السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أما بعد:
فلقد ذكر شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله في رسالة "رأس الحسين "عند حديثه عمن يعظمون القبور ما نصه :
"والذين يعظمون القبور والمشاهد: لهم شبه شديد بالنصارى، حتى إنه لما قدمت القاهرة اجتمع بي بعض فضلاء الرهبان، وناظرني في المسيح ودين النصارى، حتى بينت له فساد ذلك، وأجبته عما يدعيه من الحجة وبلغني بعد ذلك أنه صنف كتابا في الرد على المسلمين، وإبطال نبوة محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأحضره بعض المسلمين، وجعل يقرؤه علي لأجيب عن حجج النصارى وأبين فسادها
* وكان من أواخر ما خاطبت به النصراني: أن قلت له: أنتم مشركون وبينت من شركهم ما عليه من العكوف على التماثيل والقبور وعبادتها، والاستغاثة بها.
فقال لي: نحن ما نشرك بهم ونعبدهم: وإنما نتوسل بهم، كما يفعل المسلمون إذا جاءوا إلى قبر الرجل الصالح، فيتعلقون بالشباك الذي عليه (1)ونحو ذلك.
فقلت له: وهذا أيضا من الشرك، وليس هذا من المسلمين، وإن فعله الجهال ؟ فأقر أنه شرك، حتى إن قسيسا كان حاضرا في هذا المسألة، فلما قرأها قال: نعم، على هذا التقدير: نحن مشركون.
* وكان بعض النصارى يقول لبعض المسلمين: لنا سيد وسيدة، ولكم سيد وسيدة، لنا السيد المسيح والسيدة المريم، ولكم السيد الحسين والسيدة نفيسة.
فالنصارى يفرحون بما يفعله أهل البدع والجهل من المسلمين مما يوافق دينهم ويشابهونهم فيه، ويحبون أن يقوى ذلك ويكثر، ويحبون أن يجعلوا رهبانهم مثل عباد المسلمين وقسيسيهم مثل قضاة المسلمين، ويضاهؤون المسلمين، فإن عقلاءهم لا ينكرون صحة دين الإسلام، بل يقولون: هذا طريق إلى الله، وهذا طريق إلى الله. ـــــــــــــ
(1)- تأمل كيف تشابه رد هذا النصراني مع رد من يطوفون بالأضرحة ويتوسلون بها،فإنك لو أتيت أحدهم فقلت له أن ما تفعله هذا شرك وصرف أنواع من العبادة لغير الله ،لأجابك بمثل قول ذلك النصراني: "نحن ما نشرك بهم ونعبدهم، وإنما نتوسل بهم"
تشابهت ردودهم
أما بعد:
فلقد ذكر شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله في رسالة "رأس الحسين "عند حديثه عمن يعظمون القبور ما نصه :
"والذين يعظمون القبور والمشاهد: لهم شبه شديد بالنصارى، حتى إنه لما قدمت القاهرة اجتمع بي بعض فضلاء الرهبان، وناظرني في المسيح ودين النصارى، حتى بينت له فساد ذلك، وأجبته عما يدعيه من الحجة وبلغني بعد ذلك أنه صنف كتابا في الرد على المسلمين، وإبطال نبوة محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأحضره بعض المسلمين، وجعل يقرؤه علي لأجيب عن حجج النصارى وأبين فسادها
* وكان من أواخر ما خاطبت به النصراني: أن قلت له: أنتم مشركون وبينت من شركهم ما عليه من العكوف على التماثيل والقبور وعبادتها، والاستغاثة بها.
فقال لي: نحن ما نشرك بهم ونعبدهم: وإنما نتوسل بهم، كما يفعل المسلمون إذا جاءوا إلى قبر الرجل الصالح، فيتعلقون بالشباك الذي عليه (1)ونحو ذلك.
فقلت له: وهذا أيضا من الشرك، وليس هذا من المسلمين، وإن فعله الجهال ؟ فأقر أنه شرك، حتى إن قسيسا كان حاضرا في هذا المسألة، فلما قرأها قال: نعم، على هذا التقدير: نحن مشركون.
* وكان بعض النصارى يقول لبعض المسلمين: لنا سيد وسيدة، ولكم سيد وسيدة، لنا السيد المسيح والسيدة المريم، ولكم السيد الحسين والسيدة نفيسة.
فالنصارى يفرحون بما يفعله أهل البدع والجهل من المسلمين مما يوافق دينهم ويشابهونهم فيه، ويحبون أن يقوى ذلك ويكثر، ويحبون أن يجعلوا رهبانهم مثل عباد المسلمين وقسيسيهم مثل قضاة المسلمين، ويضاهؤون المسلمين، فإن عقلاءهم لا ينكرون صحة دين الإسلام، بل يقولون: هذا طريق إلى الله، وهذا طريق إلى الله. ـــــــــــــ
(1)- تأمل كيف تشابه رد هذا النصراني مع رد من يطوفون بالأضرحة ويتوسلون بها،فإنك لو أتيت أحدهم فقلت له أن ما تفعله هذا شرك وصرف أنواع من العبادة لغير الله ،لأجابك بمثل قول ذلك النصراني: "نحن ما نشرك بهم ونعبدهم، وإنما نتوسل بهم"
تشابهت ردودهم