تويت
بيان كفر من يدعون أنهم يصلون بقوة الإيمان واليقين إلى درجة التلقي عن الله مباشرة !
_فضيلة الشيخ_ أبو عمر أسامة العتيبي
_فضيلة الشيخ_ أبو عمر أسامة العتيبي
يقول السائل: ما حكم الذين يدعون أنهم يصلون بقوة الإيمان واليقين إلى درجة التلقي عن الله مباشرة؟
الجواب:
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
اعلم أخي في الله أن النبوة والرسالة اصطفاء من الله واختيار لا دخل للبشر فيها .
اعلم أخي في الله أن النبوة والرسالة اصطفاء من الله واختيار لا دخل للبشر فيها .
قال تعالى: {الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس...} الآية.
وقال تعالى: {وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار}.
وهذا هو الذي أجمع عليه أهل السنة .
لكن ذهب الفلاسفة وبعض الفرق المنحرفة إلى أن النبوة اكتساب تحصل للعبد بكثرة الرياضة وبقوة الإيمان وبالمجاهدة .
وهذا باطل وقائله ضال مضل مخالف للكتاب والسنة والإجماع.
وقد أجمع أهل السنة على أن الوحي قد انقطع بوفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- .
روى مسلم في صحيحه عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال أبو بكر -رضي الله عنه- بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمر : (انطلق بنا إلى أم ايمن نزورها كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزورها) ، فلما انتهينا إليها بكت.
فقالا لها: ما يبكيك ؟ ما عند الله خير لرسوله -صلى الله عليه وسلم-.
فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله -صلى الله عليه وسلم- ، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء ، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها.
إذا علمت ذلك فاعلم أن الذين يدعون أنهم يصلون بقوة الإيمان واليقين إلى درجة التلقي عن الله مباشرة زنادقة كفرة وهؤلاء هم غلاة الصوفية .
وهذه زندقة باتفاق أهل السنة
وقد قال أحد زنادقة الصوفية وهو ابن عربي الطائي : مرتبة النبوة فويق الرسول ودون الولي!!
فجعل الولاية فوق الرسالة والنبوة !
وهذا ضلال وزور.
فالرسل هم أولياء الله وأصفياؤه وهم أعلى طبقات الأولياء ويأتي بعدهم في الدرجة الأولياء الأتقياء الذين لم يتشرفوا بالرسالة والنبوة .
وهؤلاء الصوفية قد لبس عليهم الشيطان ، وأعمل فيهم حيله ، واستطاع إغواءهم والكيد بهم .
فكان يأتي لأحدهم ويقول له إني رسول الله فيصدقه!
ويأتيه الشيطان ويقول له إني الخضر فيصدقه !!
علماً بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد مات ، ولا يظهر في اليقظة ، وكذلك الخضر قد مات ، ولا يظهر في اليقظة .
ولا يشكل عليك حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفيه عن الشيطان : ((إنه لا يتمثل بي)) .
فهذا حق فالشيطان لا يستطيع أن يتمثل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمعنى أنه لا يتصور بصورة النبي -صلى الله عليه وسلم- طبق الحقيقة .
لكن قد يأتيه بصورة قريبة الشبه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو لا تشبهه أصلا ويدعي أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
فهذا غير منفي في الحديث أعني أن يدعي الشيطان أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
فانتبه لهذا .
ويأتيهم الشيطان ويأمرهم بأفعال يظنون أن المنادي ملكاً أو وحياً من الله وهذا كله من كيد الشيطان واستدراجه بأولئك الجهال.
وقد انتبه لكيده ومكره كثير من الأولياء والصالحين كالشيخ عبد القادر الجيلاني
فإن الشيطان قد ظهر له مرة موهاً أنه الله وقال له إني أحللت لك الحرام فقال اهذب فما أنت إلا شيطان فصار الشيطان على هيئة دخان واختفى .
وذكر بعض الناس لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنهم كادوا أن يغرقوا في البحر فجاء شيخ الإسلام وأنقذهم وأنجاهم من الغرق فلما جاؤوا إلى دمشق أخبروا شيخ الإسلام بما حصل لهم فقال: إن ذلك شيطان وبين لهم أنه يريد أن يستدرجهم .
وهكذا في حوادث كثيرة تبين مدى مكر الشيطان وكيده وإضلاله للناس .
وانظر في ذلك كتاب : "تلبيس إبليس" لابن الجوزي -رحمه الله- فإنه نفيس في بابه .
وكذلك كتاب شيخ الإسلام ابن القيم : "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ومكايده فقد أبدع فيه أيما إبداع.
وهذا لا ينفي الكرامة أو الكشف الذي دلت عليه الأدلة فهذا نوع آخر يختلف عن الكشف الصوفي المبني على الكذب والبهتان وكيد الشيطان .
قال شيخ الإسلام ابن القيم -رحمه الله- في مدارج السالكين(3/226) : [فالكشف الصحيح : أن يعرف الحقَّ الذي بعث به رسله ، وأنزل به كتبه ، معاينة لقلبه ، ويجرد إرادة القلب له ، فيدور معه وجوداً وعدماً . هذا هو التحقيق وما خالفه فغرور قبيح].
وللمزيد من معرفة هذه المسائل انظر كتاب : "المصادر العامة للتلقي عند الصوفية عرضاً ونقداً] للدكتور صادق سليم صادق .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
الموقع
رابط الصفحة : www.otiby.net/articles.php?id=64