ما تعريف دعوة الشيخ في كيفية ميسرة؟ وهل هي تصلح لكل الأزمان؟ يجيبك معالي الشيخ العلامة صالح آل الشيخ
ضمن محاضرة أسس بناء الدولة في عهد الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
- [السؤال الثاني]: شكر الله لكم معالي الشيخ، هنا سؤال يقول: ما تعريف دعوة الشيخ في كيفية ميسرة؟ وهل هي تصلح لكل الأزمان؟
* [الجواب]: الدعوة السلفية دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليست مذهبا جديدا، يعني اتهمت بأنها مذهب جديد، وقيل عنها أنها مذهب وهابي وأشباه ذلك، هذا كله باطل، الشيخ لم يدع إلى مذهب جديد، وكل ما قاله وهو موجود في كتاب التوحيد وفي كتبه، كل ما قاله قاله الأئمة من قبله وإنما هو أبْرَزَ من كلام الأئمة ما يتعلق بالتوحيد والسنة والنهي عن الشرك والنهي عن البدع، أبْرَزَهُ بقوة لأن الحاجة في عصره كانت ظاهرة، هذا معنى التجديد كما جاء في الحديث الذي في السنن:{إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها})[1](يجدد لها دينها يعني يجدد لها فهم دينها أو يجدد لها تدينها والتزامه بالدين، وإلا فالدين واحد واضح، لكن ينسى العلم، يذهب العلم في مسائل فيحتاج إلى أن يُبْرَز من جديد ويظهر.
الشيخ رحمه الله تعالى متبع للأئمة الأربعة في العقيدة وخاصة في مسائل الشرك وذكر البدع، بل الأئمة الأربعة نعم عند المذاهب الأربعة صار فيه توسعات واجتهادات اقتضاها زمانهم أو ما تساهلوا فيه، لكن الأئمة الأربعة وأصحابهم يعني الطبقة الأولى كانوا متفقين في مسائل السنن والبدع، في مسائل الاعتقاد أيضا متفقون في مسألة التوحيد والشرك، بأن دعوة غير الله تعالى أن يُدعى أن أحد من المخلوقين من الأموات في أنه انفعني، أو اشفع لي، أو اغفر لي، أو أنقذني، أو اشفني من المرض، أو زوجتي مريضة فاشفها، أو لم يأتني حمل فأسألك أن تُسَرِّع في الحمل، أو بنتي لم تتزوج فزوجها، أو ولدي فقير فأغنه أو نحو ذلك، هذا بالإجماع أنه شرك ودعوة غير الله معه شرك بالإجماع، وهذا هو الأصل الكبير لدعوة الإمام المصلح وهو أن دعاء غير الله تعالى والإشراك به والذبح للأموات والقبور وتعظيم الموتى والبناء على القبور القبابَ والطواف حولها، أن هذا من الشرك الذي لا يجوز إبقائه، هذا الأصل الأول.
الأصل الثاني: طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما أمر والانتهاء عما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرعه عليه الصلاة والسلام، نطيع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر به، ننتهي عما نهى عنه، لا نعبد الله إلا بما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم، المحدثات التي أحدثت في الدين كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة، إذا كان شيء عمل بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم مما يتقرب به إلى الله، وكان المقتضِي لفعله موجودا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفعله عليه الصلاة والسلام فإنه بدعة وكل بدعة ضلالة، وجاهد الناس الشيخ في هذا الأمر، وأسس على ذلك دعوته.
أيضا العنصر الثالث الاجتماع مع ولاة الأمر في نصرة الدين، وتأليف الناس على ولاة الأمر ومناصحتهم، وكان من خصائص علماء الدعوة أنهم لم يكونوا يمجدون الملوك والأمراء تمجيدا مطلقا أو تمجيدا كاملا، أو يمدحونهم بما ليس فيهم، هذا كان مرفوضا غير موجود أصلا، وإنما ولي الأمر الأمير إذا أحسن فإنه يشكر ويعان على ذلك، ويدعى له سرا وعلنا في أنه يعان على الخير وأن يوفقه الله، ويكون إمام حق وأمير صدق ومُقِرا للحق، لكن المدح لم يكن في هذه الدعوة، المدح جاء متأخرا تأثرا بأشياء أخر، المدح أصلا منهي حتى تمدح شخص عادي في وجهه المدح المبالغ فيه، لكن الثناء الذي يراد منه تحبيبك في الخير وفتح أبواب الخير، هذا من الدعوة ومن القول اللين الذي أمر الله جل وعلا به.
)[1]( - أخرجه أبو داود: كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة - حديث:3761، وصححه العلامة الألباني في الصحيحة (599).
ضمن محاضرة أسس بناء الدولة في عهد الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
- [السؤال الثاني]: شكر الله لكم معالي الشيخ، هنا سؤال يقول: ما تعريف دعوة الشيخ في كيفية ميسرة؟ وهل هي تصلح لكل الأزمان؟
* [الجواب]: الدعوة السلفية دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليست مذهبا جديدا، يعني اتهمت بأنها مذهب جديد، وقيل عنها أنها مذهب وهابي وأشباه ذلك، هذا كله باطل، الشيخ لم يدع إلى مذهب جديد، وكل ما قاله وهو موجود في كتاب التوحيد وفي كتبه، كل ما قاله قاله الأئمة من قبله وإنما هو أبْرَزَ من كلام الأئمة ما يتعلق بالتوحيد والسنة والنهي عن الشرك والنهي عن البدع، أبْرَزَهُ بقوة لأن الحاجة في عصره كانت ظاهرة، هذا معنى التجديد كما جاء في الحديث الذي في السنن:{إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها})[1](يجدد لها دينها يعني يجدد لها فهم دينها أو يجدد لها تدينها والتزامه بالدين، وإلا فالدين واحد واضح، لكن ينسى العلم، يذهب العلم في مسائل فيحتاج إلى أن يُبْرَز من جديد ويظهر.
الشيخ رحمه الله تعالى متبع للأئمة الأربعة في العقيدة وخاصة في مسائل الشرك وذكر البدع، بل الأئمة الأربعة نعم عند المذاهب الأربعة صار فيه توسعات واجتهادات اقتضاها زمانهم أو ما تساهلوا فيه، لكن الأئمة الأربعة وأصحابهم يعني الطبقة الأولى كانوا متفقين في مسائل السنن والبدع، في مسائل الاعتقاد أيضا متفقون في مسألة التوحيد والشرك، بأن دعوة غير الله تعالى أن يُدعى أن أحد من المخلوقين من الأموات في أنه انفعني، أو اشفع لي، أو اغفر لي، أو أنقذني، أو اشفني من المرض، أو زوجتي مريضة فاشفها، أو لم يأتني حمل فأسألك أن تُسَرِّع في الحمل، أو بنتي لم تتزوج فزوجها، أو ولدي فقير فأغنه أو نحو ذلك، هذا بالإجماع أنه شرك ودعوة غير الله معه شرك بالإجماع، وهذا هو الأصل الكبير لدعوة الإمام المصلح وهو أن دعاء غير الله تعالى والإشراك به والذبح للأموات والقبور وتعظيم الموتى والبناء على القبور القبابَ والطواف حولها، أن هذا من الشرك الذي لا يجوز إبقائه، هذا الأصل الأول.
الأصل الثاني: طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما أمر والانتهاء عما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرعه عليه الصلاة والسلام، نطيع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر به، ننتهي عما نهى عنه، لا نعبد الله إلا بما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم، المحدثات التي أحدثت في الدين كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة، إذا كان شيء عمل بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم مما يتقرب به إلى الله، وكان المقتضِي لفعله موجودا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفعله عليه الصلاة والسلام فإنه بدعة وكل بدعة ضلالة، وجاهد الناس الشيخ في هذا الأمر، وأسس على ذلك دعوته.
أيضا العنصر الثالث الاجتماع مع ولاة الأمر في نصرة الدين، وتأليف الناس على ولاة الأمر ومناصحتهم، وكان من خصائص علماء الدعوة أنهم لم يكونوا يمجدون الملوك والأمراء تمجيدا مطلقا أو تمجيدا كاملا، أو يمدحونهم بما ليس فيهم، هذا كان مرفوضا غير موجود أصلا، وإنما ولي الأمر الأمير إذا أحسن فإنه يشكر ويعان على ذلك، ويدعى له سرا وعلنا في أنه يعان على الخير وأن يوفقه الله، ويكون إمام حق وأمير صدق ومُقِرا للحق، لكن المدح لم يكن في هذه الدعوة، المدح جاء متأخرا تأثرا بأشياء أخر، المدح أصلا منهي حتى تمدح شخص عادي في وجهه المدح المبالغ فيه، لكن الثناء الذي يراد منه تحبيبك في الخير وفتح أبواب الخير، هذا من الدعوة ومن القول اللين الذي أمر الله جل وعلا به.
)[1]( - أخرجه أبو داود: كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة - حديث:3761، وصححه العلامة الألباني في الصحيحة (599).