بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: سؤال: فضيلة الشيخ : ما هو ضابط العذر بالجهل ؟
الـجــواب:
الجواب: الجاهل هو الذي لم تبلغه الحجّة ,إما أن يكون حديث عهد بالإسلام وترك عملا من الأعمال من أركان الإسلام وغيره لأنه لم يتعلم إلى الآن الإسلام ,هذا مثلا لو أسلم وما اعتقد وجوب الزكاة أو الحج أو ما شاكل ذلك لأنه ما بلغه أيّ نص ولا علمه المسلمون ؛هذا يُعذر بالجهل ,بارك الله فيكم .
أو كان في بلد ناءٍ عن بلاد العلم والإسلام والعبادة والتوحيد وما شاكل ذلك ,يعيش في غابة من الغابات في أوساط إفريقيا أو في بلاد ما وراء الهند ,بلاد الجهل والضياع والضلال ,فهذا قد يُعذر بالجهل في بعض الأشياء التي لم تبلغه ,إذا قصّر فيها لا نكفِّره نعلمه ونبين له ؛نقول له : أنت لماذا لا تزك ؟ لماذا لا تحج ؟ يقول : ليس واجب علي نقول له : بلى ,يجب عليك والدليل كذا وكذا ,فهذا قبل أن تبلغه الحجة جاء جاهلا ويُعذَر بجهله .
أما الذي يعيش في ديار الإسلام وفي أوساط أهل العلم والدين والخير ,هذا لا يُعذَر لأنه في الغالب يكون مُعْرِضًا ؛لا يريد الحقّ بارك الله فيكم .
أهل الفترة والمجانين والصبيان والذين لم تبلغهم الحجّة كلهم معذورون ويمتحنون يوم القيامة ؛لا نكفرهم ولا يُدْخِلهم الله النار إلاّ بعد أن يبعث إليهم رسولا يختبرهم ,يقول لهم : أدخلوا النار ,فمن استعدّ لدخول النار هذا آمن وصدّق و نجا ,ومن أبا وردّ رسالة هذا الرسول يدخل النار ,ثم يأتي بعد ذلك أهل الفترة فيقولون : ما جاءنا من نذير ويأتي المعتوه يقول : أنا كنت أُقذَف في الشوارع ؛يقذفني الصبيان في الأزقّة ولم أكن أعقل ولم يكن عندي عقل ,كيف يكلفه ربنا سبحانه وتعالى ؟ !!
الصبي بارك الله فيكم هذا ليس عنده عقل أيضا ولم يبلغ سنّ التكليف ,هؤلاء يمتحنون يوم القيامة . الذي يموت قبل البلوغ يُمتحن ؛إن استعد لدخول النار طاعةً لهذا الرسول هذا آمن ونجا ,ومن أبا أن يدخل النار هذا كفر وكذّب ؛فيدخل النار.
الشاهد: أن أهل السنة والجماعة على أنّ الجاهل معذور حتّى تقوم عليه الحجّة ,وأهل الفترة معذورون لا يدخلون النار إلاّ بإقامة الحجّة .
والراجح عند أهل السنة أنّ الذي وقع في مكفِّر ,لا يُكفَّر حتى تقام عليه الحجّة ,وقد وقع بعض الصحابة في شرب الخمر ؛شربوه واستحلوه وهذا من المكفرات فأجمع الصحابة : عمر ابن الخطاب وعلي ابن أبي طالب وعثمان وغيرهم من الصحابة قالوا : ائتوا بهم ؛إن اعترفوا بتحريم الخمر أُقيم عليهم الحدّ ,وإن استباحوه واستحلّوه يُقتلون مرتدّين فتابوا وأنابوا ورجعوا فأقاموا عليهم الحدّ .
http://www.rabee.net/show_fatwa.aspx?id=60
ما رأي سماحتكم في مسألة العذر بالجهل، وخاصة في أمر العقيدة، وضحوا لنا هذا الأمر جزاكم الله خيراً؟
العقيدة أهم الأمور وهي أعظم واجب، وحقيقتها: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، والإيمان بأنه سبحانه هو المستحق للعبادة، والشهادة له بذلك، وهي شهادة أن لا إله إلا الله يشهد المؤمن بأنه لا معبود حق إلا الله سبحانه وتعالى، والشهادة بأن محمداً رسول الله أرسله الله إلى الثقلين الجن والإنس، وهو خاتم الأنبياء، كل هذا لا بد منه، وهذا من صلب العقيدة، فلا بد من هذا في حق الرجال والنساء جميعاً، وهو أساس الدين وأساس الملة، كما يجب الإيمان بما أخبر الله به ورسوله من أمر القيامة، والجنة والنار، والحساب والجزاء، ونشر الصحف، وأخذها باليمين أو الشمال، ووزن الأعمال... إلى غير ذلك مما جاءت به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. فالجهل بهذا لا يكون عذراً بل يجب عليه أن يتعلم هذا الأمر وأن يتبصر فيه، ولا يعذر بقوله إني جاهل بمثل هذه الأمور، وهو بين المسلمين وقد بلغه كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وهذا يسمى معرضا، ويسمى غافلاً ومتجاهلاً لهذا الأمر العظيم، فلا يعذر، كما قال الله سبحانه: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا[1]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ[2]، وقال تعالى في أمثالهم: إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ[3]، إلى أمثال هذه الآيات العظيمة التي لم يعذر فيها سبحانه الظالمين بجهلهم وإعراضهم وغفلتهم، أما من كان بعيداً عن المسلمين في أطراف البلاد التي ليس فيها مسلمون ولم يبلغه القرآن والسنة فهذا معذور، وحكمه حكم أهل الفترة إذا مات على هذه الحالة الذين يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب وأطاع الأمر دخل الجنة ومن عصا دخل النار، أما المسائل التي قد تخفى في بعض الأحيان على بعض الناس كبعض أحكام الصلاة أو بعض أحكام الزكاة أو بعض أحكام الحج، هذه قد يعذر فيها بالجهل. ولا حرج في ذلك؛ لأنها تخفى على كثير من الناس وليس كل واحد يستطيع الفقه فيها، فأمر هذه المسائل أسهل. والواجب على المؤمن أن يتعلم ويتفقه في الدين ويسأل أهل العلم، كما قال الله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[4] ويروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لقوم أفتوا بغير علم: ((ألا سألوا إذ لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال))[5]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))[6] فالواجب على الرجال والنساء من المسلمين التفقه في الدين والسؤال عما أشكل عليهم، وعدم السكوت على الجهل، وعدم الإعراض، وعدم الغفلة؛ لأنهم خلقوا ليعبدوا الله ويطيعوه سبحانه وتعالى ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم، والعلم لا يحصل بالغفلة والإعراض؛ بل لا بد من طلب للعلم، ولا بد من السؤال لأهل العلم حتى يتعلم الجاهل.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/2164
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: سؤال: فضيلة الشيخ : ما هو ضابط العذر بالجهل ؟
الـجــواب:
الجواب: الجاهل هو الذي لم تبلغه الحجّة ,إما أن يكون حديث عهد بالإسلام وترك عملا من الأعمال من أركان الإسلام وغيره لأنه لم يتعلم إلى الآن الإسلام ,هذا مثلا لو أسلم وما اعتقد وجوب الزكاة أو الحج أو ما شاكل ذلك لأنه ما بلغه أيّ نص ولا علمه المسلمون ؛هذا يُعذر بالجهل ,بارك الله فيكم .
أو كان في بلد ناءٍ عن بلاد العلم والإسلام والعبادة والتوحيد وما شاكل ذلك ,يعيش في غابة من الغابات في أوساط إفريقيا أو في بلاد ما وراء الهند ,بلاد الجهل والضياع والضلال ,فهذا قد يُعذر بالجهل في بعض الأشياء التي لم تبلغه ,إذا قصّر فيها لا نكفِّره نعلمه ونبين له ؛نقول له : أنت لماذا لا تزك ؟ لماذا لا تحج ؟ يقول : ليس واجب علي نقول له : بلى ,يجب عليك والدليل كذا وكذا ,فهذا قبل أن تبلغه الحجة جاء جاهلا ويُعذَر بجهله .
أما الذي يعيش في ديار الإسلام وفي أوساط أهل العلم والدين والخير ,هذا لا يُعذَر لأنه في الغالب يكون مُعْرِضًا ؛لا يريد الحقّ بارك الله فيكم .
أهل الفترة والمجانين والصبيان والذين لم تبلغهم الحجّة كلهم معذورون ويمتحنون يوم القيامة ؛لا نكفرهم ولا يُدْخِلهم الله النار إلاّ بعد أن يبعث إليهم رسولا يختبرهم ,يقول لهم : أدخلوا النار ,فمن استعدّ لدخول النار هذا آمن وصدّق و نجا ,ومن أبا وردّ رسالة هذا الرسول يدخل النار ,ثم يأتي بعد ذلك أهل الفترة فيقولون : ما جاءنا من نذير ويأتي المعتوه يقول : أنا كنت أُقذَف في الشوارع ؛يقذفني الصبيان في الأزقّة ولم أكن أعقل ولم يكن عندي عقل ,كيف يكلفه ربنا سبحانه وتعالى ؟ !!
الصبي بارك الله فيكم هذا ليس عنده عقل أيضا ولم يبلغ سنّ التكليف ,هؤلاء يمتحنون يوم القيامة . الذي يموت قبل البلوغ يُمتحن ؛إن استعد لدخول النار طاعةً لهذا الرسول هذا آمن ونجا ,ومن أبا أن يدخل النار هذا كفر وكذّب ؛فيدخل النار.
الشاهد: أن أهل السنة والجماعة على أنّ الجاهل معذور حتّى تقوم عليه الحجّة ,وأهل الفترة معذورون لا يدخلون النار إلاّ بإقامة الحجّة .
والراجح عند أهل السنة أنّ الذي وقع في مكفِّر ,لا يُكفَّر حتى تقام عليه الحجّة ,وقد وقع بعض الصحابة في شرب الخمر ؛شربوه واستحلوه وهذا من المكفرات فأجمع الصحابة : عمر ابن الخطاب وعلي ابن أبي طالب وعثمان وغيرهم من الصحابة قالوا : ائتوا بهم ؛إن اعترفوا بتحريم الخمر أُقيم عليهم الحدّ ,وإن استباحوه واستحلّوه يُقتلون مرتدّين فتابوا وأنابوا ورجعوا فأقاموا عليهم الحدّ .
http://www.rabee.net/show_fatwa.aspx?id=60
حكم العذر بالجهل في العقيدة
ما رأي سماحتكم في مسألة العذر بالجهل، وخاصة في أمر العقيدة، وضحوا لنا هذا الأمر جزاكم الله خيراً؟
العقيدة أهم الأمور وهي أعظم واجب، وحقيقتها: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، والإيمان بأنه سبحانه هو المستحق للعبادة، والشهادة له بذلك، وهي شهادة أن لا إله إلا الله يشهد المؤمن بأنه لا معبود حق إلا الله سبحانه وتعالى، والشهادة بأن محمداً رسول الله أرسله الله إلى الثقلين الجن والإنس، وهو خاتم الأنبياء، كل هذا لا بد منه، وهذا من صلب العقيدة، فلا بد من هذا في حق الرجال والنساء جميعاً، وهو أساس الدين وأساس الملة، كما يجب الإيمان بما أخبر الله به ورسوله من أمر القيامة، والجنة والنار، والحساب والجزاء، ونشر الصحف، وأخذها باليمين أو الشمال، ووزن الأعمال... إلى غير ذلك مما جاءت به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. فالجهل بهذا لا يكون عذراً بل يجب عليه أن يتعلم هذا الأمر وأن يتبصر فيه، ولا يعذر بقوله إني جاهل بمثل هذه الأمور، وهو بين المسلمين وقد بلغه كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وهذا يسمى معرضا، ويسمى غافلاً ومتجاهلاً لهذا الأمر العظيم، فلا يعذر، كما قال الله سبحانه: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا[1]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ[2]، وقال تعالى في أمثالهم: إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ[3]، إلى أمثال هذه الآيات العظيمة التي لم يعذر فيها سبحانه الظالمين بجهلهم وإعراضهم وغفلتهم، أما من كان بعيداً عن المسلمين في أطراف البلاد التي ليس فيها مسلمون ولم يبلغه القرآن والسنة فهذا معذور، وحكمه حكم أهل الفترة إذا مات على هذه الحالة الذين يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب وأطاع الأمر دخل الجنة ومن عصا دخل النار، أما المسائل التي قد تخفى في بعض الأحيان على بعض الناس كبعض أحكام الصلاة أو بعض أحكام الزكاة أو بعض أحكام الحج، هذه قد يعذر فيها بالجهل. ولا حرج في ذلك؛ لأنها تخفى على كثير من الناس وليس كل واحد يستطيع الفقه فيها، فأمر هذه المسائل أسهل. والواجب على المؤمن أن يتعلم ويتفقه في الدين ويسأل أهل العلم، كما قال الله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[4] ويروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لقوم أفتوا بغير علم: ((ألا سألوا إذ لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال))[5]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))[6] فالواجب على الرجال والنساء من المسلمين التفقه في الدين والسؤال عما أشكل عليهم، وعدم السكوت على الجهل، وعدم الإعراض، وعدم الغفلة؛ لأنهم خلقوا ليعبدوا الله ويطيعوه سبحانه وتعالى ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم، والعلم لا يحصل بالغفلة والإعراض؛ بل لا بد من طلب للعلم، ولا بد من السؤال لأهل العلم حتى يتعلم الجاهل.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/2164
تعليق