إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

كونوا ربانيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كونوا ربانيين

    قال الله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ﴾[آل عمران : 79].
    قال البخاري : وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : ﴿ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ ﴾ : حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ . وَيُقَالُ : الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ.
    قال الحافظ: قَوْله : ( وَقَالَ اِبْن عَبَّاس ) هذَا التَّعْلِيق وَصَلَهُ اِبْن أَبِي عَاصِم أَيْضًا بِإِسْنَاد حَسَن، وَالْخَطِيب بِإِسْنَادٍ آخَر حَسَن. وَقَدْ فَسَّرَ اِبْن عَبَّاس: " الرَّبَّانِيّ " بِأَنَّهُ الْحَكِيم الْفَقِيه، وَوَافَقَهُ اِبْن مَسْعُود فِيمَا رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيبه عَنْهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيح، وَقَالَ الْأَصْمَعِيّ وَالْإِسْمَاعِيلِيّ: الرَّبَّانِيّ نِسْبَة إِلَى الرَّبّ أَيْ: الَّذِي يَقْصِد مَا أَمَرَهُ الرَّبّ بِقَصْدِهِ مِنْ الْعِلْم وَالْعَمَل، وَقَالَ ثَعْلَب: قِيلَ لِلْعُلَمَاءِ رَبَّانِيُّونَ لِأَنَّهُمْ يُرَبُّونَ الْعِلْم أَيْ: يَقُومُونَ بِهِ، وَزِيدَتْ الْأَلِف وَالنُّون لِلْمُبَالَغَةِ، وَالْحَاصِل أَنَّهُ اُخْتُلِفَ فِي هَذِهِ النِّسْبَة هَلْ هِيَ نِسْبَة إِلَى الرَّبّ أَوْ إِلَى التَّرْبِيَة، وَالتَّرْبِيَة عَلَى هَذَا لِلْعِلْمِ، وَعَلَى مَا حَكَاهُ الْبُخَارِيّ لِتَعَلُّمِهِ. وَالْمُرَاد بِصِغَارِ الْعِلْم مَا وَضَحَ مِنْ مَسَائِله، وَبِكِبَارِهِ مَا دَقَّ مِنْهَا. وَقِيلَ يُعَلِّمهُمْ جُزْئِيَّاته قَبْل كُلِّيَّاته، أَوْ فُرُوعه قَبْل أُصُوله، أَوْ مُقَدِّمَاته قَبْل مَقَاصِده. وَقَالَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ: لَا يُقَال لِلْعَالِمِ رَبَّانِيّ حَتَّى يَكُون عَالِمًا مُعَلِّمًا عَامِلًا([1]).
    وقال الخطيب البغدادي : قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أبي عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد قال : سألت ثعلبا عن هذا الحرف "رباني" فقال : سألت ابن الأعرابي فقال : إذا كان الرجل عالما ، عاملا ، معلما ، قيل له : هذا رباني ، فإن خرم عن خصلة منها ، لم يقل له رباني([2]). وبلغني عن أبي بكر بن الأنباري عن النحويين أن الربانيين منسوبون إلى الرب، وأن الألف والنون زيدتا للمبالغة في النسب، كما تقول : لحياني جماني، إذا كان عظيم اللحية والجمة([3]).
    وقال أبو جعفر الطبري: وأولى الأقوال عندي بالصواب في الربانيين أنهم جمع رباني، وأن الرباني المنسوب إلى الرَّبَّان، الذي يربُّ الناسَ، وهو الذي يُصْلح أمورهم، ويربّها، ويقوم بها، ومنه قول علقمة بن عبدة :
    وَكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إلَيْكَ رِبَابَتي ** وَقَبْلَكَ رَبَّتْني، فَضِعْتُ ، ربُوبُ
    يعني بقوله: ربتني: ولي أمري والقيامَ به قبلك من يربه ويصلحه، فلم يصلحوه، ولكنهم أضاعوني فضعتُ.
    يقال منه: رَبَّ أمري فلان، فهو يُربُّه رَبًّا، وهو رَابُّه. فإذا أريد به المبالغة في مدْحه قيل: هو ربّان، كما يقال: هو نعسان من قولهم: نعَس يَنعُس. وأكثر ما يجيء من الأسماء على"فَعْلان" ما كان من الأفعال ماضيه على"فَعِل" مثل قولهم: هو سكران، وعطشان، وريان من سَكِر يسكَر، وعطِش يعطَش، ورَوي يرْوَى. وقد يجيء مما كان ماضيه على"فَعَل يَفعُل"، نحو ما قلنا من نَعَس يَنعُس وربَّ يَرُبّ .
    فإذا كان الأمر في ذلك على ما وصفنا، وكان الربَّان ما ذكرنا، والرباني هو المنسوب إلى من كان بالصفة التي وصفت، وكان العالم بالفقه والحكمة من المصلحين يَرُبّ أمورَ الناس، بتعليمه إياهم الخيرَ، ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم، وكان كذلك الحكيمُ التقيُّ لله، والوالي الذي يلي أمور الناس، على المنهاج الذي وَليه المقسطون من المصْلحين أمورَ الخلق بالقيام فيهم بما فيه صلاحُ عاجلهم وآجلهم، وعائدةُ النفع عليهم في دينهم ودنياهم كانوا جميعًا يستحقون أن [يكونوا] ممن دَخل في قوله - عز وجل -: ﴿ ولكن كونوا ربانيين ﴾ .
    فالربانيون إذًا هم عمادُ الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا ؛ ولذلك قال مجاهد:"وهم فوق الأحبار"؛ لأن الأحبارَ هم العلماء، والرباني الجامعُ إلى العلم والفقه ، البصرَ بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية ، وما يصلحهم في دُنياهم ودينهم ([4]).
    وقال البيضاوي في قوله تعالى: ﴿ رَبّ العالمين ﴾ الرب في الأصل مصدر بمعنى التربية: وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً، ثم وصف به للمبالغة كالصوم والعدل. وقيل: هو نعت من رَبّه يربه فهو رب، كقولك نم ينم فهو نم، ثم سمي به المالك لأنه يحفظ ما يملكه ويربيه. ولا يطلق على غيره تعالى إلا مقيداً كقوله : ﴿ ارجع إلى رَبّكَ ([5]).
    قلت: وللتربية أصلان لغويان آخران:
    أحدهما: ربا يربو، بمعنى نما وزاد, ومنه قوله تعالى : ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [الحج: 5]. وقوله: ﴿وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ﴾ [الروم : 39] .
    والثاني: رَبِيَ يَرْبَى بمعنى نشأ ومنه قوله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء : 24] ، بدليل قوله : ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ﴾ [الزخرف: 18].
    والأصل الثالث : رب يرب كما سبق.
    والتربية الصحيحة هي أن يبلغ العالم الرباني المتعلم إلى كماله بالتدرج بصغار العلم قبل كباره ، مع القيام بإصلاحه وتنمية قدراته شيئا فشيئا ، حتى ينشأ على الأخلاق الحسنة , والعادات الحميدة.
    قال ربنا – سبحانه وتعالى- : ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم﴾ [العلق: 1- 5] . وقال نبينا – صلى الله عليه وسلم-: « إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ » ([6]). وقال أيضا: « إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه » ([7])، وعن ابن مسعود قال: « كانَ الرجل مِنَّا إذا تعلَّم عَشْر آياتٍ لم يجاوزهُنّ حتى يعرف معانيهُنَّ، والعملَ بهنَّ»([8])، وعن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شُرَيْحٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَمِيرَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ : إِنَّ رَجُلاً قَالَ لاِبْنِهِ: اذْهَبِ فاطْلُبِ الْعِلْمَ. فَخَرَجَ فَغَابَ عَنْهُ مَا غَابَ ، ثُمَّ جَاءَهُ فَحَدَّثَهُ بِأَحَادِيثَ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ : يَا بُنَىَّ اذْهَبْ فَاطْلُبِ الْعِلْمَ. فَغَابَ عَنْهُ أَيْضاً زَمَاناً ثُمَّ جَاءَهُ بِقَرَاطِيسَ فِيهَا كُتُبٌ فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: هَذَا سَوَادٌ فِى بَيَاضٍ، فَاذْهَبِ فاطْلُبِ الْعِلْمَ. فَخَرَجَ فَغَابَ عَنْهُ مَا غَابَ، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ لأَبِيهِ: سَلْنِي عَمَّا بَدَا لَكَ. فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّكَ مَرَرْتَ بِرَجُلٍ يَمْدَحُكَ، وَمَرَرْتَ بِآخَرَ يَعِيبُكَ؟. قَالَ : إِذاً لَمْ أَلُمِ الَّذِي يَعِيبُنِي، وَلَمْ أَحْمَدِ الَّذِي يَمْدَحُنِي . قَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ مَرَرْتَ بِصَفِيحَةٍ - قَالَ أَبُو شُرَيْحٍ: لاَ أَدْرِى أَمِنْ ذَهَبٍ أَوَ وَرِقٍ - فَقَالَ : إِذاً لَمْ أُهَيِّجْهَا وَلَمْ أَقْرَبْهَا. فَقَالَ : اذْهَبْ فَقَدْ عَلِمْتَ» ([9]).
    وعن عبد الله بن المبارك قال: « أول العلم النية، ثم الاستماع، ثم الفهم، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر »([10]).
    وقال ابن قيم الجوزية:« مبدأ كل علم نظري وعمل اختياري هو الخواطر والأفكار؛ فإنها توجب التصورات، والتصورات تدعو إلى الإرادات، والإرادات تقتضي وقوع الفعل، وكثرة تكراره تعطي العادة . فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفكار، وفسادها بفسادها »([11]).
    وقال ابن خلدون: "اعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيداً، إذا كان على التدريج، شيئاً فشيئاً وقليلاً قليلاً، يلقى عليه أولاً مسائل من كل باب من الفن هي أصول ذلك الباب. ويقرب له في شرحها على سبيل الإجمال ويراعى في ذلك قوة عقله واستعداده لقبول ما يورد عليه، حتى ينتهي إلي آخر الفن، وعند ذلك يحصل له ملكة في ذلك العلم، إلا أنها جزئية وضعيفة. وغايتها أنها هيأته لفهم الفن وتحصيل مسائله. ثم يرجع به إلى الفن ثانية، فيرفعه في التلقين عن تلك الرتبة إلى أعلى منها، ويستوفى الشرح والبيان، ويخرج عن الإجمال، ويذكر له ما هنالك من الخلاف ووجهه، إلى أن ينتهي إلى آخر الفن فتجود ملكته. ثم يرجع به وقد شدا فلا يترك عويصاً ولا مبهماً ولا منغلقاً إلا وضحه وفتح له مقفله، فيخلص من الفن وقد استولى على ملكته. هذا وجه التعليم المفيد وهو كما رأيت إنما يحصل في ثلاث تكرارات. وقد يحصل للبعض في أقل من ذلك بحسب ما يخلق له ويتيسر عليه. وقد شاهدنا كثيراً من المعلمين لهذا العهد الذي أدركنا يجهلون طرق التعليم وإفاداته، ويحضرون للمتعلم في أول تعليمه المسائل المقفلة من العلم، ويطالبونه بإحضار ذهنه في حلها، ويحسبون ذلك مراناً على التعليم وصواباً فيه، ويكلفونه رعي ذلك وتحصيله، فيخلطون عليه بما يلقون له من غايات الفنون في مبادئها، وقبل أن يستعد لفهمها، فإن قبول العلم والاستعدادات لفهمه تنشأ تدريجاً. ويكون المتعلم أول الأمر عاجزاً عن الفهم بالجملة، إلا في الأقل وعلى سبيل التقريب والإجمال والأمثال الحسية. ثم لا يزال الاستعداد فيه يتدرج قليلاً قليلاً، بمخالطة مسائل ذلك الفن وتكرارها عليه، والانتقال فيها من التقريب إلى الاستيعاب الذي فوقه، حتى تتم الملكة في الاستعداد، ثم في التحصيل ويحيط هو بمسائل الفن. وإذا ألقيت عليه الغايات في البدايات وهو حينئذ عاجز عن الفهم والوعي وبعيد عن الاستعداد له كل ذهنه عنها، وحسب ذلك من صعوبة العلم في نفسه، فتكاسل عنه وانحرف عن قبوله وتمادى في هجرانه. وإنما أتى ذلك من سوء التعليم. ولا ينبغي للمعلم أن يزيد متعلمه على فهم كتابه الذي أكب على التعليم منه بحسب طاقته، وعلى نسبة قبوله للتعليم مبتدئاً كان أو منتهياً، ولا يخلط مسائل الكتاب بغيرها حتى يعيه من أوله إلى آخره ويحصل أغراضه ويستولي منه على ملكة بها ينفذ في غيره. لأن المتعلم إذا حصل ملكة ما في علم من العلوم استعد بها لقبول ما بقي، وحصل له نشاط في طلب المزيد والنهوض إلى ما فوق، حتى يستولي على غايات العلم، وإذا خلط عليه الأمر عجز عن الفهم وأدركه الكلال وانطمس فكره ويئس من التحصيل، وهجر العلم والتعليم. والله يهدي من يشاء.
    وكذلك ينبغي لك أن لا تطول على المتعلم في الفن الواحد والكتاب الواحد بتفريق المجالس وتقطيع ما بينها، لأنه ذريعة إلى النسيان وانقطاع مسائل الفن بعضها من بعض، فيعسر حصول الملكة بتفريقها. وإذا كانت أوائل العلم وأواخره حاضرة عند الفكرة مجانبة للنسيان، كانت الملكة أيسر حصولاً وأحكم ارتباطا وأقرب صبغة، لأن الملكات إنما تحصل بتتابع الفعل وتكراره، وإذا تنوسي الفعل تنوسيت الملكة الناشئة عنه. والله علمكم ما لم تكونوا تعلمون. ومن المذاهب الجميلة والطرق الواجبة في التعليم أن لا يخلط على المتعلم علمان معاً، فإنه حينئذ قل أن يظفر بواحد منهما، لما فيه من تقسيم البال وانصرافه عن كل واحد منهما إلى تفهم الآخر، فيستغلقان معاً ويستصعبان، ويعود منهما بالخيبة. وإذا تفرغ الفكر لتعليم ما هو بسبيله مقتصراً عليه، فربما كان ذلك أجدر بتحصيله. والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب." ([12]).
    وكتبه أبو طيبة محمد بن مبخوت

    ([1]) فتح الباري (1/192و194-195)

    ([2]) إسناده صحيح : "الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي (1 /185) .

    ([3]) المصدر السابق (1 /185) .

    ([4]) تفسير الطبري (5/529-531) .

    ([5]) "حاشية تفسير البيضاوي" (1 /32) لشيخ زاده ، ط . مكتبة الحقيقة باسطنبول .

    ([6]) صحيح رواه أحمد(9/56) وغيره .

    ([7]) حسن: انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة(1/670) .

    ([8]) صحيح : رواه الطبري في تفسيره ( 1/ 74 ) .

    ([9]) صحيح:رواه الدارمي ( 1/385-386)

    ([10]) صحيح : جامع بيان العلم وفضله (2/476) ، وفي الباب عن عدة من السلف .

    ([11]) "الفوائد" (ص/224-225) ، ط . مكتبة النهضة الجزائرية .

    ([12]) "تاريخ ابن خلدون" (1/734-736) ، ط . دار الفكر ببيروت .
يعمل...
X