أبى ليلى إن شاء الله ﴾ .
فهذا شاعِرٌ يُراجِعُ في أمرٍ أتى بِه ، ولا يُمشِّيهِ رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يُمرِّرُه بل يُراجِعُه ويُعلّمُه ، والنبيُّ ـ صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ـ قال ﴿ أصدقُ كلمةٍ قالها شاعِرٌ كلمةُ لبيد ﴾
ألا كلُّ شيءٍ ما خلى الله باطلُ ............ وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائلُ (3) .
وقد راجعَ فيهِ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ﴿ لا ، في الجنةِ نعِيمٌ لا يَزول ﴾ (4) .
والنبيُّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كما في الصحيحين ، لمّا كان في سفرٍ فسمِع شاعِراً يُنشِدُ على بعيرٍ له فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
﴿ خذوا الشيطان ، خذوا الشيطان ﴾ فلم يُفوّت هذا ولم يُمشّهِ وإنما راجع فيهِ ووصفهُ بِهذا الوصفِ الشديد ، يقولُ أهلُ العِلم : إنّ الإسلامَ لا
يُحارِبُ الشِعر ، الشعرُ ديوانُ العرب وهو لا ينبغي لرسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فليسَ بشاعِر ، وأمّا أهلُ الصِدقِ والفضل والمُنافِحون عن
دينِ الله تبارك وتعالى و الذابّون عن أعراض المؤمنون والمُؤمِنات فهؤلاءِ لا تثريب عليهِم ، وقد قال حسان ـ رضي الله عنه ـ لِعُمرَ ـ رضي الله عنه ـ
وقد قام في مسجدِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُنشِدُ شِعره ، فلمّا نظرَ إليهِ نظرَ اللائِمِ عليهِ قال حسّان ـ رضي الله تبارك وتعالى عنه ـ إليكَ عنّي
يا عُمر ، فوالله إنكَ لتعلمُ أني كُنتُ أنشِدُ في هذا المسجدِ من هو خيرٌ مِنك ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
﴿ خذوا الشيطان ، خذوا الشيطان ﴾ فأنكَرَ على شاعِرٍ أديب ، أن يُخطأ في أمرٍ ويأتي بأمرٍ معيب ، فراجَعَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابَهُ
ليدُلّهُم على موطِن العِبرة في الأمرِ فقال ﴿ خذوا الشيطان ، خذوا الشيطان ﴾.
وقد استَنشَدَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ مَن يروي شِعرَ أميّةَ بن أبي الصّلد حتى سَمِعَ مائةَ قافية (5) ، ثم قال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ـ ﴿ كادَ يُسلِمُ في شعرِه ﴾ ، أميّة بن أبي الصلد في شِعرِهِ هذا آمَنَ لِسانُهُ وكفرَ قلبه ، فدلّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ما وراءَ ذلِك .
بشار بن بُرد (6)، قُتِلَ عل الزندقةِ التي أتى بِها في شِعرِهِ .
أبو الطيّب المُتنبي ، روجِعَ وكفّرهُ من كفّرهُ مِن العُلماء لأمورٍ وقع فيها في شِعرِهِ ، لم يُمَشِّها عالِمٌ مِن عُلماءِ الدّين ولم يقبلها ، وليست هذِهِ بمحاكِمِ
التفتيش ولكِنّهُ دين الله فتكلّم فيما تُحسِن وإلا فدع مَن يُحسِن يتكلمُ فيما يُحسِن ، مالك ولِهذا ؟ فلمّا أدخلَ أنفهُ داسًّا إيّاهُ في هذهِ الأمور كان
أنْ حكمَ عليهِ مَن حكَم ، و كذا حكَموا على أبي العلاء المعرّي بِما حكَموا عليهِ مِن أمورٍ لسببِ ما وقعَ مِنه في شِعرِهِ ونثرِهِ على السواء .
تعليق