سدّ ذرائع الشّرك
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب أحد دُعاة البدعة والتّصوّف في بلاد التوحيد والسنة (هدانا الله وإياهم لأقرب من هذا رشدا) يوم الجمعة 1424/1/18هـ في جريدة المدينة (الرّسالة ص5 ـ المنتدى) يؤيّد الدعوة الشيطانيّة إلى إحياء ما يسمّى (الآثار الدّينية) أوسع أبواب الشرك والابتداع والضّلال منذ قوم نوح وحتى تقوم الساعة؛ كما يشهد بذلك ما رواه البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس عن منشأ الوثنيّة في قوم نوح بوحي من الشيطان (4920) وانظر تفسير ابن جرير وابن كثير لقوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ} [نوح: 23]. وما ورد عن عمر رضي الله عنه من النّهي عن تحرّي الصّلاة في مكان صلّى فيه النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: «إنما أهلك من كان قبلكم تتبعهم آثار أنبيائهم»، وما ورد عنه من قطعه الشجرة التي بايع الصحابة تحتها رسول الله صلى الله عليه وسلم خشبة افتتان الناس بها، وظنّ داعي البدعة والخرافة أن التحذير من تعظيم ما لم يشرع الله تعظيمه (تنطّع ووهم وتكفير بغير حق)، ولعلّه لم يسمع بفقه سدّ الذرائع وحماية حمى التّوحيد.
وقد جمع له بعض طلبة العلم الشرعي (الذين لم يتخلّصوا من إرث أسلافهم، رغم استيطانهم ودراستهم العلوم الشرعيّة في بلد ميَّزه الله مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ بالطّهارة من أسوأ مظاهر الشّرك والبدع؛ المشاهد والمزارات والمقامات والأضرحة وزوايا التصوّف وبِيَعُ الشيطان) جمعوا له بضعة أحاديث وآثار يضرب بها الآيات والأحاديث والآثار الصحيحة التي سِيْقت في التّحذير من الغلوّ والابتداع؛ شأن الجهلة بشرع الله من المثقّفين.
ولأنه لا يستطيع مجابهة الحقيقة ـ بفضل الله ـ اخترع أهدافًا يحاربها:
أ- (سوء الظّنّ بنوايا المسلمين ومقاصدهم)، مع أن الدعوة إلى التّمسّك بالسُّنّة وتجنّب البدعة التي نُشرت في المكان نفسه وأثارت حفيظته بدأت بتقرير (إحسان الظّنّ بنيّة الكتبة ـ الدّاعين إلى إحياء الآثار الديّنيّة والوثنيّة ـ وإدراك سوء قولهم وعملهم). وليت دعاة البدعة يدركون أنَّ حسن النيّة لا قيمة له إلا بصلاح العمل، أي متابعته لما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقد قال الله عن شرِّ خلقه: {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأعراف: 30]، {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 104].
ب- (التّكفير)، ولم ترد في الدعوة التي انتدبه الشيطان للردّ عليها كلمة التكفير، بل إن كاتبها حذّر كثيرًا من فتنة التّكفير وطالب بمنع كُتُب سيّد قطب ـ تجاوز الله عنَّا وعنه ـ وبخاصّة (في ظلال القرآن) و(العدالة الاجتماعيّة في الإسلام) و(معالم في الطريق) و(معركة الإسلام والرأسماليّة) لأسباب من أهمّها: التكفير بغير حق.
وفرقٌ لم يدركه الكاتب بين تكفير المعيّن وتكفير فعله، وفرقٌ كبير لم يدركه الكاتب بين التّكفير وسدّ أبواب الشرك والابتداع وذرائعهما يتبيّن من نقله نصّين مبتورين عن ابن تيميّة وابن عبد الوهاب رحمهما الله عن تكفير الفعل لا الفاعل إلاَّ بشروطه ولم يلتفت إلى واقع انتصارهما للسّنّة وتحذيرهما من الشرك والبدعة وهدمهما مظاهر الشرك، الأوّل في بلاد الشام، والثاني في جزيرة العرب جزاهما الله خير الجزاء، بل لم يلتفت إلى وصف النّبي صلى الله عليه وسلم مطالبة بعض أصحابه بذات أنواط أنها مماثلة لمطالبة قوم موسى رسولهم عليه الصلاة والسلام أن يجعل لهم آلهة، وقوله: «بئس الخطيب أنت» لمن قال: (ومن يعصهما فقد غوى) وقوله: «أجعلتني لله ندّا»؟ لمن قال: (ما شاء الله وشئت)، ولم يَعْنِ ذلك رِدَّتهم وكُفْرهم المخرج عن الملّة.
ج- رَدَّ قول عمر رضي الله عنه وعمله في سدّ الذريعة بأثرين عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه وثالث عن الإمام أحمد رحمه الله في التّبرّك بآثار صحيحة من آثار النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينتبه إلى ما يلي:
1) أن سنة عمر الخليفة الرّاشد المهدي رضي الله عنه لا تُرَدّ بِقَوْلِ مَنْ دُوْنَه أو عَمَله كائنًا من كان؛ لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم حثَّ أمَّته على إتباع سنّته وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين وعمر رضي الله عنه وعنهم خيرهم بعد أبي بكر.
2) أن من صحَّ عنه التّبرّك بأثر صحيح من آثار النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لم يُحْيه بالبناء عليه أو يجعله مزارا، وأنه لا يقاس عليه أثر غيره.
3) أكثر الآثار التي بُنِيَت عليها المساجد في مكة المباركة والمدينة النبّويّة قَبْل ولاية دولة التوحيد لم تصحّ نسبتها إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم كالمساجد السّبعة التي اخترعها المُزوِّرون في المدينة وموقع المولد الذي اخترعه المزوِّرون في مكة؛ ولم يَسُنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التّقرّب إلى الله بزيارتها ولا زيارة غار حراء ولا غار ثور، ولا الصلاة عندها، قولاً ولا فعلاً ولا تقريرًا، وما لم يَسُنَّه الرسول صلى الله عليه وسلم فلن يكون دينًا إلى قيام الساعة؛ قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31]، وقال تعالى: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
3) ليست المشكلة في الصلاة في موضع ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلّى فيه وحسب ـ وإنما ما جرّ إليه التّهاون في مقاومة الابتداع مِنْ بناء المساجد على الأنصاب المختلقة في أكثر بلاد المسلمين، ومِنْ نذرٍ وذبحٍ ودعاءٍ وطوافٍ واستغاثةٍ عند القبور، وغير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصحّ إلا لله عزَّ وجلَّ بما سنه رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومع أنَّ ابن تيمية وابن عبد الوهاب رحمهما الله وغيرهما وَرَدَ عنهما ما أورده الكاتب من رأي مبتور في عدم تكفير المعيّن؛ فقد بَيَّنـَا بما لا يقبل الجدل ـ قولاً وعملاً ـ أن من قال أو فعل كُفْرًا وأصرّ عليه بعد بيان الحقّ له كَفَر.
ودعا كلّ منهما في زمنه إلى إزالة ما بناه المبتدعة ـ بوحي من الشيطان في زمن الفاطميين والعثمانيين ومن بينهماـ من الأنصاب والقباب والمساجد على ما ادّعوا أنّه من آثار الأنبياء والصّالحين، بل وشارك كل منهما وبخاصة الثاني في إزالة ما قَدِر عليه.
4) مما احتجَّ به داعي البدعة ـ في غير موضعه الصّحيح ـ حديث مسلم : «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب» وهو أقرب ما احتجَّ به إلى موضع النّقاش على بُعده عنه؛ فيَأْسُ الشيطان من ذلك دليل على عدم علمه بالغيب مما يحدث بعد انتهاء عصر النبوة وصفوة فقهاء الأمة في القرون المفضّلة،وقد أوّله الأئمة الأُوَل تأويلاً صحيحًا حتى لا يبدو مناقضًا لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة أخرى مثل حديث الصحيحين: «لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة»، وقد عاد ذو الخلصة واضطربت عليه أليات نساء دوس منذ الفاطميين ومن نهج نهجهم، ولم يُهْدَم حتى بعث الله دولة التّوحيد والسّنّة تُجَدِّد الدّين بالعودة به إلى أصله؛ فهُدِمَ في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد في بداية القرن الثالث عشر، ثم قام بعد زوال دولة آل سعود الأولى، فَهُدِمَ قبيل منتصف القرن الرابع عشر الهجري في عهد الملك عبد العزيز رحمهم الله جميعًا وهَدَمَ آل سعود من أمثاله ما لا يحصيه إلاَّ الله، جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
5) لعل الكاتب يرى من (الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة)، وَصْفَه المدافعين عن التَّوحيد والسّنة (بالإرجاف والتّنطّع وادّعاء الغيرة على الدّين).
والله الموفق.
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب أحد دُعاة البدعة والتّصوّف في بلاد التوحيد والسنة (هدانا الله وإياهم لأقرب من هذا رشدا) يوم الجمعة 1424/1/18هـ في جريدة المدينة (الرّسالة ص5 ـ المنتدى) يؤيّد الدعوة الشيطانيّة إلى إحياء ما يسمّى (الآثار الدّينية) أوسع أبواب الشرك والابتداع والضّلال منذ قوم نوح وحتى تقوم الساعة؛ كما يشهد بذلك ما رواه البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس عن منشأ الوثنيّة في قوم نوح بوحي من الشيطان (4920) وانظر تفسير ابن جرير وابن كثير لقوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ} [نوح: 23]. وما ورد عن عمر رضي الله عنه من النّهي عن تحرّي الصّلاة في مكان صلّى فيه النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: «إنما أهلك من كان قبلكم تتبعهم آثار أنبيائهم»، وما ورد عنه من قطعه الشجرة التي بايع الصحابة تحتها رسول الله صلى الله عليه وسلم خشبة افتتان الناس بها، وظنّ داعي البدعة والخرافة أن التحذير من تعظيم ما لم يشرع الله تعظيمه (تنطّع ووهم وتكفير بغير حق)، ولعلّه لم يسمع بفقه سدّ الذرائع وحماية حمى التّوحيد.
وقد جمع له بعض طلبة العلم الشرعي (الذين لم يتخلّصوا من إرث أسلافهم، رغم استيطانهم ودراستهم العلوم الشرعيّة في بلد ميَّزه الله مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ بالطّهارة من أسوأ مظاهر الشّرك والبدع؛ المشاهد والمزارات والمقامات والأضرحة وزوايا التصوّف وبِيَعُ الشيطان) جمعوا له بضعة أحاديث وآثار يضرب بها الآيات والأحاديث والآثار الصحيحة التي سِيْقت في التّحذير من الغلوّ والابتداع؛ شأن الجهلة بشرع الله من المثقّفين.
ولأنه لا يستطيع مجابهة الحقيقة ـ بفضل الله ـ اخترع أهدافًا يحاربها:
أ- (سوء الظّنّ بنوايا المسلمين ومقاصدهم)، مع أن الدعوة إلى التّمسّك بالسُّنّة وتجنّب البدعة التي نُشرت في المكان نفسه وأثارت حفيظته بدأت بتقرير (إحسان الظّنّ بنيّة الكتبة ـ الدّاعين إلى إحياء الآثار الديّنيّة والوثنيّة ـ وإدراك سوء قولهم وعملهم). وليت دعاة البدعة يدركون أنَّ حسن النيّة لا قيمة له إلا بصلاح العمل، أي متابعته لما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقد قال الله عن شرِّ خلقه: {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأعراف: 30]، {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 104].
ب- (التّكفير)، ولم ترد في الدعوة التي انتدبه الشيطان للردّ عليها كلمة التكفير، بل إن كاتبها حذّر كثيرًا من فتنة التّكفير وطالب بمنع كُتُب سيّد قطب ـ تجاوز الله عنَّا وعنه ـ وبخاصّة (في ظلال القرآن) و(العدالة الاجتماعيّة في الإسلام) و(معالم في الطريق) و(معركة الإسلام والرأسماليّة) لأسباب من أهمّها: التكفير بغير حق.
وفرقٌ لم يدركه الكاتب بين تكفير المعيّن وتكفير فعله، وفرقٌ كبير لم يدركه الكاتب بين التّكفير وسدّ أبواب الشرك والابتداع وذرائعهما يتبيّن من نقله نصّين مبتورين عن ابن تيميّة وابن عبد الوهاب رحمهما الله عن تكفير الفعل لا الفاعل إلاَّ بشروطه ولم يلتفت إلى واقع انتصارهما للسّنّة وتحذيرهما من الشرك والبدعة وهدمهما مظاهر الشرك، الأوّل في بلاد الشام، والثاني في جزيرة العرب جزاهما الله خير الجزاء، بل لم يلتفت إلى وصف النّبي صلى الله عليه وسلم مطالبة بعض أصحابه بذات أنواط أنها مماثلة لمطالبة قوم موسى رسولهم عليه الصلاة والسلام أن يجعل لهم آلهة، وقوله: «بئس الخطيب أنت» لمن قال: (ومن يعصهما فقد غوى) وقوله: «أجعلتني لله ندّا»؟ لمن قال: (ما شاء الله وشئت)، ولم يَعْنِ ذلك رِدَّتهم وكُفْرهم المخرج عن الملّة.
ج- رَدَّ قول عمر رضي الله عنه وعمله في سدّ الذريعة بأثرين عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه وثالث عن الإمام أحمد رحمه الله في التّبرّك بآثار صحيحة من آثار النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينتبه إلى ما يلي:
1) أن سنة عمر الخليفة الرّاشد المهدي رضي الله عنه لا تُرَدّ بِقَوْلِ مَنْ دُوْنَه أو عَمَله كائنًا من كان؛ لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم حثَّ أمَّته على إتباع سنّته وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين وعمر رضي الله عنه وعنهم خيرهم بعد أبي بكر.
2) أن من صحَّ عنه التّبرّك بأثر صحيح من آثار النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لم يُحْيه بالبناء عليه أو يجعله مزارا، وأنه لا يقاس عليه أثر غيره.
3) أكثر الآثار التي بُنِيَت عليها المساجد في مكة المباركة والمدينة النبّويّة قَبْل ولاية دولة التوحيد لم تصحّ نسبتها إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم كالمساجد السّبعة التي اخترعها المُزوِّرون في المدينة وموقع المولد الذي اخترعه المزوِّرون في مكة؛ ولم يَسُنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التّقرّب إلى الله بزيارتها ولا زيارة غار حراء ولا غار ثور، ولا الصلاة عندها، قولاً ولا فعلاً ولا تقريرًا، وما لم يَسُنَّه الرسول صلى الله عليه وسلم فلن يكون دينًا إلى قيام الساعة؛ قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31]، وقال تعالى: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
3) ليست المشكلة في الصلاة في موضع ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلّى فيه وحسب ـ وإنما ما جرّ إليه التّهاون في مقاومة الابتداع مِنْ بناء المساجد على الأنصاب المختلقة في أكثر بلاد المسلمين، ومِنْ نذرٍ وذبحٍ ودعاءٍ وطوافٍ واستغاثةٍ عند القبور، وغير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصحّ إلا لله عزَّ وجلَّ بما سنه رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومع أنَّ ابن تيمية وابن عبد الوهاب رحمهما الله وغيرهما وَرَدَ عنهما ما أورده الكاتب من رأي مبتور في عدم تكفير المعيّن؛ فقد بَيَّنـَا بما لا يقبل الجدل ـ قولاً وعملاً ـ أن من قال أو فعل كُفْرًا وأصرّ عليه بعد بيان الحقّ له كَفَر.
ودعا كلّ منهما في زمنه إلى إزالة ما بناه المبتدعة ـ بوحي من الشيطان في زمن الفاطميين والعثمانيين ومن بينهماـ من الأنصاب والقباب والمساجد على ما ادّعوا أنّه من آثار الأنبياء والصّالحين، بل وشارك كل منهما وبخاصة الثاني في إزالة ما قَدِر عليه.
4) مما احتجَّ به داعي البدعة ـ في غير موضعه الصّحيح ـ حديث مسلم : «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب» وهو أقرب ما احتجَّ به إلى موضع النّقاش على بُعده عنه؛ فيَأْسُ الشيطان من ذلك دليل على عدم علمه بالغيب مما يحدث بعد انتهاء عصر النبوة وصفوة فقهاء الأمة في القرون المفضّلة،وقد أوّله الأئمة الأُوَل تأويلاً صحيحًا حتى لا يبدو مناقضًا لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة أخرى مثل حديث الصحيحين: «لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة»، وقد عاد ذو الخلصة واضطربت عليه أليات نساء دوس منذ الفاطميين ومن نهج نهجهم، ولم يُهْدَم حتى بعث الله دولة التّوحيد والسّنّة تُجَدِّد الدّين بالعودة به إلى أصله؛ فهُدِمَ في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد في بداية القرن الثالث عشر، ثم قام بعد زوال دولة آل سعود الأولى، فَهُدِمَ قبيل منتصف القرن الرابع عشر الهجري في عهد الملك عبد العزيز رحمهم الله جميعًا وهَدَمَ آل سعود من أمثاله ما لا يحصيه إلاَّ الله، جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
5) لعل الكاتب يرى من (الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة)، وَصْفَه المدافعين عن التَّوحيد والسّنة (بالإرجاف والتّنطّع وادّعاء الغيرة على الدّين).
والله الموفق.