الردّ من الإمام أبي بكر الطرطوشي على من يقول إن هذا الأمر شائع في أقاليم الإسلام و أقطار أهل الأرض
باختصار من كتاب الحوادث و البدع للطرطوشي
الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه و سلّم
أما بعد فقد أحببت أن أنقل لكم مقتطفا من كلام الإمام أبي بكر الطرطوشي رحمه الله تعالى مختصرا في ردّه على من يقول إنّ هذا الأمر شائع في أقاليم الإسلام و أقطار أهل الأرض و قولهم إنّ القيروان دار علم و لم يزل هذا الأمر فاشيا لا منكر له.
فصل شيعوعة الفعل لا تدلّ على جوازه
" فالجواب أن نقول شيعوعة الفعل و انتشاره لا يدلّ على جوازه، كما أنّ كتمه لا يدلّ على منعه.
ألا ترى أنّ بيع الباقلاء في قشرته شائع في أقطار أهل الإسلام و عند الشافعي لا يجوز؟
و الاستئجار على الحجّ شائع في بلاد أهل الإسلام و عند أبي حنيفة لا يجوز؟
و إسبال الثوب تحت الكعبين شائع في بلاد أهل الإسلام، وهو حرام لا يجوز؟
و أكثر أفعال أهل زمانك على غير السّنّة، وكيف لا وقد روينا قول أبي الدّرداء إذ دخل على أمّ الدرداء مغضبا، فقالت له مالك؟ فقال: " و الله ما أعرف فيهم شيئا من أمر محمّد صلى الله عليه و سلّم، إلاّ أنّهم يصلّون جميعا"، فإنّه لم يبق فيهم من السنّة إلاّ الصلاة في جماعة، كيف لا تكون معظم أمورهم محدثات؟
و أمّا من تعلّق بفعل أهل القيروان، فهذا غبيّ يستدعي الأدب دون المراجعة
فنقول لهؤلاء الأغبياء: إنّ مالك بن أنس رأى إجماع أهل المدينة حجّة، فردّه عليه سائر فقهاء الأمصار، هذا و هو بلد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، و عرصة الوحي، و دار النبوّة، و معدن العلم، فكيف بالقيروان؟
و أيضا، فإنّما كان يكون فيه متعلّق لو نقلتم عن علماء القيروان أنّهم أفتوا بهذا، لأنّ الإقتداء يكون بالعلماء لا بالعوامّ، وهذا ما لا ينقلونه أبدا، و إنّما كان يفعله العوامّ و الغوغاء........انتهى باختصار.
أما بعد فقد أحببت أن أنقل لكم مقتطفا من كلام الإمام أبي بكر الطرطوشي رحمه الله تعالى مختصرا في ردّه على من يقول إنّ هذا الأمر شائع في أقاليم الإسلام و أقطار أهل الأرض و قولهم إنّ القيروان دار علم و لم يزل هذا الأمر فاشيا لا منكر له.
فصل شيعوعة الفعل لا تدلّ على جوازه
" فالجواب أن نقول شيعوعة الفعل و انتشاره لا يدلّ على جوازه، كما أنّ كتمه لا يدلّ على منعه.
ألا ترى أنّ بيع الباقلاء في قشرته شائع في أقطار أهل الإسلام و عند الشافعي لا يجوز؟
و الاستئجار على الحجّ شائع في بلاد أهل الإسلام و عند أبي حنيفة لا يجوز؟
و إسبال الثوب تحت الكعبين شائع في بلاد أهل الإسلام، وهو حرام لا يجوز؟
و أكثر أفعال أهل زمانك على غير السّنّة، وكيف لا وقد روينا قول أبي الدّرداء إذ دخل على أمّ الدرداء مغضبا، فقالت له مالك؟ فقال: " و الله ما أعرف فيهم شيئا من أمر محمّد صلى الله عليه و سلّم، إلاّ أنّهم يصلّون جميعا"، فإنّه لم يبق فيهم من السنّة إلاّ الصلاة في جماعة، كيف لا تكون معظم أمورهم محدثات؟
و أمّا من تعلّق بفعل أهل القيروان، فهذا غبيّ يستدعي الأدب دون المراجعة
فنقول لهؤلاء الأغبياء: إنّ مالك بن أنس رأى إجماع أهل المدينة حجّة، فردّه عليه سائر فقهاء الأمصار، هذا و هو بلد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، و عرصة الوحي، و دار النبوّة، و معدن العلم، فكيف بالقيروان؟
و أيضا، فإنّما كان يكون فيه متعلّق لو نقلتم عن علماء القيروان أنّهم أفتوا بهذا، لأنّ الإقتداء يكون بالعلماء لا بالعوامّ، وهذا ما لا ينقلونه أبدا، و إنّما كان يفعله العوامّ و الغوغاء........انتهى باختصار.
باختصار من كتاب الحوادث و البدع للطرطوشي