بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . و بعد ،،،
ولكم أيها الأفاضل أن تتساءلوا : و من هم السروريون القطبيون ؟
الجواب : السرورية نسبة إلى محمد زين العابدين سرور ، وهو سوري الأصل ، كان إخوانياًّ ، فلما انتقل للمملكة وتعرف على المنهج السلفي تغيّر فكره ، و خرج بمنهج جديد لا هو سلفي خالص ولا هو إخواني خالص.
فمن المنهج السلفي أخذ مسائل العقيدة في العموم ، ومن المنهج الإخواني أخذ الكثير من المسائل المنهجية . ثم سافر هذا الضال إلى لندن واستقر فيها فترة من الزمن ، فعاش في أحضان الطواغيت الحقيقيين و تحاكم إلى قوانينهم ، ومِن لندن نشر فكره المنحرف في مجلة سماها زوراً بـ ( السنَّة ) والمفروض أنْ تُسمى يـ ( البدعة ).
فوالله لو كان فيه خيراً للإسلام والمسلمين لما أبقاه أعداء الله بين أظهرهم ، لما يُقدِّمه لهم من خدمات لا تُقدر بثمن ، وذلك بنشر الضلال وتغذية الثورات الإنقلابية في بلاد المسلمين.
ولمحمد سرور مخالفات عديدة منها :
1- طعنه وغمزه في كتب العقيدة .
يقول : ( نظرت في كتب العقيدة ، فرأيت أنها كتبت في غير عصرنا ، وكانت حلولاً لقضايا ومشكلات العصر الذي كتبت فيه – رغم أهميتها وتشابه المشكلات أحياناً ، ولعصرنا مشكلاته التي تحتاج إلى حلول جديدة ، ومن ثم فأسلوب كتب العقيدة فيه كثير من الجفاف لأنه نصوص وأحكام ، ولهذا أعرض معظم الشباب عنها ، وزهدوا بها ) [1].
قال الإمام الألباني رحمه الله عن وصف محمد سرور لكتب العقيدة بالجفاف : ( وهل يقول هذا مسلم ؟! ) [2].
ولا شك أنَّ ما قاله محمد سرور يُعتبر تزهيداً في العقيدة ، ولا غرابة من صدور مثل هذا الكلام من أمثاله ، فهو ممن تربى في حضن الإخوان المسلمين ، المعروفون بنفورهم من العقيدة والتزهيد فيها .
2- تكفيره حكام المملكة.
حيث يقول في حوار بينه وبين صديق له: ( قال صاحبي: ما رأيك بهذا القول: لو سلم أبناء عبد العزيز من البطانة العلمانية التي تحيط بهم لما كانت الأمور بهذا السوء؟
فأجابه محمد سرور قائلاً : قلت : يا أبا ... هم أخبث من بطانتهم العلمانية ... لأن عقائد الطرفين واحدة ) [3].
وسيأتي لاحقاً كلام الأكابر في المملكة فارتقبوا ، ولا تلتفوا لقوم هذا الضال.
3- طعنه في علماء المملكة و وصفه لهم بما تقشر له الجلود .
يقول هذا الخبيث عن علماء التوحيد في المملكة العربية السعودية : ( وصنف آخر يأخذون ـ يعني المساعدات الرسمية ـ ويربطون مواقفهم بمواقف سادتهم فإذا استعان السادة بالأمريكان انبرى العبيد إلى حشد الأدلة التي تجيز هذا العمل ويقيمون النكير على كل من يخالفهم، وإذا اختلف السادة مع إيران الرافضة تذكر العبيد خبث الرافضة وانحراف منهجهم وعداوتهم لأهل السنة، وإذا انتهى الخلاف سكن العبيد وتوقفوا عن توزيع الكتب التي أعطيت لهم هذا الصنف من الناس…هذا الصنف من الناس يكذبون…. يتجسسون….
ويفعلون كل شيء يطلبه السادة منهم يا إخواننا لا تغرنكم هذه المظاهر فهذه المشيخة صنعها الظالمون ومهمة فضيلة الشيخ لا تختلف عن مهمة كبار رجال الأمن ).
وقال : ( ولا ينقضي عجبي من الذين يتحدثون عن التوحيد وهم عبيد عبيد عبيد عبيد العبيد، وسيدهم الأخير نصراني) [4].
علماء التوحيد عبيد لكافر نصراني ومخابرات ، أعوذ بالله من هذا الضلال .
4- تمجيده للمفسد الإخواني سيد قطب .
يقول : (لا أعرف كاتباً في العصر الحديث عرض مشكلات العصر كسيد رحمه الله ، فقد كان أميناً في عرضها ، وفي وضع الحلول لها) دراسات في السيرة النبوية 323 .
قلت : فهذه بعض بلايا هذا الضال محمد سرور .
وقد تكاثرت فتاوى الأئمة في التحذير منه ، وأكتفي بما قاله العلامة الفوزان حفظه الله والمحدث مقبل الوادعي رحمه الله:
* قال السائل س28 : قرأت كتاباً اسمه :"منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله " لمؤلفه : محمد سرور بن نايف زين العابدين، قال فيه : (نظرت في كتب العقيدة فرأيت أنها كتبت في غير عصرنا ، وكانت حلولا لقضايا ومشكلا ت العصر الذي كتبت فيه، ولعصرنا مشكلاته التي تحتاج إلى حلول جديدة، ومن ثم فأسلوب كتب العقيدة فيه كثير من الجفاف ؛ لأنه نصوص وأحكام ، ولهذا أعرض معظم الشباب عنها وزهدوا بها ) فما هو تعليق فضيلتكم على هذا الكلام ؟
فأجاب العلامة الفوزان حفظه الله بقوله : " لماذا نستورد أفكارنا من الخارج ؟
لماذا لا نرجع إلى الكتب التي بين أيدينا، من كتب السلف الصالح ، وكتب علماء التوحيد التي صدرت عن علماء ، ولم تصد ر عن كاتب أو مثقف لا يد ري عن مقاصده؟ ولا يدري أيضا عن مقدار علمه ؟.
الرجل ـ محمد سرور -بكلامه هذا يضلل الشباب ، و يصرفهم عن كتيب العقيدة الصحيحة وكتب السلف ، ويوجههم إلى الأفكار الجديدة، والكتب الجديدة ، التي تحمل أفكارا مشبوهة كتب العقيدة آفتها عند محمد سرور أنها نصوص وأحكام ، فيها : قال الله وقال رسوله ، وهو يريد أفكار فلان وفلان ، لا يريد نصوصاً وأحكاماً.
فعليكم أن تحذ روا من هذه الد سائس الباطلة ، التي يراد بها صرف شبابنا عن كتب سلفنا الصالح .
والحمد لله ، نحن أغنياء بما خلفه لنا سلفنا الصالح من كتب العقائد ، وكتب الدعوة ، وليست بأسلوب جاف ـ كما زعم هذا الكاتب ـ ، بل بأسلوب علمي من كتاب الله وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، أمثال : صحيح البخاري ، ومسلم ، وبقية كتب الحديث ، ومن كتاب الله تعالى ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ، ثم كتب السنة ، مثل : كتاب "السنة" لابن أبي عاصم ، و" الشريعة" للآجري، و"السنة" لعبدا لله بن الإمام أحمد ، وكتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم ، وكتب شيخ الإسلام المجد د : محمد بن عبدا لوهاب .
فعليكم بهذه الكتب والأخذ منها ؛ فأذا كان القرآن جافا ، والسنة جافة ، وكلام أهل العلم المعتبرين فيه جفاف ؛ فهذا من عمى البصيرة .
وكما قال الشاعر :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد *** وينكر الفم طعم الماء من سقم"
قال السائل س29 : ما هو الموقف من هذا الكتاب - منهج الأنبياء - السابق الذكر؟
فأجاب : ( تشخيص الأمراض التي في الكتاب ، ويطلب سحبه من المكتبات ، ومنعه من الدخول إلى المملكة) [5].
* يقول فضيلة العلامة والمحدث مقبل الوادعي رحمه الله : ( فالحزبيون غير موفّقين في دعوتهم بل يعتبرون نكبة على الدعوات ، هذا وقد احترق عبدالرحمن عبدالخالق بحمد الله ، واحترق عملاؤه في اليمن بحمد الله ، واحترق محمد سرور الذي كان صاحبنا قبل قضية الخليج ، وأصبح وحفنة من أتباعه يحاربون العلماء ، وينفرون عن العلماء ، فتارة يطعن هو وأتباعه في الشيخ الألباني وأخرى في الشيخ ابن باز ،وانهما لا يفهمان الواقع .
وأما عند التّحيل من أجل التزكيات ومن أجل المال فيأتون إلى الشيخ ابن باز ويقولون فعلنا وفعلنا) [6].
و سئل العلامة مقبل الوادعي -رحمه الله - في تحفة المجيب : هل هناك أحد من الدعاة في السعودية تابع محمد سرور على نهجه؟
فأجاب رحمه الله : ( وجد من يتابعه بكثرة ، وأيّدوا فكرته الخاطئة أنه لا يجوز الاستعانة بأمريكا على رد المعتدي صدام البعثي، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "إنّ الله ليؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر".
فهناك من تابعه على فكرته وتأثر بها، مثل سلمان العودة، وكذلك سفر الحوالي، لكن سفرًا أقل تأثرًا بها، ولو جالس سفرًا إخوان صالحون فما أظنه إلا سيرجع، أما سلمان فقد خبّط خبْط عشواء، وفي اليمن أيضًا تابعه بعض المخذولين من أصحاب جمعية الإحسان )اهـ.
قلت : هذه هي السرورية ، أما القطبية فهي نسبة للضال سيد قطب ، وهو أحد أشهر رموز جماعة الإخوان المسلمين البدعية الحاقدة على المنهج السلفي وأهله ، وُلِد في مصر ، له مؤلفات حماسية وثورية ، و هو رجل جاهل بعقيدة السلف الصالح ، لذلك وقع في تخبطات وزلات عقدية ومنهجية خطيرة ، وقد سار على منهجه في التكفير وفي فهم التوحيد الكثير من الناس .
فالسرورية والقطبية – في العموم - عبارة عن إخوانية مُقنَّنة ، وهُما وجهان لعملة واحدة .
قال فضيلة الشيخ أحمد النجمي رحمه الله : ( إن المنهج الإخواني بجميع فصائله من سرورية وقطبية وجماعة تكفير وحزب جهاد وتحرير وغير ذلك كلها تتفق على الفكرة الحركية الحزبية الثورية، كلهم يدعون إلى التخطيط السري والخروج المفاجئ عندما يرون قوتهم قد اكتملت، وإن كانوا يدعون أنهم من أهل السنة والجماعة ) [7].
ومما قاله أيضاً في نفس الكتاب : ( ومن ولائد الإخوانية : السرورية والقطبيين وهما فرقتان أو حزبان انفصلتا من الإخوانيين ... )اهـ.
والسرورية والقطبية بالنسبة إلى أهل السنة والجماعة – من جهة - كالأشاعرة بالنسبة إلى أهل السنة !!! وكيف ذلك ؟
الجواب : لو قارنتم عقيدة الأشاعرة -في الجملة- بعقيدة الفرق الأخرى لوجدتم أنّ الأشاعرة هم أقرب الفرق الضالة لأهل السنة ، بل البعض قد يظنهم من أهل السنة نظراً لموافقتهم أهل السنة في مسائل عدة .
أما لو قارنتم عقيدة الأشاعرة بعقيدة أهل السنة والجماعة لوجدتم أنّ الأشاعرة مبتدعة ، نظراً لمخالفتهم عقيدة أهل السنة في مسائل عدة .
كذلك السرورية والقطبية لو قارنتم عقيدتهم -في الجملة- بعقيدة الفرق الأخرى لوجدتم أنّهم أقرب الفرق الضالة لأهل السنة ، بل البعض قد يظنهم من أهل السنة نظراً لموافقتهم أهل السنة في مسائل عدة .
أما لو قارنتم عقيدتهم - في بعض المسائل - و منهجهم بمنهج أهل السنة والجماعة لوجدتم أنّ السرورية القطبية مبتدعة بالنسبة لأهل السنة ، نظراً لمخالفتهم عقيدة ومنهج أهل السنة في مسائل عدة .
وفيما يلي بعض الفروق المنهجية الجلية بين أنصار الدعوة السلفية وبين دعاة السرورية القطبية البدعية :
• السلفيون يُثنون على بلاد التوحيد ويقولون بأنها تُحَكِّمُ شرع الله .
بينما السروريون القطبيون يطعنون في المملكة تصريحاً أو تلميحاً ، ويرون أنها لا تحكم بشريعة الله .
• السلفيون يقولون بأنَّ ملك السعودية يحكم بشريعة الله وهو مسلم لا يجوز تكفيره.
بينما السروريون القطبيون بأنه كافر طاغوت لا يحكم بشريعة الله ، ومنهم مَن لا يُكفره لكنه يطعن فيه ويرميه بالعمالة لليهود والأمريكان.
• السلفيون يقولون بعدم كفر أغلب حُكام الدول الإسلامية .
بينما السروريون القطبيون يُكفِّرون أغلب الحكام ، إنْ لم يكن الكل .
• السلفيون يقولون بأنَّ أغلب دول العالم الإسلامي دور إسلام وإن كانت لا تحكم بشرع الله – للأسف الشديد -.
بينما السروريون القطبيون يقولون بعدم وجود دار إسلام البتة في الوقت الحاضر ولا وجود لمجتمع مسلم.
• السلفيون يُقرِّرون أنَّ ( لا إله إلا الله ) تعني : لا معبود بحق إلا الله ، لذلك يحرصون على التوحيد ومحاربة الشرك.
بينما السروريون القطبيون يُقرِّرون أنَّ ( لا إله إلا الله ) تعني : لا حاكم إلا الله ، فاخترعوا قسماً رابعاً للتوحيد سمّوه ( توحيد الحاكمية ) ودندنوا عليه كثيراً ، لذلك يحرصون على الحديث عن الحكام .
• السلفيون يُقررون أصل السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين في المعروف و يُحرّمون الخروج عليهم بشتى الوسائل -لعدم كفرهم - ومنها : الكلام فيهم وذِكرُ مساوئهم وعيوبهم والدعوة للمظاهرات... ، ويرون أنَّ الخروج عليهم بدعة منكرة من بدع الخوارج ، يُبدَّعُ من قال بها.
بينما السروريون القطبيون على خلاف ذلك ، ويزهدون في ذلكم الأصل السلفي ، ويرمون السلفيين بالإنبطاحية والإنهزامية ، وبعض القطبيون يزعم أنَّ مسألة الخروج على الحاكم الفاسق مسألة اجتهادية لا يُبدَّع عليها المخالف .
• السلفيون لا يَرْمون بالإرجاء مَنْ لم يُكفِّر تارك الصلاة تكاسلاً.
بينما السروريون القطبيون يَرْمون بالإرجاء مَنْ لم يُكفِّر تارك الصلاة تكاسلاً.
• السلفيون لا يَرْمون بالإرجاء مَنْ فَصّلَ في مسألة تحكيم القوانين الوضعية.
بينما السروريون القطبيون يَرْمون بالإرجاء كلَّ مَنْ فَصّلَ في مسألة تحكيم القوانين الوضعية.
• السلفيون لا يُكفِّرون بالكبائر و لا يَغْلون في التكفير .
بينما السروريون القطبيون يُكفِّرون ببعض الكبائر و يَغْلون في التكفير.
• السلفيون لا يَرْمون بالإرجاء مَنْ اعتبر الجهل في التوحيد عذراً في عدم التكفير واشترطَ إقامة الحجة.
بينما السروريون القطبيون يَرْمون بالإرجاء مَنْ اعتبرَ الجهل في التوحيد عذراً في عدم التكفير واشترطَ إقامة الحجة.
• السلفيون لا يُكفِّرون المُصرَّ على الكبيرة ، ولا يعتبرون الإصرار إستحلالاً للذنب .
بينما السروريون القطبيون يُكفِّرون المُصرَّ على الكبيرة ، و يعتبرون الإصرار إستحلالاً للذنب.
• السلفيون يُثنون على علماء السنة كالباز والعثيمين والألباني والفوزان واللحيدان والنجمي وعبد العزيز آل الشيخ والعباد والوادعي والمدخلي والجامي وعلماء الهيئة... ، ويُحسِنون بهم الظن ، ويُدافعون عنهم ، ويربطون الشباب بهم .
بينما السروريون القطبيون يطعنون فيهم تصريحاً أو تلميحاً ، ويُسيؤون الظن بهم ، ويحرصون على صرف وصدَّ الشباب عن علماء المنهج السلفي ، فتارةً يَسُبّونهم ويغتابونهم ، وتارةً يرمونهم بأنّهم فقهاء حيض ونفاس .
و تارةً يرمونهم بأنّهم لا يفقهون الواقع ولا يهتمون بقضايا الأمة.
وتارة يرمونهم بالتخاذل عن نصرة المستضعفين من المسلمين.
و تارةً يرمونهم بأنّهم علماء سلطان ، و يُفتون على حسب هواه.
و تارةً يرمونهم بأنّهم عملاء للأمن وجواسيس يكتبون التقارير للحكومة.
و تارةً يرمونهم بأنّهم مضغوط عليهم من قبل الحكومة لذلك لا يقولون الحق.
و تارةً يرمونهم بأنّهم ألغوا الجهاد ولا يحبّون المجاهدين.
و تارةً يرمونهم بأنّهم يُدافعون عن الطواغيت وهم حكّام الدول الإسلامية.
بل وصل الضلال بهم إلى أن كفّروا بعض علماء السنّة . فالله المستعان.
• السلفيون يلتزمون فقط فتاوى أؤلئك الأكابر – وغيرهم من علماء السنة - خاصة في المسائل المنهجية وفي قضايا الأمة كالجهاد وغيره، ولا يرمونهم بالجهل بفقه الواقع [8].
بينما السروريون القطبيون يتملَّصون من الإلتزام بفتاوى العلماء بطريقة ماكرة وهي زعمهم أنهم لا يُقلدون ويأخذون بالدليل . [9]
كما أنهم لا يلتفتون – غالباً - إلى فتاوى علماء السنة في قضايا الأمة كالجهاد وغيره ، ويأخذون من غيرهم ممن خالفهم عقدياً ومنهجياً ولربما طعن فيهم .
فكيف يمكن الجمع بين الأخذ بفتاوى ابن باز والعثيمين والألباني والفوزان... ، وبين الأخذ بفتاوى الإخواني القرضاوي والمفسد أسامة بن لادن والضال محمد المقدسي[10] والصبيان الذين يظهرون فجأة في الإنترنت وغيرهم ؟!
لا يجمع بين المتناقضات إلا الجاهل أو صاحب الهوى .
• السلفيون يُثنون على العلامة ربيع المدخلي والدكتور محمد أمان الجامي وناصر السنة وقامع البدعة في اليمن مقبل الوادعي وغيرهم.
بينما السروريون القطبيون يطعنون فيهم ويغتابونهم ، ويلمزون السلفيين بالمداخلة والجامية .
• السلفيون يُثون على مُحدِّث هذا العصر الإمام محمد ناصر الدين الألباني ، ويدافعون عنه ويُبرؤونه من الإرجاء.
بينما السروريون القطبيون يطعنون فيه ويقولون أنه مرجئ.
• السلفيون يُحرمون العمليات الإنتحارية والإغتيالات- التي يقوم بها أهل الضلال – وقتل الكفار المعاهدين والمستأمنين والتهديد بخطف السياح ثم تصفيتهم...
بينما السروريون القطبيون يجوِّزونها ويرونها من الجهاد أو من الوسائل المشروعة للنيل من الكفار.
• السلفيون يقولون بأنَّ منهج الموازنات – وهو وجوب ذكر حسنات المخالف عند نقده أو الرد عليه – بدعة منكرة ، الهدف منه الدفاع عن المبتدعة .
بينما السروريون القطبيون يقولون بمنهج الموازنات ويرون أنَّ من الظلم عدم ذكر الحسنات عند النقد أو الرد .
• السلفيون يُحَذِّرون من الفرق المحدثة كالإخوان المسلمين وجماعة التبليغ وحزب التحرير وغيرها ، ويَعتقدون أنَّ هذه الفرق من الإثني وسبعين فرق الهالكة .
بينما السروريون القطبيون يُثنون على تلكم الفرق وغيرها بل ويُدافعون عنها ، ويرون أنها تدخل ضمن أهل السنة والجماعة ، فاختلاف هذه الفرق عندهم اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد .
• السلفيون يُحَذِّرون من ضلالات قادة تلكم الفرق وينهون عن قراءة كتبهم لأنَّ فيها الغث والسمين .
بينما السروريون القطبيون يُثنون عليهم ويُدافعون عنهم وينصحون الناس بقراءة كتبهم وسماع أشرطتهم .
• السلفيون يُحَذِّرون من كتب وفكر الضال المنحرف سيد قطب.
بينما السروريون القطبيون يُثنون عليه ويجعلونه من الدعاة المصلحين ، ويَقرِنون اسمه مع أسماء المجددين كشيخ الإسلام وكمحمد عبد الوهاب وغيرهما ، ويغضبون عند التحذير من ضلالاته ولا يفعلون عُشر ذلك عندما يُطعن في علماء السنة السلفيين .
• السلفيون يُحَذِّرون من منهج وفكر الضال أسامة بن لادن[11] .
بينما السروريون القطبيون يُثنون عليه ويجعلونه من أعلام هذا العصر ويُدافعون عنه وعن شرذمته .
• السلفيون يدعون المسلمين إلى الحرص على طلب العلم على الأكابر ، وإلى الإلتفاف حولهم وقت النوازل ، وفي نفس الوقت يُحذِّرون من الإشتغال بما لا ينفع كالسياسة ، لأنه لا فائدة منها ومبنية على التخمينات والتخرصات.
بينما السروريون القطبيون على خلاف ذلك ، فترى في كلامهم النفس الثوري والتحريض على القتال ودغدغة المشاعر بذكر ما يلاقيه بعض المسلمين المستضعفين من ظلم واعتداء ، كذلك يُشغِلون الشباب بما لا ينفعهم مثل : الكلام حول الحكام والجهاد والأناشيد والتقارير السياسية وتحليل تصريحات أعداء الإسلام في وسائل الأعلام، ويُزهِّدونهم في طلب العلم فيقولون مثلاً للسلفيين : إلى متى تقولون ( اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ) [12] والمسلمون يُقتَّلون ومن أرضهم يُطردون .
تنبيه :
لا يُشترط أن تجتمع في شخص واحد كل علامات القطبية السرورية حتى يُحكم عليه بأنه قطبي سروري ، بل القطبيون السروريون في هذه العلامات ما بين مُقلٍّ ومُسْتَكثر ، تماماً مثل الصوفية فلا يُشترط في الصوفي أن يوافق المتصوفة في كل مخالفاتهم وعلاماتهم ، فمن احتفل -مثلاً - بالمولد النبوي وغيره من البدع وأثنى على أقطاب المتصوفة بل دافع عنهم ورأى جواز مبايعة إحدى الطرق الصوفية ، لكنه لا يعبد الصالحين ولا يستغيث بهم فهو صوفي شاء أم أبى .
وليعلم أيضاً أن أصحاب المنهج الواحد المخالف للسلف لو ردَّ بعضهم على بعض فلا يخرج أحدهما – فضلاً عن كلاهما – من منهجه ، فلو قام ذلكم المتصوف – الذي أشرت إليه – ورد على الصوفية القبورية أهل وحدة الوجود ، فلا يعني هذا أبداً أنَّ الرادَّ ليساً صوفياًّ ، وعلى هذا قِسْ .
وحاصل القول أنَّ مَن سار على أصول فرقة معينة واتبع منهجها في العموم فإنه يُنسب إليها وإنْ خالفها في بعض المسائل .
ختاماً
هذه بعض الفروق الفاصلة بين السلفيين وبين القطبيين السروريين أحببت ذكرها لإخواني ، ولا شكَّ أنَّ هناك فروقاً أخرى لم تذكر ، فإن أصبت فمن الله الرحمن ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .
والحمد لربنا أولاً وأخيراً .
نقلاً عن [ كَشْفُ الظُّلمِ وَ رَدُّ الأباطيل عَنْ حامِلِ رايَةِ الجَرْحِ وَ التَّعْديل ]
لراقمه أبي عمران أسعد بن أسامة الأثري
عامله الله بلطفه الخفي
مع زيادات وتنقيح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . و بعد ،،،
ولكم أيها الأفاضل أن تتساءلوا : و من هم السروريون القطبيون ؟
الجواب : السرورية نسبة إلى محمد زين العابدين سرور ، وهو سوري الأصل ، كان إخوانياًّ ، فلما انتقل للمملكة وتعرف على المنهج السلفي تغيّر فكره ، و خرج بمنهج جديد لا هو سلفي خالص ولا هو إخواني خالص.
فمن المنهج السلفي أخذ مسائل العقيدة في العموم ، ومن المنهج الإخواني أخذ الكثير من المسائل المنهجية . ثم سافر هذا الضال إلى لندن واستقر فيها فترة من الزمن ، فعاش في أحضان الطواغيت الحقيقيين و تحاكم إلى قوانينهم ، ومِن لندن نشر فكره المنحرف في مجلة سماها زوراً بـ ( السنَّة ) والمفروض أنْ تُسمى يـ ( البدعة ).
فوالله لو كان فيه خيراً للإسلام والمسلمين لما أبقاه أعداء الله بين أظهرهم ، لما يُقدِّمه لهم من خدمات لا تُقدر بثمن ، وذلك بنشر الضلال وتغذية الثورات الإنقلابية في بلاد المسلمين.
ولمحمد سرور مخالفات عديدة منها :
1- طعنه وغمزه في كتب العقيدة .
يقول : ( نظرت في كتب العقيدة ، فرأيت أنها كتبت في غير عصرنا ، وكانت حلولاً لقضايا ومشكلات العصر الذي كتبت فيه – رغم أهميتها وتشابه المشكلات أحياناً ، ولعصرنا مشكلاته التي تحتاج إلى حلول جديدة ، ومن ثم فأسلوب كتب العقيدة فيه كثير من الجفاف لأنه نصوص وأحكام ، ولهذا أعرض معظم الشباب عنها ، وزهدوا بها ) [1].
قال الإمام الألباني رحمه الله عن وصف محمد سرور لكتب العقيدة بالجفاف : ( وهل يقول هذا مسلم ؟! ) [2].
ولا شك أنَّ ما قاله محمد سرور يُعتبر تزهيداً في العقيدة ، ولا غرابة من صدور مثل هذا الكلام من أمثاله ، فهو ممن تربى في حضن الإخوان المسلمين ، المعروفون بنفورهم من العقيدة والتزهيد فيها .
2- تكفيره حكام المملكة.
حيث يقول في حوار بينه وبين صديق له: ( قال صاحبي: ما رأيك بهذا القول: لو سلم أبناء عبد العزيز من البطانة العلمانية التي تحيط بهم لما كانت الأمور بهذا السوء؟
فأجابه محمد سرور قائلاً : قلت : يا أبا ... هم أخبث من بطانتهم العلمانية ... لأن عقائد الطرفين واحدة ) [3].
وسيأتي لاحقاً كلام الأكابر في المملكة فارتقبوا ، ولا تلتفوا لقوم هذا الضال.
3- طعنه في علماء المملكة و وصفه لهم بما تقشر له الجلود .
يقول هذا الخبيث عن علماء التوحيد في المملكة العربية السعودية : ( وصنف آخر يأخذون ـ يعني المساعدات الرسمية ـ ويربطون مواقفهم بمواقف سادتهم فإذا استعان السادة بالأمريكان انبرى العبيد إلى حشد الأدلة التي تجيز هذا العمل ويقيمون النكير على كل من يخالفهم، وإذا اختلف السادة مع إيران الرافضة تذكر العبيد خبث الرافضة وانحراف منهجهم وعداوتهم لأهل السنة، وإذا انتهى الخلاف سكن العبيد وتوقفوا عن توزيع الكتب التي أعطيت لهم هذا الصنف من الناس…هذا الصنف من الناس يكذبون…. يتجسسون….
ويفعلون كل شيء يطلبه السادة منهم يا إخواننا لا تغرنكم هذه المظاهر فهذه المشيخة صنعها الظالمون ومهمة فضيلة الشيخ لا تختلف عن مهمة كبار رجال الأمن ).
وقال : ( ولا ينقضي عجبي من الذين يتحدثون عن التوحيد وهم عبيد عبيد عبيد عبيد العبيد، وسيدهم الأخير نصراني) [4].
علماء التوحيد عبيد لكافر نصراني ومخابرات ، أعوذ بالله من هذا الضلال .
4- تمجيده للمفسد الإخواني سيد قطب .
يقول : (لا أعرف كاتباً في العصر الحديث عرض مشكلات العصر كسيد رحمه الله ، فقد كان أميناً في عرضها ، وفي وضع الحلول لها) دراسات في السيرة النبوية 323 .
قلت : فهذه بعض بلايا هذا الضال محمد سرور .
وقد تكاثرت فتاوى الأئمة في التحذير منه ، وأكتفي بما قاله العلامة الفوزان حفظه الله والمحدث مقبل الوادعي رحمه الله:
* قال السائل س28 : قرأت كتاباً اسمه :"منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله " لمؤلفه : محمد سرور بن نايف زين العابدين، قال فيه : (نظرت في كتب العقيدة فرأيت أنها كتبت في غير عصرنا ، وكانت حلولا لقضايا ومشكلا ت العصر الذي كتبت فيه، ولعصرنا مشكلاته التي تحتاج إلى حلول جديدة، ومن ثم فأسلوب كتب العقيدة فيه كثير من الجفاف ؛ لأنه نصوص وأحكام ، ولهذا أعرض معظم الشباب عنها وزهدوا بها ) فما هو تعليق فضيلتكم على هذا الكلام ؟
فأجاب العلامة الفوزان حفظه الله بقوله : " لماذا نستورد أفكارنا من الخارج ؟
لماذا لا نرجع إلى الكتب التي بين أيدينا، من كتب السلف الصالح ، وكتب علماء التوحيد التي صدرت عن علماء ، ولم تصد ر عن كاتب أو مثقف لا يد ري عن مقاصده؟ ولا يدري أيضا عن مقدار علمه ؟.
الرجل ـ محمد سرور -بكلامه هذا يضلل الشباب ، و يصرفهم عن كتيب العقيدة الصحيحة وكتب السلف ، ويوجههم إلى الأفكار الجديدة، والكتب الجديدة ، التي تحمل أفكارا مشبوهة كتب العقيدة آفتها عند محمد سرور أنها نصوص وأحكام ، فيها : قال الله وقال رسوله ، وهو يريد أفكار فلان وفلان ، لا يريد نصوصاً وأحكاماً.
فعليكم أن تحذ روا من هذه الد سائس الباطلة ، التي يراد بها صرف شبابنا عن كتب سلفنا الصالح .
والحمد لله ، نحن أغنياء بما خلفه لنا سلفنا الصالح من كتب العقائد ، وكتب الدعوة ، وليست بأسلوب جاف ـ كما زعم هذا الكاتب ـ ، بل بأسلوب علمي من كتاب الله وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، أمثال : صحيح البخاري ، ومسلم ، وبقية كتب الحديث ، ومن كتاب الله تعالى ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ، ثم كتب السنة ، مثل : كتاب "السنة" لابن أبي عاصم ، و" الشريعة" للآجري، و"السنة" لعبدا لله بن الإمام أحمد ، وكتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم ، وكتب شيخ الإسلام المجد د : محمد بن عبدا لوهاب .
فعليكم بهذه الكتب والأخذ منها ؛ فأذا كان القرآن جافا ، والسنة جافة ، وكلام أهل العلم المعتبرين فيه جفاف ؛ فهذا من عمى البصيرة .
وكما قال الشاعر :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد *** وينكر الفم طعم الماء من سقم"
قال السائل س29 : ما هو الموقف من هذا الكتاب - منهج الأنبياء - السابق الذكر؟
فأجاب : ( تشخيص الأمراض التي في الكتاب ، ويطلب سحبه من المكتبات ، ومنعه من الدخول إلى المملكة) [5].
* يقول فضيلة العلامة والمحدث مقبل الوادعي رحمه الله : ( فالحزبيون غير موفّقين في دعوتهم بل يعتبرون نكبة على الدعوات ، هذا وقد احترق عبدالرحمن عبدالخالق بحمد الله ، واحترق عملاؤه في اليمن بحمد الله ، واحترق محمد سرور الذي كان صاحبنا قبل قضية الخليج ، وأصبح وحفنة من أتباعه يحاربون العلماء ، وينفرون عن العلماء ، فتارة يطعن هو وأتباعه في الشيخ الألباني وأخرى في الشيخ ابن باز ،وانهما لا يفهمان الواقع .
وأما عند التّحيل من أجل التزكيات ومن أجل المال فيأتون إلى الشيخ ابن باز ويقولون فعلنا وفعلنا) [6].
و سئل العلامة مقبل الوادعي -رحمه الله - في تحفة المجيب : هل هناك أحد من الدعاة في السعودية تابع محمد سرور على نهجه؟
فأجاب رحمه الله : ( وجد من يتابعه بكثرة ، وأيّدوا فكرته الخاطئة أنه لا يجوز الاستعانة بأمريكا على رد المعتدي صدام البعثي، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "إنّ الله ليؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر".
فهناك من تابعه على فكرته وتأثر بها، مثل سلمان العودة، وكذلك سفر الحوالي، لكن سفرًا أقل تأثرًا بها، ولو جالس سفرًا إخوان صالحون فما أظنه إلا سيرجع، أما سلمان فقد خبّط خبْط عشواء، وفي اليمن أيضًا تابعه بعض المخذولين من أصحاب جمعية الإحسان )اهـ.
قلت : هذه هي السرورية ، أما القطبية فهي نسبة للضال سيد قطب ، وهو أحد أشهر رموز جماعة الإخوان المسلمين البدعية الحاقدة على المنهج السلفي وأهله ، وُلِد في مصر ، له مؤلفات حماسية وثورية ، و هو رجل جاهل بعقيدة السلف الصالح ، لذلك وقع في تخبطات وزلات عقدية ومنهجية خطيرة ، وقد سار على منهجه في التكفير وفي فهم التوحيد الكثير من الناس .
فالسرورية والقطبية – في العموم - عبارة عن إخوانية مُقنَّنة ، وهُما وجهان لعملة واحدة .
قال فضيلة الشيخ أحمد النجمي رحمه الله : ( إن المنهج الإخواني بجميع فصائله من سرورية وقطبية وجماعة تكفير وحزب جهاد وتحرير وغير ذلك كلها تتفق على الفكرة الحركية الحزبية الثورية، كلهم يدعون إلى التخطيط السري والخروج المفاجئ عندما يرون قوتهم قد اكتملت، وإن كانوا يدعون أنهم من أهل السنة والجماعة ) [7].
ومما قاله أيضاً في نفس الكتاب : ( ومن ولائد الإخوانية : السرورية والقطبيين وهما فرقتان أو حزبان انفصلتا من الإخوانيين ... )اهـ.
والسرورية والقطبية بالنسبة إلى أهل السنة والجماعة – من جهة - كالأشاعرة بالنسبة إلى أهل السنة !!! وكيف ذلك ؟
الجواب : لو قارنتم عقيدة الأشاعرة -في الجملة- بعقيدة الفرق الأخرى لوجدتم أنّ الأشاعرة هم أقرب الفرق الضالة لأهل السنة ، بل البعض قد يظنهم من أهل السنة نظراً لموافقتهم أهل السنة في مسائل عدة .
أما لو قارنتم عقيدة الأشاعرة بعقيدة أهل السنة والجماعة لوجدتم أنّ الأشاعرة مبتدعة ، نظراً لمخالفتهم عقيدة أهل السنة في مسائل عدة .
كذلك السرورية والقطبية لو قارنتم عقيدتهم -في الجملة- بعقيدة الفرق الأخرى لوجدتم أنّهم أقرب الفرق الضالة لأهل السنة ، بل البعض قد يظنهم من أهل السنة نظراً لموافقتهم أهل السنة في مسائل عدة .
أما لو قارنتم عقيدتهم - في بعض المسائل - و منهجهم بمنهج أهل السنة والجماعة لوجدتم أنّ السرورية القطبية مبتدعة بالنسبة لأهل السنة ، نظراً لمخالفتهم عقيدة ومنهج أهل السنة في مسائل عدة .
وفيما يلي بعض الفروق المنهجية الجلية بين أنصار الدعوة السلفية وبين دعاة السرورية القطبية البدعية :
• السلفيون يُثنون على بلاد التوحيد ويقولون بأنها تُحَكِّمُ شرع الله .
بينما السروريون القطبيون يطعنون في المملكة تصريحاً أو تلميحاً ، ويرون أنها لا تحكم بشريعة الله .
• السلفيون يقولون بأنَّ ملك السعودية يحكم بشريعة الله وهو مسلم لا يجوز تكفيره.
بينما السروريون القطبيون بأنه كافر طاغوت لا يحكم بشريعة الله ، ومنهم مَن لا يُكفره لكنه يطعن فيه ويرميه بالعمالة لليهود والأمريكان.
• السلفيون يقولون بعدم كفر أغلب حُكام الدول الإسلامية .
بينما السروريون القطبيون يُكفِّرون أغلب الحكام ، إنْ لم يكن الكل .
• السلفيون يقولون بأنَّ أغلب دول العالم الإسلامي دور إسلام وإن كانت لا تحكم بشرع الله – للأسف الشديد -.
بينما السروريون القطبيون يقولون بعدم وجود دار إسلام البتة في الوقت الحاضر ولا وجود لمجتمع مسلم.
• السلفيون يُقرِّرون أنَّ ( لا إله إلا الله ) تعني : لا معبود بحق إلا الله ، لذلك يحرصون على التوحيد ومحاربة الشرك.
بينما السروريون القطبيون يُقرِّرون أنَّ ( لا إله إلا الله ) تعني : لا حاكم إلا الله ، فاخترعوا قسماً رابعاً للتوحيد سمّوه ( توحيد الحاكمية ) ودندنوا عليه كثيراً ، لذلك يحرصون على الحديث عن الحكام .
• السلفيون يُقررون أصل السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين في المعروف و يُحرّمون الخروج عليهم بشتى الوسائل -لعدم كفرهم - ومنها : الكلام فيهم وذِكرُ مساوئهم وعيوبهم والدعوة للمظاهرات... ، ويرون أنَّ الخروج عليهم بدعة منكرة من بدع الخوارج ، يُبدَّعُ من قال بها.
بينما السروريون القطبيون على خلاف ذلك ، ويزهدون في ذلكم الأصل السلفي ، ويرمون السلفيين بالإنبطاحية والإنهزامية ، وبعض القطبيون يزعم أنَّ مسألة الخروج على الحاكم الفاسق مسألة اجتهادية لا يُبدَّع عليها المخالف .
• السلفيون لا يَرْمون بالإرجاء مَنْ لم يُكفِّر تارك الصلاة تكاسلاً.
بينما السروريون القطبيون يَرْمون بالإرجاء مَنْ لم يُكفِّر تارك الصلاة تكاسلاً.
• السلفيون لا يَرْمون بالإرجاء مَنْ فَصّلَ في مسألة تحكيم القوانين الوضعية.
بينما السروريون القطبيون يَرْمون بالإرجاء كلَّ مَنْ فَصّلَ في مسألة تحكيم القوانين الوضعية.
• السلفيون لا يُكفِّرون بالكبائر و لا يَغْلون في التكفير .
بينما السروريون القطبيون يُكفِّرون ببعض الكبائر و يَغْلون في التكفير.
• السلفيون لا يَرْمون بالإرجاء مَنْ اعتبر الجهل في التوحيد عذراً في عدم التكفير واشترطَ إقامة الحجة.
بينما السروريون القطبيون يَرْمون بالإرجاء مَنْ اعتبرَ الجهل في التوحيد عذراً في عدم التكفير واشترطَ إقامة الحجة.
• السلفيون لا يُكفِّرون المُصرَّ على الكبيرة ، ولا يعتبرون الإصرار إستحلالاً للذنب .
بينما السروريون القطبيون يُكفِّرون المُصرَّ على الكبيرة ، و يعتبرون الإصرار إستحلالاً للذنب.
• السلفيون يُثنون على علماء السنة كالباز والعثيمين والألباني والفوزان واللحيدان والنجمي وعبد العزيز آل الشيخ والعباد والوادعي والمدخلي والجامي وعلماء الهيئة... ، ويُحسِنون بهم الظن ، ويُدافعون عنهم ، ويربطون الشباب بهم .
بينما السروريون القطبيون يطعنون فيهم تصريحاً أو تلميحاً ، ويُسيؤون الظن بهم ، ويحرصون على صرف وصدَّ الشباب عن علماء المنهج السلفي ، فتارةً يَسُبّونهم ويغتابونهم ، وتارةً يرمونهم بأنّهم فقهاء حيض ونفاس .
و تارةً يرمونهم بأنّهم لا يفقهون الواقع ولا يهتمون بقضايا الأمة.
وتارة يرمونهم بالتخاذل عن نصرة المستضعفين من المسلمين.
و تارةً يرمونهم بأنّهم علماء سلطان ، و يُفتون على حسب هواه.
و تارةً يرمونهم بأنّهم عملاء للأمن وجواسيس يكتبون التقارير للحكومة.
و تارةً يرمونهم بأنّهم مضغوط عليهم من قبل الحكومة لذلك لا يقولون الحق.
و تارةً يرمونهم بأنّهم ألغوا الجهاد ولا يحبّون المجاهدين.
و تارةً يرمونهم بأنّهم يُدافعون عن الطواغيت وهم حكّام الدول الإسلامية.
بل وصل الضلال بهم إلى أن كفّروا بعض علماء السنّة . فالله المستعان.
• السلفيون يلتزمون فقط فتاوى أؤلئك الأكابر – وغيرهم من علماء السنة - خاصة في المسائل المنهجية وفي قضايا الأمة كالجهاد وغيره، ولا يرمونهم بالجهل بفقه الواقع [8].
بينما السروريون القطبيون يتملَّصون من الإلتزام بفتاوى العلماء بطريقة ماكرة وهي زعمهم أنهم لا يُقلدون ويأخذون بالدليل . [9]
كما أنهم لا يلتفتون – غالباً - إلى فتاوى علماء السنة في قضايا الأمة كالجهاد وغيره ، ويأخذون من غيرهم ممن خالفهم عقدياً ومنهجياً ولربما طعن فيهم .
فكيف يمكن الجمع بين الأخذ بفتاوى ابن باز والعثيمين والألباني والفوزان... ، وبين الأخذ بفتاوى الإخواني القرضاوي والمفسد أسامة بن لادن والضال محمد المقدسي[10] والصبيان الذين يظهرون فجأة في الإنترنت وغيرهم ؟!
لا يجمع بين المتناقضات إلا الجاهل أو صاحب الهوى .
• السلفيون يُثنون على العلامة ربيع المدخلي والدكتور محمد أمان الجامي وناصر السنة وقامع البدعة في اليمن مقبل الوادعي وغيرهم.
بينما السروريون القطبيون يطعنون فيهم ويغتابونهم ، ويلمزون السلفيين بالمداخلة والجامية .
• السلفيون يُثون على مُحدِّث هذا العصر الإمام محمد ناصر الدين الألباني ، ويدافعون عنه ويُبرؤونه من الإرجاء.
بينما السروريون القطبيون يطعنون فيه ويقولون أنه مرجئ.
• السلفيون يُحرمون العمليات الإنتحارية والإغتيالات- التي يقوم بها أهل الضلال – وقتل الكفار المعاهدين والمستأمنين والتهديد بخطف السياح ثم تصفيتهم...
بينما السروريون القطبيون يجوِّزونها ويرونها من الجهاد أو من الوسائل المشروعة للنيل من الكفار.
• السلفيون يقولون بأنَّ منهج الموازنات – وهو وجوب ذكر حسنات المخالف عند نقده أو الرد عليه – بدعة منكرة ، الهدف منه الدفاع عن المبتدعة .
بينما السروريون القطبيون يقولون بمنهج الموازنات ويرون أنَّ من الظلم عدم ذكر الحسنات عند النقد أو الرد .
• السلفيون يُحَذِّرون من الفرق المحدثة كالإخوان المسلمين وجماعة التبليغ وحزب التحرير وغيرها ، ويَعتقدون أنَّ هذه الفرق من الإثني وسبعين فرق الهالكة .
بينما السروريون القطبيون يُثنون على تلكم الفرق وغيرها بل ويُدافعون عنها ، ويرون أنها تدخل ضمن أهل السنة والجماعة ، فاختلاف هذه الفرق عندهم اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد .
• السلفيون يُحَذِّرون من ضلالات قادة تلكم الفرق وينهون عن قراءة كتبهم لأنَّ فيها الغث والسمين .
بينما السروريون القطبيون يُثنون عليهم ويُدافعون عنهم وينصحون الناس بقراءة كتبهم وسماع أشرطتهم .
• السلفيون يُحَذِّرون من كتب وفكر الضال المنحرف سيد قطب.
بينما السروريون القطبيون يُثنون عليه ويجعلونه من الدعاة المصلحين ، ويَقرِنون اسمه مع أسماء المجددين كشيخ الإسلام وكمحمد عبد الوهاب وغيرهما ، ويغضبون عند التحذير من ضلالاته ولا يفعلون عُشر ذلك عندما يُطعن في علماء السنة السلفيين .
• السلفيون يُحَذِّرون من منهج وفكر الضال أسامة بن لادن[11] .
بينما السروريون القطبيون يُثنون عليه ويجعلونه من أعلام هذا العصر ويُدافعون عنه وعن شرذمته .
• السلفيون يدعون المسلمين إلى الحرص على طلب العلم على الأكابر ، وإلى الإلتفاف حولهم وقت النوازل ، وفي نفس الوقت يُحذِّرون من الإشتغال بما لا ينفع كالسياسة ، لأنه لا فائدة منها ومبنية على التخمينات والتخرصات.
بينما السروريون القطبيون على خلاف ذلك ، فترى في كلامهم النفس الثوري والتحريض على القتال ودغدغة المشاعر بذكر ما يلاقيه بعض المسلمين المستضعفين من ظلم واعتداء ، كذلك يُشغِلون الشباب بما لا ينفعهم مثل : الكلام حول الحكام والجهاد والأناشيد والتقارير السياسية وتحليل تصريحات أعداء الإسلام في وسائل الأعلام، ويُزهِّدونهم في طلب العلم فيقولون مثلاً للسلفيين : إلى متى تقولون ( اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ) [12] والمسلمون يُقتَّلون ومن أرضهم يُطردون .
تنبيه :
لا يُشترط أن تجتمع في شخص واحد كل علامات القطبية السرورية حتى يُحكم عليه بأنه قطبي سروري ، بل القطبيون السروريون في هذه العلامات ما بين مُقلٍّ ومُسْتَكثر ، تماماً مثل الصوفية فلا يُشترط في الصوفي أن يوافق المتصوفة في كل مخالفاتهم وعلاماتهم ، فمن احتفل -مثلاً - بالمولد النبوي وغيره من البدع وأثنى على أقطاب المتصوفة بل دافع عنهم ورأى جواز مبايعة إحدى الطرق الصوفية ، لكنه لا يعبد الصالحين ولا يستغيث بهم فهو صوفي شاء أم أبى .
وليعلم أيضاً أن أصحاب المنهج الواحد المخالف للسلف لو ردَّ بعضهم على بعض فلا يخرج أحدهما – فضلاً عن كلاهما – من منهجه ، فلو قام ذلكم المتصوف – الذي أشرت إليه – ورد على الصوفية القبورية أهل وحدة الوجود ، فلا يعني هذا أبداً أنَّ الرادَّ ليساً صوفياًّ ، وعلى هذا قِسْ .
وحاصل القول أنَّ مَن سار على أصول فرقة معينة واتبع منهجها في العموم فإنه يُنسب إليها وإنْ خالفها في بعض المسائل .
ختاماً
هذه بعض الفروق الفاصلة بين السلفيين وبين القطبيين السروريين أحببت ذكرها لإخواني ، ولا شكَّ أنَّ هناك فروقاً أخرى لم تذكر ، فإن أصبت فمن الله الرحمن ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .
والحمد لربنا أولاً وأخيراً .
نقلاً عن [ كَشْفُ الظُّلمِ وَ رَدُّ الأباطيل عَنْ حامِلِ رايَةِ الجَرْحِ وَ التَّعْديل ]
لراقمه أبي عمران أسعد بن أسامة الأثري
عامله الله بلطفه الخفي
مع زيادات وتنقيح