بسم الله والحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله
اما بعد؛
فقد احببت ان انقل لكم احبتي في الله كلام بعض العلماء في صفة الشم وهل نثبتها ام ننفيها؟
اما بعد؛
فقد احببت ان انقل لكم احبتي في الله كلام بعض العلماء في صفة الشم وهل نثبتها ام ننفيها؟
قال الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله في تعليقه على فتح الباري لابن حجر تحقيق الشيخ
نظر الفاريابي 5/215:
نظر الفاريابي 5/215:
قوله [ابن حجر] "... مع أنه سبحانه وتعالى منزه على استطابة الروائح .. الخ"
هذا الجزم من الحافظ رحمه بنفي الشم عن الله تعالى الذي هو إدارك المشمومات لم يذكر عليه دليلا إلا قوله : "إذ ذاك من صفة الحيوان" وهذه الشبهة هي بعينها هي شبة كل من نفى صفة من صفات الله سبحانه من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ، وهي شبهة باطلة ، فما ثبت لله تعالى من الصفات يثبت له على ما يليق به ، ويختص به كما يقال ذلك في سمعه وبصره وعلمه ، وسائر صفاته ، وصفة الشم ليس في العقل ما يقتضي نفيها فإذا قام الدليل السمعي على إثباتها ، وجب إثباتها على الوجه اللائق به سبحانه ، وهذا الحديث ، وهو قوله :" لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ". ليس نصا في إثبات الشم بل هو محتمل لذلك ، فلا يجوز نفيه من غير حجة ، وحينئذ فقد يقال : إنه صفة الشم لله تعالى مما يجب التوقف فيه لعدم الدليل البين على النفي أو الأثبات فليتدبر ، والله أعلم بمراده ، ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم .
هذا الجزم من الحافظ رحمه بنفي الشم عن الله تعالى الذي هو إدارك المشمومات لم يذكر عليه دليلا إلا قوله : "إذ ذاك من صفة الحيوان" وهذه الشبهة هي بعينها هي شبة كل من نفى صفة من صفات الله سبحانه من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ، وهي شبهة باطلة ، فما ثبت لله تعالى من الصفات يثبت له على ما يليق به ، ويختص به كما يقال ذلك في سمعه وبصره وعلمه ، وسائر صفاته ، وصفة الشم ليس في العقل ما يقتضي نفيها فإذا قام الدليل السمعي على إثباتها ، وجب إثباتها على الوجه اللائق به سبحانه ، وهذا الحديث ، وهو قوله :" لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ". ليس نصا في إثبات الشم بل هو محتمل لذلك ، فلا يجوز نفيه من غير حجة ، وحينئذ فقد يقال : إنه صفة الشم لله تعالى مما يجب التوقف فيه لعدم الدليل البين على النفي أو الأثبات فليتدبر ، والله أعلم بمراده ، ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم .
هذا وقد قال ابن القيم عند هذا الحديث :" ثم ذكر كلام الشراح في معنى طيبه ، وتأويلهم إياه بالثناء على الصائم والرضا بفعله على عادة كثير منهم بالتأويل من غير ضرورة حتى كانه قد بورك فيه فهو موكل به .
وأي ضرورة تدعو إلى تأويل كونه أطيب عند الله من ريح المسك بالثناء على فاعله ، والرضا بفعله ، وإخراج اللفظ عن حقيقته ؟
وكثير من هؤلاء ينشئ للفظ معنى ثم يدعي إرادة ذلك المعنى بلفظ النص من غير نظر منه إلى استعمال ذلك اللفظ في المعنى الذي عينه أو احتمال اللغة له.
ومعلوم أن هذا يتضمن الشهادة على الله تعالى ورسوله بأن مراده من كلامه كيت وكيت ، فإن لم يكن ذلك معلوما بوضع اللفظ لذلك المعنى أو عرف الشارع صلى الله عليه وسلم وعادته المطردة أو الغالبة باستعمال ذلك اللفظ في هذا المعنى أو تفسيره له به ، و إلا كانت شهادة باطلة ، وأدنى أحوالها أن تكون شهادة بلا علم .
ومعلوم أن هذا يتضمن الشهادة على الله تعالى ورسوله بأن مراده من كلامه كيت وكيت ، فإن لم يكن ذلك معلوما بوضع اللفظ لذلك المعنى أو عرف الشارع صلى الله عليه وسلم وعادته المطردة أو الغالبة باستعمال ذلك اللفظ في هذا المعنى أو تفسيره له به ، و إلا كانت شهادة باطلة ، وأدنى أحوالها أن تكون شهادة بلا علم .
ومن المعلوم أن أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك ، فمثّل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا ، وأعظم ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه ؛ فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين ، كما أن رضاه وغضبه وفرحه وكراهيته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك ، كما أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه ، وصفاته لا تشبه صفاتهم ، وأفعالهم لا تشبه أفعالهم ، وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه ، والعمل الصالح فيرفعه ، وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا . ثم إن تأويله لا يرفع الإشكال ؛ إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرضا ، فإن قال: رضا ليس كرضا المخلوقين ، فقولوا: استطابة ليست كاستطابة المخلوقين ، وعلى هذا جميع ما يجئ من هذا الباب .
الوابل الصيب ص44-54.
الوابل الصيب ص44-54.
قال ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة في شرحه على صحيح مسلم :
أستدل البعض بأن الله يوصف بالشم ، وهذا ليس بصريح
ولا يجوز الجزم به لعدم الصراحة .
ولا يجوز الجزم به لعدم الصراحة .
إذ قد يكون إدراك الله لهذه الرائحة عن طريق العلم لا عن طريق الشم .
ولذلك مادام أنه لم ترد هذه الصفة وهي من الصفات الخبرية الصريحة فإن الأجدر بالإنسان الإمساك .
وقال - رحمه الله تعالى - في شرح عقيدة أهل السنة والجماعة :
[ ... من ذلك ما يتعلق بصفات الله عز وجل ، فإن هذا معرك ضنك ، وباب ضيق ، وكثير من الطلبة اليوم يريدون أن يوسعوا هذا الباب ، وأنى لهم ذلك ، اللهم إلا بكسره ، والكسر معناه الهدم والدمار ، فبعضهم يتعمق في البحث عن صفات الله عز وجل ، ويثبت ما ليس بلازم ، مثلا : يقول لك : إن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ،
فهل يلزم من ذلك أن الله يشم ؟! وهل يلزم إذا كان يشم أن يكون له أنف ؟
لأن الأنف أداة الشم ، وكما ثبت في الحديث أن لله أصابع ، فيقول : كم عدد أصابع الله عشرة أو عشرون أقل أو أكثر؟! وكل هذا من التنطع المحرم ،
لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " هلك المتنطعون " ، قال ذلك تحذيرا من التنطع ، لأن الصحابة أصفى منا قلوبا ، وأغزر منا علوما ، وأقوى منا فهوما ، وأشد منا حرصا ، لم يسألوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن مثل هذا إطلاقا ، ولما قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يمل حتى تملوا " ، ما قالوا : يا رسول الله : هل الله يمل ؟! وأي إنسان يقول : إنهم قالوا : هل الله يمل ، نقول له : هات الدليل ؛ بل سكتوا وعرفوا المراد ، وهكذا يجب علينا يا إخواننا في هذه المسألة الضيقة الضنك ألا نحاول التعمق في البحث عن صفات الله عز وجل ، ما جاءنا قبلناه وكفى بنا فخرا ، وما لم يجئ إلينا سكتنا عنه .
هذا هو الأدب مع الله ورسوله.
قال الشيخ اسامة العتيبي معلقاً على هذا الكلام:
والخلاصة أن الصفات التي ليست من صفات العيب والنقص التي ينزه الله عنها لا يجوز إثباتها ولا نفيها إلا بنص من الكتاب أو السنة أو مما أجمع عليه أهل السنة ..
فلم يثبت وصف الله عز وجل بالشم ولا نفي ذلك عنه فيجب التوقف في إثبات ذلك اللفظ أو نفيه عن الله عز وجل وقوفاً عند نصوص الشرع، فإثبات الأسماء والصفات توقيفي ..
أما إدراك الروائح أو العلم بها(فالعلم إدراك الشيء على ما هو عليه) فهذا أمر ثابت لله عز وجل، ولكن الكلام على صفة الشم بهذا اللفظ ..
أما ما تضمنته صفة الشم من تمييز الروائح وكون بعضها أطيب من بعض فهذا يدل عليه حديث خلوف الصائم ..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
[ ... من ذلك ما يتعلق بصفات الله عز وجل ، فإن هذا معرك ضنك ، وباب ضيق ، وكثير من الطلبة اليوم يريدون أن يوسعوا هذا الباب ، وأنى لهم ذلك ، اللهم إلا بكسره ، والكسر معناه الهدم والدمار ، فبعضهم يتعمق في البحث عن صفات الله عز وجل ، ويثبت ما ليس بلازم ، مثلا : يقول لك : إن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ،
فهل يلزم من ذلك أن الله يشم ؟! وهل يلزم إذا كان يشم أن يكون له أنف ؟
لأن الأنف أداة الشم ، وكما ثبت في الحديث أن لله أصابع ، فيقول : كم عدد أصابع الله عشرة أو عشرون أقل أو أكثر؟! وكل هذا من التنطع المحرم ،
لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " هلك المتنطعون " ، قال ذلك تحذيرا من التنطع ، لأن الصحابة أصفى منا قلوبا ، وأغزر منا علوما ، وأقوى منا فهوما ، وأشد منا حرصا ، لم يسألوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن مثل هذا إطلاقا ، ولما قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يمل حتى تملوا " ، ما قالوا : يا رسول الله : هل الله يمل ؟! وأي إنسان يقول : إنهم قالوا : هل الله يمل ، نقول له : هات الدليل ؛ بل سكتوا وعرفوا المراد ، وهكذا يجب علينا يا إخواننا في هذه المسألة الضيقة الضنك ألا نحاول التعمق في البحث عن صفات الله عز وجل ، ما جاءنا قبلناه وكفى بنا فخرا ، وما لم يجئ إلينا سكتنا عنه .
هذا هو الأدب مع الله ورسوله.
قال الشيخ اسامة العتيبي معلقاً على هذا الكلام:
والخلاصة أن الصفات التي ليست من صفات العيب والنقص التي ينزه الله عنها لا يجوز إثباتها ولا نفيها إلا بنص من الكتاب أو السنة أو مما أجمع عليه أهل السنة ..
فلم يثبت وصف الله عز وجل بالشم ولا نفي ذلك عنه فيجب التوقف في إثبات ذلك اللفظ أو نفيه عن الله عز وجل وقوفاً عند نصوص الشرع، فإثبات الأسماء والصفات توقيفي ..
أما إدراك الروائح أو العلم بها(فالعلم إدراك الشيء على ما هو عليه) فهذا أمر ثابت لله عز وجل، ولكن الكلام على صفة الشم بهذا اللفظ ..
أما ما تضمنته صفة الشم من تمييز الروائح وكون بعضها أطيب من بعض فهذا يدل عليه حديث خلوف الصائم ..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد