حياكم الله؛ إني أسعي -أيها الإخوة- لجمع ما يتعلق باستراق الشياطين للسمع من السماء الدنيا وحفظ النجوم لهذه السماء من ذلك، وقد صعب علي الجمع لما ظهر لي -بسبب فهمي القاصر- شيء من التعارض سواء في الأحاديث المتعلقة بهذا الموضوع أو في شروح العلماء للأحاديث المتعلقة بهذا الموضوع، لذا أردت أن أضع ما أتوصل إليه أولا بأول لنتناقش فيه.
وأول ما سنتناقش فيه -إن شاء الله تعالي- هو السؤال الآتي:
السؤال الأول: هل ما يكلم الله -جل وعلا- به جبريل -عليه السلام- في هذه الحال ويسمعه الملائكة هو الوحي بمعناه اللغوي -الذي هو ما يلقيه الله -تعالى- إلى ملائكته من أمر ليفعلوه-(1) أم الوحي بمعناه الشرعي -الذي هو إعلام الله أنبياءه بما يريد أن يبلغه إليهم من شرع أو كتاب-(2) أم تارة يكلمه بالوحي بمعناه اللغوي وتارة يكلمه بالوحي بمعناه الشرعي ؟
الجواب: قلت: وهذا أشكل علي، والذي ظهر لي مبدئيا هو أن المراد بالوحي هنا هو الوحي بمعناه اللغوي؛ وذلك لما يلي:
1ـ قول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: "الوحي لا يعلمه أهل السماء، بل هو من الله إلى جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، أما الأمور القدرية التي يتكلم الله بها؛ فليست خاصة بجبريل. بل ربما يعلمها أهل السماء مفصلة، ثم يسمعها مسترقو السمع"(3)، فقوله -رحمه الله-: "الوحي لا يعلمه أهل السماء، بل هو من الله إلى جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-" يريد به الوحي بمعناه الشرعي -الذي هو إعلام الله أنبياءه بما يريد أن يبلغه إليهم من شرع أو كتاب-، فلم يبق إذن إلا الوحي بمعناه اللغوي -الذي هو ما يلقيه الله -تعالى- إلى ملائكته من أمر ليفعلوه-.
2ـ قول ابن كثير -رحمه الله-: "هذا مقام رفيع في العظمة، وهو أنه -تعالى- إذا تكلم بالوحي، فسمع أهل السماوات كلامه، أُرْعِدُوا من الهيبة حتى يلحقهم مثل الغشي"(4)، فقوله -رحمه الله-: "إذا تكلم بالوحي، فسمع أهل السماوات كلامه" يدل علي أن الوحي الذي كلم الله -جل وعلا- به جبريل -عليه السلام- هو الوحي بمعناه اللغوي، لأنه لو كان الوحي بمعناه الشرعي لما سمعه الملائكة، إذ إن الملائكة -كما قال العلامة ابن عثيمين- لا يعلمون الوحي.
وهذا الذي ظهر لي في بادئ الأمر لا زال عندي فيه إشكال! وذلك لأن العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- قال في موضع آخر: "إن جبريل لا يخبر الملائكة بما أوحى الله إليه، بل يقول: قال الحق مبهما، ولهذا سمي عليه السلام بالأمين، والأمين: هو الذي لا يبوح بالسر"(5)، وقوله هذا يدل علي أن ما كلم الله -جل وعلا- به جبريل -عليه السلام- هو الوحي بمعناه الشرعي! وبهذا أكون لم أتحصل علي إجابة علي هذا السؤال.
__________
(1) أنظر: تعريف الوحي بمعناه اللغوي في أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة ص 123.
(2) أنظر: تعريف الوحي بمعناه الشرعي في أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة ص 124.
(3) أنظر: القول المفيد علي كتاب التوحيد 325/1.
(4) أنظر: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص 219.
(5) أنظر: القول المفيد علي كتاب التوحيد 319/1.
وأول ما سنتناقش فيه -إن شاء الله تعالي- هو السؤال الآتي:
السؤال الأول: هل ما يكلم الله -جل وعلا- به جبريل -عليه السلام- في هذه الحال ويسمعه الملائكة هو الوحي بمعناه اللغوي -الذي هو ما يلقيه الله -تعالى- إلى ملائكته من أمر ليفعلوه-(1) أم الوحي بمعناه الشرعي -الذي هو إعلام الله أنبياءه بما يريد أن يبلغه إليهم من شرع أو كتاب-(2) أم تارة يكلمه بالوحي بمعناه اللغوي وتارة يكلمه بالوحي بمعناه الشرعي ؟
الجواب: قلت: وهذا أشكل علي، والذي ظهر لي مبدئيا هو أن المراد بالوحي هنا هو الوحي بمعناه اللغوي؛ وذلك لما يلي:
1ـ قول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: "الوحي لا يعلمه أهل السماء، بل هو من الله إلى جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، أما الأمور القدرية التي يتكلم الله بها؛ فليست خاصة بجبريل. بل ربما يعلمها أهل السماء مفصلة، ثم يسمعها مسترقو السمع"(3)، فقوله -رحمه الله-: "الوحي لا يعلمه أهل السماء، بل هو من الله إلى جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-" يريد به الوحي بمعناه الشرعي -الذي هو إعلام الله أنبياءه بما يريد أن يبلغه إليهم من شرع أو كتاب-، فلم يبق إذن إلا الوحي بمعناه اللغوي -الذي هو ما يلقيه الله -تعالى- إلى ملائكته من أمر ليفعلوه-.
2ـ قول ابن كثير -رحمه الله-: "هذا مقام رفيع في العظمة، وهو أنه -تعالى- إذا تكلم بالوحي، فسمع أهل السماوات كلامه، أُرْعِدُوا من الهيبة حتى يلحقهم مثل الغشي"(4)، فقوله -رحمه الله-: "إذا تكلم بالوحي، فسمع أهل السماوات كلامه" يدل علي أن الوحي الذي كلم الله -جل وعلا- به جبريل -عليه السلام- هو الوحي بمعناه اللغوي، لأنه لو كان الوحي بمعناه الشرعي لما سمعه الملائكة، إذ إن الملائكة -كما قال العلامة ابن عثيمين- لا يعلمون الوحي.
وهذا الذي ظهر لي في بادئ الأمر لا زال عندي فيه إشكال! وذلك لأن العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- قال في موضع آخر: "إن جبريل لا يخبر الملائكة بما أوحى الله إليه، بل يقول: قال الحق مبهما، ولهذا سمي عليه السلام بالأمين، والأمين: هو الذي لا يبوح بالسر"(5)، وقوله هذا يدل علي أن ما كلم الله -جل وعلا- به جبريل -عليه السلام- هو الوحي بمعناه الشرعي! وبهذا أكون لم أتحصل علي إجابة علي هذا السؤال.
__________
(1) أنظر: تعريف الوحي بمعناه اللغوي في أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة ص 123.
(2) أنظر: تعريف الوحي بمعناه الشرعي في أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة ص 124.
(3) أنظر: القول المفيد علي كتاب التوحيد 325/1.
(4) أنظر: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص 219.
(5) أنظر: القول المفيد علي كتاب التوحيد 319/1.
تعليق