سبيل النجاة والفكاك
من موالاة المرتدين وأهل الإشراك
من موالاة المرتدين وأهل الإشراك
للشيخ الإمام
حمد بن علي بن عتيق
1227-1301هـ
رحمه الله
حمد بن علي بن عتيق
1227-1301هـ
رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيماً بلا اعوجاج، وجعله عصمة لمن تمسك به وأعتمد عليه في الاحتجاج، وأوجب فيه مقاطعة أهل الشرك بإيضاح الشرعة والمنهاج، والصلاة والسلام على محمد الذي مزّق الله ظلام الشرك بما معه من السراج، وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا أهل الكفر وباينوهم من غير امتزاج.
أما بعد:
فإني قد تكلمت وشددت في النهي عن مولاة المشركين، ودعوت من حولي من المسلمين إلى عداوة الكافرين.
ثم كتبت في ذلك بعض الآيات الدالة عليه، مع كلمات قليلة من كلام بعض المحققين من أهل العلم والدين. وما كنت أظن أن من قرأ القرآن وآمن أنه كلام الله وأن الله تعبدنا بالعمل به والقيام، إلا إذا سمع ذلك أذعن له وانقاد، وبادر إلى السمع والطاعة لحكمه، لقوله تعالى: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون}، وقال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}، وقال تعالى: {فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى. قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}.
فحصل من بعض الجاهلين والمعاندين إنكارٌ لذلك، وجحد لما أوجب الله القيام والإقرار به،
فصار المنتسبون إلى العلم والمدعون أنهم من طلبته في ذلك أقسام:
طائفة منهم: استحسنت المعارضة الجاهلة الضالة ورضيتها، وإن لم تصرح بذلك، فإنه ظاهر على وجوهها.
وطائفة: كرهت المعارضة واستجهلت صاحبها، ولكنها لم تفعل ما أوجب الله عليها من رد ذلك، والإنكار على سالكه.
ولولا ما وقع لهؤلاء، لما كان المعارض مساوياً لمن يجاوبه، فلأجل ذلك كتب شيخنا عبد الرحمن بن حسن رسالة مفيدة في الرد على هذه المعارض، نقض فيها أقواله نقضا بديعا، وهي كافية في الرد عليه، فصار شيخنا، هو إمام الطائفة الرادة لأقوال أهل الباطل، المنكرة لها، والله ناصر دينه ومظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
ثم إني كاتبٌ إن شاء الله تعالى كلمات، فيها بيان لأشياء وقع الغلط فيها ممن ينتسب إلى الإسلام، بل من كثير ممن ينتسب إلى العلم، لقول الله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}، وقوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلا فبئس ما يشترون}.
منها: وجوب معاداة الكفار والمشركين ومقاطعتهم،
ومنها: شيء مما يصير الرجل به مرتداً،
ومنها: ما يعذر الرجل به على موافقة المشركين وإظهار الطاعة لهم،
ومنها: مسألة إظهار الدين،
ومنها: مسألة الاستضعاف،
ومنها: وجوب الهجرة، وأنها باقية.
وسميت هذا الكتاب: "سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين والأتراك".
وأسأل الله تعالى أن يجعله مبنياً على الإخلاص، وأن ينفع به من قرأه أو سمعه طلبا للنجاة والخلاص.
تعليق