رد: تعالوا نتدارس متن العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.
الكلام على البسملة :
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :
بسم الله(1)........................................... .........................
(1)* البداءة بالبسملة هي شأن جميع المؤلفين، اقتداء بكتاب الله، حيث أنزل البسملة في ابتداء كل سورة واستناداً إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
وإعراب البسملة ومعناها تكلم فيه الناس كثيراً، وفي متعلقها، وأحسن ما يقال في ذلك: أنها متعلقة بفعل محذوف متأخر مناسب للمقام، فإذا قدمتها بين يدي الأكل، فيكون التقدير: بسم الله آكل، وبين يدي القراءة يكون التقدير: بسم الله اقرأ.
نقدره فعلاً، لأن الأصل في العمل الأفعال لا الأسماء، ولهذا كانت الأفعال تعمل بلا شرط، والأسماء لا تعمل إلا بشرط ، لأن العمل أصل في الأفعال ، فرع في الأسماء.
ونقدره متأخراً لفائدتين:
الأولى: الحصر، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، فيكون: باسم الله أقرأ، بمنزلة: لا أقرأ إلا باسم الله.
الثانية: تيمناً بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.
ونقدره خاصاً، لأن الخاص أدل على المقصود من العام، إذ من الممكن أن أقول: التقدير: باسم الله أبتدئ لكن (باسم الله أبتدئ) لا تدل على تعيين المقصود، لكن (باسم الله أقرأ) خاص، والخاص أدل على المعنى من العام.
* "الله" علم على نفس الله عز وجل، ولا يسمى به غيره ومعناه: المألوه، أي: المعبود محبة وتعظيماً وهو مشتق على القول الراجح لقوله تعالى: )وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) (الأنعام:3) ، فإن (فِي السَّمَاوَاتِ) متعلق بلفظ الجلالة، يعني: وهو المألوه في السموات وفي الأرض.
الرحمن(1) الرحيم(2)... الحمد لله الذي أرسل رسوله(3).....................
(1)* "الرحمن"، فهو ذو الرحمة الواسعة، لأن (فعلان) في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء، كما يقال: رجل غضبان: إذا امتلأ غضباً.
(2)* "الرحيم": اسم يدل على الفعل، لأنه فعيل بمعنى فاعل فهو دال على الفعل.
فيجتمع من "الرحمن الرحيم": أن رحمة الله واسعة وأنها واصلة إلى الخلق. وهذا هو ما أوما إليه بعضهم بقوله: الرحمن رحمة عامة والرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين، ولما كانت رحمة الله للكافر رحمة خاصة في الدنيا فقط فكأنها لا رحمة لهم، لأنهم في الآخرة يقول تعالى لهم إذا سألوا الله أن يخرجهم من النار وتوسلوا إلى الله تعالى بربوبيته واعترافهم على أنفسهم: )رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ)[المؤمنون: 107]، فلا تدركهم الرحمة، بل يدركهم العدل، فيقول الله عز وجل لهم:(قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) (المؤمنون:10 [المؤمنون: 108].
قال الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله :
اختلفت العلماء في البسملة ، هل هي آية من كل سورة افتتحت بها ،أو هي آية مستقلة أنزلت ، للفصل بين السور ، وللتببرك بالابتداء بها ، و المختار القول الثاني .
واتفقوا على أنها جزء آية من سورة النمل وعلى تركها في أول سورة براءة لأنها جعلت هي و الأنفال كسورة واحدة.
والباء للاستعانة ، و هي متعلقة بمحذوف قدره بعضهم فعلا و قدره بعضهم اسما ، والقولان متقاربان و بكل ورد القرآن قال تعالى " اقرأ باسم ربك " وقال "باسم الله مجراها".
الى أن قال رحمه الله :
واختلفت في الجمع بينهما فقيل المراد بالرحمن الذي وسعت رحمته كل شئ في الدنيا ، لأن صيغة فعلان تدل على الامتلاء والكثرة ، والرحيم الذي يختص برحمته المؤمنين في الآخرة و قيل العكس .
و قد ذهب العلامة ابن القيم رحمه الله الى أن الرحمن دال على الصفة القائمة بالذات ، و الرحيم دال على تعلقها بالمرحوم ، و لهذا لم يجئ الاسم الرحمن متعديا في القرآن قال تعالى " وكان بالمؤمنين رحيما "و لم يقل رحمانا ، وهذا أحسن ما قيل في الفرق بينهما .
و روي ن ابن عباس أنه فال : هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر ، و منع بعضهم كون الرحمن في البسملة نعتا لاسم الجلالة لأنه علم آخر لله لا يطلق على غيره و الأعلام لا ينعت بها .
والصحيح أنه نعت له باعتبار ما فبه من معنى الوصفية فالرحمن اسمه تعالى ووصفه ولا تنافى اسميته وصفيتَه فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ، ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الاسم العلم كقوله تعالى "الرحمن على العرش استوى ".
(1)* البداءة بالبسملة هي شأن جميع المؤلفين، اقتداء بكتاب الله، حيث أنزل البسملة في ابتداء كل سورة واستناداً إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
وإعراب البسملة ومعناها تكلم فيه الناس كثيراً، وفي متعلقها، وأحسن ما يقال في ذلك: أنها متعلقة بفعل محذوف متأخر مناسب للمقام، فإذا قدمتها بين يدي الأكل، فيكون التقدير: بسم الله آكل، وبين يدي القراءة يكون التقدير: بسم الله اقرأ.
نقدره فعلاً، لأن الأصل في العمل الأفعال لا الأسماء، ولهذا كانت الأفعال تعمل بلا شرط، والأسماء لا تعمل إلا بشرط ، لأن العمل أصل في الأفعال ، فرع في الأسماء.
ونقدره متأخراً لفائدتين:
الأولى: الحصر، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، فيكون: باسم الله أقرأ، بمنزلة: لا أقرأ إلا باسم الله.
الثانية: تيمناً بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.
ونقدره خاصاً، لأن الخاص أدل على المقصود من العام، إذ من الممكن أن أقول: التقدير: باسم الله أبتدئ لكن (باسم الله أبتدئ) لا تدل على تعيين المقصود، لكن (باسم الله أقرأ) خاص، والخاص أدل على المعنى من العام.
* "الله" علم على نفس الله عز وجل، ولا يسمى به غيره ومعناه: المألوه، أي: المعبود محبة وتعظيماً وهو مشتق على القول الراجح لقوله تعالى: )وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) (الأنعام:3) ، فإن (فِي السَّمَاوَاتِ) متعلق بلفظ الجلالة، يعني: وهو المألوه في السموات وفي الأرض.
الرحمن(1) الرحيم(2)... الحمد لله الذي أرسل رسوله(3).....................
(1)* "الرحمن"، فهو ذو الرحمة الواسعة، لأن (فعلان) في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء، كما يقال: رجل غضبان: إذا امتلأ غضباً.
(2)* "الرحيم": اسم يدل على الفعل، لأنه فعيل بمعنى فاعل فهو دال على الفعل.
فيجتمع من "الرحمن الرحيم": أن رحمة الله واسعة وأنها واصلة إلى الخلق. وهذا هو ما أوما إليه بعضهم بقوله: الرحمن رحمة عامة والرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين، ولما كانت رحمة الله للكافر رحمة خاصة في الدنيا فقط فكأنها لا رحمة لهم، لأنهم في الآخرة يقول تعالى لهم إذا سألوا الله أن يخرجهم من النار وتوسلوا إلى الله تعالى بربوبيته واعترافهم على أنفسهم: )رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ)[المؤمنون: 107]، فلا تدركهم الرحمة، بل يدركهم العدل، فيقول الله عز وجل لهم:(قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) (المؤمنون:10 [المؤمنون: 108].
قال الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله :
اختلفت العلماء في البسملة ، هل هي آية من كل سورة افتتحت بها ،أو هي آية مستقلة أنزلت ، للفصل بين السور ، وللتببرك بالابتداء بها ، و المختار القول الثاني .
واتفقوا على أنها جزء آية من سورة النمل وعلى تركها في أول سورة براءة لأنها جعلت هي و الأنفال كسورة واحدة.
والباء للاستعانة ، و هي متعلقة بمحذوف قدره بعضهم فعلا و قدره بعضهم اسما ، والقولان متقاربان و بكل ورد القرآن قال تعالى " اقرأ باسم ربك " وقال "باسم الله مجراها".
الى أن قال رحمه الله :
واختلفت في الجمع بينهما فقيل المراد بالرحمن الذي وسعت رحمته كل شئ في الدنيا ، لأن صيغة فعلان تدل على الامتلاء والكثرة ، والرحيم الذي يختص برحمته المؤمنين في الآخرة و قيل العكس .
و قد ذهب العلامة ابن القيم رحمه الله الى أن الرحمن دال على الصفة القائمة بالذات ، و الرحيم دال على تعلقها بالمرحوم ، و لهذا لم يجئ الاسم الرحمن متعديا في القرآن قال تعالى " وكان بالمؤمنين رحيما "و لم يقل رحمانا ، وهذا أحسن ما قيل في الفرق بينهما .
و روي ن ابن عباس أنه فال : هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر ، و منع بعضهم كون الرحمن في البسملة نعتا لاسم الجلالة لأنه علم آخر لله لا يطلق على غيره و الأعلام لا ينعت بها .
والصحيح أنه نعت له باعتبار ما فبه من معنى الوصفية فالرحمن اسمه تعالى ووصفه ولا تنافى اسميته وصفيتَه فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ، ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الاسم العلم كقوله تعالى "الرحمن على العرش استوى ".
تعليق