حقائق عن النصرانية(15)
فرق النصارى وبداية الاختلافات بينها
"بعد ذَهاب السيد المسيح –عليه السلام- لقي النصارى الأوائل صنوفاً من الاضطهادات المدمرة، على يد اليهود والرومان الوثنيين قرابة ثلاثة قرون، حتى لقد التهمت كثيراً من كتبهم ومراجعهم، وقضت على أتباع المسيحية الحقيقيين أو كادت، ففقدت المسيحية طابعها السهل، وامتلأت بكثير من الخرافات ممزوجة بالثقافات الوثنية التي كانت تسود الشعوب التي دخلت في المسيحية أو النصرانية وقتئذٍ، كالمصريين واليونانيين والرومانيين، خصوصاً ما اتصل بالمسيح نفسه
فقد كان بعضهم يراه رسولاً ككل الرسل الذين سبقوه، ورآه آخرون إلهاً، ورآى فريق ثالث أنه ابن الله، له صفة القدم، فهو أعظم من رسول له صلة خاصة بالله، وهكذا تباينت نِحلهم واختلفت مذاهبهم، وكل واحدة تدَّعي أنها هي المسيحية الحقة واختلفوا في ذلك اختلافاً شديداً وتصادف في نفس الزمن أن كان الخلاف على أشده بين كنيسة الإسكندرية وعلى رأسها البطريرك بطرس وبين القسيس أريوس المصرى؛ إذ كان هذا الأخير داعية قوي الحجة جريئاً واسع الحيلة، فقاوم كنيسة الإسكندرية فيما بثَّته بين المسيحيين من أفكار تقوم على ألوهية المسيح، فحارب تلك الأفكار ناشراً فكرة الوحدانية.
ولما تفاقم الخلاف بين أريوس وبطريرك الإسكندرية - أضطر الإمبراطور قسطنطين الذى قيل أنه اعتزم الدخول فى المسيحية إلى التدخل في الأمر للوفاق بينهما، وقد جمع بينهما، لكنهما لم يتفقا، فدعا إلى عقد مجمع نيقية للنظر في أمرالخلاف سنة 325م.
كيف انعقد مجمع نيقية؟
يقول ابن البطريق المؤرخ المسيحي في وصف ذلك: "بعث قسطنطين إلى جميع البلدان لاجتماع البطارقة والأساقفة، فاجتمع في مدينة نيقية 2048 من الأساقفة وكانوا مختلفين في الآراء والأديان:
1 - فمنهم مَن كان يقول إن المسيح وأمه إلهان من دون الله ويسمون المريميين.
2 - ومنهم من كان يقول إن المسيح من الآب بمنزلة شعلة انفصلت من شعلة نار، فلم تنقص الأولى بانفصال الثانية منها وهي مقالة سابليوس وشيعته.
3 - ومنهم من كان يقول إن مريم لم تحبل به تسعة أشهر، وإنما مر في بطنها كما يمر الماء فى الميزاب؛ لأن الكلمة دخلت في أذنها وخرجت من حيث يخرج الولد من ساعتها وهي مقالة إليان وأشياعه !.
4 - ومنهم من كان يقول إن المسيح خُلق من اللاهوت كواحد منا في جوهره، وأن ابتداء الابن من مريم، وأنه اصطُفي ليكون مخلصاً للجوهر الإنسي، صحبته النعمة الإلهية وحلت فيه بالمحبة والمشيئة ولذلك سمي ابن الله!، ويقول إن الله جوهر واحد قديم، وأقنوم واحد ويسمونه بثلاثة أسماء ولا يؤمنون بالكلمة، ولا بروح القدس، وهي مقالة بولس الشمشاطي بطريرك أنطاكية وأشياعه وهم البوليفانيون.
5 - ومنهم من كان يقول إنهم ثلاثة آلهة لم تزل، صالح وطالح وعدل بينهما، وهي مقالة مرقيون وأصحابه، وزعموا أن مرقيون هو رئيس الحواريين وأنكروا بطرس.
6 - ومنهم من كان يقول بألوهية المسيح وهي مقالة بولس الرسول ومقالة الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً من 2048 ممن اجتمع في مؤتمر نيقية سنة 325 م.
ويقول الأب عبد الأحد داود المطران المسيحي الذي اعتنق الاسلام، في كتابه "الإنجيل والصليب" إن الأناجيل المعتبرة الآن لم تكن معترفاً بها قبل القرن الرابع الميلادى؛ لذلك تراه يقول إن هذه السبعة والعشرين سفراً، أو الرسالة الموضوعة من قبل ثمانية كُتَّاب لم تدخل في عداد الكتب المقدسة، باعتبار مجموع هيئتها بصورة رسمية إلا في القرن الرابع، بإقرار مجمع نيقية العام وحكمه سنة 325م، ولقد اجتمع في هذا المجمع من جميع أنحاء الأرض ألفا مبعوث روحاني وعشرات الأناجيل، ومئات الرسائل إلى نيقية لأجل التدقيق، وهناك تم انتخاب الأناجيل الأربعة من أكثر من أربعين إلى خمسين إنجيلاً
أقول –أبو أسامة-: "أين ذهبت كل هذه الأناجيل ومن أين أتت وكيف اختفت وما هي مهمة بولس ودوره في اختفائها أسئلة نرجو من أتباع الكنيسة طرحها على كبارهم !".
وتم انتخاب الرسائل الإحدى والعشرين من رسائل لا تُعد ولا تُحصى وتم التصديق عليها.
وكانت الهيئة التي اختارت العهد الجديد هي تلك الهيئة التي قالت بألوهية المسيح، وكان اختيار كتب العهد الجديد على أساس رفض الكتب المسيحية المشتملة على تعاليم غير موافقة لعقيدة مجمع نيقية وإحراقها كلها".
نقله وراجعه أبو أسامة سمير الجزائري
فرق النصارى وبداية الاختلافات بينها
"بعد ذَهاب السيد المسيح –عليه السلام- لقي النصارى الأوائل صنوفاً من الاضطهادات المدمرة، على يد اليهود والرومان الوثنيين قرابة ثلاثة قرون، حتى لقد التهمت كثيراً من كتبهم ومراجعهم، وقضت على أتباع المسيحية الحقيقيين أو كادت، ففقدت المسيحية طابعها السهل، وامتلأت بكثير من الخرافات ممزوجة بالثقافات الوثنية التي كانت تسود الشعوب التي دخلت في المسيحية أو النصرانية وقتئذٍ، كالمصريين واليونانيين والرومانيين، خصوصاً ما اتصل بالمسيح نفسه
فقد كان بعضهم يراه رسولاً ككل الرسل الذين سبقوه، ورآه آخرون إلهاً، ورآى فريق ثالث أنه ابن الله، له صفة القدم، فهو أعظم من رسول له صلة خاصة بالله، وهكذا تباينت نِحلهم واختلفت مذاهبهم، وكل واحدة تدَّعي أنها هي المسيحية الحقة واختلفوا في ذلك اختلافاً شديداً وتصادف في نفس الزمن أن كان الخلاف على أشده بين كنيسة الإسكندرية وعلى رأسها البطريرك بطرس وبين القسيس أريوس المصرى؛ إذ كان هذا الأخير داعية قوي الحجة جريئاً واسع الحيلة، فقاوم كنيسة الإسكندرية فيما بثَّته بين المسيحيين من أفكار تقوم على ألوهية المسيح، فحارب تلك الأفكار ناشراً فكرة الوحدانية.
ولما تفاقم الخلاف بين أريوس وبطريرك الإسكندرية - أضطر الإمبراطور قسطنطين الذى قيل أنه اعتزم الدخول فى المسيحية إلى التدخل في الأمر للوفاق بينهما، وقد جمع بينهما، لكنهما لم يتفقا، فدعا إلى عقد مجمع نيقية للنظر في أمرالخلاف سنة 325م.
كيف انعقد مجمع نيقية؟
يقول ابن البطريق المؤرخ المسيحي في وصف ذلك: "بعث قسطنطين إلى جميع البلدان لاجتماع البطارقة والأساقفة، فاجتمع في مدينة نيقية 2048 من الأساقفة وكانوا مختلفين في الآراء والأديان:
1 - فمنهم مَن كان يقول إن المسيح وأمه إلهان من دون الله ويسمون المريميين.
2 - ومنهم من كان يقول إن المسيح من الآب بمنزلة شعلة انفصلت من شعلة نار، فلم تنقص الأولى بانفصال الثانية منها وهي مقالة سابليوس وشيعته.
3 - ومنهم من كان يقول إن مريم لم تحبل به تسعة أشهر، وإنما مر في بطنها كما يمر الماء فى الميزاب؛ لأن الكلمة دخلت في أذنها وخرجت من حيث يخرج الولد من ساعتها وهي مقالة إليان وأشياعه !.
4 - ومنهم من كان يقول إن المسيح خُلق من اللاهوت كواحد منا في جوهره، وأن ابتداء الابن من مريم، وأنه اصطُفي ليكون مخلصاً للجوهر الإنسي، صحبته النعمة الإلهية وحلت فيه بالمحبة والمشيئة ولذلك سمي ابن الله!، ويقول إن الله جوهر واحد قديم، وأقنوم واحد ويسمونه بثلاثة أسماء ولا يؤمنون بالكلمة، ولا بروح القدس، وهي مقالة بولس الشمشاطي بطريرك أنطاكية وأشياعه وهم البوليفانيون.
5 - ومنهم من كان يقول إنهم ثلاثة آلهة لم تزل، صالح وطالح وعدل بينهما، وهي مقالة مرقيون وأصحابه، وزعموا أن مرقيون هو رئيس الحواريين وأنكروا بطرس.
6 - ومنهم من كان يقول بألوهية المسيح وهي مقالة بولس الرسول ومقالة الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً من 2048 ممن اجتمع في مؤتمر نيقية سنة 325 م.
ويقول الأب عبد الأحد داود المطران المسيحي الذي اعتنق الاسلام، في كتابه "الإنجيل والصليب" إن الأناجيل المعتبرة الآن لم تكن معترفاً بها قبل القرن الرابع الميلادى؛ لذلك تراه يقول إن هذه السبعة والعشرين سفراً، أو الرسالة الموضوعة من قبل ثمانية كُتَّاب لم تدخل في عداد الكتب المقدسة، باعتبار مجموع هيئتها بصورة رسمية إلا في القرن الرابع، بإقرار مجمع نيقية العام وحكمه سنة 325م، ولقد اجتمع في هذا المجمع من جميع أنحاء الأرض ألفا مبعوث روحاني وعشرات الأناجيل، ومئات الرسائل إلى نيقية لأجل التدقيق، وهناك تم انتخاب الأناجيل الأربعة من أكثر من أربعين إلى خمسين إنجيلاً
أقول –أبو أسامة-: "أين ذهبت كل هذه الأناجيل ومن أين أتت وكيف اختفت وما هي مهمة بولس ودوره في اختفائها أسئلة نرجو من أتباع الكنيسة طرحها على كبارهم !".
وتم انتخاب الرسائل الإحدى والعشرين من رسائل لا تُعد ولا تُحصى وتم التصديق عليها.
وكانت الهيئة التي اختارت العهد الجديد هي تلك الهيئة التي قالت بألوهية المسيح، وكان اختيار كتب العهد الجديد على أساس رفض الكتب المسيحية المشتملة على تعاليم غير موافقة لعقيدة مجمع نيقية وإحراقها كلها".
نقله وراجعه أبو أسامة سمير الجزائري