السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأل سائل الشيخ المفتي عبد الله بن عبد الرحمن الغديان حفظه الله تعالى
سأل سائل الشيخ المفتي عبد الله بن عبد الرحمن الغديان حفظه الله تعالى
ما الوَسَائِلْ التِّي تُعِينُ على الإخْلاصْ ... هل العُزْلَة عنِ النَّاسْ حَلٌّ مُناسِبْ لذلك ؟؟؟
فأجابه الشيخ حفظه الله
الإنسان خلقه الله جل وعلا، وركبه من بدنو من روح، والبدن له صفاته وله متطلباته، والروح لها أيضًا متطلباتها،وبناءًا على ذلك فإن الشخص لا يمكنه أن يعيش منفردًا عن المجتمع، لكن عندما يعيش مع غيره فهذه المعيشة تحتاج إلى إقامة علاقات بينه وبين غيره،بينه وبين زوجته، بينه وبين أبيه، أو ولده، أو أخيه، أو ما إلى ذلك وبينه وبين جيرانه، وبينه وبين المجتمع. والطريقة التي يسلكها الإنسان هي أنه يكون على بصيرة من أمور دينه من جهة التعلم ومن جهة العمل، وإذا أمكنه أن ينقل هذه المعلومات إلى غيره بمعنى أنه يعلم زوجته، يعلم ولده، يعلم والده إذا كان جاهلاً، والوالد يعلم أيضًا ولده،وإذا أمكنه أن يوصل هذا النفع إلى جيرانه أو أمكنه أن يوصل هذا النفع إلىالمجتمع؛ بهذه الأمور يكون الشخص قد نفع نفسه ونفع غيره ومن المعلوم أن أحب الخلق إلى الله أنفعهم لخلقه، وفيه جانب آخر، وهو أنه يكف الأذى، فلايؤذي نفسه أولاً، ولا يؤذي من في بيته، سواء كان هذا أذى من الناحيةالقولبة، أو الناحية الفعلية، أو من ناحية الكف؛ قد يكف عن ما يجب عليه أنيفعله معهم، وكذلك يكف أذاه عن جيرانه ويكف أذاه عن الناس فيكون قد سارعلى خطين، الخط الأول: هو إيصال النفع أو بذل النفع، والخط الثاني: هو كف الأذى، فيعيش مع الناس يقيم علاقات مع الناس على هذين الاتجاهين، ينفعهم ولا يؤذيهم، ومع ذلك لا يطلب منهم نفعًا ولو حصل منهم أذى فإنه يتحمله ويصبر عليه رجاء أن يثيبه الله على هذا الصبر ، وبالله التوفيق.
تعليق