قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله- في شريط العلم والعلماء:
أقول مما يجب لهؤلاء العلماء علينا:
1- يجب لهم علينا إحسان الظن بهم .
إحسان الظن بهؤلاء العلماء، وإحسان الظن واجب علينا نحن عامة المسلمين وطلبة العلم خاصة، وقد كان أسلافنا -رضي الله عنهم- وأرضاهم على هذا المنهج، فقد جاء بعض من جاء إلى علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه-، فقال: كيف ترضى بأبي بكر عليك ؟ فقال -رضي الله تعالى عنه : (( لقد رضيه رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- لديننا، فما بالنا لا نرضاه لدنيانا))، قال: ((مروا أبا بكر فليصل بالناس )) -يعني في مرض موته عليه الصلاة والسلام- .
فلم يرض للدين لإمامة المسلمين في الصلاة إلا أبا بكر، قال: ((مروا أبا بكر فليصل بالناس))، فكيف يرضاه لنا في الصلاة ولا نأمنه على الشاء والبعير ؟!)).
فأقول: كيف ترضى بفتوى هؤلاء العلماء في إعادة زوجتك إن طَلقتْ، وقسمة التركة إن صعُبت، وأمر الصلاة إن دَقَّت، والزكاة والحج والصيام والحيض والنفاس، وكل ما يتعلق بأحكام الدين، كيف تقبل وتأمن هؤلاء العلماء يُفتونك في دينك، وإذا جاءت الفتوى إليك عنهم في دنياك أسأت بهم الظن ؟ لاسيما إذا جاءت مخالفة لرغبتك أو لشهوتك أو لتوجهك، سبحان الله !
إذن فإساءة الظن ليست منطلقة من منطلق صحيح قائم على ميزانٍ شرعي، لا، وإنما منشؤها هنا من هوى، وهذا أمر إذا نشأ وتأصل في قلب فنسأل الله العافية والسلامة، قَلَّ أن يخرج إلا أن يمنَّ الله -جل وعز- على صاحبه أو من ابتلاه به بالهداية فيخلصه منه .
وقد رأيتم في أحداث الخليج وما جرى علينا نحن المسلمين في هذه المنطقة، لا أقصد الكويت خاصة، ولكن؛ المملكة قبل الكويت، كيف تم ما تم علينا نحن معاشر المسلمين، من أهل المملكة وإخواننا من الكويت، كيف تمت علينا الأحوال، ومرت الأيام، ونحن نسمع الفتوى تلو الفتوى من أئمة الإسلام الذين هم بين ظهرانينا، ونسأل الله أن يمتع بوجودهم، كيف عرفوا وكيف أفتوا، وكيف نظروا في العواقب، وكيف نظروا في المصالح، وكيف نظروا في المفاسد، وما الذي ترتب في المفاسد، أو من المفاسد على استقدام القوات، وما الذي ترتب من المفاسد على عدم استقدام القوات، المفاسد والمصالح إنما يعرفها أهل العقل والعلم، فينظرون إلى مصلحة الدين والدنيا معاً، فلما جاءت هذه النظرة من هؤلاء العلماء كانت فتواهم موفقة مسددة، فنفع الله بها البلاد والعباد، ورفع الله بها الشر، ودفع بها الشر الكثير، وجلب بها الخير الكثير، وأعاد الحق لأهل الحق، وأعاد أهل الحق إلى حقهم وبلدهم ووطنهم، وعرفتم ما عرفتم من مواقف المخالفين لهم الذين لم ينطلقوا من منطلق شرعي صحيح، وإنما انطلقوا من ساءة الظن بالعلماء حينما رموهم عن قوس واحدة بالمجاملة والمداهنة وخفة الدين وتسلط الحاكمين عليهم والتوقيعات ونحو ذلك، إلى غير ذلك، فأكذبهم الله، وأظهر سوء نواياهم، وخُبث طواياهم، وفضحهم وأشهر جهلهم، فعرفهم العام قبل الخاص، وهذه نصرة من الله سبحانه وتعالى لأوليائه ولحملة شريعته ولحماة طريقة رسوله -صلى الله عليه وسلَّم-.
فالواجب يا عباد الله علينا جميعا أن نحسن الظن بأهل العلم، وإذا ما جاءك القول عنهم ورأيت أنت أنه على خلاف ما هو الصواب، فاعلم أنك إن نظرت من ناحية، فإنما يصدرون ما يصدرون وقد نظروا إلى الأمر من نواح عدة، وزوايا متعددة، فرجحوا ما رجحوا وأنت لا تعلم الخفايا، ولا تعلم ما في الزوايا، ولا تعلم ما وراء كلامهم الذي صدروا عنه، فإنهم إنما يصدرون عن علم، وإنما يَقِفُون عن بصر، لأنهم على طريق رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-، فهمهم الأول هو نصرة الحق، ونصرة الدين، ورفع الملَّة، وإظهارها عالية في كل زمان ومكان، الكلام على حملة الشريعة، علماء الشريعة حقا .
أما المنتسبين والمدَّعين فهذا شيء آخر ليس هذا مكان الكلام فيهم، فهذا مما يجب لعلمائنا يا إخوتي علينا، يجب لهم علينا أن نحسن الظن بهم، وإحسان الظن بالعلماء خيره عظيم، ونفعه عظيم، لماذا ؟ لأنه يورث الطمأنينة في قلوبنا، أنهم ما يَصدُرون إلا وقد اتقوا الله سبحانه وتعالى فيما يقولون وفيما يذرون وفيما يتركون، فهذا هو من الواجب لهؤلاء العلماء علينا .
2- وقال: فلا يفوتني أن أذكر وقد نسيت، إن مما ينبغي، وهو من حقوق العلماء علينا ؛ الدعاء لهم، والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، والإكثار من ذلك بأن يوفقهم، وأن يسددهم، وأن يدلهم على الحق، ويهديهم إليه، حتى يرشدوا إليه غيرهم فإن هذا أيضا مما لهم علينا من الحقوق ؛ الدعاء، لأنهم من ولاة الأمر الذين نَوَّه الله سبحانه وتعالى بطاعتهم في قوله: ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )، على أحد التفسيرين في الآية، لأن أولي الأمر هم العلماء والأمراء، ولا تعارض بينهما فإن العلماء يأمرون بأمر الله- جل وعلا-، فينبغي لهم علينا أو من حقوقهم علينا أن ندعو الله سبحانه وتعالى لهم بالتوفيق والسداد والهداية، وأن يمدهم الله جل وعلا بعونه، وأن يبصِّرهم وأن يشرح صدورهم، وأن يعينهم، ونحو ذلك، وألا نَفتُر من هذا فإن فيه خيرا عظيما، وإن نفعه يعود عليهم وعلى غيرهم من المسلمين، نعم.
أقول مما يجب لهؤلاء العلماء علينا:
1- يجب لهم علينا إحسان الظن بهم .
إحسان الظن بهؤلاء العلماء، وإحسان الظن واجب علينا نحن عامة المسلمين وطلبة العلم خاصة، وقد كان أسلافنا -رضي الله عنهم- وأرضاهم على هذا المنهج، فقد جاء بعض من جاء إلى علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه-، فقال: كيف ترضى بأبي بكر عليك ؟ فقال -رضي الله تعالى عنه : (( لقد رضيه رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- لديننا، فما بالنا لا نرضاه لدنيانا))، قال: ((مروا أبا بكر فليصل بالناس )) -يعني في مرض موته عليه الصلاة والسلام- .
فلم يرض للدين لإمامة المسلمين في الصلاة إلا أبا بكر، قال: ((مروا أبا بكر فليصل بالناس))، فكيف يرضاه لنا في الصلاة ولا نأمنه على الشاء والبعير ؟!)).
فأقول: كيف ترضى بفتوى هؤلاء العلماء في إعادة زوجتك إن طَلقتْ، وقسمة التركة إن صعُبت، وأمر الصلاة إن دَقَّت، والزكاة والحج والصيام والحيض والنفاس، وكل ما يتعلق بأحكام الدين، كيف تقبل وتأمن هؤلاء العلماء يُفتونك في دينك، وإذا جاءت الفتوى إليك عنهم في دنياك أسأت بهم الظن ؟ لاسيما إذا جاءت مخالفة لرغبتك أو لشهوتك أو لتوجهك، سبحان الله !
إذن فإساءة الظن ليست منطلقة من منطلق صحيح قائم على ميزانٍ شرعي، لا، وإنما منشؤها هنا من هوى، وهذا أمر إذا نشأ وتأصل في قلب فنسأل الله العافية والسلامة، قَلَّ أن يخرج إلا أن يمنَّ الله -جل وعز- على صاحبه أو من ابتلاه به بالهداية فيخلصه منه .
وقد رأيتم في أحداث الخليج وما جرى علينا نحن المسلمين في هذه المنطقة، لا أقصد الكويت خاصة، ولكن؛ المملكة قبل الكويت، كيف تم ما تم علينا نحن معاشر المسلمين، من أهل المملكة وإخواننا من الكويت، كيف تمت علينا الأحوال، ومرت الأيام، ونحن نسمع الفتوى تلو الفتوى من أئمة الإسلام الذين هم بين ظهرانينا، ونسأل الله أن يمتع بوجودهم، كيف عرفوا وكيف أفتوا، وكيف نظروا في العواقب، وكيف نظروا في المصالح، وكيف نظروا في المفاسد، وما الذي ترتب في المفاسد، أو من المفاسد على استقدام القوات، وما الذي ترتب من المفاسد على عدم استقدام القوات، المفاسد والمصالح إنما يعرفها أهل العقل والعلم، فينظرون إلى مصلحة الدين والدنيا معاً، فلما جاءت هذه النظرة من هؤلاء العلماء كانت فتواهم موفقة مسددة، فنفع الله بها البلاد والعباد، ورفع الله بها الشر، ودفع بها الشر الكثير، وجلب بها الخير الكثير، وأعاد الحق لأهل الحق، وأعاد أهل الحق إلى حقهم وبلدهم ووطنهم، وعرفتم ما عرفتم من مواقف المخالفين لهم الذين لم ينطلقوا من منطلق شرعي صحيح، وإنما انطلقوا من ساءة الظن بالعلماء حينما رموهم عن قوس واحدة بالمجاملة والمداهنة وخفة الدين وتسلط الحاكمين عليهم والتوقيعات ونحو ذلك، إلى غير ذلك، فأكذبهم الله، وأظهر سوء نواياهم، وخُبث طواياهم، وفضحهم وأشهر جهلهم، فعرفهم العام قبل الخاص، وهذه نصرة من الله سبحانه وتعالى لأوليائه ولحملة شريعته ولحماة طريقة رسوله -صلى الله عليه وسلَّم-.
فالواجب يا عباد الله علينا جميعا أن نحسن الظن بأهل العلم، وإذا ما جاءك القول عنهم ورأيت أنت أنه على خلاف ما هو الصواب، فاعلم أنك إن نظرت من ناحية، فإنما يصدرون ما يصدرون وقد نظروا إلى الأمر من نواح عدة، وزوايا متعددة، فرجحوا ما رجحوا وأنت لا تعلم الخفايا، ولا تعلم ما في الزوايا، ولا تعلم ما وراء كلامهم الذي صدروا عنه، فإنهم إنما يصدرون عن علم، وإنما يَقِفُون عن بصر، لأنهم على طريق رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-، فهمهم الأول هو نصرة الحق، ونصرة الدين، ورفع الملَّة، وإظهارها عالية في كل زمان ومكان، الكلام على حملة الشريعة، علماء الشريعة حقا .
أما المنتسبين والمدَّعين فهذا شيء آخر ليس هذا مكان الكلام فيهم، فهذا مما يجب لعلمائنا يا إخوتي علينا، يجب لهم علينا أن نحسن الظن بهم، وإحسان الظن بالعلماء خيره عظيم، ونفعه عظيم، لماذا ؟ لأنه يورث الطمأنينة في قلوبنا، أنهم ما يَصدُرون إلا وقد اتقوا الله سبحانه وتعالى فيما يقولون وفيما يذرون وفيما يتركون، فهذا هو من الواجب لهؤلاء العلماء علينا .
2- وقال: فلا يفوتني أن أذكر وقد نسيت، إن مما ينبغي، وهو من حقوق العلماء علينا ؛ الدعاء لهم، والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، والإكثار من ذلك بأن يوفقهم، وأن يسددهم، وأن يدلهم على الحق، ويهديهم إليه، حتى يرشدوا إليه غيرهم فإن هذا أيضا مما لهم علينا من الحقوق ؛ الدعاء، لأنهم من ولاة الأمر الذين نَوَّه الله سبحانه وتعالى بطاعتهم في قوله: ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )، على أحد التفسيرين في الآية، لأن أولي الأمر هم العلماء والأمراء، ولا تعارض بينهما فإن العلماء يأمرون بأمر الله- جل وعلا-، فينبغي لهم علينا أو من حقوقهم علينا أن ندعو الله سبحانه وتعالى لهم بالتوفيق والسداد والهداية، وأن يمدهم الله جل وعلا بعونه، وأن يبصِّرهم وأن يشرح صدورهم، وأن يعينهم، ونحو ذلك، وألا نَفتُر من هذا فإن فيه خيرا عظيما، وإن نفعه يعود عليهم وعلى غيرهم من المسلمين، نعم.
انتهى المقتطف من هذه المحاضرة المفيدة .
تعليق