يقول الشوكاني رحمه الله في كتابه الدرّ النضيد في اخلاص كلمة التوحيد:
ولو كان مجرّد التّكلم بكلمة التّوحيد موجبا للدخول في الإسلام والخروج من الكفر، سواء فعل المتكلم بها ما يطابق التوحيد ، أو يخالفه، لكانت نافعة لليهود مع إنّهم يقولون عزيزٌ ابن الله ، وللنّصارى مع أنّهم يقولون المسيح ابن الله، وللمنافقين مع أنهم يكذّبون بالدّين ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، وجميع هذه الطوائف الثّلاث يتكلّمون بكلمة التّوحيد، بل لم تنفع الخوارج 1 فإنّهم أكمل النّاس توحيدًا وأكثرهم عبادة وهم كلاب النّار ، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بقتلهم مع أنّهم لم يشركوا بالله2، ولا خالفوا معنى لا إله إلا الله، بل وحّدوا توحيده. كذلك المانعون للزّكاة هم موحّدون لم يشركوا ولكنّهم تركوا ركناً من أركان الإسلام، ولهذا أجمعت الصّحابة رضي الله عنهم على قتالهم، بل دلّ الدّليل الصّحيح المتواتر على ذلك، وهو الأحاديث الواردة بألفاظ منها:" أُمرْت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصّلاة ويؤتوا الزّكاة ويحجّوا البيت ويصوموا رمضان فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا منّي دمائهم وأموالهم إلاّ بحقّها" فمن ترك أحد هذه الخمس لم يكن معصوم الدّم ولا المال ، وأعظم من ذلك التّارك معنى التّوحيد أو المخالف له بما يأتي به من الأفعال.
1) الخوارج: هم الذين خرجوا في عهد علي رضي الله عنه، عام 37ه، واعترضووا على قبوله التحكيم مع أنهم هم الذين أكرهوه على ذلك، ولما ذكرهم بإكراههم له قالوا:" ولكن ذلك كان منا كفرًا فقد تبنا إلى الله عزّ وجلّ منه فتب كما تبنا نبايعك" [انظر : تاريخ الطبري 1/57،66،72] ومن ذلك الحين وهم يعدون صاحب الكبيرة كافرًا ، ولقد استثنى الإمام أبو الحسن الأشعري النجدات من فرق الخواج بكونهم لا يكفرون مرتكب الكبيرة، والشهرستاني لم يستثن أحدا منهم .
2)أخرج مسلم(1063) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن من ضئضئ هذا قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميه، لئن أدؤكتهم لأقتلنهم قتل عاد"
ولو كان مجرّد التّكلم بكلمة التّوحيد موجبا للدخول في الإسلام والخروج من الكفر، سواء فعل المتكلم بها ما يطابق التوحيد ، أو يخالفه، لكانت نافعة لليهود مع إنّهم يقولون عزيزٌ ابن الله ، وللنّصارى مع أنّهم يقولون المسيح ابن الله، وللمنافقين مع أنهم يكذّبون بالدّين ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، وجميع هذه الطوائف الثّلاث يتكلّمون بكلمة التّوحيد، بل لم تنفع الخوارج 1 فإنّهم أكمل النّاس توحيدًا وأكثرهم عبادة وهم كلاب النّار ، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بقتلهم مع أنّهم لم يشركوا بالله2، ولا خالفوا معنى لا إله إلا الله، بل وحّدوا توحيده. كذلك المانعون للزّكاة هم موحّدون لم يشركوا ولكنّهم تركوا ركناً من أركان الإسلام، ولهذا أجمعت الصّحابة رضي الله عنهم على قتالهم، بل دلّ الدّليل الصّحيح المتواتر على ذلك، وهو الأحاديث الواردة بألفاظ منها:" أُمرْت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصّلاة ويؤتوا الزّكاة ويحجّوا البيت ويصوموا رمضان فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا منّي دمائهم وأموالهم إلاّ بحقّها" فمن ترك أحد هذه الخمس لم يكن معصوم الدّم ولا المال ، وأعظم من ذلك التّارك معنى التّوحيد أو المخالف له بما يأتي به من الأفعال.
1) الخوارج: هم الذين خرجوا في عهد علي رضي الله عنه، عام 37ه، واعترضووا على قبوله التحكيم مع أنهم هم الذين أكرهوه على ذلك، ولما ذكرهم بإكراههم له قالوا:" ولكن ذلك كان منا كفرًا فقد تبنا إلى الله عزّ وجلّ منه فتب كما تبنا نبايعك" [انظر : تاريخ الطبري 1/57،66،72] ومن ذلك الحين وهم يعدون صاحب الكبيرة كافرًا ، ولقد استثنى الإمام أبو الحسن الأشعري النجدات من فرق الخواج بكونهم لا يكفرون مرتكب الكبيرة، والشهرستاني لم يستثن أحدا منهم .
2)أخرج مسلم(1063) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن من ضئضئ هذا قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميه، لئن أدؤكتهم لأقتلنهم قتل عاد"