المراد بإحصاء أسماء الله الحسنىٰ
الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
في حديث أسماء الله الحسنىٰ ورد قوله: (من أحصاها)، ما معنى: (أحصاها)؟
الجواب:
الحديث الذي ذكره أخونا في سؤاله؛ هو قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة))؛ ومعنى (أحصاها): عرفها لفظًا ومعنى، وتعبد لله بمقتضاها.
فمثلاًَ: يعرف أنَّ الله -تعالىٰ- من أسمائه: (الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الغفور، الرحيم، السميع، البصير) إلى آخره.
فيعرف؛ أولاً: الاسم.
ويعرف ثانيًا: معنى الاسم، ويثبته لله -عزَّ وجلَّ-؛ فالسميع معناه: أنه المتصل بالسمع، فهو سميعٌ ويسمع.
الثالث: أن يتعبد لله بمقتضاه، فإذا علم أن من أسماء الله السميع، وأن السميع بمعنى: ذي السمع؛ فإنه يتعبد لله بمقتضى هٰذا؛ أي: أنه لا يقول قولاً يكون فيه غضب الله؛ وإنما يتكلم بما يرضي الله -تبارك وتعالىٰ-.
ولهٰذا لو عرفها لفظًا ولم يعرفها معنىً لم يستفد، ولو عرفها لفظًا وأنكر معناها -كما تقول المعتزلة- لم يكن أحصاها، ولو عرفها لفظًا ومعنىً ولكن لم يتعبد لله بمقتضاها فإنه ليس محصيًا لها؛ ويدل لهٰذه الشروط الثلاثة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحصاها دخل الجنة)) ودخول الجنة ليس بالأمر السهل؛ فلابدَّ أن يكون هٰذا الإحصاء متضمنًا لهٰذه الأمور الثلاثة:
الأول: معرفة الاسم.
والثاني: معرفة معناه.
والثالث: العمل بمقتضاه.
المصدر: لقاء الباب المفتوح: (87/ 25).
نقلا من:المنتقى من درر فتاوى العلماء
هنا
نقلا من:المنتقى من درر فتاوى العلماء
هنا