بسم الله الرحمن الرحيم.
أبيات توبة ابن القيم من الصوفية والبدعة بعد اتصاله بابن تيمية.
وهي أبيات جميلة جدا فيها من العبرة الشيء الكثير , ولايمل المرء من تردادها
[قالها بعدما رد على الأشاعرة والنفات _ في النونية_, وبين ضررهم عى الدين, فبين أنه وقع فيما وقعوا فيه, حتى أتاح الله من أزال عنه تلك الأوهام ’ وأخذ بيده إلى طريق الحق والسلامة وهو شيخ الاسلام ابن تيمية]
قال ابن القيم _ رحمه الله_:
يا قوم والله العظيم نصيحة *** من مشفق وأخ لكم معوان
جربت هذا كله ووقعت في *** تلك الشباك وكنت ذا طيران
حتى أتاح لي الإله بفضله *** من ليس تجزيه يدي ولساني
حبر أتى من أرض حران فيا *** أهلا بمن جاء من حران
فالله يجزيه الذي هو أهله *** من جنة المأوى مع الرضوان
أخذت يداه يدي وسار فلم يرم **حتى أراني مطلع الإيمان
ورأيت أعلام المدينة حولها *** نزل الهدى وعساكر القرآن
ورأيت آثارا عظيما شأنها *** محجوبة عن زمرة العميان
ووردت رأس الماء أبيض صافيا** حصباؤه كلآلئ التيجان
ورأيت أكوازا هناك كثيرة *** مثل النجوم لوارد ظمآن
ورأيت حوض الكوثر الصافي *** الذي لا زال يشخب فيه ميزابان
وقال في موضع آخر:
يا طالب الحق المبين ومؤثرا *** علم اليقين وصحة الإيمان
اسمع مقالة ناصح خبر الذي*** عند الورى مذ شب حتى الآن
ما زال مذ عقدت يداه إزاره *** قد شد ميرزه إلى الرحمن
وتخلل الفترات للعزمات أمـ ـر*** لازم لطبيعة الإنسان
وتولد النقصان من فتراته *** أو ليس سائرنا بني النقصان
طاف المذاهب يبتغي نورا *** ليهديه وينجيه من النيران
وكأنه قد طاف يبتغي ظلمة *** الـ ـليل البهيم ومذهب الحيران
والليل لا يزداد إلا قوة *** والصبح مقهور بذي السلطان
حتى بدت في سيره نار على** طور المدينة مطلع الإيمان
فأتى ليقبسها فلم يمكنه مع** تلك القيود منالها بأمان
لولا تداركه الإله بلطفه ***ولى على العقبين ذا نكصان
لكن توقف خاضعا متذللا *** مستشعر الإفلاس من أثمان
فأتاه جند حل عنه قيوده *** فامتد حينئذ له الباعان
والله لولا أن تحل قيوده *** وتزول عنه ربقة الشيطان
كان الرقي إلى الثريا مصعدا*** من دون تلك النار في الإمكان
فرأى بتلك النار آكام المديـ ـنة** كالخيام تشوفها العينان
ورأى هنالك كل هاد مهتد ***يدعو إلى الإيمان والإيقان
فهناك هنأ نفسه متذكرا ***ما قاله المشتاق منذ زمان
النونية مع شرح ابن عيسى: [الجزء الثاني/ 72]
والله أعلم.
تعليق