بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اما بعد
فمذ ان بدأ الإمامان الامام محمد بن عبد الوهاب والامام محمد بن سعود دعوهتما الاصلاحية في ربوع الجزيرة العربية وما حولها انقسم الناس في مواقفهم من هذه الدعوة ما بين محب للتوحيد مدافع عنها ,و مشرك محارب لها ومبتدع حاقد محذر منها ومشوه لصورتها , وآخر متوقف في امرها لا هو ناصرها ولا هو عاداها لكن تبلغه أخبار سيئة عنها وكان سلطان المغرب آنذاك المولى سليمان من هذا الصنف إلا انه تثبت في الامر وارسل ابنه المولى ابا اسحاق ابراهيم ومعه ثلة من كبار علماء المغرب لينظروا في أمر هذه الدعوة وصاحبها
ففي سنة ست وعشرين ومائتين وألف وجه السلطان المولى سليمان رحمه الله ولده المولى أبا اسحاق إبراهيم بن سليمان إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وخرج في الركب ثلة من العلماء والأعيان والتجار والقضاة وشيخ الركب ومن العلماء:
الأمين بن جعفر الحسني الرتبي
والفقيه العلامة الشهير أبي عبد الله محمد العربي الساحلي
الفقيه العلامة القاضي أبي الفضل العباس بن كيران
الفقيه القاضي أبو إسحاق إبراهيم الزداغي
وغيرهم من علماء المغرب وشيوخه
واستصحبوا معهم جواب السلطان المولى سليمان على رسالة الملك محمد بن سعود ,قال خالد الناصري: حدثنا جماع وافرة ممن حج مع المولى إبراهيم في تلك السنة أنهم ما رأوا من ذلك السلطان يعني ابن سعود ما يخالف ما عرفوه من ظاهر الشريعة وإنما شاهدوا منه ومن أتباعه غاية الاستقامة والقيام بشعائر الإسلام من صلاة وطهارة وصيام ونهي عن المنكر الحرام وتنقية الحرمين الشريفين من القاذورات والآثام التي كانت تفعل بهما جهارا من غير نكير وذكروا أن حاله كحال آحاد الناس لا يتميز عن غيره بزي ولا مركوب ولالباس
و لما اجتمع الامير محمد بن سعود بالشريف المولى إبراهيم أظهر له التعظيم الواجب لأهل البيت الكريم وجلس معه كجلوس أحد أصحابه وحاشيته
وكان الذي تولى الكلام معه هو الفقيه القاضي أبو إسحاق إبراهيم الزداغي
فكان من جملة ما قال ابن سعود لهم :إن الناس يزعمون أننا مخالفون للسنة المحمدية فأي شيء رأيتمونا خالفنا من السنة وأي شيء سمعتموه عنا قبل اجتماعكم بنا
فقال له القاضي ابو اسحاق: بلغنا أنكم تقولون بالاستواء الذاتي المستلزم لجسمية المستوي
فقال لهم :معاذ الله إنما نقول كما قال مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة فهل في هذا من مخالفة
قالوا: لا وبمثل هذا نقول نحن أيضا
ثم قال له القاضي وبلغنا عنكم أنكم تقولون بعدم حياة النبي وحياة إخوانه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم
فلما سمع ابن سعود ذكر النبي رفع صوته بالصلاة عليه وقال معاذ الله إنما نقول إنه في قبره وكذا غيره من الآنبياء حياة فوق حياة الشهداء
ثم قال له القاضي: وبلغنا أنكم تمنعون من زيارة سائر الأموات مع ثبوتها في الصحاح التي لا يمكن إنكارها
فقال ابن سعود: معاذ الله أن ننكر ما ثبت في شرعنا وهل منعناكم أنتم لما عرفنا أنكم تعرفون كيفيتها وآدابها وإنما نمنع منها العامة الذين يشركون العبودية بالألوهية ويطلبون من الأموات أن تقضى لهم أغراضهم التي لا تقضيها إلا الربوبية وإنما سبيل الزيارة الاعتبار بحال الموتى وتذكر مصير الزائر إلى ما صار إليه المزور ثم يدعو له بالمغفرة ,ولما كان العوام في غاية البعد عن إدراك هذا المعنى منعناهم سدا للذريعة فأي مخالفة للسنة في هذا
قال صاحب الجيش هذا ما حدث به أولئك المذكورون سمعنا ذلك من بعضهم جماعة ثم سألنا الباقي أفرادا فاتفق خبرهم على ذلك اهـ
ـــــــ
المرجع: هذه المناظرة نقلتها مختصرة من كتاب "الاستقصا لتاريخ المغرب الاقصى "لأحمد بن خالد الناصري
اما بعد
فمذ ان بدأ الإمامان الامام محمد بن عبد الوهاب والامام محمد بن سعود دعوهتما الاصلاحية في ربوع الجزيرة العربية وما حولها انقسم الناس في مواقفهم من هذه الدعوة ما بين محب للتوحيد مدافع عنها ,و مشرك محارب لها ومبتدع حاقد محذر منها ومشوه لصورتها , وآخر متوقف في امرها لا هو ناصرها ولا هو عاداها لكن تبلغه أخبار سيئة عنها وكان سلطان المغرب آنذاك المولى سليمان من هذا الصنف إلا انه تثبت في الامر وارسل ابنه المولى ابا اسحاق ابراهيم ومعه ثلة من كبار علماء المغرب لينظروا في أمر هذه الدعوة وصاحبها
ففي سنة ست وعشرين ومائتين وألف وجه السلطان المولى سليمان رحمه الله ولده المولى أبا اسحاق إبراهيم بن سليمان إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وخرج في الركب ثلة من العلماء والأعيان والتجار والقضاة وشيخ الركب ومن العلماء:
الأمين بن جعفر الحسني الرتبي
والفقيه العلامة الشهير أبي عبد الله محمد العربي الساحلي
الفقيه العلامة القاضي أبي الفضل العباس بن كيران
الفقيه القاضي أبو إسحاق إبراهيم الزداغي
وغيرهم من علماء المغرب وشيوخه
واستصحبوا معهم جواب السلطان المولى سليمان على رسالة الملك محمد بن سعود ,قال خالد الناصري: حدثنا جماع وافرة ممن حج مع المولى إبراهيم في تلك السنة أنهم ما رأوا من ذلك السلطان يعني ابن سعود ما يخالف ما عرفوه من ظاهر الشريعة وإنما شاهدوا منه ومن أتباعه غاية الاستقامة والقيام بشعائر الإسلام من صلاة وطهارة وصيام ونهي عن المنكر الحرام وتنقية الحرمين الشريفين من القاذورات والآثام التي كانت تفعل بهما جهارا من غير نكير وذكروا أن حاله كحال آحاد الناس لا يتميز عن غيره بزي ولا مركوب ولالباس
و لما اجتمع الامير محمد بن سعود بالشريف المولى إبراهيم أظهر له التعظيم الواجب لأهل البيت الكريم وجلس معه كجلوس أحد أصحابه وحاشيته
وكان الذي تولى الكلام معه هو الفقيه القاضي أبو إسحاق إبراهيم الزداغي
فكان من جملة ما قال ابن سعود لهم :إن الناس يزعمون أننا مخالفون للسنة المحمدية فأي شيء رأيتمونا خالفنا من السنة وأي شيء سمعتموه عنا قبل اجتماعكم بنا
فقال له القاضي ابو اسحاق: بلغنا أنكم تقولون بالاستواء الذاتي المستلزم لجسمية المستوي
فقال لهم :معاذ الله إنما نقول كما قال مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة فهل في هذا من مخالفة
قالوا: لا وبمثل هذا نقول نحن أيضا
ثم قال له القاضي وبلغنا عنكم أنكم تقولون بعدم حياة النبي وحياة إخوانه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم
فلما سمع ابن سعود ذكر النبي رفع صوته بالصلاة عليه وقال معاذ الله إنما نقول إنه في قبره وكذا غيره من الآنبياء حياة فوق حياة الشهداء
ثم قال له القاضي: وبلغنا أنكم تمنعون من زيارة سائر الأموات مع ثبوتها في الصحاح التي لا يمكن إنكارها
فقال ابن سعود: معاذ الله أن ننكر ما ثبت في شرعنا وهل منعناكم أنتم لما عرفنا أنكم تعرفون كيفيتها وآدابها وإنما نمنع منها العامة الذين يشركون العبودية بالألوهية ويطلبون من الأموات أن تقضى لهم أغراضهم التي لا تقضيها إلا الربوبية وإنما سبيل الزيارة الاعتبار بحال الموتى وتذكر مصير الزائر إلى ما صار إليه المزور ثم يدعو له بالمغفرة ,ولما كان العوام في غاية البعد عن إدراك هذا المعنى منعناهم سدا للذريعة فأي مخالفة للسنة في هذا
قال صاحب الجيش هذا ما حدث به أولئك المذكورون سمعنا ذلك من بعضهم جماعة ثم سألنا الباقي أفرادا فاتفق خبرهم على ذلك اهـ
ـــــــ
المرجع: هذه المناظرة نقلتها مختصرة من كتاب "الاستقصا لتاريخ المغرب الاقصى "لأحمد بن خالد الناصري
تعليق