ذكر العلماء أن لـ (( لا إله إلا الله)) أركاناً وشروطا وحقوقا واجبات ومكملات .
فأركانها اثنان : النفي , والإثبات
النفي : مأخوذ من قولك (( لا إله))
الإثبات : مأخوذ من قولك (( إلا الله ))
والمعنى العام : لا معبود حق إلا الله وحده دون سواه , فعبادته هي الحق وعبادة غيره من أصنام وأرباب ...تُعبد من دون الله عبادة باطلة.
أما شروط كلمة الإخلاص فهي كالتالي :
1- العلم بمعناها : اي اذا نطق الشهادة فإنه يجب أن يكون عالما بمعناها : لا معبود حق إلا الله , ولكل شرط من شروطها ضد. فضد العلم : الجهل
2- اليقين : وذلك بأن يكون الناطق بـ: (( لا إله إلا الله )) موقناً بما دلت عليه من المعنى , وهو النفي والاثبات . وضد اليقين الشك : فلا يجوز أن يشك المسلم فيما دلت عليه كلمة الإخلاص من معنى
3- القبول : لما دلت عليه من المعنى العظيم الذي هو النفي والإثبات . وضد القبول : الرد: وقد فعله كفار قريش الذين واجههم النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة فردوا عليه هذه الكلمة
4- الإنقياد : بمعنى الخضوع والإستسلام ظاهرا وباطنا للمعنى الذي دلَّت عليه كلمة الإخلاص . وضده الترك
5- الصدق : وهو التصديق بها وعند النطق بها تكون صادقا ظاهرا وباطنا .
والدليل على صدقك فيها : هو أن تفرد ربَّكَ بكل عبادة فلا تتوجه بالعبادات إلا إليه كما أمرك الله عز وجل في قوله ((وقضا ربُّك ألَّا تعبدوا إلَّآ إياه))
وضد الصدق : الكذب : كصنيع كفار قريش وغيرهم
6- الإخلاص : وضده الشرك والمشرك عمله باطل ومردود عليه لقول الله تعالى ((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)) .
7- المحبة : لهذه الكلمة ولما دلت عليه من معنى , والمحبة لمن أنزلها , وأمر أن تحقق ظاهرا وباطنا ولمن دعا إليها من الرسل والأنبياء والوارثين لعلمهم ودعوتهم . وضد المحبة : البغض
8- الكفر بما يعبد من دون الله : إذ لا ولاء إلا ببراء : أي لا توحيد حقيقي إلَّا أن يكون التوحيد مقروناً بالبراءة من الشرك وأهله
وأما حقوقها ومكملاتها : فهي بقية التكاليف الشرعية.
أما معنى شهادة (( أن محمداً رسول الله )) : فهو طاعته فيما أمر , وتصديقه في الأمور كلها وتنحصر في متابعة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم التي أمرنا الله بها في قوله : ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ))
لهذه الشهادة شروط ذكرها العلماء .
1- طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما أمر
2- تصديقه فيما أخبر
3- اجتناب ما عنه نهى وزجر
4- الّا يعبد الله إلَّا بما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الطريق لها ,لا طريق إلى مرضاة الله غيره .
من ثمرات هذا الركن العظيم الذي هو شهادة ( أن لا إله الا الله وأن محمداً رسول الله )) :
1- تحرير القلب والنفس من التعلق بالمخلوقين , والاعتماد عليهم في جلب المصالح ودفع المضار
2- سعادة الدارين , إذ لا سعادة للإنسان البشري في دنياه وبرزخه وأخراه إلا اذا حقَّقَ إسلامه على الوجه الذي أراده الله وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نسأل الله ان يعيننا لتكملة باقي الأركان .
الإسلام أوسع _يعني من الإيمان _ لأن الإسلام هو الاستسلام الظاهري , قد يدخل فيه إسلام المنافقين ,
والإيمان أضيق وأخص ,لأن الايمان لابد أن يكون فيه تصديق في القلب زيادة على الإسلام الظاهري
والإحسان أدقهما أي الإحسان الإتقان , المحسنون خُلَّص المؤمنين فيرتقى فالعبادة والإيمان من شدة مراقبة الله عز وجل كأنه يراه فيشاهده تؤثر فيه مراقبة الله ومحبة الله وخشية الله إلى درجة أنه يعبد الله كأنه يراه
أما قوله تعال : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } .
هذا تقرير من الله تعالى للتوحيد بأعظم الطرق الموجبة له، وهي شهادته تعالى وشهادة خواص الخلق وهم الملائكة وأهل العلم، أما شهادته تعالى فيما أقامه من الحجج والبراهين القاطعة على توحيده، وأنه لا إله إلا هو، فنوع الأدلة في الآفاق والأنفس على هذا الأصل العظيم، ولو لم يكن في ذلك إلا أنه ما قام أحد بتوحيده إلا ونصره على المشرك الجاحد المنكر للتوحيد، وكذلك إنعامه العظيم الذي ما بالعباد من نعمة إلا منه، ولا يدفع النقم إلا هو، والخلق كلهم عاجزون عن المنافع والمضار لأنفسهم ولغيرهم، ففي هذا برهان قاطع على وجوب التوحيد وبطلان الشرك،
وأما شهادة الملائكة بذلك فنستفيدها بإخبار الله لنا بذلك وإخبار رسله، وأما شهادة أهل العلم فلأنهم هم [ ص 125 ] المرجع في جميع الأمور الدينية خصوصا في أعظم الأمور وأجلها وأشرفها وهو التوحيد، فكلهم من أولهم إلى آخرهم قد اتفقوا على ذلك ودعوا إليه وبينوا للناس الطرق الموصلة إليه، فوجب على الخلق التزام هذا الأمر المشهود عليه والعمل به،
وفي هذا دليل على أن أشرف الأمور علم التوحيد لأن الله شهد به بنفسه وأشهد عليه خواص خلقه، والشهادة لا تكون إلا عن علم ويقين، بمنزلة المشاهدة للبصر، ففيه دليل على أن من لم يصل في علم التوحيد إلى هذه الحالة فليس من أولي العلم.
وفي هذه الآية دليل على شرف العلم من وجوه كثيرة، منها:
أن الله خصهم بالشهادة على أعظم مشهود عليه دون الناس،
ومنها: أن الله قرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وكفى بذلك فضلا
ومنها: أنه جعلهم أولي العلم، فأضافهم إلى العلم، إذ هم القائمون به المتصفون بصفته،
ومنها: أنه تعالى جعلهم شهداء وحجة على الناس، وألزم الناس العمل بالأمر المشهود به، فيكونون هم السبب في ذلك، فيكون كل من عمل بذلك نالهم من أجره، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء،
انصح الإخوه ان يراجعوا تفسير السعدي رحمة الله عليه
فأركانها اثنان : النفي , والإثبات
النفي : مأخوذ من قولك (( لا إله))
الإثبات : مأخوذ من قولك (( إلا الله ))
والمعنى العام : لا معبود حق إلا الله وحده دون سواه , فعبادته هي الحق وعبادة غيره من أصنام وأرباب ...تُعبد من دون الله عبادة باطلة.
أما شروط كلمة الإخلاص فهي كالتالي :
1- العلم بمعناها : اي اذا نطق الشهادة فإنه يجب أن يكون عالما بمعناها : لا معبود حق إلا الله , ولكل شرط من شروطها ضد. فضد العلم : الجهل
2- اليقين : وذلك بأن يكون الناطق بـ: (( لا إله إلا الله )) موقناً بما دلت عليه من المعنى , وهو النفي والاثبات . وضد اليقين الشك : فلا يجوز أن يشك المسلم فيما دلت عليه كلمة الإخلاص من معنى
3- القبول : لما دلت عليه من المعنى العظيم الذي هو النفي والإثبات . وضد القبول : الرد: وقد فعله كفار قريش الذين واجههم النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة فردوا عليه هذه الكلمة
4- الإنقياد : بمعنى الخضوع والإستسلام ظاهرا وباطنا للمعنى الذي دلَّت عليه كلمة الإخلاص . وضده الترك
5- الصدق : وهو التصديق بها وعند النطق بها تكون صادقا ظاهرا وباطنا .
والدليل على صدقك فيها : هو أن تفرد ربَّكَ بكل عبادة فلا تتوجه بالعبادات إلا إليه كما أمرك الله عز وجل في قوله ((وقضا ربُّك ألَّا تعبدوا إلَّآ إياه))
وضد الصدق : الكذب : كصنيع كفار قريش وغيرهم
6- الإخلاص : وضده الشرك والمشرك عمله باطل ومردود عليه لقول الله تعالى ((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)) .
7- المحبة : لهذه الكلمة ولما دلت عليه من معنى , والمحبة لمن أنزلها , وأمر أن تحقق ظاهرا وباطنا ولمن دعا إليها من الرسل والأنبياء والوارثين لعلمهم ودعوتهم . وضد المحبة : البغض
8- الكفر بما يعبد من دون الله : إذ لا ولاء إلا ببراء : أي لا توحيد حقيقي إلَّا أن يكون التوحيد مقروناً بالبراءة من الشرك وأهله
وأما حقوقها ومكملاتها : فهي بقية التكاليف الشرعية.
أما معنى شهادة (( أن محمداً رسول الله )) : فهو طاعته فيما أمر , وتصديقه في الأمور كلها وتنحصر في متابعة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم التي أمرنا الله بها في قوله : ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ))
لهذه الشهادة شروط ذكرها العلماء .
1- طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما أمر
2- تصديقه فيما أخبر
3- اجتناب ما عنه نهى وزجر
4- الّا يعبد الله إلَّا بما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الطريق لها ,لا طريق إلى مرضاة الله غيره .
من ثمرات هذا الركن العظيم الذي هو شهادة ( أن لا إله الا الله وأن محمداً رسول الله )) :
1- تحرير القلب والنفس من التعلق بالمخلوقين , والاعتماد عليهم في جلب المصالح ودفع المضار
2- سعادة الدارين , إذ لا سعادة للإنسان البشري في دنياه وبرزخه وأخراه إلا اذا حقَّقَ إسلامه على الوجه الذي أراده الله وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نسأل الله ان يعيننا لتكملة باقي الأركان .
الإسلام أوسع _يعني من الإيمان _ لأن الإسلام هو الاستسلام الظاهري , قد يدخل فيه إسلام المنافقين ,
والإيمان أضيق وأخص ,لأن الايمان لابد أن يكون فيه تصديق في القلب زيادة على الإسلام الظاهري
والإحسان أدقهما أي الإحسان الإتقان , المحسنون خُلَّص المؤمنين فيرتقى فالعبادة والإيمان من شدة مراقبة الله عز وجل كأنه يراه فيشاهده تؤثر فيه مراقبة الله ومحبة الله وخشية الله إلى درجة أنه يعبد الله كأنه يراه
أما قوله تعال : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } .
هذا تقرير من الله تعالى للتوحيد بأعظم الطرق الموجبة له، وهي شهادته تعالى وشهادة خواص الخلق وهم الملائكة وأهل العلم، أما شهادته تعالى فيما أقامه من الحجج والبراهين القاطعة على توحيده، وأنه لا إله إلا هو، فنوع الأدلة في الآفاق والأنفس على هذا الأصل العظيم، ولو لم يكن في ذلك إلا أنه ما قام أحد بتوحيده إلا ونصره على المشرك الجاحد المنكر للتوحيد، وكذلك إنعامه العظيم الذي ما بالعباد من نعمة إلا منه، ولا يدفع النقم إلا هو، والخلق كلهم عاجزون عن المنافع والمضار لأنفسهم ولغيرهم، ففي هذا برهان قاطع على وجوب التوحيد وبطلان الشرك،
وأما شهادة الملائكة بذلك فنستفيدها بإخبار الله لنا بذلك وإخبار رسله، وأما شهادة أهل العلم فلأنهم هم [ ص 125 ] المرجع في جميع الأمور الدينية خصوصا في أعظم الأمور وأجلها وأشرفها وهو التوحيد، فكلهم من أولهم إلى آخرهم قد اتفقوا على ذلك ودعوا إليه وبينوا للناس الطرق الموصلة إليه، فوجب على الخلق التزام هذا الأمر المشهود عليه والعمل به،
وفي هذا دليل على أن أشرف الأمور علم التوحيد لأن الله شهد به بنفسه وأشهد عليه خواص خلقه، والشهادة لا تكون إلا عن علم ويقين، بمنزلة المشاهدة للبصر، ففيه دليل على أن من لم يصل في علم التوحيد إلى هذه الحالة فليس من أولي العلم.
وفي هذه الآية دليل على شرف العلم من وجوه كثيرة، منها:
أن الله خصهم بالشهادة على أعظم مشهود عليه دون الناس،
ومنها: أن الله قرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وكفى بذلك فضلا
ومنها: أنه جعلهم أولي العلم، فأضافهم إلى العلم، إذ هم القائمون به المتصفون بصفته،
ومنها: أنه تعالى جعلهم شهداء وحجة على الناس، وألزم الناس العمل بالأمر المشهود به، فيكونون هم السبب في ذلك، فيكون كل من عمل بذلك نالهم من أجره، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء،
انصح الإخوه ان يراجعوا تفسير السعدي رحمة الله عليه
تعليق