كنت أتصفح كتاب مختصر العلو ووقفت على كلام الإمام الألباني ولا يخفى عليكم ولكن نقلته هنا للفايده .
عن علي بن الحسن الكراعي: قال أبو يوسف:
ناظرت أبا حنيفة ستة أشهر، فاتفق رأينا على أن من قال: القرآن مخلوق فهو كافر.
140- ذكره من رواية ابن أبي حاتم الحافظ: حدثنا أحمد بن محمد بن مسلم حدثنا علي ابن الحسن الكراعي.
قلت- اي العلامه الألباني رحمه الله-: وهذا سند جيد، علي بن الحسن هذا، الظاهر أنه علي بن الحسن البزاز التميمي الرازي المعروف بكراع روى عن مالك بن أنس وحماد بن زيد وطبقتهما. روى عنه أبو حاتم وأبو زرعة وقال: لم يكن به بأس. كما في "الجرح والتعديل" "3/ 1/ 180".
وأحمد بن محمد، الظاهر أنه أحمد بن يزيد بن مسلم الأنصاري الأطرابلسي المعروف بابن أبي الحناجر. قال ابن أبي حاتم "1/ 1/ 73":
"كتبنا عنه وهو صدوق".
وقد وجت له طريقا أخرى عن أبي يوسف، أخرجه البيهقي في "الأسماء" "ص251" عن عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا يوسف القاضي يقول: فذكره وقال: "قال أبو عبد الله "يعني الحاكم": رواة هذا كلهم ثقات".
ثم روى من طريق محمد بن سابق قال:
"سألت أبا يوسف فقلت: أكان أبو حنيفة يقول: القرآن مخلوق؟ قال: معاذ الله، ولا أنا أقوله".
وأخرج الخطيب في "التاريخ" "13/ 377" رواية الكتاب من طريق محمد بن شجاع
ناظرت أبا حنيفة ستة أشهر، فاتفق رأينا على أن من قال: القرآن مخلوق فهو كافر.
140- ذكره من رواية ابن أبي حاتم الحافظ: حدثنا أحمد بن محمد بن مسلم حدثنا علي ابن الحسن الكراعي.
قلت- اي العلامه الألباني رحمه الله-: وهذا سند جيد، علي بن الحسن هذا، الظاهر أنه علي بن الحسن البزاز التميمي الرازي المعروف بكراع روى عن مالك بن أنس وحماد بن زيد وطبقتهما. روى عنه أبو حاتم وأبو زرعة وقال: لم يكن به بأس. كما في "الجرح والتعديل" "3/ 1/ 180".
وأحمد بن محمد، الظاهر أنه أحمد بن يزيد بن مسلم الأنصاري الأطرابلسي المعروف بابن أبي الحناجر. قال ابن أبي حاتم "1/ 1/ 73":
"كتبنا عنه وهو صدوق".
وقد وجت له طريقا أخرى عن أبي يوسف، أخرجه البيهقي في "الأسماء" "ص251" عن عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا يوسف القاضي يقول: فذكره وقال: "قال أبو عبد الله "يعني الحاكم": رواة هذا كلهم ثقات".
ثم روى من طريق محمد بن سابق قال:
"سألت أبا يوسف فقلت: أكان أبو حنيفة يقول: القرآن مخلوق؟ قال: معاذ الله، ولا أنا أقوله".
وأخرج الخطيب في "التاريخ" "13/ 377" رواية الكتاب من طريق محمد بن شجاع
ص -156- الثلجي حدثنا محمد بن سماعة عن أبي يوسف به.
ولكنه إسناد هالك، الثلجي هذا متروك كما في "التقريب"، فالعمدة على الأسانيد المتقدمة.
وأما ما روى الخطيب "13/ 379" من طريق سعيد بن مسلم الباهلي قال: قلنا لأبي يوسف: لما لم تحدثنا عن أبي حنيفة؟ قال: ما تصنعون به؟ مات يوم مات يقول: القرآن مخلوق.
قلت: ففي ثبوته عن أبي يوسف نظر، لأن الباهلي هذا، لا يعرف بالرواية، ولذلك أغفلوه، ولم يترجموه في كتب الرجال، حتى ابن أبي حاتم لم يذكره في "كتابه" مع سعته وإحاطته، ولعل السبب في ذلك ما أشار إليه الخطيب في آخر ترجمته "9/ 74":
"بصري الأصل، وكان قد سكن خراسان، وولاه السلطان بعض الأعمال بمرو، وقدم بغداد وحدث بها، فروى عن محمد بن زياد بن الأعرابي، صاحب اللغة. وكان عالما بالحديث والعربية، إلا أنه كان لا يبذل نفسه للناس".
لكن هناك في "التاريخ" روايات أخرى عدة أن أبا حنيفة كان يقول: القرآن مخلوق. إلا أنني دققت النظر في بعضها فوجدته لا يخلو من قادح، ولعل سائرها كذلك، لا سيما وقد روى الخطيب عن الإمام أحمد أنه قال: لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول: القرآن مخلوق.
قلت: وهذا هو الظن بالإمام أبي حنيفة رحمه الله وعلمه، فإن صح عنه خلافه، فلعل ذلك كان قبل أن يناظره أيو يوسف، كما في الرواية الثابتة عنه في الكتاب، فلما ناظره، ولأمر ما استمر في مناظرته ستة أشهر، اتفق معه أخيرا على أن القرآن غير مخلوق، وأن من قال: "القرآن مخلوق" فهو كافر.
وهذا في الواقع من الأدلة الكثيرة على فضل أبي حنيفة، فإنه لم تأخذه العزة، ولم يستكبر عن متابعة تلميذه أبي يوسف حين تبين له أن الحق معه، فرحمه الله تعالى ورضي عنه.
ولكن مما يؤسف له أشد الأسف، أن كثيرا من أتباعه، وبخاصة المتأخرين منهم، قد تأولوا كلامه هذا بما يعود إلى رده وذلك بحمله على الكلام النفسي، كما قد سبقت الإشارة إلى ذلك -فيما أظن، فهذا الشيخ الكوثري- حامل راية الخلف، والطعن في السلف- يعلق على مناظرة أبي يوسف لأبي حنيفة، فيقول بعد أن ذكر المذاهب في كلام الله تعالى، ونبذ أهل الحديث بالحشوية لقولهم بأن كلام الله تعالى بحرف وصوت وأنه لا عبرة بخلافهم!! قال:
ص -157- "فبقي النزاع بيننا وبين المعتزلة "!"، وهو في التحقيق عائد إلى إثبات كلام النفس ونفيه، وأن القرآن هو، أو هذا المؤلف من الحروف الذي هو كلام حسي "أي مسموع" أولا، فلا نزاع لنا في حدوث الكلام الحسي، ولا لهم في قدم النفسي لو ثبت. وعلى البحث والمناظرة في ثبوت الكلام النفسي وكونه هو القرآن ينبغي أن يحمل ما نقل من مناظرة أبي حنيفة وأبي يوسف ستة أشهر، ثم استقر رأيهما على أن من قال بخلق القرآن فهو كافر"!ولكنه إسناد هالك، الثلجي هذا متروك كما في "التقريب"، فالعمدة على الأسانيد المتقدمة.
وأما ما روى الخطيب "13/ 379" من طريق سعيد بن مسلم الباهلي قال: قلنا لأبي يوسف: لما لم تحدثنا عن أبي حنيفة؟ قال: ما تصنعون به؟ مات يوم مات يقول: القرآن مخلوق.
قلت: ففي ثبوته عن أبي يوسف نظر، لأن الباهلي هذا، لا يعرف بالرواية، ولذلك أغفلوه، ولم يترجموه في كتب الرجال، حتى ابن أبي حاتم لم يذكره في "كتابه" مع سعته وإحاطته، ولعل السبب في ذلك ما أشار إليه الخطيب في آخر ترجمته "9/ 74":
"بصري الأصل، وكان قد سكن خراسان، وولاه السلطان بعض الأعمال بمرو، وقدم بغداد وحدث بها، فروى عن محمد بن زياد بن الأعرابي، صاحب اللغة. وكان عالما بالحديث والعربية، إلا أنه كان لا يبذل نفسه للناس".
لكن هناك في "التاريخ" روايات أخرى عدة أن أبا حنيفة كان يقول: القرآن مخلوق. إلا أنني دققت النظر في بعضها فوجدته لا يخلو من قادح، ولعل سائرها كذلك، لا سيما وقد روى الخطيب عن الإمام أحمد أنه قال: لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول: القرآن مخلوق.
قلت: وهذا هو الظن بالإمام أبي حنيفة رحمه الله وعلمه، فإن صح عنه خلافه، فلعل ذلك كان قبل أن يناظره أيو يوسف، كما في الرواية الثابتة عنه في الكتاب، فلما ناظره، ولأمر ما استمر في مناظرته ستة أشهر، اتفق معه أخيرا على أن القرآن غير مخلوق، وأن من قال: "القرآن مخلوق" فهو كافر.
وهذا في الواقع من الأدلة الكثيرة على فضل أبي حنيفة، فإنه لم تأخذه العزة، ولم يستكبر عن متابعة تلميذه أبي يوسف حين تبين له أن الحق معه، فرحمه الله تعالى ورضي عنه.
ولكن مما يؤسف له أشد الأسف، أن كثيرا من أتباعه، وبخاصة المتأخرين منهم، قد تأولوا كلامه هذا بما يعود إلى رده وذلك بحمله على الكلام النفسي، كما قد سبقت الإشارة إلى ذلك -فيما أظن، فهذا الشيخ الكوثري- حامل راية الخلف، والطعن في السلف- يعلق على مناظرة أبي يوسف لأبي حنيفة، فيقول بعد أن ذكر المذاهب في كلام الله تعالى، ونبذ أهل الحديث بالحشوية لقولهم بأن كلام الله تعالى بحرف وصوت وأنه لا عبرة بخلافهم!! قال:
وهكذا التقى الكوثري مع المعتزلة في إنكار أن القرآن كلام الله تبارك وتعالى، ولكن بطريقة اللف والدوران منه ومن أمثاله ممن يتظاهرون بأنهم من أهل السنة والجماعة!! وما تخفي صدورهم أكبر، فإنهم يقولون بالكلام النفسي، وهو غير مسموع، ولذلك فإنهم إذا سئلوا من الذي تكلم بالقرآن أولا، ومن الذي سمعه منه؟ أولا، فإنهم لا يحيرون جوابا. والحقيقة أن النفاة لكلام الله تعالى إنما يرجع قولهم إلى أن القرآن ليس كلام الله، وإذا كان كذلك فسواء كان أول من تكلم به بكلام مسموع هو جبريل أو محمد عليهما السلام، فإن قولهم يلتقي مع كفار قريش الذين حكى الله عنهم أنهم قالوا في القرآن: "إن هذا إلا قول البشر" فإنهم إن لم يقولوا مثلهم إنه قول البشر، فهم قائلون ولا بد إنه قول جبريل أو غيره من الخلق، فهم مشتركون معهم في الغرض من قولهم "إن هذا إلا قول البشر" أنه ليس من كلام الله تعالى. فالله المستعان على هذا الضلال الذي وصل إليه كثير من الخلف، وتلك عقوبة لهم من الله تعالى لانحرافهم عن مذهب السلف وأهل الحديث حشرنا الله في زمرتهم، وأماتنا على ملتهم. من أجل ذلك قال وكيع بن الجراح:
"لا تستخفوا بقولهم": "القرآن مخلوق، فإنه من شر قولهم، وإنما يذهبون إلى التعطيل"! رواه البخاري في "أفعال العباد" "ص71" والبيهقي. وقال البيهقي عقبه "ص254":
"وقد روينا نحو هذا عن جماعة آخرين من فقهاء الأمصار وعلمائهم رضي الله عنهم، ولم يصح عندنا خلاف هذا القول عن أحد من الناس في زمان الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين".
راجع مختصر العلو 154-157