بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله، والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد فإن طالب العلم المبتدئ كثيرا ما تستوقفه عناوين بعض الكتب لما يبدو له من غرابتها، وعلاقتها بمضمون الكتاب. وقد حصل هذا معي غير مرة، لكن حينما يقرأ مقدمة مؤلف الكتاب أو محقق الكتاب يزول عنه ذاك الإشكال أو الإلتباس !!!
ومن تلكم العناوين التي وقفت عليها مايلي:
" ولأجل ما أودع فيه من الأسرار التكليفية المتعلقة بهذه الشريعة الحنيفية؛ سميته بعنوان التعريف بأسرار التكليف، ثم انتقلت عن هذه السيماء لسند غريب، يقضي العجب منه الفطن الأريب، وحاصله أني لقيت يوما بعض الشيوخ الذين أحللتهم مني محل الإفادة، وجعلت مجالسهم العلمية محطا للرحل ومناخا للوفادة، وقد شرعت في ترتيب الكتاب وتصنيفه ونابذت الشواغل دون تهذيبه وتأليفه. فقال لي: رأيتك البارحة في النوم وفي يدك كتاب ألفته, فسألتك عنه فأخبرتني أنه كتاب الموافقات. قال: فكنت أسألك عن معنى هذه التسمية الظريفة, فتخبرني أنك وفقت به بين مذهبي ابن القاسم وأبي حنيفة, فقلت له: لقد أصبتم الغرض بسهم من الرؤيا الصالحة مصيب وأخذتم من المبشرات النبوية بجزء صالح ونصيب، فإني شرعت في تأليف هذه المعاني عازما على تأسيس تلك المباني, فإنها الأصول المعتبرة عند العلماء والقواعد المبني عليها عند القدماء, فعجب الشيخ من غرابة هذا الإتفاق كما عجبت أنا من ركوب هذه المفازة وصحبة هذه الرفاق. ليكون أيها الخل الصفي والصديق الوفي هذا الكتاب عونا لك في سلوك الطريق, وشارحا لمعاني الوفاق والتوفيق, لا ليكون عمدتك في كل تحقق وتحقيق ومرجعك في جميع ما يعن لك من تصور وتصديق " [ ج1 ص24 ]
قال الشيخ محمد خليل هرَّاس رحمه الله :
" أما لماذا سُمِّيَت بـ((العقيدة الواسطية))؟ فهذا سؤال يجيب عليه مؤلِّفها وواضعها شيخ الإسلام رحمه الله، فيقول:
قدم عليَّ من أرض واسطٍ بعض قضاة نواحيها ـ شيخٌ يقال لـه: رضي الدين الواسطي، من أصحاب الشافعي ـ، قدِم علينا حاجًّا، وكان من أهل الخير والدِّين، وشكا ما الناس فيه بتلك البلاد وفي دولة التَّتر؛ من غلبة الجهل والظلم، ودُروس الدِّين والعلم، وسألني أن أكتب له عقيدة تكون عمدةً له ولأهل بيته، فاستعفيتُ من ذلك، وقلتُ: قد كتب الناس عقائد متعدِّدة، فخذ بعض عقائد أئمة السُّنّة. فألحَّ في السؤال، وقال: ما أحبُّ إلا عقيدة تكتبها أنت. فكتبت لـه هذه العقيدة وأنا قاعدٌ بعد العصر، وقد انتشرت بها نسخٌ كثيرة؛ في مصر والعراق، وغيرِهما " [ ((مجموع الفتاوى: ج3ص164]
" فَلَمَّا أَكْمَلْت كِتَابِي الْمُسَمَّى بِتَقْرِيبِ الْأَسَانِيدِ وَتَرْتِيبِ الْمَسَانِيدِ وَحَفِظَهُ ابْنِي أَبُو زُرْعَةَ الْمُؤَلَّفُ لَهُ وَطَلَبَ حَمْلَهُ عَنِّي جَمَاعَةٌ مِنْ الطَّلَبَةِ الْحَمَلَةِ ، سَأَلَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي كِتَابَةِ شَرْحٍ لَهُ يُسَهِّلُ مَا عَسَاهُ يَصْعُبُ عَلَى مَوْضُوعِ الْكِتَابِ ، وَيَكُونُ مُتَوَسِّطًا بَيْنَ الْإِيجَازِ وَالْإِسْهَابِ ، فَتَعَلَّلْتُ بِقُصُورٍ مِنْ الْمُجَاوَرَةِ بِمَكَّةَ عَنْ ذَلِكَ ، وَبِقِلَّةِ الْكُتُبِ الْمُعِينَةِ عَلَى مَا هُنَالِكَ ، ثُمَّ رَأَيْت أَنَّ الْمُسَارَعَةَ إلَى الْخَيْرِ أَوْلَى وَأَجَلُّ ، وَتَلَوْت { فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ } ، وَلِمَا ذَكَرْته مِنْ قِصَرِ الزَّمَانِ وَقِلَّةِ الْأَعْوَانِ ، سَمَّيْته طَرْحَ التَّثْرِيبِ فِي شَرْحِ التَّقْرِيبِ ، فَلْيَبْسُطْ النَّاظِرُ فِيهِ عُذْرًا وَلِيَقْتَنِصْ عَرُوسَ فَوَائِدِهِ عُذْرًا ، وَاَللَّهُ الْمَسْئُولُ فِي إكْمَالِهِ وَإِتْمَامِهِ وَحُصُولِ النَّفْعِ بِهِ وَدَوَامِهِ ، إنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ وَبِالْإِجَابَةِ جَدِيرٌ "[ مقدمة الكتاب ]
" قيل: سمي كذلك لأنه وطّأه للناس؛ أي مهّده لهم، فهو مفعول. وقيل: لأنه واطأه عليه العلماء، وكان ينبغي على أن يسمّى المواطأ، فالأول هو الأصح إلا أنّه رُوي عن مالك نفسه أنه قال: عرضت كتأبي هذا على سبعين فقيها من فقهاء المدينة فكلهم واطأني عليه فسميته الموطأ. " [ مقدمة المحقق ص 7 ]
الحمد لله، والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد فإن طالب العلم المبتدئ كثيرا ما تستوقفه عناوين بعض الكتب لما يبدو له من غرابتها، وعلاقتها بمضمون الكتاب. وقد حصل هذا معي غير مرة، لكن حينما يقرأ مقدمة مؤلف الكتاب أو محقق الكتاب يزول عنه ذاك الإشكال أو الإلتباس !!!
ومن تلكم العناوين التي وقفت عليها مايلي:
[الموافقات في أصول الفقه / للإمام أبي اسحاق الشاطبي رحمه الله المتوفى سنة 790هـ ]
قال في المقدمة:" ولأجل ما أودع فيه من الأسرار التكليفية المتعلقة بهذه الشريعة الحنيفية؛ سميته بعنوان التعريف بأسرار التكليف، ثم انتقلت عن هذه السيماء لسند غريب، يقضي العجب منه الفطن الأريب، وحاصله أني لقيت يوما بعض الشيوخ الذين أحللتهم مني محل الإفادة، وجعلت مجالسهم العلمية محطا للرحل ومناخا للوفادة، وقد شرعت في ترتيب الكتاب وتصنيفه ونابذت الشواغل دون تهذيبه وتأليفه. فقال لي: رأيتك البارحة في النوم وفي يدك كتاب ألفته, فسألتك عنه فأخبرتني أنه كتاب الموافقات. قال: فكنت أسألك عن معنى هذه التسمية الظريفة, فتخبرني أنك وفقت به بين مذهبي ابن القاسم وأبي حنيفة, فقلت له: لقد أصبتم الغرض بسهم من الرؤيا الصالحة مصيب وأخذتم من المبشرات النبوية بجزء صالح ونصيب، فإني شرعت في تأليف هذه المعاني عازما على تأسيس تلك المباني, فإنها الأصول المعتبرة عند العلماء والقواعد المبني عليها عند القدماء, فعجب الشيخ من غرابة هذا الإتفاق كما عجبت أنا من ركوب هذه المفازة وصحبة هذه الرفاق. ليكون أيها الخل الصفي والصديق الوفي هذا الكتاب عونا لك في سلوك الطريق, وشارحا لمعاني الوفاق والتوفيق, لا ليكون عمدتك في كل تحقق وتحقيق ومرجعك في جميع ما يعن لك من تصور وتصديق " [ ج1 ص24 ]
***
[ العقيدة الواسطية / لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله توفي 728هـ]
قال الشيخ محمد خليل هرَّاس رحمه الله :
" أما لماذا سُمِّيَت بـ((العقيدة الواسطية))؟ فهذا سؤال يجيب عليه مؤلِّفها وواضعها شيخ الإسلام رحمه الله، فيقول:
قدم عليَّ من أرض واسطٍ بعض قضاة نواحيها ـ شيخٌ يقال لـه: رضي الدين الواسطي، من أصحاب الشافعي ـ، قدِم علينا حاجًّا، وكان من أهل الخير والدِّين، وشكا ما الناس فيه بتلك البلاد وفي دولة التَّتر؛ من غلبة الجهل والظلم، ودُروس الدِّين والعلم، وسألني أن أكتب له عقيدة تكون عمدةً له ولأهل بيته، فاستعفيتُ من ذلك، وقلتُ: قد كتب الناس عقائد متعدِّدة، فخذ بعض عقائد أئمة السُّنّة. فألحَّ في السؤال، وقال: ما أحبُّ إلا عقيدة تكتبها أنت. فكتبت لـه هذه العقيدة وأنا قاعدٌ بعد العصر، وقد انتشرت بها نسخٌ كثيرة؛ في مصر والعراق، وغيرِهما " [ ((مجموع الفتاوى: ج3ص164]
***
[طرح التثريب شرح التقريب / للحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي رحمه الله توفي 806 هـ]
[طرح التثريب شرح التقريب / للحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي رحمه الله توفي 806 هـ]
" فَلَمَّا أَكْمَلْت كِتَابِي الْمُسَمَّى بِتَقْرِيبِ الْأَسَانِيدِ وَتَرْتِيبِ الْمَسَانِيدِ وَحَفِظَهُ ابْنِي أَبُو زُرْعَةَ الْمُؤَلَّفُ لَهُ وَطَلَبَ حَمْلَهُ عَنِّي جَمَاعَةٌ مِنْ الطَّلَبَةِ الْحَمَلَةِ ، سَأَلَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي كِتَابَةِ شَرْحٍ لَهُ يُسَهِّلُ مَا عَسَاهُ يَصْعُبُ عَلَى مَوْضُوعِ الْكِتَابِ ، وَيَكُونُ مُتَوَسِّطًا بَيْنَ الْإِيجَازِ وَالْإِسْهَابِ ، فَتَعَلَّلْتُ بِقُصُورٍ مِنْ الْمُجَاوَرَةِ بِمَكَّةَ عَنْ ذَلِكَ ، وَبِقِلَّةِ الْكُتُبِ الْمُعِينَةِ عَلَى مَا هُنَالِكَ ، ثُمَّ رَأَيْت أَنَّ الْمُسَارَعَةَ إلَى الْخَيْرِ أَوْلَى وَأَجَلُّ ، وَتَلَوْت { فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ } ، وَلِمَا ذَكَرْته مِنْ قِصَرِ الزَّمَانِ وَقِلَّةِ الْأَعْوَانِ ، سَمَّيْته طَرْحَ التَّثْرِيبِ فِي شَرْحِ التَّقْرِيبِ ، فَلْيَبْسُطْ النَّاظِرُ فِيهِ عُذْرًا وَلِيَقْتَنِصْ عَرُوسَ فَوَائِدِهِ عُذْرًا ، وَاَللَّهُ الْمَسْئُولُ فِي إكْمَالِهِ وَإِتْمَامِهِ وَحُصُولِ النَّفْعِ بِهِ وَدَوَامِهِ ، إنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ وَبِالْإِجَابَةِ جَدِيرٌ "[ مقدمة الكتاب ]
***
[ الموطأ / للإمام مالك بن أنس رحمه الله توفي 179 هـ]
قال محقق الكتاب نواف الجراح:[ الموطأ / للإمام مالك بن أنس رحمه الله توفي 179 هـ]
" قيل: سمي كذلك لأنه وطّأه للناس؛ أي مهّده لهم، فهو مفعول. وقيل: لأنه واطأه عليه العلماء، وكان ينبغي على أن يسمّى المواطأ، فالأول هو الأصح إلا أنّه رُوي عن مالك نفسه أنه قال: عرضت كتأبي هذا على سبعين فقيها من فقهاء المدينة فكلهم واطأني عليه فسميته الموطأ. " [ مقدمة المحقق ص 7 ]
تعليق