عقيدة ملا علي القاري بين الماتردية والسلف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله وبعد:
فهذه مباحث مختصرة جمعتها من الشبكة وألفت بينها في بيان عقيدة العلامة ملا علي القاري راجيا من الله أن ينفع بها .
أبو أسامة سمير الجزائري
ذكر صاحب رسالة "الماتريديه دراسة وتقويم"
إن ملا على قاري من أئمة الماتريديه
ثم قال وكان رحمه الله تعالى يذب عن شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم كما في مرقاة المفاتيح 8/251
ونقل ملا علي القاري كلام ابن القيم التالي:
كما قال مالك رحمه الله -وقد سئل عن قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى" "كيف استوى؟ فأطرق مالك. حتى علاه الرُّحضاء. ثم قال: الاستواء معلوم، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة".
ففرق بين المعنى المعلوم من هذه اللفظة. وبين الكيف الذي لا يعقله البشر. وهذا الجواب من مالك شاف، عام في جميع مسائل الصفات.إنتهى
ثم علق الملا علي القاري قائلا:
"انتهى كلامه وتبين مرامه وظهر أن معتقده موافق لأهل الحق من السلف وجمهور الخلف فالطعن الشنيع والتقبيح الفظيع غير موجه عليه ولا متوجه إليه فإن كلامه بعينه مطابق لما قاله الإمام الأعظم والمجتهد الأقدم في فقهه الأكبر ما نصه وله تعالى يد ووجه ونفس فما ذكر الله في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال ولكن يده صفته بلا كيف وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف " (مرقاة المفاتيح 8-217)
وقال أيضا في موضع الذب عن ابن تيمية : ( وهذا الكلام من شيخ الإسلام يبين مرتبته من السنَّة ، ومقداره في العلم ، وأنه بريء مما رماه أعداؤه الجهمية من التشبيه والتمثيل ، على عادتهم في رمي أهل الحديث والسنَّة بذلك مرقاة المفاتيح لملا علي القاري ( 8 / 147 (
----
ثم إنني وجدت صاحب كتاب (الأشاعرة في ميزان أهل السنة) يحتج ببعض أقوال الملا علي القاري في (شرح الفقه الأكبر) في تقرير مذهب السلف....!!
ويقول الشمس السلفي " كان كثيرا ما يقرر عقيدة السلف ويثني على شيخ الإسلام ".
ويقول في صفحة 538
ثم ذكر - اي الملا علي - بيتين إرغاما للمعطلة :
فإن كان تجسيما ثبوت صفاته ***** وتنزيهها عن كل تأويل مفتر
فإني بحمد الله ربي مجسم *** هلموا شهودا واملئوا كل محضر
وذكر كلاما رائعا عنه في الصفحة التي بعدها فليراجع .
لكن بعد البحث يتضح أن هناك مرحلتان في حياة الملا علي القاري رحمه الله رحمة واسعة .
1- من خلال ترجمته ماتريديا وقد صرّح بذلك في مواضع كثيرة من شرحه الفقه الأكبر ونسب نفسه إليهم قائلا :
وقال : " أصحابنا الماتريدية ".
وقال : " وهو موافق لما عليه أصحابنا الماتريدية " .
وقد ذكره الدكتور شمس الدين السلفي مؤسس الجامعة الأثرية ببيشاور في رسالته " الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات " قائلا : " والإمام المحدث الفقيه علي بن سلطان .... المعروف بالملا علي القاري .... وهو من أكبر أئمة الحنفية المتأخرين ذكره الكوثري في قائمة الحنفية الماتريدية ... " أ هـ .
وقد كان صوفي المشرب فقد أخذ الطريقة النقشبندية والقادرية والششتية كما ذكر ذلك صاحب البضاعة المزجاة لم يطالع المرقاة في شرح المشكاة لمحمد عبد الحليم بن عبد الرحيم الششتي 1 / 28
2- المرحلة الثانية
هاجر إلى الحجاز والتقى بعلماء عصره من السلف والخلف من أشاعرة وماتريدية وأئمة تصوف من عرب وعجم المجاورين للحرمين فتأثر بالجميع .
والخلاصة :
أن مذهبه العقدي متأرجح بين السلف والخلف .
وذلك من خلال الإطلاع على أحاديث الصفات في المرقاة و الشمائل المحمدية .
ومن خلال تفسيره لآيات الصفات في تفسيره " أنوار القرآن وأسرار الفرقان " .
يجده يجتهد لإيجاد المبررات لتأويلات الخلف وإيجاد الأعذار لهم .
فمثلا تأويله لليد في حديث " والذي نفسي بيده " بالقوة والقدرة الإرادة .
تأويله لصفة التعجب بالرضى جمع الوسائل 2/21
دفاعه عن مقولة مذهب السلف أعلم ومذهب الخلف أحكم ومحاولة الجمع بينهما .
وهل الأولى : التفويض أم التأويل .
انظر : جمع الوسائل في شرح الشمائل 1/215- 2/191-192
ومن جهة أخرى فمن فضائل الرجل ودفاعه عن عقيدة السلف ما يذكره في شرح الشمائل ودفاعه عن ابن تيمية وابن القيم ضد شيخه ابن حجر الهيتمي الذي افترى عليهما .
أما شرحه للفقه الأكبر عند شرحه لنصوص أبي حنيفة فقد أثبت سلفيته ودفاعه عن السلف رحمه الله .
ولا يعرف هل هو آخر مؤلفاته . فيحكم عليه منها . أم لا ؟
والله أعلم .
وكتبه
أبو أسامة سمير الجزائري
بلعباس
26 رمضان 1432
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله وبعد:
فهذه مباحث مختصرة جمعتها من الشبكة وألفت بينها في بيان عقيدة العلامة ملا علي القاري راجيا من الله أن ينفع بها .
أبو أسامة سمير الجزائري
ذكر صاحب رسالة "الماتريديه دراسة وتقويم"
إن ملا على قاري من أئمة الماتريديه
ثم قال وكان رحمه الله تعالى يذب عن شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم كما في مرقاة المفاتيح 8/251
ونقل ملا علي القاري كلام ابن القيم التالي:
كما قال مالك رحمه الله -وقد سئل عن قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى" "كيف استوى؟ فأطرق مالك. حتى علاه الرُّحضاء. ثم قال: الاستواء معلوم، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة".
ففرق بين المعنى المعلوم من هذه اللفظة. وبين الكيف الذي لا يعقله البشر. وهذا الجواب من مالك شاف، عام في جميع مسائل الصفات.إنتهى
ثم علق الملا علي القاري قائلا:
"انتهى كلامه وتبين مرامه وظهر أن معتقده موافق لأهل الحق من السلف وجمهور الخلف فالطعن الشنيع والتقبيح الفظيع غير موجه عليه ولا متوجه إليه فإن كلامه بعينه مطابق لما قاله الإمام الأعظم والمجتهد الأقدم في فقهه الأكبر ما نصه وله تعالى يد ووجه ونفس فما ذكر الله في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال ولكن يده صفته بلا كيف وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف " (مرقاة المفاتيح 8-217)
وقال أيضا في موضع الذب عن ابن تيمية : ( وهذا الكلام من شيخ الإسلام يبين مرتبته من السنَّة ، ومقداره في العلم ، وأنه بريء مما رماه أعداؤه الجهمية من التشبيه والتمثيل ، على عادتهم في رمي أهل الحديث والسنَّة بذلك مرقاة المفاتيح لملا علي القاري ( 8 / 147 (
----
ثم إنني وجدت صاحب كتاب (الأشاعرة في ميزان أهل السنة) يحتج ببعض أقوال الملا علي القاري في (شرح الفقه الأكبر) في تقرير مذهب السلف....!!
ويقول الشمس السلفي " كان كثيرا ما يقرر عقيدة السلف ويثني على شيخ الإسلام ".
ويقول في صفحة 538
ثم ذكر - اي الملا علي - بيتين إرغاما للمعطلة :
فإن كان تجسيما ثبوت صفاته ***** وتنزيهها عن كل تأويل مفتر
فإني بحمد الله ربي مجسم *** هلموا شهودا واملئوا كل محضر
وذكر كلاما رائعا عنه في الصفحة التي بعدها فليراجع .
لكن بعد البحث يتضح أن هناك مرحلتان في حياة الملا علي القاري رحمه الله رحمة واسعة .
1- من خلال ترجمته ماتريديا وقد صرّح بذلك في مواضع كثيرة من شرحه الفقه الأكبر ونسب نفسه إليهم قائلا :
وقال : " أصحابنا الماتريدية ".
وقال : " وهو موافق لما عليه أصحابنا الماتريدية " .
وقد ذكره الدكتور شمس الدين السلفي مؤسس الجامعة الأثرية ببيشاور في رسالته " الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات " قائلا : " والإمام المحدث الفقيه علي بن سلطان .... المعروف بالملا علي القاري .... وهو من أكبر أئمة الحنفية المتأخرين ذكره الكوثري في قائمة الحنفية الماتريدية ... " أ هـ .
وقد كان صوفي المشرب فقد أخذ الطريقة النقشبندية والقادرية والششتية كما ذكر ذلك صاحب البضاعة المزجاة لم يطالع المرقاة في شرح المشكاة لمحمد عبد الحليم بن عبد الرحيم الششتي 1 / 28
2- المرحلة الثانية
هاجر إلى الحجاز والتقى بعلماء عصره من السلف والخلف من أشاعرة وماتريدية وأئمة تصوف من عرب وعجم المجاورين للحرمين فتأثر بالجميع .
والخلاصة :
أن مذهبه العقدي متأرجح بين السلف والخلف .
وذلك من خلال الإطلاع على أحاديث الصفات في المرقاة و الشمائل المحمدية .
ومن خلال تفسيره لآيات الصفات في تفسيره " أنوار القرآن وأسرار الفرقان " .
يجده يجتهد لإيجاد المبررات لتأويلات الخلف وإيجاد الأعذار لهم .
فمثلا تأويله لليد في حديث " والذي نفسي بيده " بالقوة والقدرة الإرادة .
تأويله لصفة التعجب بالرضى جمع الوسائل 2/21
دفاعه عن مقولة مذهب السلف أعلم ومذهب الخلف أحكم ومحاولة الجمع بينهما .
وهل الأولى : التفويض أم التأويل .
انظر : جمع الوسائل في شرح الشمائل 1/215- 2/191-192
ومن جهة أخرى فمن فضائل الرجل ودفاعه عن عقيدة السلف ما يذكره في شرح الشمائل ودفاعه عن ابن تيمية وابن القيم ضد شيخه ابن حجر الهيتمي الذي افترى عليهما .
أما شرحه للفقه الأكبر عند شرحه لنصوص أبي حنيفة فقد أثبت سلفيته ودفاعه عن السلف رحمه الله .
ولا يعرف هل هو آخر مؤلفاته . فيحكم عليه منها . أم لا ؟
والله أعلم .
وكتبه
أبو أسامة سمير الجزائري
بلعباس
26 رمضان 1432