1- السؤال الأول:ما هو التقسيم والمفهوم الصحيح في قول الله تعالى ] .. فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [(الأنبياء : 7 )؟
جواب الشيخ :الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمدوعلى آله وصحبه وسلم , أما بعد : فإن قوله تعالى : ] .. فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [ (الأنبياء : 7 ) يدل على أمور:
vالأمر الأول : أن المسلمين ينقسموا إلى قسمين قسم همأهل العلم وقسم هم ليسوا من أهل العلم وهم الذين يسمون بالعوام .
vالأمر الثاني:أن وظيفة أهل العلم هي البيان والإيضاح ووظيفة العوام هي الرجوع فيما يشكل عليهمإلى أهل العلم.
vالأمر الثالث : تدل على أن أهل العلم هم أهل العلم بالذكر، والمراد بالذكر القرءان والسنة على ضوء فهم السلف الصالح ، فمن كان من أهل العلم موصوفاً بالعلم , بالقرءان والحديث وإتباع ما عليه أثار السلف الصالح فهو من أهل العلم الذين عناهم الله سبحانه وتعالى في الآية .
vالأمر الرابع : تدل على أنه ليس من حق العامة التقدم على العلماء، بل الواجب على العامة إتباع العلماء فإذا ما بين العلماء أمراً لزم على العامة إتباعهم والأخذ بقولهم ولا يجوز للعامي إذا استفتى عالماً أن يخالف الفتوى التي سمعها من العالم في حقه إلا إذا خالفت الفتوى آية أو حديثاً أو إجماعاً صحيحاً.
vالأمر الخامس : الذي تدل عليه هذه الآية ] .. فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [ (الأنبياء : 7 )أن الذين لا يرجعون إلى أهل الذكر ويتبعون أهواءهم ويتبعون شهواتهم أو يتبعون أناسا ًليسوا عند أهل العلم من أهل الذكر فإنما هم يجرون على غير أمر الله ]فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابأليم[ والله أعلم .
2- السؤال الثاني : ما هي ضوابط قاعدة الجرح المفصل المقدم على التعديل , وهل إذا تعارض الجرح المفصل مع التعديل المفسر يقدم التعديل المفسر على التعديل المفسر ؟
جواب الشيخ: العلماء نصوا على أن الجرح مقدم على التعديل وقالوا من ثبتت عدالته، أي نص الأئمة على تعديله وتوثيقه لا يقبل في حقه إلا الجرح المفسر فأفاد قولهم أن من لم تثبت عدالته ولم ينص الأئمة على توثيقه يقبل في حقه الجرح المجمل، أما من ثبتت عدالته فلا يقبل في حقه إلا الجرح المفسر ثم قالوا إذا تعارض الجرح المفسر مع التعديل المفسر مثلما أنتم ذكرتم في السؤال – قالوا:لا يرد الجرح إلا إذا ذكر المعدل سبب الجرح ورده، كأن يكون مثلاً الجارح جرح الرجل لأمر في عقيدته فيقول المعدل نعم وهو كان على هذا الاعتقاد ثم تركه ولم يعد عليه، أو يقول الجارح هو لا يحفظ هذه الصحيفة , كان يحدث بها من حفظه فيقول المعدل نعم هو كان كذلك ولكنه عاد فسمع من الشيخ وثبتت أصوله فيها ثم ما صار يحدث إلا من أصوله، فإذا ذكر المعدل سبب الجرح ورده قبل بشرط أن لا يعرف عن هذا الرجل المتكلم فيه التلاعب و اتباع الهوى والغرور، فإنه قد ثبت أن بعض الناس يعدلون تفصيلاً من جرحه العلماء تفصيلاً وهذا الذي حرجه العلماء تفصيلاً ثبت في حقه أنه من أهل التلاعب و اتباع الهوى ومن أهل الغرور لا يرضخ للحق ولا يرجع للحق فذا كلام المعدل – وإن كان مفصلاً في حقه- لا نقبله لما علمناه من حال هذا الرجل , والله أعلم.
3- السؤال الثالث : هناك بعض الشباب فهموا قول أبي الحسن في أن المنهج الواسع و الأفيح يعني به أنه يحمل العلم والأخلاق والتدين , وبقية الصفات الصالحة , فهل هذا الفهم صحيح أم عكس ذلك يا شيخ ؟
جواب الشيخ : والله العبارة يعني محتملة لعدة أوجه ولكن التطبيق الذي جرى عليه أبو الحسن –هداه الله وألهمنا وإياه الرشد و اتباع الحق والصواب- التطبيق الذي اتبعه أبو الحسن لا ينسجم مع حمل العبارة على المعنى الذي أنت ذكرت، فإن الرجل صار يخالط أهل البدع وصار ينافح في أن لا يخرج الإخوان المسلمين من أهل السنة ويريد أن يجعلهم من السنة وصار يتعامل ويتبنى أناس وصفهم العلماء بأنهم من أهل البدع ويقول هم من أهل السنة و صار يطبق هذه القاعدة التي دندن حولها , تطبيقات تقضي أنه يريد بهذه القاعدة إضاعة السنة وأن يدخل في السنة من أخرجه أهل السنة منها فهو يريد أن يدخل الحزبيين ويدخل الصوفية ويدخل أناس من أهل الأهواء في إطار أهل السنة والجماعة، وهو مهد لذلك بمسائل عديدة منها كلامه في حديث الآحاد فإنه إذا قال إن حديث الآحاد ظني لا يفيد العلم وقرر هذا فإنه سيؤدي إلى نتيجة أن هؤلاء الذين خالفوا أهل السنة والجماعة إنما خلافهم في حديث الآحاد من أجل أمور إنما ثبتت بأحاديث الآحاد وبالتالي ما يصح أن نخرجهم بهذا من أهل السنة والجماعة، ويقتضى قوله هذا أن من كفره أهل العلم بسبب مخالفته لأمور ثبتت بأحاديث الآحاد أن لا يكفر ويلزم منه لوازم أخرى كثيرة . كل هذا تطبيقات لأبي الحسن- هداه الله - تدل أنه لا يريد بقوله الذي ذكرت المعنى الذي يحتمل أن يكون هو من المراد باللفظ لكن الواقع أنه يريد المعنى الأخر السيئ الذي فيه إضاعة للسنة وإدخال في السنة من ليس من أهلها ولا حول ولا قوة إلا بالله .
4- السؤال الرابع : هناك من يرد مقالات المشايخ السلفيين التي ترد على أبي الحسن , بدعوى أن المشايخ يزكونه , ومنهم الشيخ عبد المحسن العباد و مشايخ الأردن والشيخ إبراهيم الرحيلي , فما قولكم يا شيخ ؟
الشيخ : أنا أقول الشيخ عبد المحسن العباد من العلماء الكبار وهو- يعني - طبقته عالية عندنا هنا في المملكة، أما البقية فهم من طلاب العلم ليسوا من العلماء هم من الطلاب والذي يظهر لي أن الشيخ عبد المحسن لم يقف على جميع الكلام الذي ذكره العلماء في جرحه والقاعدة أن الجارح مقدم على المعدل . يعني أنا أخبرك بتطبيق وانظر ما هو الصواب؟ لو أن راوياً من رواة الحديث وثقه أحمد بن حنبل وجرحه رجل أخر أدنى من أحمد بن حنبل جرحاً مفسراً هل تقبل كلام هذا الجارح أو ترده ؟ ما الذى يلزمك ؟
فأجابالسائل- وهو لم يتصدر للسؤال جيداً- بقوله "لا أقبل يا شيخ"
فقال الشيخ :لا تقبله؟!
فأجاب السائل : نعم.
فقال الشيخ : لا ! الصواب أنك تقبل كلام الجارح- فطلب السائل من الشيخ إعادة السؤال ثم مضى الشيخ- لأن الجارح معه مزيد من العلم معه زيادة العلم , كذا نقول في تطبيق القاعدة : الجرح مقدم على التعديل فقد يأتي رجل وثقه فلان وفلان من الأئمة ثم يأتي إمام من أئمة الحديث دون هؤلاء الأئمة الكبار ويجرحه جرحاً مفسراً فنقول : يقبل هذا الجرح و أولئك الأئمة على جلالتهم لم يتبن لهم من حال الراوي ما تبين لهذا الجارح، كذا نقول في مسألة أبي الحسن الذين جرحوا أبا الحسن إنما جرحوه جرحاً مفسراً استندوا في جرحهم على عبارات له مكتوبة في كتبه وعلى أشرطة له مسموعة في دروسه ومحاضراته والسند على مواقفه المتعددة، يا أخي كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون ما أحد يسلم من الخطأ ولكن أصحاب الزيغ والهوى إذا أخطئوا ونصحوا ما يرجعون ويصرون على باطلهم ويعاندون ويتبعون على عقولهم وأهوائهم يزين لهم الشيطان وتزين لهم نفوسهم الأمارة بالسوء أنهم إذا رجعوا نقصت مكانتهم في نفوس الناس وأن الناس ما يعودوا يثقوا بعلمهم وما يعود لهم أتباع، يزين لهم الشيطان أن تراجعهم ورضوخهم للحق ووضوحهم في هذا التراجع ولزومهم لسنة التي تبينت لهم يزين لهم أن هذا يضعف من هيبتهم ويقلل من قيمتهم فتتجارى بهم الأهواء ويتجارى بهم الشيطان و تتلاعب بهم هذه الأمور تلاعباً ما يعود يسلم من البدع والهوى إلا ما رحم ربك , هذا الذي عندي والله أعلم .
5- ما قولكم في أن الشيخ ربيع حفظه الله ليس ثبتا في نقل الأخبار إليه ؟
جواب الشيخ : أقول أن هذا القائل لا يعرف الشيخ ربيع ، من عرف الشيخ ربيع وكان عن قرب منه عرف مدى تثبت الشيخ في الكلام وفي الأخبار، يا رجل نحن نكون في مجلسه ويقول القائل منا كلمة مثلاً يعزوها إلى هذا الكتاب أو إلى هذا الكتاب لا يقبلها الشيخ حتى نخرجها من الكتاب ويطلع عليها و يقول هذه المكتبة روح جيب الكتاب و وريني الكلام هذا . لا يقبل الشيخ حتى في مسائل العلم وفي الكلام، فكيف في الأشخاص وكيف في هذه الأمور التي يتعلق بها أمور و مناصحات و نقد أهل البدع، ونقد أهل الأهواء ونحو ذلك . الشيخ تبث في هذه الأمور- لا أزكيه على الله - غاية التثبت وأنا أريد هذا وغيره أن يأتي لنا بشيء الشيخ قاله ولم يكن كما قال الشيخ ربيع، قال الشيخ مقبل رحمه الله في حق هذا الرجل(إذا أخبركم عن رجل أنه حزبي فهو إن لم يتبين لكم حينها أنه حزبي فإنه ستظهر حزبيته ولو بعد حين) , هذه قالها الشيخ مقبل، والشيخ الألباني يقول:( قرأت كتب الشيخ ربيع ولم أرى فيها شيئاً من الخطأ الذي نحن نخالفه أو نمشي عليه)[1]- أو كما قال رحمه الله- فلو أن الرجل لم يكن من أهل التثبت لطاشت به الأقوال وراحت به الأمور يميناً ويساراً ولكن الحال لا كما قال، ثم في كل القضايا التي خاض فيها الشيخ ربيع قبل قضية أبي الحسن لم يتكلم الشيخ -حفظه الله وثبتنا الله وإياه على الحق- لم يتكلم من هوى نفسه ولا من عند نفسه إنما تكلم بشيء مكتوب لأبي الحسن أو بشيء مسموع بصوت أبي الحسن أو بمواقف معروفة مشهودة تشهد عليها الناس لأبي الحسن وكذا في كلامه عن سيد قطب وكذا في كلامه عن سلمان العودة وكذا في كلامه عن عبد الرحمن عبد الخالق وكذا في كلامه عن سفر الحوالي وكذا في كلامه عن الشيخ المغراوي ومن غيرهم-هدانا الله وإياهم ووفقنا الله وإياهم لاتباع الحق ولزومه والموت عليه , أمين .
6- السؤال السادس : ما الموقف الصحيح لمن يدافع على أبي الحسن ويذب عنه ؟
جواب الشيخ: الموقف الصحيح ممن يدافع عن أبي الحسن هو الموقف ممن يدافع عن أهل البدع نقول : يناصح هذا الذي يدافع عن أهل البدع وينافح عنهم فإن رجع و إلا عومل معاملتهم في التحذير منه والبعد عنه وعن مجالسته وتحذير الناس من السماع له والله وأعلم .
7- السؤال السابع : هل تؤيد يا شيخ بيان مشايخ الأردن ؟
الشيخ : أي بيان ؟
السائل: هذا البيان الأخير الذى في شهر رمضان بأنهم لا يلزمهم تبديع أبى الحسن ؟
الشيخ : أنا لا أؤيد طريقة الشيخ علي[2] حفظه الله والشيخ سليم[3]-يعني أنا لي وجهة نظر لا مانع من أن أبينها لك :
أولا : ألخص لك وجهة نظري أنا أقول أن الشيخ علي والشيخ سليم من أهل الفضل ولهم فضل علي وهم في طبقة أعلى مني أكاد أنا أكون من تلاميذهم ممن تتلمذ على كتبهم واستفاد من إرشاداتهم ومعلوماتهم .
ثانيا: أقول الحق أحق أن يتبع مثلما قال ذاك الرجل،قال فلان شيخي حبيب إلى قلبي و الحق حبيب إلى قلبي فإذا اختلف شيخي والحق اتبعت الحق، فأنا أقول أني- وإن كنت أستصغر شأني الحقيقة في الكلام أمام الشيخ على والشيخ سليم - أقول أن الطريقة التي يسلكها هؤلاء الإخوة [4] يعني غير طريقة لائقة ولم يكن هذا الظن بهم، يعني كنت أتمنى أن يُعَلِّمُوا الشباب أنهم طلبة علم وأن لا يضعوا أنفسهم فيمصاف العلماء وأن يكونوا تبعاً للعلماء ولا يقفوا هم والعلماء على قدم المساوة، الشيخ ربيع يعني أكبر من الشيخ علي وأكبر من الشيخ سليم يمكن بثلاثين سنة، طبقة عالية جداً الشيخ ربيع، ورجل متفرد في كلامه في هذه الأمور يكاد يكون ما فيش وحده في هذا الباب لا أعرف رجلاً يعني مفرد كلامه ووقته لهذه القضايا، وهو أسقط عن العلماء اسم فرض الكفاية لولا أن الشيخ ربيع قام وأمثاله من أهل العلم قاموا بهذه الأمور لزم أهل العلم بسكوتهم عن أهل البدع وعن أهل الباطل وعن بيان الأخطاء التي يقع فيها هؤلاء الناس .
أقول كان الواجب على الشيخ سليم والشيخ على أن لا يظهروا أي شيء فيه خلاف للعلماء خاصة في مثل هذه القضايا وكان الواجب عليهم أن يكونوا تبعاً لهم لكي يربوا الشباب ويعلموهم اتباع العلماء وأنهم يحرصون عليهم وعلى كلمتهم وعلى إعلاء شأن العلم . فأنا الحقيقة ما أرضى عن هذا البيان ولا عن غيره منالبيانات التى تصدر من هناك- من الأردن- وكأنهم يريدون أن يصنعون هناك جبهة مقابلةلهيئة كبار العلماء عندنا أو كلام أهل العلم عندنا وهذا ما ينبغي ولا نستحسنه .
الأمر الثالث : فأنا أقول لك هم اعترفوا في المجلس الذي كان عندنا في مكة عند الشيخ ربيع حفظه الله بأخطاء وقع فيها أبو الحسن[5] وأنهم يخالفونه فيها وقالوا نحن لا نلتزم تبديع أبي الحسن !!! أقول : أن قصدوا بقولهم تبديع أبي الحسن أنهم لا ينسبونه إلى أنه من أهل الأهواء المصرين المعاندين الذين تبين لهم الحق ولم يرجعوا، إن قصدوا هذا فالخلاف في هذه الحالة يكون أخف من أن لو أنهم قصدوا-الأمر الثاني- وهو أن لا يحكم عليه بأنه صاحب بدعة لأننا نقول اعترافهم بخطأ أبي الحسن في هذه المسائل يلزمهم أن يصفوا أبا الحسن بأنه صاحب بدعة وهذا يحتاج إلى بيان وهو أن العلماء المتاخرين يفرقون بين وصف الرجل بأنه صاحب بدعة و بأنه مبتدع فيقولون : كل من حصل منه إحداث في الدين فهو صاحب بدعة ولا يوصف بأنه مبتدع حتى تقوم عليه الحجة ويعاند ويصر على الباطل ولا يكون هناك مانع من قبوله للحق فإذا أصر وعاند فعندها يوصف بأنه مبتدع صاحب هوى فهم يفرقون بين أنه صاحب بدعة وبين أنه مبتدع فإذا أراد الإخوة علي وسليم أنهم لا يصفون أبا الحسن بأنه مبتدع هذا المعنى فالأمر بالنسبة لهم نقول واسع حتى يتبين لهم أنه معاند وليعذروا الشيخ ربيع وغيره من العلماء وطلاب العلم ممن تبين لهم في حال أبي الحسن أنه معاند يتبع هواه فيصفونه بالابتداع أما إذا أرادوا أنهم لا يصفون أبا الحسن لا بالمبتدع ولا بصاحب بدعة فهذا خلاف البيان الذي وقَّعُوه في مكة وصرحوا فيه بمخالفة أبي الحسن وخطأه في تلك المسائل المنصوص عليها لأن تلك المسائل التي نص فيها على خطأ أبي الحسن هي من مسائل البدع فمن خالف في مثل هذه المسائل يوصف بأنه صاحب بدعة فإن تبين عناده يوصف بأنه مبتدع ونحن نقول أبو الحسن كما وصفه الشيخ ربيع وغيره من المشايخ صاحب بدعة ومن المشايخ من تبين له ابتداعه وأنه يعاند ويكابر في قبول الحق فيوصف بأنه مبتدع على الاصطلاح الذي قررته قبل قليل فإذا كانت منازعة الأخوة في الأردن في أن لا يوصف بأنه مبتدع فنقول الأمر واضح إذاً وليعذروا من تبين لهم حال أبي الحسن ووصفه بأنه مبتدع أما إذا كان مرادهم نفي البدعة أصلاً فهذا خلاف البيان كما قررته قبل قليل ,والله أعلم.
8- السؤال الثامن : هل باب الجرح والتعديل يختص بعلم الرواية فقط وأن هذا الباب قد أغلق ؟
جواب الشيخ: علم الجرح والتعديل والكلام فيه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة طالما هناك إسلام لماذا؟ أقول باب الشهادات في القضاء والخصومات والمنازعات يقوم على أساس الجرح والتعديل فطالما هناك بشر فهناك اختلاف وهناك خصام وهناك نزاع وطالما هناك نزاع فهناك حكومات وقضايا وطالما هناك قضايا فلا بد من شهود والشهود لابد لهم من مزكين يزكونهم فالجرح والتعديل من حيث هو، لا يحدد بزمان ولا مكان إنما نقول طالما فيه إسلام قائم فيه جرح وتعديل. أدنى باب أذكره لك باب الشهادات معروف من أبواب الفقه وما يترتب عليه من أبواب القضاء والحكومات والنزاعات، أيضاً ما يتعلق بتطبيق أحكام الله Iمثلاً : قتل الصيد على المحرم (المثلية فيه) يحكم به اثنان ذوا عدل منكم مادام قال ذوا عدل معناه هؤلاء محتاجون إلى من يعدلونهم ويزكونهم فإذا جرحوا لم تقبل كلمتهم وهكذا أبواب أخرى في الشرع تقتضي الجرح والتعديل وعليه نقول الكلام في الرجال جرحاً وتعديلاً هو من العلوم المتعلقة بالإسلام وجوداً وعدماً فطالما هناك إسلام قائم هناك جرح وتعديل، وقس على هذا أبواب كثيرة من أبواب الفقه كلها لابد فيها من جرح وتعديل . خذ مثلاً باب طلب العلم وآداب طلب العلم، هذا الباب طالما فيه إسلام وعلم إسلامي يطلب لابد فيه من الجرح والتعديل قال أحد السلف : ( كانوا إذا أرادوا أن يسمعوا الحديث من شخص سألوا عنه حتى يظن الناس أنهم يريدوا أن يزوجوه) وقال الآخر: ( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) ما معنى هذا الكلام؟ معنى هذا الكلام أنك بحاجة إلى الجرح والتعديل طالما هناك علم إسلامي تطلبه . فمن قال أن الجرح والتعديل همو فقط خاص بسلسة رواة الأسانيد يعني بكتب الرواية فقط من قال بهذا!!! تطبيقات الأسلام تختلف مع هذا، أنت بحاجة إلى معرفة الجرح والتعديل في قضايا كثيرة جداً من المسائل التي يذكرها العلماء في باب الصلاة ثم الصلاة خلف صاحب البدعة، الكلام على صاحب البدعة هو الكلام في الجرح والتعديل , ما مرت عليك هذه المسألة في الصلاة، حكم الصلاة خلف أهل البدع ؟
السائل : لا! ما مرت عَلَيَّ !
الشيخ : الكلام في أحوال الناس في البدعة والسنة هو كلام في الجرح والتعديل , في باب الطب والعلاج، ينص العلماء أنه يقبل كلام الطبيب المسلم الثقة معناه قد يوجد طبيب مسلم ولكنه غير ثقة، ثقة وغير ثقة هذا كلام في الجرح والتعديل , حينما تأتي لأمور الدعوة يأتي داعية يقول هو داعية إسلامي ويريد أن يدعونا مثل قضية طلب العلم أن تعلم أن هذا الداعية زكاه أهل العلم أو لم يزكيه أهل العلم إذاً لا يقال يا أخي أن الجرح والتعديل انتهى أمره وانقضى زمانه وأنه هو متعلق بالرواية و الآن لا يوجد عندنا جرح وتعديل . الشيخ الألباني وهو علم من أعلام هذا العصر في الحديث وصف الشيخ ربيع بأنه حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر !! فلو كان هذا الوصف غير منطبق لكان أولى الناس بإنكاره وعدم استعماله على رجل[6] في هذا العصر الشيخ الألباني لأنه من أهل الاختصاص والله اعلم , وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
9- السـؤال التاسـع : نريد وصـية لطـلبة العـلم في ليبيا هنـا , وصـية تكـون مختصرة إن شاء الله , بارك الله فيك؟
الشيخ: أنا أوصي نفسي وإخواني بأن يلزموا السنة ويتبعوا الآثار وأن لا يبتدعوا وأنَّ عليهم بالأمر العتيق فقد كفوا كل شيء يجدون بأن الله ما ..[7].. هذه الأمور والفتن و الاشتغال بها وأن يلزموا كلام الأكابر من أهل العلم ويتركوا كلام هؤلاء الأصاغر الذين هم وصفهم أهل العلم بالبدعة ووصفهم أهل العلم بالخروج عن منهج السلف فإنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها , وأولها كان همهم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه . والله اعلم .
السائل : بارك الله فيك يا شيخ على هذه الكلمة الطيبة ونسأل الله أن يفيدنا بعلمك إن شاء الله
1 قال العلامة الألباني رحمه الله: ((فأريد أن أقول إن الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع أنها مفيدة ولا أذكر أني رأيت له خطأ، وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه)).
[2] أي علي حسن الحلبي .
[3] أي سليم الهلالي .
[4] أي علي الحلبي وسليم الهلالي وغيره من طلبة العلم بالشام .
[5] كما اعترف بعضهم بأن المغراوي عنده أخطاء منهجية واضحة وعليه أن يتراجع عنها في شريط مسجل .
[6] يعني حفظه الله استعمال لفظ ( حامل لواء الجرح والتعديل ) من العلامة المحدث الألباني رحمه الله على الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى .
[7] كلام غير مفهوم .
تعليق