بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
[مقتطفات] السنن والبدع المتعلِّقة بالألفاظ والمفاهيم الخاطئة
تأليف العلَّامة الشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين
[5] قولهم "المادَّة لا تفنى ولا تزول ولا تُخلق من عدم"
[مقتطفات] السنن والبدع المتعلِّقة بالألفاظ والمفاهيم الخاطئة
تأليف العلَّامة الشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين
[5] قولهم "المادَّة لا تفنى ولا تزول ولا تُخلق من عدم"
سُئل الشَّيخ رحمه الله: عن قولهم "المادَّة لا تفنى ولا تزول ولا تُخلق من عدم"؟
فأجاب بقوله: القول بأنَّ المادَّة لا تفنى وأنَّها لم تُخلق من عدم كفرٌ لا يمكن أن يقوله مؤمن، فكلُّ شيءٍ في السَّموات والأرض سوى الله فهو مخلوق من عدم كما قال الله تعالى {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزُّمر 62]، وليس هناك شيءٌ أوَّلي أبدي سوى الله.
وأمَّا كونها لا تفنى: فإن عنى بذلك أنَّ كلَّ شيءٍ لا يفنى لذاته فهذا أيضًا خطأ وليس بصواب؛ لأنَّ كلَّ شيءٍ موجود فهو قابلٌ للفناء، وإن أراد به أنَّ من المخلوقات ما لا يفنى بإرادة الله، فهذا حقٌّ، فالجنَّة لا تفنى، ما فيها من نعيم لا يفنى، وأهل النَّار لا فنون. لكن هذه الكلمة المطلق "المادَّة ليس لها أصل في الوجود وليس لها أصلٌ في البقاء" هذه على إطلاقها كلمة إلحاديَّة، فنقول المادَّة مخلوقة من عدم، فكلُّ شيءٍ سوى الله فالأصل فيه العدم.
أمَّا مسألة الفناء فقد تقدَّم التَّفصيل فيها، والله الموفِّق. (انتهى)