السائل:يقول في قول الله تعالى {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} هل يدخل في معناها أن الإنسان إذا أدى الأركان الخمسة يكونُ عند الله مسلمًا حتى لو كان في قلبه شكّ في العقيدة أو في بعض جزئياتها؟
الشيخ حفظه الله: يا أخي الآية في سورة الحجرات قال الله ـ جل وعلا ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ }،{ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} هذا لبيان فرق بين الإيمان والإسلام فإن الإسلام التزام بأركان الإسلام الظاهرة.
والإيمان إذا ذكر مع الإسلام صار الإيمان حقيقة أعمال القلب الباطنة، وحقيقة الإسلام أعمال الجوارح الظاهرة، وإن نُكِر أحدهما دخل في ضمنه الآخر.
فالأعراب حدِيثَّي الإسلام قالوا أمنا وهذه اللفظة تدل على كمال إنقياد وكمال استسلامهم وقيامهم بكل الواجبات.
ولمَّا كان الأمر ليس كذلك لا يزالوا حدِيثَّي عهد بالإسلام ولم يفقهوا من الدين ما فقهوا من قبلهم، وليس عندهم كمال إيمانٕ ويقين، إنمَّا هم هم حدِيثَّي عهد باسلام قال الله {ولَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} يعني أنتم لا تزالون في أول الطريق فقولوا أسلمنا لأن الإسلام بمجرد هو نطقكم بالشهادتين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله.
لكن ما تسمى مؤمنًا إلا إذا إلتزمت أركان الإسلام و الإيمان وقمت بها خير قيام،
فمرحلة الإيمان فوق الإسلام.
الإسلام أصله مجرد النطق بالشهادتين وقد يؤدي الصلاة والزكاة وهو مسلمٌ وفيه شيئ من الإيمان ولكن الإيمان حقًا ـ الإيمان الذي نُفِي عنهم ـ هو الإيمان الذي حقيقته الالتزام الظاهر والباطن فهؤلاء لا يزالون في أول الطريق فلدا قيل لهم {قُولُوا أَسْلَمْنَا}.
السائل:هل يدخل في معناها أن الإنسان إذا أدى الأركان الخمسة يكونُ عند الله مسلما حتى لو كان في قلبه شكّ في العقيدة أو في بعض جزئياتها؟
الشيخ حفظه الله: لا يا أخي الشك في العقيدة لا يكون مسلمَا من قال أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدًا رسول الله، وقال عندي شكٌ في أنها تقضي وجوب إفراد الله بجميع أنواع العبادة،أو قال أنا في شك من أن محمدًا رسول الله للخلق كلهم.
هذا ما يكون مسلمًا ، ما يكون مسلمًا، الشك ينافي الإسلام ولهذا قال العلماء من شروط صحة لا إله إلا الله اليقين المنافي للشك، اليقين المنافي للشك،فمن قال لا إله إلا الله لابد أن يكون عالمًا بحقيقتها فلا يكون جهلاً، ولابد أن يكون موقنًا فلا يكون شاكًا، ولا بدأن يكون صادقًا فلا يكون كذبا،ولا بد قابلاً لها فلا يكون رادًا، ولابد أن يكون محبًا لها فلا يكون مبغضًا لها.
فالشك في العقيدة ينافي أصل العقيدة، لكن هؤلاء الأعراب ليس عندهم شك ولكنهم حديثُوا عهدً بإسلام ووصفوا أنفسهم بالإيمان, والإيمان لم يتمكن من القلب إذا لم يكن عندهم علم راسخٌ بحقيقة الإيمان والإنقياد.
المصدر تم تفريغه من فتوى صوتية لسماحة المفتي عبد العزيز آل شيخ ـ حفظه الله ـ
للحفظ والإستماع بارك الله بك
تعليق