بسم الله
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ، اسم المؤلف: محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله ، دار النشر : دار الكتاب العربي - بيروت - 1393 - 1973 ، الطبعة : الثانية ، تحقيق : محمد حامد الفقي
لله در سيد القوم وشيخ الطائفة سهل بن عبدالله التستري إذ يقول : العلم كله باب من التعبد والتعبد كله باب من الورع والورع كله باب من الزهد والزهد كله باب من التوكل
مدارج السالكين جزء 2 صفحة 139
فالذي نذهب إليه : أن التوكل أوسع من التفويض وأعلى وأرفع
مدارج السالكين جزء 2 صفحة 139
في هضم مقام التوكل ورفع مقام التفويض عليه وجوابه من وجهين :
أحدهما : أن المفوض لا يفوض أمره إلى الله إلا لإرادته أن يقضي له ما هو خير له في معاشه ومعاده وإن كان المقضي له خلاف ما يظنه خيرا فهو راض به لأنه يعلم أنه خير له وإن خفيت عليه جهة المصلحة فيه وهكذا حال المتوكل سواء بل هو أرفع من المفوض لأن معه من عمل القلب ما ليس مع المفوض فإن المتوكل مفوض وزيادة فلا يستقيم مقام التوكل إلا بالتفويض فإنه إذا فوض أمره إليه اعتمد بقلبه كله عليه بعد تفويضه.
ونظير هذا : أن من فوض أمره إلى رجل وجعله إليه فإنه يجد من نفسه بعد تفويضه اعتمادا خاصا وسكونا وطمأنينة إلى المفوض إليه أكثر مما كان قبل التفويض وهذا هو حقيقة التوكل.
الوجه الثاني : أن أهم مصالح المتوكل : حصول مراضي محبوبه ومحابه فهو يتوكل عليه في تحصيلها له فأي مصلحة أعظم من هذه.
وأما التفويض : فهو تفويض حاجات العبد المعيشية وأسبابها إلى الله فإنه لا يفوض إليه محابه والمتوكل يتوكل في محابه.
والوهم إنما دخل من حيث يظن الظان : أن التوكل مقصور على معلوم الرزق وقوة البدن وصحة الجسم ولا ريب أن هذا التوكل ناقص بالنسبة إلى التوكل في إقامة الدين والدعوة إلى الله.
مدارج السالكين جزء 2 صفحة 140
و الحمد لله
عصر يوم السبت من شهر ذو الحجة
21-12-1442
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ، اسم المؤلف: محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله ، دار النشر : دار الكتاب العربي - بيروت - 1393 - 1973 ، الطبعة : الثانية ، تحقيق : محمد حامد الفقي
لله در سيد القوم وشيخ الطائفة سهل بن عبدالله التستري إذ يقول : العلم كله باب من التعبد والتعبد كله باب من الورع والورع كله باب من الزهد والزهد كله باب من التوكل
مدارج السالكين جزء 2 صفحة 139
فالذي نذهب إليه : أن التوكل أوسع من التفويض وأعلى وأرفع
مدارج السالكين جزء 2 صفحة 139
في هضم مقام التوكل ورفع مقام التفويض عليه وجوابه من وجهين :
أحدهما : أن المفوض لا يفوض أمره إلى الله إلا لإرادته أن يقضي له ما هو خير له في معاشه ومعاده وإن كان المقضي له خلاف ما يظنه خيرا فهو راض به لأنه يعلم أنه خير له وإن خفيت عليه جهة المصلحة فيه وهكذا حال المتوكل سواء بل هو أرفع من المفوض لأن معه من عمل القلب ما ليس مع المفوض فإن المتوكل مفوض وزيادة فلا يستقيم مقام التوكل إلا بالتفويض فإنه إذا فوض أمره إليه اعتمد بقلبه كله عليه بعد تفويضه.
ونظير هذا : أن من فوض أمره إلى رجل وجعله إليه فإنه يجد من نفسه بعد تفويضه اعتمادا خاصا وسكونا وطمأنينة إلى المفوض إليه أكثر مما كان قبل التفويض وهذا هو حقيقة التوكل.
الوجه الثاني : أن أهم مصالح المتوكل : حصول مراضي محبوبه ومحابه فهو يتوكل عليه في تحصيلها له فأي مصلحة أعظم من هذه.
وأما التفويض : فهو تفويض حاجات العبد المعيشية وأسبابها إلى الله فإنه لا يفوض إليه محابه والمتوكل يتوكل في محابه.
والوهم إنما دخل من حيث يظن الظان : أن التوكل مقصور على معلوم الرزق وقوة البدن وصحة الجسم ولا ريب أن هذا التوكل ناقص بالنسبة إلى التوكل في إقامة الدين والدعوة إلى الله.
مدارج السالكين جزء 2 صفحة 140
و الحمد لله
عصر يوم السبت من شهر ذو الحجة
21-12-1442