بسم الله الرحمن الرحيم
أصلُ هذا الكتاب: شروحٌ مسجَّلةٌ على شرائط صوتية، وفرِّغت من هذه الأشرطة وجُمِعت في كتاب، وقام الشيخ عبد السلام بن عبد الله السليمان –أثابَه الله- بإخراجه والإشراف على طباعته، وعرضَه على صاحب الشرح، فراجعه وأصلح بعض ما فيه، ووافق على طباعته.
وقد أُضيفَ إليه بعضُ الأسئلة المهمة المتعلقة بالشرح.
فخرجت الطبعة الأولى منه عام: 1424هـ، في 372 صفحة.
وقد حوى هذا الكتاب رسائلَ نافعة كتبها الإمام المجدد: محمد بن الوهاب –رحمه الله ورفَعَ درجَته-، شرَحَ فيها معالم من الدين العظيم، وكشف عن ضروب من الخلل في فهم الإسلام؛ كي يستبين الناسُ حقيقةَ دينهم ويحذروا من سُبل الضلال. وكلُّ ذلك بأسلوبٍ سهل واضح، وطريقةٍ في الدعوة حكيمة.
فرحم الله الشيخَ وأجزل له المثوبة.
والرسائل التي حواها هذا المجموع هي:
1- الأصول الستَّة.
2- ستة مواضع من السيرة.
3- تفسير كلمة التوحيد.
4- بعض فوائد سورة الفاتحة.
5- نواقض الإسلام.
6- الجامع لعبادة الله وحده.
7- معنى الطاغوت.
8- شرح القواعد الأربع.
وفي حاشيتها شرحٌ لأحدِ أبناء هذه الدعوة المباركة، وحاملي لوائها، والمدافعين عنها: الشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله وأثابه-، فكان شرحُه نوراً على نور؛ تجلَّى فيه الفقه السديد لعقيدة التوحيد؛ فقهُ أهلِ السنة والجماعة لا فقه أهلِ الأهواء وأدعياء العلم.
وهذا النوع من الفقه –أعني فقه أهلِ السنة- تنفرُ عنه قلوبُ أهل الأهواء؛ إذ هو عندهم تقليدٌ جامد، وحشو فارغ. وما ذاك إلا لاحتجاب عقولهم عن النور، وانخداعهم بزخارف الأقوال؛ فلا يجدون ما يجده صحيحُ القلب زكيُّ القصد سليم الديانة: من عظيم النفع، وبليغ القول. أعاذني الله وإياكم من عمى القلب وفقدان البصيرة.
ومن طريقة الشيخِ –حفظه الله- ولكلِّ شيخٍ طريقتُه- في شرحه أن لا يطيل الوقوفَ عند مباحث اللغة؛ بل يشرعُ في توضيح مقاصد المتن، وينبه على مسائله، وقد يستطرد في ذكر بعض المباحث والتوجيهات المتعلّقة بالباب.
أما بعد؛ فلنقف –أخي القارئ- عند شيء من مواضع هذا الكتاب المبارك:
قال الشيخ صالح:
«...ولذلك تجد القرآن في وادٍ، وأعمال بعض الناس في وادٍ آخر لا يُفكِّرون في التغيير أبداً، ولو حاول مجددٌ أو داعٍ إلى الله أن يُغيِّرَ ما هم عليه، لقاموا في وجهه واتهموه بالضلال، واتهموه بالخروج على الدين وأنه أتى بدين جديد وأنه وأنه...»اهـ [ص: 15].
وهذا تعليقٌ على تعجُّبِ إمام الدعوة؛ إذ يقول: «من أعجب العُجاب، وأكبر الآيات الدالَّة على قدرة الملك الغلاّب، ستة أصول بيَّنها الله تعالى بياناً واضحاً للعوام فوق ما يظن الظانُّون، ثم بعدَ ذلك غلط فيها أذكياء العالَم وعقلاء بني آدم إلا أقل القليل»اهـ [مقدّمة «الأصول الستة»: 13].
وقال الشيخ صالح في تعليقه على الأصل الأول وهو (إخلاص الدين لله تعالى وحدَه لا شريك له):
«وهذا هوَ المُعتَرَكُ بين الأنبياء والأمم» [ص: 17].
وفي هذا القول بيان لأصل الأصول، وردٌّ على من هوَّن من شأنِه، وسخَّر دعوتَه بمنأى عنه، وقد سُئِل الشيخُ في هذه الدروس عن «دعوة التبليغ» والخروجِ معها لما لهم من جهود في هداية الناس -كما يقال-، فكان من جوابه أن قال: «إنَّما هم يُتوِّبون الناسَ من الذنوب، لكن الشرك لا يتعرضون له قط ولا يُحذِّرون الناس منه، ولذلك تكثُر في بلادهم عبادة الأضرحة والقبور ولا يتعرضون لها، فما معنى هذا؟! وأي دعوةٍ هذه؟!»اهـ [ص: 53].
وقال الإمامُ المجدِّد بعد أن ذكر حال أمم المشركين مع كلمة التوحيد:
«... تبين لك كيف صفة الإسلام الذي دعا إليه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وتبيَّن لك أنَّ كثيرا من الناس عنه بمعزل..»اهـ. [ص: 158].
علَّق الشيخ صالح على هذا الكلام بأن قال: «الإسلام الصحيح غريب اليوم، أما الإسلام المدَّعى، فالمسلمون اليوم يزيدون على المليار، ولكن الإسلام الصحيح غريب، إذ لو كان هذا المليار إسلامهم صحيح لم يقف أمامهم أحد من العالم؛ فاليهود الذين هم إخوان القردة والخنازير الذين ضُربت عليهم الذلّة والمسكنة، الآن هم مسيطرون على بلاد المسلمين، والمسلمون الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر كان عددهم ثلاثَ مئة وبضعةَ عشر، وماذا صنعوا؟ فالصحابة بالنسبة لأهل الأرض كم هم؟ ومع هذا فتحوا الأمصار، وأسقطوا كسرى وقيصر، وسادوا العالم كله؛ لأنهم مسلمون الإسلام الصحيح، ما هو إسلام ادِّعائي»اهـ.[ص: 158]
أصلُ هذا الكتاب: شروحٌ مسجَّلةٌ على شرائط صوتية، وفرِّغت من هذه الأشرطة وجُمِعت في كتاب، وقام الشيخ عبد السلام بن عبد الله السليمان –أثابَه الله- بإخراجه والإشراف على طباعته، وعرضَه على صاحب الشرح، فراجعه وأصلح بعض ما فيه، ووافق على طباعته.
وقد أُضيفَ إليه بعضُ الأسئلة المهمة المتعلقة بالشرح.
فخرجت الطبعة الأولى منه عام: 1424هـ، في 372 صفحة.
وقد حوى هذا الكتاب رسائلَ نافعة كتبها الإمام المجدد: محمد بن الوهاب –رحمه الله ورفَعَ درجَته-، شرَحَ فيها معالم من الدين العظيم، وكشف عن ضروب من الخلل في فهم الإسلام؛ كي يستبين الناسُ حقيقةَ دينهم ويحذروا من سُبل الضلال. وكلُّ ذلك بأسلوبٍ سهل واضح، وطريقةٍ في الدعوة حكيمة.
فرحم الله الشيخَ وأجزل له المثوبة.
والرسائل التي حواها هذا المجموع هي:
1- الأصول الستَّة.
2- ستة مواضع من السيرة.
3- تفسير كلمة التوحيد.
4- بعض فوائد سورة الفاتحة.
5- نواقض الإسلام.
6- الجامع لعبادة الله وحده.
7- معنى الطاغوت.
8- شرح القواعد الأربع.
وفي حاشيتها شرحٌ لأحدِ أبناء هذه الدعوة المباركة، وحاملي لوائها، والمدافعين عنها: الشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله وأثابه-، فكان شرحُه نوراً على نور؛ تجلَّى فيه الفقه السديد لعقيدة التوحيد؛ فقهُ أهلِ السنة والجماعة لا فقه أهلِ الأهواء وأدعياء العلم.
وهذا النوع من الفقه –أعني فقه أهلِ السنة- تنفرُ عنه قلوبُ أهل الأهواء؛ إذ هو عندهم تقليدٌ جامد، وحشو فارغ. وما ذاك إلا لاحتجاب عقولهم عن النور، وانخداعهم بزخارف الأقوال؛ فلا يجدون ما يجده صحيحُ القلب زكيُّ القصد سليم الديانة: من عظيم النفع، وبليغ القول. أعاذني الله وإياكم من عمى القلب وفقدان البصيرة.
ومن طريقة الشيخِ –حفظه الله- ولكلِّ شيخٍ طريقتُه- في شرحه أن لا يطيل الوقوفَ عند مباحث اللغة؛ بل يشرعُ في توضيح مقاصد المتن، وينبه على مسائله، وقد يستطرد في ذكر بعض المباحث والتوجيهات المتعلّقة بالباب.
أما بعد؛ فلنقف –أخي القارئ- عند شيء من مواضع هذا الكتاب المبارك:
قال الشيخ صالح:
«...ولذلك تجد القرآن في وادٍ، وأعمال بعض الناس في وادٍ آخر لا يُفكِّرون في التغيير أبداً، ولو حاول مجددٌ أو داعٍ إلى الله أن يُغيِّرَ ما هم عليه، لقاموا في وجهه واتهموه بالضلال، واتهموه بالخروج على الدين وأنه أتى بدين جديد وأنه وأنه...»اهـ [ص: 15].
وهذا تعليقٌ على تعجُّبِ إمام الدعوة؛ إذ يقول: «من أعجب العُجاب، وأكبر الآيات الدالَّة على قدرة الملك الغلاّب، ستة أصول بيَّنها الله تعالى بياناً واضحاً للعوام فوق ما يظن الظانُّون، ثم بعدَ ذلك غلط فيها أذكياء العالَم وعقلاء بني آدم إلا أقل القليل»اهـ [مقدّمة «الأصول الستة»: 13].
وقال الشيخ صالح في تعليقه على الأصل الأول وهو (إخلاص الدين لله تعالى وحدَه لا شريك له):
«وهذا هوَ المُعتَرَكُ بين الأنبياء والأمم» [ص: 17].
وفي هذا القول بيان لأصل الأصول، وردٌّ على من هوَّن من شأنِه، وسخَّر دعوتَه بمنأى عنه، وقد سُئِل الشيخُ في هذه الدروس عن «دعوة التبليغ» والخروجِ معها لما لهم من جهود في هداية الناس -كما يقال-، فكان من جوابه أن قال: «إنَّما هم يُتوِّبون الناسَ من الذنوب، لكن الشرك لا يتعرضون له قط ولا يُحذِّرون الناس منه، ولذلك تكثُر في بلادهم عبادة الأضرحة والقبور ولا يتعرضون لها، فما معنى هذا؟! وأي دعوةٍ هذه؟!»اهـ [ص: 53].
وقال الإمامُ المجدِّد بعد أن ذكر حال أمم المشركين مع كلمة التوحيد:
«... تبين لك كيف صفة الإسلام الذي دعا إليه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وتبيَّن لك أنَّ كثيرا من الناس عنه بمعزل..»اهـ. [ص: 158].
علَّق الشيخ صالح على هذا الكلام بأن قال: «الإسلام الصحيح غريب اليوم، أما الإسلام المدَّعى، فالمسلمون اليوم يزيدون على المليار، ولكن الإسلام الصحيح غريب، إذ لو كان هذا المليار إسلامهم صحيح لم يقف أمامهم أحد من العالم؛ فاليهود الذين هم إخوان القردة والخنازير الذين ضُربت عليهم الذلّة والمسكنة، الآن هم مسيطرون على بلاد المسلمين، والمسلمون الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر كان عددهم ثلاثَ مئة وبضعةَ عشر، وماذا صنعوا؟ فالصحابة بالنسبة لأهل الأرض كم هم؟ ومع هذا فتحوا الأمصار، وأسقطوا كسرى وقيصر، وسادوا العالم كله؛ لأنهم مسلمون الإسلام الصحيح، ما هو إسلام ادِّعائي»اهـ.[ص: 158]
تعليق