كلمة في وفاة العلماء والحرص على طلب العلم وأخذه
السؤال: هل للشيخ من كلمة في وفاة العلماء، كوفاة الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله؟ الجواب: لا شك أن وفاة العلماء من المصائب، وأن العلم إنما يقبض بقبض العلماء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه عمرو بن العاص : (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالم)، وفي رواية: (حتى إذا لم يُبقِ عالماً اتخذ الناس رءوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)، وقال بعض العلماء في قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا [الرعد:41] يعني: بموت العلماء، ولا شك أن موت العلماء ولاسيما علماء أهل السنة والجماعة، ولاسيما العلماء الربانيون الذين يعملون بعلمهم ويفتون الناس ويعلمونهم ويربونهم بصغار العلم قبل كباره، لا شك أن موتهم مصيبة من المصائب، فالواجب الترحم عليهم والترضي عنهم، والواجب على طلبة العلم أن يحرصوا على طلب العلم، والعناية به وأخذ العلم من أفواه العلماء قبل موتهم، وهذا يدعو طالب العلم إلى أن يكون عنده حرص واجتهاد وأخذ للعلم من العلماء قبل فواته؛ لأن العلم لا يقبض من صدور الرجال، إنما يقبض بموت العلماء، ولا يزال العلماء يموتون واحداً بعد واحد حتى لا يبقى إلا الجهال، فمن أين يؤخذ العلم؟ هذا فيه الحث على طلبه من أفواه العلماء والأخذ عنهم ما داموا موجودين، فقد كان ابن عباس رضي الله عنهما عنده حرص وعناية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهو قد ناهز الاحتلام، فكان له زميل أنصاري من الأنصار، فكان هو وزميله الأنصاري يحرصان على طلب العلم، ثم بدا للأنصاري أن يتركه بحجة أن الصحابة الآن متوافرون في الحال وتركه، فـابن عباس جعل يطلب العلم ويأخذ عن الصحابة ويأتي إلى الواحد من الصحابة إذا علم أن عنده حديث، فيتوسد يده وينام حتى يخرج فلا يدق الباب عليه، فإذا خرج قال: يا ابن عم رسول الله لماذا ما أخبرتني؟ فيقول: أنا أحق بأن أتحمل، ويأخذ عنه الحديث، ولا يزال يأخذ العلم عن العلماء حتى صار عالماً كبيراً حتى فقهه الله في الدين وعلمه التأويل، استجابة لدعوة النبي: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)، وانقرض الصحابة، وصار ابن عباس عالماً، وصار الناس يفدون إليه من كل الجهات، ومن كل بلد، يأتون إليه جماعات ووحداناً، يأتي أهل التفسير، ويأتي أهل الحديث، فإذا انتهوا جاء أهل الحديث، فإذا انتهوا جاء أهل الشعر والأدب ثمَّ جاء أهل اللغة وهكذا، وزميله الأنصاري لا زال موجوداً، فلما رأى الناس يحتاجون إليه ويرشد الناس ويعلمهم، قال: هذا كان أعقل مني. فينبغي لطالب العلم أن يحرص على أخذ العلم من العلماء قبل وفاتهم.
37:44)
السؤال: هل للشيخ من كلمة في وفاة العلماء، كوفاة الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله؟ الجواب: لا شك أن وفاة العلماء من المصائب، وأن العلم إنما يقبض بقبض العلماء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه عمرو بن العاص : (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالم)، وفي رواية: (حتى إذا لم يُبقِ عالماً اتخذ الناس رءوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)، وقال بعض العلماء في قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا [الرعد:41] يعني: بموت العلماء، ولا شك أن موت العلماء ولاسيما علماء أهل السنة والجماعة، ولاسيما العلماء الربانيون الذين يعملون بعلمهم ويفتون الناس ويعلمونهم ويربونهم بصغار العلم قبل كباره، لا شك أن موتهم مصيبة من المصائب، فالواجب الترحم عليهم والترضي عنهم، والواجب على طلبة العلم أن يحرصوا على طلب العلم، والعناية به وأخذ العلم من أفواه العلماء قبل موتهم، وهذا يدعو طالب العلم إلى أن يكون عنده حرص واجتهاد وأخذ للعلم من العلماء قبل فواته؛ لأن العلم لا يقبض من صدور الرجال، إنما يقبض بموت العلماء، ولا يزال العلماء يموتون واحداً بعد واحد حتى لا يبقى إلا الجهال، فمن أين يؤخذ العلم؟ هذا فيه الحث على طلبه من أفواه العلماء والأخذ عنهم ما داموا موجودين، فقد كان ابن عباس رضي الله عنهما عنده حرص وعناية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهو قد ناهز الاحتلام، فكان له زميل أنصاري من الأنصار، فكان هو وزميله الأنصاري يحرصان على طلب العلم، ثم بدا للأنصاري أن يتركه بحجة أن الصحابة الآن متوافرون في الحال وتركه، فـابن عباس جعل يطلب العلم ويأخذ عن الصحابة ويأتي إلى الواحد من الصحابة إذا علم أن عنده حديث، فيتوسد يده وينام حتى يخرج فلا يدق الباب عليه، فإذا خرج قال: يا ابن عم رسول الله لماذا ما أخبرتني؟ فيقول: أنا أحق بأن أتحمل، ويأخذ عنه الحديث، ولا يزال يأخذ العلم عن العلماء حتى صار عالماً كبيراً حتى فقهه الله في الدين وعلمه التأويل، استجابة لدعوة النبي: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)، وانقرض الصحابة، وصار ابن عباس عالماً، وصار الناس يفدون إليه من كل الجهات، ومن كل بلد، يأتون إليه جماعات ووحداناً، يأتي أهل التفسير، ويأتي أهل الحديث، فإذا انتهوا جاء أهل الحديث، فإذا انتهوا جاء أهل الشعر والأدب ثمَّ جاء أهل اللغة وهكذا، وزميله الأنصاري لا زال موجوداً، فلما رأى الناس يحتاجون إليه ويرشد الناس ويعلمهم، قال: هذا كان أعقل مني. فينبغي لطالب العلم أن يحرص على أخذ العلم من العلماء قبل وفاتهم.
37:44)