بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد ان ما يجب أن يستحضره كل واحد منا عند كل عمل الاخلاص لله ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بدون اخلاص ومتابعة ينقلب من طاعة الى معصية وقد عنُي السلف بتصحيح نياتهم غاية الإهتمام ومن أمثال هؤلاء الأخيار أمير المؤمنين في الحديث سفيان الثوري رحمه الله قال ماعالجت شيئا أشدّ عليّ من نيّتي انّها تتقلب علي جامع العلوم و الحكم [1/13 ]والأدلة على وجوب الإخلاص في العمل كثيرة ومنهاقوله تعالى وماأمروا الاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء 2 قال ناصر السعدي رحمه الله في تفسير هذه الأية [ فما أمروا في سائر الشرائع الا أن يعبدوا [ الله مخلصين له الدين ]أي قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله وطلب الزلفى لديه ] وقوله تعالى فا عبد الله مخلصا له الدين سورة الزمر قال ابن كثير وهو يفسر هذه الاية رحمه الله [أي لا يقبل من العمل الا ما أخلص فيه العمل لله وحده لا شريك له وقال قتادة في قوله تعالى ألا لله الدين الخالص شهادة لا اله الا الله ] وقوله تعالى [فمن كان يرجوا لقاء ربه ]أي ثوابه وجزائه الصالح [فاليعمل عملا صالحا ]أي ماكان موافقا لشرع الله [ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ]وهوالذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له وهذان ركنا العمل المتقبل لابد أن يكون خالصا لله صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوتتبع القرآن الكريم متتبع لوجد القرآن الكريم كله توحيد كما كنت سمعت أن الامام ابن القيم قال أن القرآن كله توحيد ام عن أقسام التوحيد أو ما يضاده أو جزاء الموحد أو عقاب تارك التوحيد أوكما قال رحمه الله ومن السنة نكتفي بحديث [أنما الأعمال بانيات ]قال النووي رحمه الله في شرح أربعينيته [دل هذا الحديث أن النية معيار لتصحيح الأعمال فحيث صلحت النية صلح العمل وحيث فسدت النية فسد العمل ]وقال الامام ابن دقيق العيد رحمه الله في شرح هذا [هذا حديث صحيح متفق على صحته وعظيم موقعه وجلالته وكثرة فوائده ثم قال وهو أحد الأحاديث التي عليها مدار الاسلام وقال الشافعي وأحمد رحمهما الله يدخل في حديث الأعمال بالنيات ثلث العلم ثم قال وسبب ذلك أن الأعمال تكون بالقلب واللسان والجوارح والنية أحد الأقسام الثلاتة واستحب العلماء أن تستفتح المصنفات بهاذا الحديث والبخاري فعل هذا في صحيحه وأمر به عبد الرحمان ابن مهدي رحم الله الجميع آمين وسأسوق لك قصة عجيبة ذكرها الشيخ الفاضل عبد المالك رمضاني الجزائري حفضه الباري في كتابه النافع الماتع [تميز ذوي الفطن بين شرف الجهاد وسرف الفتن]ص30 قال الشيخ وليس كل من ادعى صلاح النية وأن دافعه الى ذلك هو الغيرة على الاسلام[ وكم قيل العاطفة عاصفة اذا لم تقيد بالشرع] سلم له فيه لأن الاخلاص وحده لا يكفي لقبول الأعمال بل كل عمل يوزن باثنين هما الاخلاص لله فيه والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ولذالك امتحن حذيفة أبا موسى رضي الله عنهما فقال [أرأيت لو أن رجلا خرج بسيفه يبتغي وجه الله فضرب فقُتل كان في الجنة فقال أبو موسى نعم فقال حذيفة لا ولكن اذا خرج بسيفه يبتغي به وجه الله ثم أصاب أمر الله فقتل دخل الجنة ] سنده صحيح ويوضحه قول ابن مسعود رضي الله عنه كما في البدع والنهي عنها لأبن وضاح رحمه الله [على سنة ضرب أم على بدعة] قال الحسن رحمه الله[ فاذا بالقوم قدضربوا بأسيافهم على البدع ] ماأعضمها من آثار سلفية فتدبرها أخي السلفي ففيها الرد على كل ثوري متحمس متهور والحمدلله أولا وآخرا وهاك فائدة عضيمة ذكرها العلامة الأصولي أبي عبد المعز علي فركوس حفضه الله في رسالته الماتعة النافعة الاخلاص بركة العلم وسر توفيقه ص31 وهو يتحدث عن اختلاف النيات في تحصيل العلم ناقلا عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله [وننضير هذا مايُذكر أن بعض الناس بلغه أنه من أخلص لله أربعين صباحا تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه الضعيفة [1/55] رقم[38]فأخلص في ظنه أربعين صباحا لينال الحكمة فلم ينلهافشكى ذالك بعض حكماء الدين فقال انك لم تخلص لله سبحانه وانما أخلصت للحكمة يعني أن الاخلاص لله سبحانه وتعالى ارادة وجهه فاذا حصل ذالك حصلت الحكمة تبعا فاذا كانت الحكمة هي المقصودة ابتداءا لم يقع الاخلاص لله سبحانه وانما وقع ما يظن أنه اخلاص لله تعالى وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ماتواضع أحد لله الا رفعه الله فلو تواضع ليرفعه الله سبحانه لم يكن متواضعا فانه يكون مقصوده الرفعة وذلك ينافي التواضع ] هذا ماتيسر جمعه بارك الله فيكم ومن كانت له فائدة فليرد بارك الله فيه ومن كان له نقد فاليتفضل مشكورا برفق وحكمة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خاتم المرسلين وآله واخوانه الى يوم الدين انتهى
<A title="share in Twitter" href="http://twitter.com/share?related=ajurry&text= -- @ajurry :" target=popup>
<A title="share in Twitter" href="http://twitter.com/share?related=ajurry&text= -- @ajurry :" target=popup>
تعليق