السلام عليكم ورحمة الله...
هذا مشاركة كنت قد وضعتها في مصر السلفية حيث نقل أخٌ فتوىً للشيخ ابن باز -رحمه الله- صرح فيها أن التمائم من القرآن شرك أصغر، ثم نقل آخر كلاما للعثيمين -رحمه الله- في خصوص المسألة ؛ ومعلوم اختلاف الشيخين في هذه المسألة ، فأحببت
أولاً: التنبيه على الخلاف بين الشيخين
ثانيا: تحقيق القول في المسألة حسب ما علق في ذاكرتي مما مضى من البحث فيها ولم أستطرد لضيق وقتي هذه الأيام لكن كما يقال ما لا يدرك كله لا يترك كله, لكن قبل هذا:
أنصح نفسي وإخواني بدراسة العقيدة والتدقيق في ذلك، وأن يحرروا مسائلها ؛ فعليهم بتفهُّم كل مسألة والنظر في أدلتها ...هذا إن أردت أخي أن تقارع أهل الباطل! أو تبرز في هذا الفن، وهكذا عليك بتقليب النظر والفكر فيما يرد من الإشكالات على ما يُلقى عليك من التقريرات، ثم البحث هل لهذه القاعدة دليل معتبر شرعا ؟
أما إن اقتصرت على التلقي دون تأمل وبحث فحتى لو قرأت كل شروح كتاب التوحيد فلن تجد إلا نفس المسائل غالبا، وسيدخل عليك الملل وحسن الظن بنفسك ، فتظن بنفسك الكفابة من هذا الفن ولكن مع إيراد الإشكالات، والبحث عن الدليل، ووجه الاستدلال، وهل هناك مخالف؟ وهكذا! تنشط للبحث والتنقيب والنظر في كلام أهل العلم في هذه المسألة .. والآن مع الموضوع وعذراً على الإطالة:
السلام عليكم ورحمة الله...
ملاحظة: لن أتعرض لمن قال بالكراهة, فسبب هذه المشاركة القديمة هو توضيح الخلاف بين الشيخين لا أكثر.
أحببت تنبيه إخواني للفرق بين فتوى الشيخ ابن باز من جهة والشيخ العثيمين و الشيخ صالح آل الشيخ وغيرهم من جهة أخرى -رحم الله حيهم وميتهم- وهذا الفرق ينبغي على طالب العلم التنبه له وكذا ينبغي على طالب العلم تحقيق مسائل العقيدة وبحثها والنظر في الأدلة، والفرق الذي في كلامهم هو أنّ الشيخ ابن باز رحمه الله يرى أن تعليق التمائم من القرآن شركا أصغر فتنبه هو بقول: شرك أصغر. لا بدعة!، وكثير من أهل العلم يقولون هو بدعة ولا يصل لحد الشرك وهو أدنى من تعليق التمائم من غير القرآن وعللوا قولهم هذا بأنّ التمائم فيها تعلق القلب بكلام الله وكلام الله منه سبحانه فالقلب لم يتعلق أو يتجه لغير الله سبحانه كما في التمائم من غيره حتى نقول هي شرك أصغر، ولكن يرد عليهم أنّ علة القول بمنعها هو كونها من الأسباب التي لم يشرعها الشارع، وهم يجعلون كب سبب لم يشرعه الشارع من الشرك.
لكن قد يورد المخالف أن القرآن سبب شرعي للاستشفاء كما قال الله تعالى ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً ))الإسراء82
فإما أن تتمسك بكون هذه الطريقة المعينة في الاستشفاء مبتدعة، وبهذا ترجع عن القول بالشرك الأصغر أو تتمسك بظاهر الحديث وتقول له القرآن لا شك يجوز الاستشفاء به على وجه الرقية لا كتميمة والتفريق بينهم في الحديث ظاهر كما سيأتي، فالآية لا تدخل في عموم الحديث ابتداءً ولا العكس.
هذا إن كانت من القرآن أما إن كانت بأسماء الله وغيرها فليس له وجه في الرد عليك. لكن يبقى إشكال وهو أن هذه القاعدة ليست آية أو حديث وإنما هي من كلام بعض أهل العلم الذين أرادوا أن ضبط الشرك الأصغر, وكما قال الشيخ صالح آل الشيخ (هي جيدة بالجملة لكن يشكل خروج بعض المسائل عنها) فهكذا يكون استدلالنا فيه ضعف وقصور من هذا الوجه.
لكن يبقى معنا شيء وهو قول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) صححه الشيخان الألباني ومقبل -رحمهم الله- من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، والتمائم هنا محلاة بـ (أل) فهي تفيد العموم ولا يوجد دليل على خروج التمائم من القرآن أو من غيرها،، لكن يبقى فهم وجه الشرك فيها؟! فالقلب هنا لم يتعلق بغير الله وإنما تعلق بكلامه! ، وكذلك مَن استدل بالآية له وجه في كون هذه بدعة لكن لا تصل لحد الشرك، ففرق بين سبب أصله مشروع وآخر مخترع؟!
فلعل الله أن يمن علينا من فضله ويفهمنا، ولعلنا نجد مع مضي الزمان كلاما لأهل العلم يوضح ما غاب عنّا وجهه، ولكن الذي لا أشك فيه أنّ عموم الحديث أحب إلينا ، وكذا قول الشيخ ابن باز -رحمه الله- هو الأحب إليّ والله المستعان فتكون المسألة هكذا:
1- إذا كان المعلق من غير القرآن وأسماء الله سبحانه فهو شرك أصغر لا إشكال فيه لعموم الحديث.
2-إذا كان المعلق فيه أسماء الله ففيه إشكال من جهة أن هذه أسماء الله والمعلق لم يتعلق بغير الله فما وجه الشرك/ والرد على هذا أننا غير ملزمين في معرفة وجه الشرك/ ولكنّا ملزمين باتباع عموم الحديث وكلام الله عزوجل، فمن ظهر له وجه الشرك كان من الله نعمة وفضلاً ومن لم يظهر له قال آمنت بالله.
3- إذا كان المعلق من القرآن فهذا الخلاف في نظري فيه أقوى حيث قد وردت آيات بالاستشفاء والرقية بالقرآن، وهكذا يتكرر هنا الاعتراض السابق بل هو أقوى هنا من لكن قد بينت وجه الرد عليه فيما سبق وعموم الحديث يقتضي هذا والله يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا وقول الشيخ ابن باز أحب إليّ والله المستعان....
هذا مشاركة كنت قد وضعتها في مصر السلفية حيث نقل أخٌ فتوىً للشيخ ابن باز -رحمه الله- صرح فيها أن التمائم من القرآن شرك أصغر، ثم نقل آخر كلاما للعثيمين -رحمه الله- في خصوص المسألة ؛ ومعلوم اختلاف الشيخين في هذه المسألة ، فأحببت
أولاً: التنبيه على الخلاف بين الشيخين
ثانيا: تحقيق القول في المسألة حسب ما علق في ذاكرتي مما مضى من البحث فيها ولم أستطرد لضيق وقتي هذه الأيام لكن كما يقال ما لا يدرك كله لا يترك كله, لكن قبل هذا:
أنصح نفسي وإخواني بدراسة العقيدة والتدقيق في ذلك، وأن يحرروا مسائلها ؛ فعليهم بتفهُّم كل مسألة والنظر في أدلتها ...هذا إن أردت أخي أن تقارع أهل الباطل! أو تبرز في هذا الفن، وهكذا عليك بتقليب النظر والفكر فيما يرد من الإشكالات على ما يُلقى عليك من التقريرات، ثم البحث هل لهذه القاعدة دليل معتبر شرعا ؟
أما إن اقتصرت على التلقي دون تأمل وبحث فحتى لو قرأت كل شروح كتاب التوحيد فلن تجد إلا نفس المسائل غالبا، وسيدخل عليك الملل وحسن الظن بنفسك ، فتظن بنفسك الكفابة من هذا الفن ولكن مع إيراد الإشكالات، والبحث عن الدليل، ووجه الاستدلال، وهل هناك مخالف؟ وهكذا! تنشط للبحث والتنقيب والنظر في كلام أهل العلم في هذه المسألة .. والآن مع الموضوع وعذراً على الإطالة:
السلام عليكم ورحمة الله...
ملاحظة: لن أتعرض لمن قال بالكراهة, فسبب هذه المشاركة القديمة هو توضيح الخلاف بين الشيخين لا أكثر.
أحببت تنبيه إخواني للفرق بين فتوى الشيخ ابن باز من جهة والشيخ العثيمين و الشيخ صالح آل الشيخ وغيرهم من جهة أخرى -رحم الله حيهم وميتهم- وهذا الفرق ينبغي على طالب العلم التنبه له وكذا ينبغي على طالب العلم تحقيق مسائل العقيدة وبحثها والنظر في الأدلة، والفرق الذي في كلامهم هو أنّ الشيخ ابن باز رحمه الله يرى أن تعليق التمائم من القرآن شركا أصغر فتنبه هو بقول: شرك أصغر. لا بدعة!، وكثير من أهل العلم يقولون هو بدعة ولا يصل لحد الشرك وهو أدنى من تعليق التمائم من غير القرآن وعللوا قولهم هذا بأنّ التمائم فيها تعلق القلب بكلام الله وكلام الله منه سبحانه فالقلب لم يتعلق أو يتجه لغير الله سبحانه كما في التمائم من غيره حتى نقول هي شرك أصغر، ولكن يرد عليهم أنّ علة القول بمنعها هو كونها من الأسباب التي لم يشرعها الشارع، وهم يجعلون كب سبب لم يشرعه الشارع من الشرك.
لكن قد يورد المخالف أن القرآن سبب شرعي للاستشفاء كما قال الله تعالى ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً ))الإسراء82
فإما أن تتمسك بكون هذه الطريقة المعينة في الاستشفاء مبتدعة، وبهذا ترجع عن القول بالشرك الأصغر أو تتمسك بظاهر الحديث وتقول له القرآن لا شك يجوز الاستشفاء به على وجه الرقية لا كتميمة والتفريق بينهم في الحديث ظاهر كما سيأتي، فالآية لا تدخل في عموم الحديث ابتداءً ولا العكس.
هذا إن كانت من القرآن أما إن كانت بأسماء الله وغيرها فليس له وجه في الرد عليك. لكن يبقى إشكال وهو أن هذه القاعدة ليست آية أو حديث وإنما هي من كلام بعض أهل العلم الذين أرادوا أن ضبط الشرك الأصغر, وكما قال الشيخ صالح آل الشيخ (هي جيدة بالجملة لكن يشكل خروج بعض المسائل عنها) فهكذا يكون استدلالنا فيه ضعف وقصور من هذا الوجه.
لكن يبقى معنا شيء وهو قول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) صححه الشيخان الألباني ومقبل -رحمهم الله- من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، والتمائم هنا محلاة بـ (أل) فهي تفيد العموم ولا يوجد دليل على خروج التمائم من القرآن أو من غيرها،، لكن يبقى فهم وجه الشرك فيها؟! فالقلب هنا لم يتعلق بغير الله وإنما تعلق بكلامه! ، وكذلك مَن استدل بالآية له وجه في كون هذه بدعة لكن لا تصل لحد الشرك، ففرق بين سبب أصله مشروع وآخر مخترع؟!
فلعل الله أن يمن علينا من فضله ويفهمنا، ولعلنا نجد مع مضي الزمان كلاما لأهل العلم يوضح ما غاب عنّا وجهه، ولكن الذي لا أشك فيه أنّ عموم الحديث أحب إلينا ، وكذا قول الشيخ ابن باز -رحمه الله- هو الأحب إليّ والله المستعان فتكون المسألة هكذا:
1- إذا كان المعلق من غير القرآن وأسماء الله سبحانه فهو شرك أصغر لا إشكال فيه لعموم الحديث.
2-إذا كان المعلق فيه أسماء الله ففيه إشكال من جهة أن هذه أسماء الله والمعلق لم يتعلق بغير الله فما وجه الشرك/ والرد على هذا أننا غير ملزمين في معرفة وجه الشرك/ ولكنّا ملزمين باتباع عموم الحديث وكلام الله عزوجل، فمن ظهر له وجه الشرك كان من الله نعمة وفضلاً ومن لم يظهر له قال آمنت بالله.
3- إذا كان المعلق من القرآن فهذا الخلاف في نظري فيه أقوى حيث قد وردت آيات بالاستشفاء والرقية بالقرآن، وهكذا يتكرر هنا الاعتراض السابق بل هو أقوى هنا من لكن قد بينت وجه الرد عليه فيما سبق وعموم الحديث يقتضي هذا والله يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا وقول الشيخ ابن باز أحب إليّ والله المستعان....
هذا ما أحببت مشاركتكم إياه والله المستعان....
هذا مقتطف من فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله:
((أما إذا كانت من غير القرآن فلا خلاف في منعها للأدلة المذكورة . والصواب :أن التمائم من القرآن ممنوعة أيضا لعموم الأحاديث ، ولما في منعها من الحيطة وسد الذرائع الموصلة إلى الشرك ، وهي من الشرك الأصغر كما تقدم ))ا.هـ مجموع الفتاوى
وهذا مقتطف من فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله:
((إذا كان المعلق من القرآن هل هو جائز أم لا فكرهه ابن مسعود وجماعة وهذا أقرب إلىالإخلاص والتوكل على الله عز وجل وأجازه آخرون وأما ما ليس من القرآن فلا يجوز))((أما إذا كانت من غير القرآن فلا خلاف في منعها للأدلة المذكورة . والصواب :أن التمائم من القرآن ممنوعة أيضا لعموم الأحاديث ، ولما في منعها من الحيطة وسد الذرائع الموصلة إلى الشرك ، وهي من الشرك الأصغر كما تقدم ))ا.هـ مجموع الفتاوى
وهذا مقتطف من فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله:
وفي شرح كتاب التوحيد قال:
((وأما الخط: وهي أوراق من القرآن تجمع وتوضع في جلد ويخاط عليها، ويلبسها الطفل على يده أو رقبته؛ ففيها خلاف بين العلماء.
وظاهر الحديث: أنها ممنوعة، ولا تجوز.))
وللشيخ العثيمين كلام آخر ظاهره أن الشيخ يقول بالكراهة التنزيهية:
((
وظاهر الحديث: أنها ممنوعة، ولا تجوز.))
وللشيخ العثيمين كلام آخر ظاهره أن الشيخ يقول بالكراهة التنزيهية:
((
الحالة الثالثة: أن نعلم أن المكتوب فيها من القرآن أو من الأدعية النبوية، فهذه فيها خلاف بين السلف والخلف، فمنهم من أجازها مستدلاً بعموم قوله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:82] فيقول: (ما هو شفاء) مطلق للمبين، فكل شيءٍ من القرآن يستشفي به الإنسان ويشفى فهو حق وأجاز ذلك، ومنهم من منعها وقال: إنها مكروهة كراهة تحريم أو كراهة تنزيه؛ لعموم النهي عن التمائم (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) فتكون ممنوعة، فمنهم من قال: إنها كراهة تنزيه، ومنهم من قال: إنها كراهة تحريم، ولا شك أننا إذا جعلناها قسماً من الشرك فإنها تكون محرمة؛ لأن الشرك محرم صغيره وكبيره، ووجه ذلك: أن الإنسان إذا علقها تعلق قلبه بها ونسي القراءة المشروعة والتعوذات المشروعة، بل وربما يتعلق قلبه بها تعلقاً تاماً ينسى بها الخالق، ولهذا جاء النهي عنها. وأما الكراهة في قول النخعي: كانوا يكرهون، فالكراهة في العرف السابق في سلف هذه الأمة للتحريم إلا إذا صرحوا بأنها كراهه تنزيه. أما الكراهة عند المتأخرين بعد أن كتبوا في أصول الفقه وألفوا وفرعوا وأكثروا، فإن الكراهة عندهم للتنزيه وليست للتحريم. والذي أرى في التمائم المكتوبة من القرآن أن تجنبها أولى ولكنها ليست حراماً))ا.هـ المراد من الباب المفتوح المجلد الأول.
والشيخ العثيمين -رحمه الله- كأنه لم يطمئن إلى القول بالتحريم ومن راجع فتاواه في هذه المسألة في اللقاء الشهري أو لقاء الباب المفتوح أو كلامه في شرح كتاب التوحيد علم هذا، بل الشيخ يظهر والله أعلم يميل للقول بالكراهة فقط دون التحريم.
هذا كتبته قبل سنين والآن أجدني أقرب لكلام العثيمين وصالح آل الشيخ والجماهير لعدة أوجه منها ما نقلته في الأسفل من الإجماع المحكي فيها والله أعلم
9/4/2012
تعليق