الصوتية:
public/style_extra/mime_types/unknown.gif windows-1256__من يعتقد عدم كفر ساب الله فلا تكفيه كلمة مرجئ بل هو كافر..mp3 (1.22ميجا بايت)
التفريغ:
السؤال:
بارك الله فيكم وفي علمكم، يقول السّائل ويبدو أنّ هذا السّؤال من درس الصَّباح يقول: ما يقال فيمن يعتقد أنّ عدم كُفرِ سابِّ الله عمدا هل نستطيع أن نقول أنّه مُرجئ؟
الجواب:
لاتكفيه كلمة مرجئ، لا تكفيه كلمة مرجئ، بل هو كافر. قال إسحاق بن رَاهُويَه-رحمه الله-: "أجمع (أجمع) أهل السّنّة والجماعة على أنَّ من سبّ الله أو سبّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أو سبّ الدِّين فهو كافر" ، هذا الإجماع ينقله من؟ إسحاق بن راهويه العالم الجليل المعروف المعاصر للإمام أحمد -رحمه الله-. قال: "أجمع"، احفظوا هذه العبارة "أجمع أهل السّنّة (أجمع أهل السّنّة) على أنّ من سبّ الله أو سبّ ماذا؟ الرّسول -صلَّى الله عليه وسلّم- أو سبّ الدِّين (أو سبّ الدّينّ) فهو كافر" لا شكَّ في كفر من صدر منه ذلك، وأنا ذكرت لكم اليوم أنِّي سمعت هذا في كثير من البلاد العربيّة؛ وللأسف سمعته بأذني، لا أرويه عن أحد؛ سبّ الله سبّ الدّينّ سبّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، حتّى لو غضب على سيَّارته ولاّ على دابَّته "يلعن دينك البعيدة"، ماهو دينها؟.. هي مالها دين لكن الدِّين دين الإسلام يا أخي، مافي شيء اسمه دين "إن الدِّين عند الله" إيش؟ "الإسلام"، فالذي جرَّأك على إطلاق هذه الكلمة، ولذلك من صدر منه هذا، أيُّهما أنا أسأل سؤال؛ أيُّهما أهون؛ أيُّهما أصعب وأخطر؛ قول من قال: "مارأينا مثل قُرَّائِنا هؤلاء أَكبرَ بطونًا ولا أكذبَ أَلسُنًا ولا أجبنَ عند اللِّقاء" أم من سبّ الله ورسوله أوالدِّين؟
أيّهما أعظم؟ .. الثّانية
طيِّب الأولى: ألم يُكفِّر الله بها من قالها؟ "ولئن سألتهم ليقولنّ إنَّما كُنَّا نخوضُ ونلعبُ قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا" -اكمل- " قد كفرتم بعد إيمانِكُم"، والصّحيح أنّ الآية لا تعني المنافقين؛ هذا هو الّذي عليه التَّحقيق، أليس كذلك؟.
إذن ليس المراد المنافقين؛ المنافقون كُفَّار ابتداء. لكن الله عز وجل يقول: "قد كفرتم" إيش؟ "بعد إيمانكم" فهو كان مؤمنًا فكفر بهذه الجملة، طبعًا بغضِّ النظر عن بعض الرِّوايات الّتي تقول إنَّه تاب في نهاية المطاف فتاب الله عليه، لكن القضيّة أنّه كفر بهذه الكلمة، لكن تاب معنى ذلك أنه يُجَدِّدُ ماذا؟ يُجَدِّدُ إسلامه.
فإنّ هذا القول رِدَّة (رِدَّة)، وبالمناسبة حضرتني كلمة قولهم: لكم. بعض الناس إذا جادلته في مسألة دينيّة قال: "يا أخي روح لكم دينكم ولي دين"، أشهد أن لا إله إلا الله..دينك غير ديني؟! كيف هذا الكلام؟! هذا الكلام خطيرٌ جدًّا، الدِّين واحد، إذا كان أنّك تعرف أنّ اعتقادك أنّ ثمَّة دينين هذه مصيبة، "إنّ الدّين عند الله الإسلام"، "ومن يَبْتَغِ غيرَ الإسلامِ دينًا فلن يُقْبَلَ منه".
اسمحولي، أنا أردت أن أُركِّز على هذه الأشياء لأنّه الحمد لله الضُّيوف كُثُر في مسجد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، نسأل الله أن يتقبَّل منهم؛ فلعلَّهم حتَّى مَنْ سَلِمَ منهم من هذا لعلّه يُذكِّر من؟ يُذكِّر إخوانه. ثمّ أنا أسألكم عن هذه الأشياء الّتي ذكرتها: توجد في العالم الإسلامي أم لا توجد؟ توجد، بل إيش؟ بل تنتشر بكثرةٍ، والبعضُ لا يدري عنها، لا يدري عنها، (يعني) يقولها هكذا، مع أنها خطيرة يقول الكلمة ولا يفكر في معناها أصلاً، ولا يُفكِّر في مغزاها سبحان الله!! يعني لا يُفكّر أنَّها كُفر، ما يدري، لأنّه لا يَتَمَعَّن الكلمة عندما يُصدرُها، فعليه المسلم أن يَتَفَقَّه، وأي كلمة يَشُكُّ فيها عليه أن يسأل من؟ أهل العلم. "فاسألوا أهل الذِّكر إن كنتم لا تعلمون".
إلى درس الغد أستودعُكُمُ الله، ووفَّقني الله وإيَّاكم لِكُلِّ خير، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نَبيَنا محمّد. اهـ
تعليق