إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

إشكال في مسألة إرادة الدنيا بعمل الآخرة--شرح الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إشكال في مسألة إرادة الدنيا بعمل الآخرة--شرح الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ذكر الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في شرح كتاب التوحيد في باب إرادة الدنيا بعمل الآخرة، التالي:
    والأعمال التي يعملها العبد ويستحضر فيها ثواب الدنيا على قسمين:
    القسم الأول: أن يكون العمل الذي عمله واستحضر فيه ثواب الدنيا وأراده ولم يرد ثواب الآخرة لم يرغِّب الشرع فيه بذكر ثواب الدنيا، مثل الصلاة والصيام ونحو ذلك من الأعمال والطاعات، فهذا لا يجوز له أن يريد به الدنيا ولو أراد به الدنيا فإنه مشرك ذلك الشرك.
    والقسم الثاني: أعمال رتب الشارع عليها ثوابا في الدنيا ورغّب فيها بذكر ثوابا لها في الدنيا، مثل صلة الرحم وبر الوالدين ونحو ذلك وقد قال عليه الصلاة والسلام «من سرَّه أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه»، فهذا النوع إذا استحضر في عمله حين يعمل هذا العمل استحضر ذلك الثواب الدنيوي، وأخلص لله في العمل، ولم يستحضر الثواب الأخروي، فهو داخل في الوعيد فهو من أنواع هذا الشرك؛ لكن إذا استحضر الثواب الدنيوي والثواب الأخروي معا، له رغبة فيما عند الله في الآخرة يطمع الجنة ويهرب من النار واستحضر ثواب هذا العمل في الدنيا، فإنه لا بأس بذلك؛ لأن الشرع ما رغب فيه بذكر الثواب في الدنيا إلا للحض عليه «فمن قتل قتيلا فله سلبه» فقتل القتيل في الجهاد لكي يحصل على السلب هذا؛ ولكن قصده من الجهاد الرغبة فيها عند الله جل وعلا مخلصا فيه لوجه الله، لكن أتى هذا من زيادة الترغيب له ولم يقتصر على هذه الدنيا، بل قلبه معلق أيضا بالآخرة، فهذا النوع لا بأس به ولا يدخل في النوع الأول مما ذكره السلف في هذه الآية.

    سؤالي:
    أنا فهمت من كلام الشيخ -حفظه الله- أن العمل إذا كان مما لم يرغب فيه الشارع بثوابٍ دنيوي كالصلاة والصيام فاستحضار الثواب الدنيوي(وإن كان مع الثواب الأخروي) يكون شركاً أصغر.
    أما الأعمال التي رغب فيها الشارع بذكر الثواب الأخروي فهذا فيه تفصيل وهو :
    إن استحضر الثواب الأخروي دون الثواب الدنيوي---كان شركاً أصغر
    إن استحضر الثواب الدنيوي والأخروي معاً--لا يكون شركاً

    فهل فهمي صحيح؟

    ثانياً: الشيخ عبدالكريم الخضير في شرح زاد المستقنع ، قال: أن تشريك العبادة بمباح جائز
    مثاله: رجل نصحه الطبيب بترك الأكل والشرب فقال اجمع بين ذلك وبين الصيام.
    -----------------------
    وحصل لي بهذا إشكال!!
    أرجو التوضيح لي بارك الله فيكم وأعتذر إن كان هناك خلط في المسائل لكوني طالبة علم مبتدئة.

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة أم مجاهد السنية مشاهدة المشاركة

    سؤالي:
    أنا فهمت من كلام الشيخ -حفظه الله- أن العمل إذا كان مما لم يرغب فيه الشارع بثوابٍ دنيوي كالصلاة والصيام فاستحضار الثواب الدنيوي(وإن كان مع الثواب الأخروي) يكون شركاً أصغر.

    ( هنا يجب استحضار الثواب الأخروي فقط) وإشراك المترتبات الدنيوية يكون شرك).
    أما الأعمال التي رغب فيها الشارع بذكر الثواب الأخروي ( والدنيوي) فهذا فيه تفصيل وهو :
    هنا عكستي الأمر:
    إن استحضر الثواب الأخروي دون الثواب الدنيوي---كان شركاً أصغر
    إن استحضر الثواب الدنيوي والأخروي معاً--لا يكون شركاً
    المفروض:
    إن استحضر الثواب الدنيوي دون الثواب الأخروي فهنا وقع في الشرك.
    وإن استحضر الثواب الأخروي مع الدنيوي فهنا سلم من الشرك كون الشارع رغب في ذلك بذكر الثواب الدنيوي المترتب على فعل العمل الصالح
    أما السؤال الثاني فالشيخ وضحه حيث أنه قال أنه جائز و أن أجره أقل وضرب بعض الأمثله منها:

    الشخص الذي أمر بكثرة المشي فقال: بدلاً من أن أجوب الأسواق طولاً وعرضاً أطوف، أحصل على ما أريد، وأحصل على الأجر أجر الطواف، نقول: يؤجر على طوافه؛ لأنه ما عدل من هذا إلى ذاك إلا طلباً للثواب، وما عدل عن الحمية وترك الطعام والشراب من غير صيام إلى الصيام إلا قاصداً بذلك وجه الله -سبحانه وتعالى-، نعم أجره أقل.

    وهذا نص شرح الشيخ في هذه المسألة:



    ، لكن من نصح بترك الأكل والشرب قيل له: لا بد من الحمية، فقال: بدلاً من أن أحتمي أصوم، والناهز له والباعث له على هذا الصيام الحمية، يؤجر وإلا ما يؤجر؟ نقول: هذا تشريك في العبادة، لكنه تشريك بمباح.

    نعم لا شك أن الذي ينهزه إلى الصيام الرغبة فيما عند الله -سبحانه وتعالى- أكمل وأفضل، لكن الذي نصح بالحمية نصحه الطبيب أن لا يكثر الأكل، قال، كما يقول العوام حج وقضينا حاجة، نحتمي وأصوم، أحصل الأجر، وأحصل الصحة، نقول: هذا تشريك في العبادة، لكنه تشريك بمباح، وهو جائز.

    ومسألة التشريك في العبادة تحتاج إلى شيء من التفصيل والبسط والتمثيل والتنظير، تشريك عبادة بعبادة له حكم، تشريك عبادة بمباح له حكم، تشريح عبادة بمحرم له حكم.

    الشخص الذي أمر بكثرة المشي فقال: بدلاً من أن أجوب الأسواق طولاً وعرضاً أطوف، أحصل على ما أريد، وأحصل على الأجر أجر الطواف، نقول: يؤجر على طوافه؛ لأنه ما عدل من هذا إلى ذاك إلا طلباً للثواب، وما عدل عن الحمية وترك الطعام والشراب من غير صيام إلى الصيام إلا قاصداً بذلك وجه الله -سبحانه وتعالى-، نعم أجره أقل.

    الإمام إذا أطال الركوع من أجل الداخل تشريك في العبادة، إطالة الركوع كان الإمام ناوي أن يسبح سبع مرات، سمع الباب فتح فقال في نفسه: لعل هذا يدرك هذه الركعة، فسبح عشر مرات من أجل الداخل، الجمهور على أنه لا بأس بذلك، وهو من باب الإحسان إلى أخيه، وإن أدخله المالكية في الممنوع، في الممنوع؛ لأنه أطال الصلاة من أجل فلان، فيدخل في الممنوع، لكن إذا جاز تقصير الصلاة من أجل بكاء الطفل من أجل أمه، فإنه يجوز تطويلها نعم مع عدم طروء الرياء من أجل الإحسان إلى هذا الداخل من باب أولى، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يدخل في الصلاة يريد إطالتها، فإذا سمع بكاء الصبي خفف، رأفة به وبأمه، -عليه الصلاة والسلام-، وهذا فعله وهو المعصوم، المشرع.


    ...............................
    كتبت هذا الكلام من باب المدارسة فقط وإن كان هناك خطأ فأتوب إلى الله ورسوله وأرجوا التصويب...


    التعديل الأخير تم بواسطة أم البراء; الساعة 02-Jul-2010, 03:51 PM.

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيكِ أختي أم البراء على توضيحك

      نعم أنا فهمت كلام الشيخ صالح حفظه الله كما وضحتِ أنتِ والخطأ وقع مني أثناء الكتابة فقط

      وأيضاً فهمت كلام الشيخ عبدالكريم حفظه الله

      ولكن سؤالي الآن؟
      هل الراجح تشريك العمل الذي لم يرغب فيه الشارع بثواب دنيوي (مثل الصوم والصلاة)بأمر دنيوي ينقص الأجر أم يوقع الشخص في الشرك الأصغر؟
      لأنه على كلام الشيخ صالح أنه يوقع في الشرك وعلى كلام الشيخ عبدالكريم الخضير أنه ينقص الأجر إذا كان في أمر مباح.

      تعليق


      • #4
        جزاكما الله خيرا على الموضوع القيم والذي يحتاج فعلا للتوضيح والبيان حاله حال مسائل مشابهة في أمر النية والإخلاص
        *تنبيه لأختي أم البراء ..ورد في آخر مشاركتك الأولى هذه العبارة وأظنها سبق قلم (..فأتوب إلى الله ورسوله)فأرجو تعديل العبارة حتى لايتوهم المعنى العقدي الخاطئ من كلمة ورسوله . نفع الله بكم

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا أختي أم عبد البر على التنبيه... ووفقك الله وزادك علما وفقها..

          وهذه بعض الفتاوى:

          إشكال: ما الجواب عن قول عائشة: (أتوب إلى الله وإلى رسوله)؟!

          إشكال: التوبة عبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى، لكن ما الجواب عن قول عائشة رضي الله عنها في حديث النمرقة في الصحيحين: ( أتوب إلى الله وإلى رسوله)؟!

          لمعرفة الجواب اقرأ الآتي:

          هل يجوز قول تبت لله والرسول؟

          السؤال : هل يجوز قول : (تبت لله والرسول) ، و(أستودعك الله ورسوله) في الوداع ، و(حسبنا الله والنبي) ، في الأذكار ؟

          الجواب :
          الحمد لله
          " التوبة والإنابة قربة أمر الله بها في قوله : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور/31 ، وقوله : (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) الزمر/54 ، فلا يكون ذلك لأحد من خلقه ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، وكذا الحسب والكفاية لا يكونان إلا من الله تعالى ، ولذلك أثنى الله على أهل التوحيد ، حيث أفردوه بالحسب ، فقال تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) آل عمران/173 ، ولم يقولوا : حسبنا الله ورسوله.

          قال ابن القيم رحمه الله في تفسير قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ)الأنفال/64 ، أي : الله كافيك ، وكافي أتباعك ، فلا تحتاجون معه إلى أحد . وذكر أن هذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، ثم خَطَّأ من قال : المعنى : حسبك الله وحسبك المؤمنون ، وعلل ذلك بأن الحسب والكفاية لله وحده ، كالتوكل والتقوى والعبادة ، قال الله تعالى : (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) الأنفال/62 ، ففرق بين الحسب والتأييد ، فجعل الحسب لله وحده ، وجعل التأييد له بنصره وبعباده ، وأثنى على أهل التوحيد من عباده ، حيث أفردوه بالحسب ، فقال تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) آل عمران/173 ، ولم يقولوا حسبنا الله والرسول ، ونظير هذا قوله ، (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) التوبة/59 ، فتأمل كيف جعل الإيتاء لله والرسول ، وجعل الحسب له وحده فلم يقل : ( وقالوا حسبنا الله ورسوله) بل جعله خالص حقه ، كما قال : (إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) التوبة/59 ، فجعل الرغبة إليه وحده ، كما قال : (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) الشرح/8 ، فجعل الرغبة والتوكل والإنابة والحسب لله وحده ، كما أن العبادة والتقوى والسجود والنذر والحلف لا يكون إلا له سبحانه وتعالى . اهـ .

          وبهذا يعلم أن ما يقوله بعض الناس عند التوبة : (تبت إلى الله والرسول) أمر لا يجوز ، وكذا قولهم : (حسبنا الله والنبي) لا يجوز ، بل ذلك شرك ، وكذا قول بعضهم في وداع المسافر : (أستودعك الله ورسوله) ؛ لما رواه أبو داود والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أنه كان يقول للرجل إذا أراد سفراً : ادن مني أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا ، فيقول : (أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ) .

          وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
          اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .


          الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد الله بن غديان .
          "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (24/29 .




          لكن ما الجواب عن حديث عائشة في الصحيحين أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ فَعَرَفْتُ أَوْ فَعُرِفَتْ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ فَمَاذَا أَذْنَبْتُ...؟

          الجواب:
          كما قُرر لنا أن التوبة عبادة من أجل العبادات وأعظمها شأنا ، ولا يجوز أن تبذل لغير الله - شأنها في ذلك شأن كل عبادة - سواء كان هذا الغير نبيا مرسلا ، أو ملكا مقربا ، أو عبدا صالحا ، وهي التوبة الشرعية التي في قوله تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [النور/31] .

          وأما ما ورد في الحديث من قول عائشة رضي الله عنها : ( أتوب إلى الله وإلى رسوله ):

          فالتوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محمولة على معناها اللغوي لا الشرعي الاصطلاحي ، ومعناها الرجوع عن الخطأ ، فهي رضي الله عنها أرادت أنها راجعة عن خطئها في حق الله وفي حق رسوله ، إن كانت أخطأت ، مستغفرة من ذنبها، إن كانت أذنبت.

          قال الطيبي رحمه الله :
          " فيه أدب حسن من عائشة رضي الله عنها ، حيث قدمت التوبة على اطلاعها على الذنب " .
          "شرح مشكاة المصابيح" للطيبي (8/274) .

          وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
          أن التوبة لا شك عبادة ، ولكن هذا من التوبة اللغوية ، والتوبة اللغوية تكون عبادة وغير عبادة ، ولهذا فصلتها رضي الله عنها وقالت : (وإلى رسوله) فأعادت حرف الجر لتكون توبة متميزة عن التوبة الأولى .

          ويؤيد هذا المسلك أن التوبة في اللغة تعنى الرجوع ، قال ابن فارس رحمه الله :
          " التاء والواو والباء كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على الرُّجوع . يقال تابَ مِنْ ذنبه ، أي رَجَعَ عنه "
          انتهى . "مقاييس اللغة" (1/326) .

          قال القاري :
          " وفي إعادة "إلى" دلالة على استقلال الرجوع إلى كل منهما " انتهى .
          "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (13/ 234) .

          وليعلم أن هذه التوبة إنما تصح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ، أما بعد مماته فلا يصح أن يقال : أتوب إلى رسول الله .

          قال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله :
          " الرسول يتاب إليه في حياته ، مثل ما قالت عائشة رضي الله عنها ، لما دخل عليها في الصحيح ، ولما أراد أن يدخل وعلى الباب ستر فيه صورة فامتنع من الدخول فقالت عائشة : ماذا أذنبت ، أتوب إلى الله وإلى رسوله .
          أتوب إلى الله - يعني- من معصية الله ، وأتوب إلى رسوله مما أخطأت في حقه ، هذا في حياته ، لكن بعد وفاته ما يقال : أتوب إلى رسول الله بل يقال : أتوب إلى الله " انتهى .

          والله تعالى أعلم.

          منقول بتصرف.



          منقول من منتديات المحجة

          تعليق

          يعمل...
          X