بسم الله
تفريغ
فمدار العلم على التحفظ والتفهم. فإن قوة العلم مبنية على أصلين الحفظ والفهم. ذكره ابن تيمية الحفيد، وتوجد في كلام غيره من قدماء فلاسفة اليونان، فمن أراد أن يحصل العلم فإنه يناله بالحرص على حفظ ما يريده منه حفظا محكما متقنا، ويقرن ذلك بتفهم معانيه، فإنه لا ينبل في العلم بالغا الغاية منه إلا من ارتوى من هاتين السابلتين أكمل الارتواء وأقواه، ومن ظن أنه ينال العلم بواحدة من هاتين القوتين دون الأخرى فهو لا يعرف حقيقة العلم. ومن لم يسر فيهما سير أهل العلم من ملاحظة الحفظ في زمنه ووقته، وملاحظة الفهم في زمنه ووقته أضرت إحدى القوتين بالأخرى. وقد ذكر الوشري في الثناء الحسن عن بعض شراح الرحبية ولم يسمه أن من لم يرعى الحفظ والفهم كما ينبغي أضرت إحدى القوتين بالأخرى، وهذا أمر ظاهر في الناس، فإن من الناس من يشتغل بالحفظ في غير أوانه وزمانه تقديما، وتأخيرا اختيارا واصطفاء. فيحصل له حفظ كثير ويثقل فهمه لأنه لم يقرنه بالحال التي ينبغي أن يكون عليها من الفهم. ويقابله قوم آخرون يقعقعون بشنشنة الفهم فقط فتجدهم يرسلون خيالاتهم في تفهم معاني ما يريدون فيثقلون على أذهانهم لأنهم لا يستمدون تحقيق تلك المعاني من مخزون محفوظ فيقعون في صحراء بلقع يضيعون فيها في تيه. فمن أراد أن يترقى في العلم ويناله ويحصل له ما ذكره جماعة من السلف (العلم بالتعلم)، فإنه ينبغي أن يلاحظ الحفظ والفهم سيرا فيهما بجادة أهل العلم مما [يرقيه] فيه أهل العلم العارفون به. ولن تبلغ الغاية إلا بالسير وفق هذه السابلة فلا تتعنى.
تفريغ
فمدار العلم على التحفظ والتفهم. فإن قوة العلم مبنية على أصلين الحفظ والفهم. ذكره ابن تيمية الحفيد، وتوجد في كلام غيره من قدماء فلاسفة اليونان، فمن أراد أن يحصل العلم فإنه يناله بالحرص على حفظ ما يريده منه حفظا محكما متقنا، ويقرن ذلك بتفهم معانيه، فإنه لا ينبل في العلم بالغا الغاية منه إلا من ارتوى من هاتين السابلتين أكمل الارتواء وأقواه، ومن ظن أنه ينال العلم بواحدة من هاتين القوتين دون الأخرى فهو لا يعرف حقيقة العلم. ومن لم يسر فيهما سير أهل العلم من ملاحظة الحفظ في زمنه ووقته، وملاحظة الفهم في زمنه ووقته أضرت إحدى القوتين بالأخرى. وقد ذكر الوشري في الثناء الحسن عن بعض شراح الرحبية ولم يسمه أن من لم يرعى الحفظ والفهم كما ينبغي أضرت إحدى القوتين بالأخرى، وهذا أمر ظاهر في الناس، فإن من الناس من يشتغل بالحفظ في غير أوانه وزمانه تقديما، وتأخيرا اختيارا واصطفاء. فيحصل له حفظ كثير ويثقل فهمه لأنه لم يقرنه بالحال التي ينبغي أن يكون عليها من الفهم. ويقابله قوم آخرون يقعقعون بشنشنة الفهم فقط فتجدهم يرسلون خيالاتهم في تفهم معاني ما يريدون فيثقلون على أذهانهم لأنهم لا يستمدون تحقيق تلك المعاني من مخزون محفوظ فيقعون في صحراء بلقع يضيعون فيها في تيه. فمن أراد أن يترقى في العلم ويناله ويحصل له ما ذكره جماعة من السلف (العلم بالتعلم)، فإنه ينبغي أن يلاحظ الحفظ والفهم سيرا فيهما بجادة أهل العلم مما [يرقيه] فيه أهل العلم العارفون به. ولن تبلغ الغاية إلا بالسير وفق هذه السابلة فلا تتعنى.