إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

حقيقة التوكل. للحافظ ابن رجب من كتاب "جامع العلوم والحكم"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقيقة التوكل. للحافظ ابن رجب من كتاب "جامع العلوم والحكم"


    قال الحافظ ابن رجب في كتابه " جامع العلوم والحكم " :

    1\49
    عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا ، وتروح بطانا )) رواه الإمام أحمد , والترمذي والنسائي , وابن ماجه , وابن حبان في " صحيحه " , والحاكم ، وقال الترمذي : حسن صحيح .


    هذا الحديث خرجه هؤلاء كلهم من رواية عبد الله بن هبيرة ، سمع أبا تميم الجيشاني ، سمع عمر بن الخطاب يحدثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأبو تميم وعبد الله بن هبيرة خرج لهما مسلم ، ووثقهما غير واحد ، وأبو تميم ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهاجر إلى المدينة في زمن عمر - رضي الله عنه - .....

    وهذا الحديث أصل في التوكل ، وأنه من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق ، قال الله - عز وجل - : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه } ، وقد قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية على أبي ذر ، وقال له : (( لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم )) يعني : لو أنهم حققوا التقوى والتوكل ؛ لاكتفوا بذلك في مصالح دينهم ودنياهم . وقد سبق الكلام على هذا المعنى في شرح حديث ابن عباس : (( احفظ الله يحفظك )) .

    قال بعض السلف : بحسبك من التوسل إليه أن يعلم من قلبك حسن توكلك عليه ،

    فكم من عبد من عباده قد فوض إليه أمره ، فكفاه منه ما أهمه ، ثم قرأ : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب } .

    وحقيقة التوكل : هو صدق اعتماد القلب على الله - عز وجل - في استجلاب المصالح ، ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها ، وكلة الأمور كلها إليه ، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه .

    قال سعيد بن جبير : التوكل جماع الإيمان .
    وقال وهب بن منبه : الغاية القصوى التوكل .
    قال الحسن : إن توكل العبد على ربه أن يعلم أن الله هو ثقته .
    وفي حديث ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( من سره أن يكون أقوى الناس ، فليتوكل على الله )) .

    وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في دعائه : (( اللهم إني أسألك صدق
    التوكل عليك
    )) ، وأنه كان يقول : (( اللهم اجعلني ممن توكل عليك فكفيته )) .

    واعلم أن تحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه المقدورات بها ، وجرت سنته في خلقه بذلك ، فإن الله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل ، فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة له ، والتوكل بالقلب عليه إيمان به ، كما قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم } ، وقال : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل } ، وقال : { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله } .
    وقال سهل التستري : من طعن في الحركة - يعني : في السعي والكسب - فقد طعن في السنة ،

    ومن طعن في التوكل ، فقد طعن في الإيمان ، فالتوكل حال النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والكسب سنته ، فمن عمل على حاله ، فلا يتركن سنته ......

    وقد اختلف العلماء : هل الأفضل لمن أصابه المرض التداوي أم تركه لمن حقق التوكل على الله ؟

    وفيه قولان مشهوران ، وظاهر كلام أحمد أن التوكل لمن قوي عليه أفضل ، لما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
    (( يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب )) ثم قال : (( هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون )) .

    ومن رجح التداوي قال : إنه حال النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يداوم عليه ، وهو لا يفعل إلا الأفضل ، وحمل الحديث على الرقى المكروهة التي يخشى منها الشرك بدليل أنه قرنها بالكي والطيرة وكلاهما مكروه .
    ...
    فمن رزقه الله صدق يقين وتوكل ، وعلم من الله أنه يخر له العوائد ، ولا يحوجه إلى الأسباب المعتادة في طلب الرزق ونحوه ، جاز له ترك الأسباب ، ولم ينكر عليه ذلك ، وحديث عمر هذا الذي نتكلم عليه يدل على ذلك ، ويدل على أن الناس إنما يؤتون من قلة تحقيق التوكل ، ووقوفهم مع الأسباب الظاهرة بقلوبهم ومساكنتهم لها ، فلذلك يتعبون أنفسهم في الأسباب ، ويجتهدون فيها غاية الاجتهاد ، ولا يأتيهم إلا ما قدر لهم ، فلو حققوا التوكل على الله بقلوبهم ، لساق الله إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب ، كما يسوق إلى الطير أرزاقها بمجرد الغدو والرواح ، وهو نوع من الطلب والسعي ، لكنه سعي يسير .

    وربما حرم الإنسان رزقه أو بعضه بذنب يصيبه ، كما في حديث ثوبان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )) .
    وفي حديث جابر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، خذوا ما حل ودعوا ما حرم )) .
    وقال عمر : بين العبد وبين رزقه حجاب ، فإن قنع ورضيت نفسه ، آتاه رزقه ، وإن اقتحم وهتك الحجاب ، لم يزد فوق رزقه .
    وقال بعض السلف : توكل تسق إليك الأرزاق بلا تعب ، ولا تكلف .
    قال سالم بن أبي الجعد : حدثت أن عيسى - عليه السلام - كان يقول : اعملوا لله ولا تعملوا لبطونكم ، وإياكم وفضول الدنيا ، فإن فضول الدنيا عند الله رجز ، هذه طير السماء تغدو وتروح ليس معها من أرزاقها شيء ، لا تحرث ولا تحصد الله يرزقها ، فإن قلتم : إن بطوننا أعظم من بطون الطير ، فهذه الوحوش من البقر والحمير وغيرها تغدو وتروح ليس معها من أرزاقها شيء لا تحرث ولا تحصد ، الله
    يرزقها . خرجه ابن أبي الدنيا .
    .......
    ومن هذا الباب من قوي توكله على الله ووثوقه به ، فدخل المفاوز بغير زاد ،
    فإنه يجوز لمن هذه صفته دون من لم يبلغ هذه المنزلة ، وله في ذلك أسوة بإبراهيم الخليل - عليه السلام - ، حيث ترك هاجر وابنها إسماعيل بواد غير ذي زرع ، وترك عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ، فلما تبعته هاجر ، وقالت له : إلى من تدعنا ؟ قال لها : إلى الله ، قالت : رضيت بالله ،

    وهذا كان يفعله بأمر الله ووحيه ، فقد يقذف الله في قلوب بعض أوليائه من الإلهام الحق ما يعلمون أنه حق ، ويثقون به . قال المروذي : قيل لأبي عبد الله : أي شيء صدق التوكل على الله ؟ قال : أن يتوكل على الله ، ولا يكون في قلبه أحد من الآدميين يطمع أن يجيئه بشيء ، فإذا كان كذا ، كان الله يرزقه ، وكان متوكلا .
    ..........
    وقد روي عن أحمد أنه سئل عن التوكل ، فقال : قطع الاستشراف باليأس من الخلق ، فسئل عن الحجة في ذلك ، فقال : قول إبراهيم - عليه السلام - لما عرض له جبريل وهو يرمى في النار ، فقال له : ألك حاجة ؟ فقال : أما إليك ، فلا .
    وظاهر كلام أحمد أن الكسب أفضل بكل حال ، فإنه سئل عمن يقعد ولا يكتسب ويقول : توكلت على الله ، فقال : ينبغي للناس كلهم يتوكلون على الله ، ولكن يعودون على أنفسهم بالكسب .

    وروى الخلال بإسناده عن الفضيل بن عياض أنه قيل له : لو أن رجلا قعد في بيته زعم أنه يثق بالله ، فيأتيه برزقه ، قال : إذا وثق بالله حتى يعلم منه أنه قد وثق به ، لم يمنعه شيء أراده ، ولكن لم يفعل هذا الأنبياء ولا غيرهم ، وقد كان الأنبياء يؤجرون أنفسهم ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤجر نفسه وأبو بكر وعمر ، ولم يقولوا : نقعد حتى يرزقنا الله - عز وجل - ، وقال الله - عز وجل - : { وابتغوا من فضل الله } ، ولابد من طلب المعيشة .

    ...............
    .......

    ومعنى هذا الكلام أن المتوكل على الله حق التوكل لا يأتي بالتوكل ، ويجعله سببا لحصول الكفاية له من الله بالرزق وغيره ، فإنه لو فعل ذلك ، لكان كمن أتى بسائر الأسباب لاستجلاب الرزق والكفاية بها ، وهذا نوع نقص في تحقيق التوكل .


    وإنما المتوكل حقيقة من يعلم أن الله قد ضمن لعبده رزقه وكفايته ، فيصدق الله فيما ضمنه ، ويثق بقلبه ، ويحقق الاعتماد عليه فيما ضمنه من الرزق من غير أن يخرج التوكل مخرج الأسباب في استجلاب الرزق به ، والرزق مقسوم لكل أحد من بر وفاجر ، ومؤمن وكافر ، كما قال تعالى : { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها } ، هذا مع ضعف كثير من الدواب وعجزها عن السعي في طلب الرزق ، قال تعالى : { وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم } .

    فما دام العبد حيا ، فرزقه على الله ، وقد ييسره الله له بكسب وبغير كسب ، فمن توكل على الله لطلب الرزق ، فقد جعل التوكل سببا وكسبا ، ومن توكل عليه لثقته بضمانه ، فقد توكل عليه ثقة به وتصديقا ، وما أحسن قول مثنى الأنباري وهو من أعيان أصحاب الإمام أحمد : لا تكونوا بالمضمون مهتمين ، فتكونوا للضامن متهمين ، وبرزقه غير راضين .

    واعلم أن ثمرة التوكل الرضا بالقضاء ، فمن وكل أموره إلى الله ورضي بما يقضيه له ، ويختاره ، فقد حقق التوكل عليه ، ولذلك كان الحسن والفضيل وغيرهما يفسرون التوكل على الله بالرضا .

    قال ابن أبي الدنيا : بلغني عن بعض الحكماء قال : التوكل على ثلاث درجات : أولها : ترك الشكاية ، والثانية : الرضا ، والثالثة : المحبة ، فترك الشكاية درجة الصبر ، والرضا سكون القلب بما قسم الله له ، وهي أرفع من الأولى ، والمحبة أن يكون حبه لما يصنع الله به ، فالأولى للزاهدين ، والثانية للصادقين ، والثالثة للمرسلين . انتهى .

    فالمتوكل على الله إن صبر على ما يقدره الله له من الرزق أو غيره ، فهو صابر ، وإن رضي بما يقدر له بعد وقوعه ، فهو الراضي ، وإن لم يكن له اختيار بالكلية ولا رضا إلا فيما يقدر له ، فهو درجة المحبين العارفين ، كما كان عمر بن عبد العزيز يقول : أصبحت وما لي سرور إلا في مواضع القضاء والقدر .
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله الوهراني; الساعة 07-Jul-2010, 05:07 PM. سبب آخر: تم تعديل العنوان ، يجب ذكر اسم المؤلف والكتاب في العنوان ..ونرجو احترام تخصص المنابر ..تنبيه إداري
يعمل...
X