بسم الله الرحمن الرحيم
وعن الوليد بن عبادة قال: دخلت على أبي وهو مريض أتخايل فيه الموت فقلت: يا أبتاه أوصني واجتهد لي فقال: أجلسوني فلما أجلسوه قال: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى حتى تؤمن بالقدر خيره وشره. قلت: يا أبتاه وكيف لي أن أعلم ما خيرُ القدر وشرُّه؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليُخطئك. يا بني إني سمعت رسول الله ( يقول: «أول ما خلق الله القلم قال: اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة» يا بني إن متَّ ولست على ذلك دخلت النار. رواه أحمد.
[الشرح]
الحديث دلَّ على أن الإيمان بالقدر خيره وشره أنه مما يُوصى به ويُحث عليه ويؤمر به ويُفصل للناس من جهة الإجمال، يعني يُبين لهم الإيمان بالقدر والإيمان بخيره وشره، وأن ما أخطأ العبد لم يكن ليُصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن هذا لا يُخالف ما جاء من الإمساك عن القدر وعن ذكره – كما مرَّ معنا سابقاً – لأن الإمساك عن القدر: (إذا ذُكر القدر فأمسكوا). يعني عن الخوض فيه بلا علم، أما ما دلَّ عليه الدليل وعلمه العبد من الشريعة فإنه يذكره ولهذا يوصي بالإيمان بالقدر خيره وشره.
قال: (كيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره ؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليُصيبك وما أصابك لم يكن ليُخطِئك) هذه هي الحقيقة يعني: ما أخطأك لا يمكن أنه كان يصيبك لأن الله جل وعلا لم يقدِّره، وكذلك ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك فالجميع بقدر الله جل وعلا.
قوله هنا: (بالقدر خيره وشره) الخيرية والشر – كما هو معلوم – بالإضافة إلى العبد، أما القدر في نفسه يعني المضاف إلى الله جل وعلا الذي هو تقدير الله هذا هو صفة الله وفعل الله جل وعلا، وأفعال الله تعالى لا يضاف إليها الشر؛ لأن الشر ليس إلى الله جل وعلا لا وصفاً ولا فعلاً سبحانه وتعالى، فالقدر شره بالنسبة للعبد وخيره بالنسبة للعبد، أما حقيقة القدر فهو خير وموافق للحكمة والمقاصد الحكيمة للرب جل جلاله.
جزء من شرح كتاب أصول الإيمان
لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
- رحمه الله تعالى-
قام بشرحه معالي الشيخ
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله
وعن الوليد بن عبادة قال: دخلت على أبي وهو مريض أتخايل فيه الموت فقلت: يا أبتاه أوصني واجتهد لي فقال: أجلسوني فلما أجلسوه قال: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى حتى تؤمن بالقدر خيره وشره. قلت: يا أبتاه وكيف لي أن أعلم ما خيرُ القدر وشرُّه؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليُخطئك. يا بني إني سمعت رسول الله ( يقول: «أول ما خلق الله القلم قال: اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة» يا بني إن متَّ ولست على ذلك دخلت النار. رواه أحمد.
[الشرح]
الحديث دلَّ على أن الإيمان بالقدر خيره وشره أنه مما يُوصى به ويُحث عليه ويؤمر به ويُفصل للناس من جهة الإجمال، يعني يُبين لهم الإيمان بالقدر والإيمان بخيره وشره، وأن ما أخطأ العبد لم يكن ليُصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن هذا لا يُخالف ما جاء من الإمساك عن القدر وعن ذكره – كما مرَّ معنا سابقاً – لأن الإمساك عن القدر: (إذا ذُكر القدر فأمسكوا). يعني عن الخوض فيه بلا علم، أما ما دلَّ عليه الدليل وعلمه العبد من الشريعة فإنه يذكره ولهذا يوصي بالإيمان بالقدر خيره وشره.
قال: (كيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره ؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليُصيبك وما أصابك لم يكن ليُخطِئك) هذه هي الحقيقة يعني: ما أخطأك لا يمكن أنه كان يصيبك لأن الله جل وعلا لم يقدِّره، وكذلك ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك فالجميع بقدر الله جل وعلا.
قوله هنا: (بالقدر خيره وشره) الخيرية والشر – كما هو معلوم – بالإضافة إلى العبد، أما القدر في نفسه يعني المضاف إلى الله جل وعلا الذي هو تقدير الله هذا هو صفة الله وفعل الله جل وعلا، وأفعال الله تعالى لا يضاف إليها الشر؛ لأن الشر ليس إلى الله جل وعلا لا وصفاً ولا فعلاً سبحانه وتعالى، فالقدر شره بالنسبة للعبد وخيره بالنسبة للعبد، أما حقيقة القدر فهو خير وموافق للحكمة والمقاصد الحكيمة للرب جل جلاله.
جزء من شرح كتاب أصول الإيمان
لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
- رحمه الله تعالى-
قام بشرحه معالي الشيخ
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله